السجن المشدد‏15‏ عاما لمذيع التليفزيون إيهاب صلاح لإدانته بقتل زوجته

بعد تأكيد مسئوليته عن الجريمة
السجن المشدد‏15‏ عاما لمذيع التليفزيون إيهاب صلاح لإدانته بقتل زوجته
المحكمة استخدمت الرأفة مع المتهم نظرا للاستفزازات التي تعرض لها من القتيلة
متابعة‏:‏ سميرة علي عياد

في جلستها الثانية وبعد تلقيها تقرير الطب النفسي ـ الذي أكد مسئوليته عن الجريمة وسلامة قواه العقلية ـ قضت أمس محكمة جنايات الجيزة بمعاقبة مذيع قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري إيهاب صلاح

بالسجن المشدد ـ‏15‏ عاما ـ لإدانته بقتل زوجته ماجدة كمال بالرصاص بعد مشاجرة بينهما‏,‏ وأكدت المحكمة في أسباب حكمها انها استخدمت الرأفة مع المتهم وفقا للمادة ـ‏17‏ ـ من قانون العقوبات نظرا للظروف والملابسات المحيطة بالواقعة والاستفزاز الذي تخلل المشاجرة التي نشبت بينه وبين زوجته القتيلة‏,‏ كما قررت المحكمة إحالة دعوي التعويض المقامة من ورثة المجني عليها للمحكمة المدنية المختصة‏,‏ صدر الحكم برئاسة المستشار رشدي عمار وعضوية المستشارين محمد مصطفي وإبراهيم لملوم‏,‏وحضور محمود عبود مدير النيابة وأسامة الشيمي وسامح عبدالعليم وكيلي النيابة وسكرتارية جلسة أحمد مصطفي‏.‏
في بداية الجلسة تم إيداع إيهاب صلاح في قفص الاتهام وبدت عليه علامات الترقب والهدوء‏,‏ وظل شقيقه وأسرة القتيلة ينظرون إليه‏,‏ ثم خرجت هيئة المحكمة علي المنصة وسألته عما وجه إليه من اتهام فقرر انه لم يكن يقصد قتل زوجته وانما كان يهددها فقط باستخدام المسدس لاخافتها‏,‏ ثم عقب ذلك أدلت النيابة العامة بمرافعتها حيث طالبت بتوقيع أقصي العقاب علي المتهم مشيرة إلي أنه هو من فعل بنفسه هذا فعندما تعرف علي المجني عليها في بادئ الأمر كان يرغب في إقامة علاقة غير شرعية معها ثم تزوجها طمعا في مالها ومهما كان سوء خلقها فهو اسوأ فاستحالة العشرة بين الزوجين لاتبرر قتل احدهما للآخر‏.‏
وأكدت النيابة ان القتل من ابشع صور الظلم‏,‏ واستعرضت تفاصيل ارتكاب الجريمة والأدلة علي توافرها‏,‏ مشيرة إلي ان المجني عليها عندما رأت المتهم يطل من شاشة التليفزيون أعجبت به ورغبت في ان تصل إليه وتعرفت عليه ثم تزوجته وأوضحت النيابة ان هذه الزيجة تفتقد لأحد شروط الكفاءة لانحراف سلوك المتهم‏,‏ حيث جمعت المصلحة بينهما وليلة الحادث عاد المتهم من عمله وكعادته تناول ما حرمه الشرع من مخدر الحشيش ثم نشبت بينهما مشادة استخدم فيها سلاحه الناري والذي كان يملكه والده ضابط الشرطة‏,‏ إلا ان هناك فرقا بين والده والذي استخدم هذا السلاح للدفاع عن المجتمع بينما حمله الجاني وصوبه نحو رأس زوجته فخرج منه العيار الناري الذي أودي بحياتها‏.‏
وأشارت النيابة إلي ان المتهم ارتكب جريمته بعد أن اخذته العزة بالأإم عندما واجهته المجني عليها بحقيقته حيث تنازل عن اهم ما يميز الرجال عن النساء وهو القوامة وشرحت النيابة أدلة الاتهام علي جناية القتل العمد بالنسبة للمتهم قائلة ان بمعاينتها موقع الحادث تبين ان المقعد الذي كان يجلس عليه الجاني مقابلا للمكان الذي كانت القتيلة واقفة فيه لايفصل بينهما سوي سرير الحجرة ومن ثم خرج الطلق الناري نحو رأسها‏,‏ حيث اكد تقرير الصفة التشريحية الخاص بها انها توفيت اثر اصابتها بتهتك في المخ‏,‏ كما ان تحليل بول المتهم ثبت به اثار مخدر الحشيش واكدت النيابة ان نية المتهم في ارتكابه للجريمة كانت متوافرة لأنه عندما صوب المسدس نحوها كان يعلم ان به طلقات‏,‏ واضافت أنه قبل حدوث المشادة وارتكابه للجريمة لا توجد لديه نية للقتل لكن بعد المشاجرة التي حدثت بينهما ارتكب الواقعة وهو علي علم بما يمكن ان يحدثه سلاحه‏.‏
وفي خطوة مفاجئة وعقب انتهاء النيابة من مرافعتها طالب دفاع ورثة المجني عليها رد هيئة المحكمة وتم الاستماع إلي مرافعة دفاع المتهم الذي اكد انه كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه من الاعتداءات التي تعرض لها من القتيلة وسبه وصفعه علي وجهه وتكسير نظارته واستشهد بما تضمنه تقرير الحالة النفسية والعقلية لموكله بأن زوجته كانت تتسم بالعنف ثم قرر ان اعترافات‏(‏ إيهاب‏)‏ يشوبها البطلان نظرا لانه كان تحت تأثير المخدر وبالتالي إرادته ليست حرة‏.‏
وأكد ان لحظة ارتكاب الجريمة لم يكن هناك أحد موجود وشاهد هذه اللحظة التي دارت وقائعها بين المتهم وزوجته وبعد ان انتهت المحكمة من سماع جميع اطراف القضية أصدرت حكمها المتقدم والذي استقبلته أسرة المتهم بحالة من الوجوم والحزن الشديد وظلوا جالسين صامتين بالقاعة لأكثر من‏15‏ دقيقة‏,‏ بينما تم اخراج المذيع سريعا من قفص الاتهام لترحيله إلي السجن بينما بدت علامات الفرحة علي وجه والد وشقيقات القتيلة‏.‏