ما الآثار التي تنتج عن العنف ضد الأطفال والإساءة لهم؟
أحمد بن عبدالله الشبيبي- مختص في مجال الإرشاد الأسري

ظاهرة العنف والإساءة ضد الأطفال هي ظاهرة متفشية في كل الطبقات الاجتماعية والبلدان والقارات، وهي على قدر كبير من الخطورة ليس لأنها تخرق المواثيق الوطنية والدولية والإنسانية فحسب ، بل بسبب الآثار الضارة الوخيمة الناجمة عنها والتي تمس صحة الأطفال الجسدية والنفسية وبقاءهم ونماءهم الطبيعي بالإضافة إلى تأثيرها على الأسرة والمجتمع فضلا عن تهديدها للصحة العامة ككل. وهو تهديد بات يمثل أحد أكبر الأسباب المؤدية للوفاة والإعاقة في صفوف الاطفال متجاوزا بذلك إلى حد كبير ما يتسبب في مرض السرطان وحوادث السير والحروب المجتمعة وفق معطيات المنظمة العالمية للصحة وإحصاءاتها.

وسنتناول في مقالنا الأسبوعي عبر “أثير” مختلف الآثار التي تنتج عن واقعة العنف والإساءة للأطفال، وتجدر الاشارة هنا إلى أن آثار الإساءة والعنف على الأطفال قد تختلف من طفل لآخر تبعًا لعدة اعتبارات تتعلق بسن الطفل ونموه الجسدي والذهني والعاطي وشكل العنف.

الإساءة الجسدية: ينتج عن واقعة العنف والإساءة الجسدية آلام ومعاناة مباشرة للطفل في حينها لتترك بعد ذلك آثارًا جسدية من قبيل الكدمات وهزال شديد ،وصداع بالرأس ،ووجود بقايا نمل داخل الأذن ،والكدمات بأنواعها ،والكسور ،والجروح ،والحروق ،واحمرار العين ،والشلل ،والعاهات ،والإعاقات ،والتورمات ،ونزيف الدم ،ونزع الأظافر ،التسمم ،الغرق وقد يتطور إلى الوفاة.

المـؤشـرات النفسية والسلـوكية للإساءة الجسدية: تعارض أقوال الطفل بين الحين والآخر عن كيفية حدوث الإصابة وتعارض أقوال الطفل والمسؤول عن الإصابة وانزعاج الطفل عندما يلمسه الآخرون ولبس أكمام طويلة لتغطية الإصابات أو رفض تبديل الملابس والتأخر خارج المنزل أو الهرب منه.

الإساءة الجنسية: تعرض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي من ممارسات الراشدين وذلك بالفم أو اللمس أو الاحتضان أو الإيلاج للأعضاء التناسلية أو التحرش اللفظي كما تشمل أيضا استغلال الطفل في أغراض الدعارة أو إنتاج الصور الإباحية أو الإعلانات التجارية التهاب اللوزتين – تغير في المشي.

المـؤشـرات النفسيـة والسلـوكيــة للإساءة الجنسية: هناك مؤشرات دقيقة ومؤشرات غير دقيقة:- الوصف الدقيق للعلاقة الجنسية وممارسة الطفل لسلوكيات جنسية والممارسة القهرية للعادة السرية والفضول الزائد حول الجنس والاستعراض والانطواء ،الخوف من الأب ،التبول اللاإرادي ،الكوابيس الانقطاع من المدرسة ،التأخر الدراسي ،البكاء ،الصمت ،فقدان الشهية ،الهروب من المنزل ،الاكتئاب ومحاولة الانتحار ورفض الطفل النوم بمفرده.

الإساءة النفسية: سلوك تدميري للنفس يقوم به المعتدي تجاه الطفل ويشمل:- الرفض ،العزل الترهيب ،التجاهل ،الإهانة والتمييز ضده ومن مؤشراتها:-إخفاق في النمو ،شكاوي جسدية دائمة مثل الصداع وآلام البطن.

المـؤشـرات النفسية والسلوكية للإساءة النفسية: تراجع المستوى الدراسي ،يكره المعلم ،الخجل ،كثرة النوم ،التوتر ،القلق ،الخوف ،العزلة ،قضم الأظافر ،عدم القدرة على تشكيل علاقات حميمة ،يتجنب الأنشطة ،العدوانية ،الغضب وإيذاء الذات.

إساءة الإهمال والحرمان: عدم تقديم الاحتياجات الأساسية للطفل من قبل الذي يقوم برعايته في مجالات ( الصحة – التعليم – العاطفة التغذية – المسكن) ومن مؤشراتها لبس الطف ملابس لا تتناسب مع الطقس أو ملابس متسخة وممزقة ،تدني النظافة الشخصية أو التسوس الشديد للأسنان ،نقص المناعة ،التأخر في الحصول على العلاج التعب الظاهر على الطفل ،فقدان الوعي ومصروف الجيب.

المـؤشـرات النفسية والسلـوكيـة لإساءة الإهمال والحرمان: تطورات الطفل أقل بكثير من عمره ولا يستجيب للمثيرات البيئية وعدم فهمه لما حوله ،الغياب المتكرر ،تدني المستوى الدراسي ،صعوبات التعليم ،لا يوجد ارتباط قوي مع الوالدين والآخرين ،مشاكل النطق ،البول اللاإرادي ،التسول ،السرقة والقلق.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت