كيف نحمي أطفالنا من الإساءة الجنسية؟
أحمد بن عبدالله الشبيبي- أخصائي استشارات أسرية

تعد الإساءة الجنسية ضد الأطفال ظاهرة عالمية متفشية في كل الطبقات الاجتماعية والبلدان والقارات، وهي على قدر كبير من الخطورة ،ليس لأنها تخرق المواثيق الوطنية والدولية والإنسانية فحسب ، بل بسبب الآثار الضارة الناجمة عنها والتي تمس صحة الطفل بالإضافة إلى تأثيرها على الأسرة والمجتمع، فضلا عن تهديدها للصحة العامة ككل.

الإساءة الجنسية أو التحرش الجنسي بالأطفال من أخطر الجرائم التي تفشت في المجتمع في الآونة الأخيرة. وهي نوع من أنواع الاستغلال الجنسي الذي هو اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عن الأخير مستخدمًا القوة والسيطرة عليه. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخليعة والمواقع الإباحية يمكن أن يحدث الاعتداء الجنسي على الأطفال في مجموعة متنوعة من الأماكن وبوسائل مختلفة من الإعدادات، بما في ذلك المنزل، المدرسة، أو العمل كما أنه شائع في الأماكن التي بها عمالة للأطفال.

كثيرا ما يطرح عليّ أسئلة من خلال البرامج التي أقدمها والدورات التدريبية وفي برامج التواصل الاجتماعي أيضا عن مسألة الوقاية من الإساءة الجنسية ، وسؤال تطرحه الأمهات كثيراً وهو أن الدراسات أكدت وبينت أن الأم هي أكثر الأشخاص الذين يبوح لهم الأطفال بأسرارهم، فكيف أوقي أبنائي من الإساءة الجنسية؟

الجواب بسيط جدا ، ويتجلى في معرفة أن وقوع الاعتداء الجنسي على الطفل يحتاج لوقت وعلاقة وطيدة مع الطفل ينسجها المعتدي في غفلة عن والديه ،بسبب عدم انتباههم ،ونتيجة إهمالهما له ولعلاقاته فمن يعتدي جنسيا على الطفل في الغالب شخص له علاقة وثيقة وحميمة معه ، ما لم يكن الأمر اختطافا أو اغتصابا.

من خلال مقالنا اليوم عبر “أثير” سنوضح بعض التقنيات والأساليب التي تحد وتخفف من الإساءة الجنسية للطفل.

– من الجيد أن يحرص الآباء على ملاحظة الطفل باستمرار ومتابعة ميوله في اللعب وطريقة أنواع لعبه ومعرفة أصدقائه مع الحرص ألا يكون أي فرد أيا كان.

– تحسين مهارة الوالدين من خلال تزويدهما بالإرشاد حول كيفية معاملة أبنائهم عاملة حسنة ويجب عليهم ألا ينفروا أبناءهم منهم ويشعروهم بالطمأنينة.

– منح الأبناء مزيدا من الحرية للتعبير عن آرائهم من خلال إجراء نقاشات مفتوحة مع الوالدين وتشجيعها ،وتعويد الطفل على الحديث عن كل ما يمر به في يومه وبتفصيل ،حينها يمكن للآباء التقاط كل محاولة للتحرش أو الإساءة للطفل أو محاولة إغرائه.

– يمكن للأم أن تطور الحديث مع الأبناء عن موضوع الحماية من الاعتداء الجنسي بشكل تلقائي وهو ما يسمى بالتربية الجنسية للطفل بشكل عام.

– تعليم الأطفال وتدريبهم على الدفاع الذاتي وهو الدفاع عن النفس وذلك لمواجهة الاعتداء الجنسي.

– على الوالدين دائما إشعار الطفل دائما بالأمان والقرب منه وأنهما مصدر كل الحماية ، فغالبا ما يلجأ المعتدي إلى إرعاب الطفل وتهديده.

– الحرص دائما على فحص جسد الطفل يوميا أثناء تغيير ملابسه وغسله لكشف أي آثار لكدمات أو ضربات أو خدوش في جسمه وفحص ملابسه الداخلية وخلوها من الشعر أو أي إفرازات غريبة.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت