العلاقات بين البرلمان والمجتمع المدني
في الجزائر : الواقع والآفاق

عبد الناصر جابي نوفمبر 2006

توطئة

سنحاول التطرق ضمن هذه الدراسة بالتحليل إلى تلك العلاقات الموجودة فعلا بين البرلمان التعددي الذي ظهر للوجود بعد انتخابات 1997 التشريعية والمجتمع المدني في الحالة الجزائرية .

مما يفرض علينا في الأول تحديد مفهوم المجتمع المدني ليس كما ظهر نظريا وتم التعامل معه في المجتمعات الغربية التي عرفت ولادته الأولى فقط، بل محاولة تحديد المحتوى الذي أخذه المفهوم في الحالة الجزائرية ودوره في الحركية الاجتماعية منطلقين من خلفية الظرف التاريخي وخصائصه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي برز فيها وتطور فيها ،كتلك القوى الاجتماعية التي تبنته والأخرى التي تحفظت عليه عند ظهوره كمفهوم على الساحتين السياسية والإعلامية ، دون نسيان الأشكال التنظيمية التي تجسد فيها هذا المفهوم في الجزائر والإطار القانوني الذي أطره والاهتمامات التي كانت محل انشغال فيه وكيف تطورت هذه الأخيرة مع الوقت .

العلاقة بين البرلمان والمجتمع المدني، نوعيتها والأشكال التي أخذتها في التجربة الجزائرية بكل ما ميزها من نقاط قوة ونقاط ضعف ستكون إحدى محاور هذه الدراسة للتعرف عن قرب على واقعها وآفاقها والمحددات الهيكلية والفكرية التي تخضع لها. كما أننا سنحاول التعرف عن قرب على تأثير هذه العلاقة على العمل التشريعي المنجز من قبل البرلمان الجزائري بالتركيز على عمل اللجان البرلمانية، للوصول أخيرا إلى اقتراح بعض التوصيات حول هذه العلاقة بين البرلمان والمجتمع المدني كخاتمة لهذه الدراسة.

مقدمـة
يخبرنا التتبع التاريخي لنشأة مفهوم المجتمع المدني وتطوره ،أننا أمام مفهوم ذي عمق تاريخي أكيد حتى وإن ظل يلاقي صعوبات جمة في الوصول إلى دقة أكبر. فالدراسات الكثيرة والمتنوعة التي اهتمت بالمفهوم دوليا في السنوات الأخيرة من مقاربات علمية مختلفة تعود بنا إلى الفلسفة اليونانية وإلى أرسطو، بالتحديد، الذي ربط من خلاله بين المواطنة والمدينة السياسية.

محطة ثانية هامة تعود إليها هذه الدراسات التي ازدهت بقوة في السنوات الأخيرة ويتعلق الأمر بأوروبا الثورة البرجوازية والتصنيع من خلال مفكريها المؤسسين، ومن كل أنواع الطيف الفكري الذي عرفته القارة. في تحديدهم لمفهوم المجتمع المدني، اعتمد هؤلاء على ثلاث دلالات ترجع إلى اعتبارات ثلاثة:… باعتباره البديل لسلطة الكنيسة على المجتمع ؛ باعتباره البديل لسلطة الدولة الإمبراطورية القائمة على الثنائية الراعي والرعية ؛ و باعتباره البديل لهيمنة الأسرة المتمثلة في الأب الذي يتحول في النظام الأبوي البطريركي إلى شيخ القبيلة.

رغم هذا العمق التاريخي، فإن مفهوم المجتمع المدني لم يحظ بالاهتمام المستحق طيلة حقبة طويلة من تاريخ الفكر السياسي الغربي وإلى غاية الثمانينيات من القرن الماضي حيث بدأ استحضاره من جديد وبقوة ملفتة للنظر، موازاة مع التحولات التي بدأت تعيشها مجتمعات ودول وسط وشرق أروربا الاشتراكية سابقا، بدءا بما عرفته التجربة البولونية التي تميزت بظهور نقابة التضامن كفاعل أساسي في عملية الانتقال السياسي .

ما ميز هذه العودة الأخيرة لمفهوم المجتمع المدني ، أنها تمت بدعم واضح من قبل المؤسسات السياسية والمالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي كانت وراء تسويق المفهوم دوليا هذه المرة وبالإشكال التنظيمية التي عرفها ،بعد أن منحته العولمة الطاغية أبعادا كونية، ليقرن المفهوم بعمليات التحول الاقتصادي نحو اقتصاد السوق والتعددية السياسية التي عاشتها بلدان شرق أوروبا والكثير من بلدان العالم الثالث، بدءا من ثمانينيات القرن الماضي. ومع ذلك، بقي المفهوم غامضا وظل يستعمل في حالات شتى كربطه في بعض الأحيان بالحركات الاجتماعية ؛ مما زاد في طابعه الوصفي والمعياري على حساب دقته المفاهيمية المطروحة كقضية معرفية منذ ظهوره.

المجتمع المدني في الجزائر …بداية الظهور

عرفت الساحتان الإعلامية والسياسية في الجزائر مفهوم المجتمع المدني في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي لتأخذ تطبيقاته منحنيات وخصائص اللحظة التاريخية التي ظهر فيها بكل تشعباتها السوسيولوجية والسياسية والفكرية. لقد بدأ الحديث عن المفهوم الجديد في الوقت الذي كان فيه النظام السياسي الجزائري يعيش أزمة حادة في قاعدته الاقتصادية ، وشرعية مؤسساته السياسية ونمط تسييرها المعتمد على الدولة كفاعل وحيد ،ليس في المجال السياسي فقط ،بل حتى في المجال الاقتصادي والاجتماعي .

لم يكن من الغريب في هذه الحالة، أن يرتبط مفهوم المجتمع المدني بالحديث عن عمليات الانتقال التي حاول النظام السياسي الجزائري القيام بها ابتدءا من النصف الثاني من الثمانينيات ؛ وهو ما جعل مفهوم المجتمع المدني يبدو في الحالة الجزائرية ،كمفهوم رسمي أكثر منه مفهوما شعبيا أو معارضا.

لقد قامت السلطة السياسية من خلال وسائل الإعلام الرسمي بالحديث عن المجتمع المدني والترويج له اجتماعيا ، أكثر من أي قوة اجتماعية او سياسية اخرى، بنية جعله وسيلة جديدة، تنظيمية وسياسية، لتوسيع قاعدة السلطة ومساعدتها على إنجاز عملية الانتقال والخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية للنظام الأحادي القائم.تم ذلك من خلال فرض خطاب سياسي جديد وإشراك فاعلين اجتماعيين جدد كقاعدة اجتماعية جديدة. وهو ما تبين لاحقا من خلال العلاقات الوطيدة التي تملكها عديد الجمعيات مع الجهاز الإداري والتنفيذي والتي تبرز أكثر بمناسبة محطات سياسية معينة كالانتخابات السياسية.

لم يكن غريبا في الجزائر ، أن تتلقف بعض القوى الاجتماعية والسياسية أكثر من غيرها هذا المفهوم وتتبنى أطره التنظيمية الجديدة وخطابه الفكري، بعد أن أضافت إلى غموضه الأصلي ما ترتب عن خصوصيات الحالة الجزائرية في الميادين الاجتماعية والثقافية –اللغوية على وجه التحديد. فقد تبنت المفهوم أكثر عند ظهوره وبداية التعامل معه بعض القوى الاجتماعية التي غلب عليها الطابع الحضري من أبناء الفئات الوسطى الأقرب للفضاء الثقافي المفرنس ، في حين تحفظت على المفهوم وتأخرت في تجسيده التنظيمي الكثير من القوى الاجتماعية والفكرية القريبة من النظام الرسمي التي رأت فيه وسيلة لكسر موازين القوى السياسية القائمة وإشراك لقوى اجتماعية وسياسية جديدة في المنافسة السياسية .

إن الموقف المتحفظ وحتى الرافض الذي ووجه به مفهوم المجتمع المدني من قبل بعض القوى السياسية والاجتماعية القريبة من النظام الرسمي الجزائري ، والذي كان هو نفس موقف بعض القوى المحسوبة على التيار السياسي -الديني تقريبا والذي لم يمنعها من الاستفادة اللاحقة من هذا الوضع التعددي الجديد وتكوينها العديد من الجمعيات ، النقابات والأحزاب على غرار القوى السياسية الأخرى، التي ساعدها على البروز أكثر وجود تجربة الإعلام المستقل المكتوب والانفتاح الجزئي للإعلام الرسمي المرئي والمسموع لبعض الوقت، في فترة تميزت بصعود بارز للحركات الاجتماعية الاحتجاجية .

المجتمع المدني وإطاره القانوني الجديد
كان من تداعيات أحداث اكتوبر1988 التي عاشتها الجزائر ،ظهور إطار دستوري وقانوني جديد تم بموجبه الاعتراف بحق المواطنين في التنظيم المستقل للتعبير عن أرائهم السياسية والدفاع عن مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية ، بعد المصادقة على الدستور الجديد 1989 وضمن الجو السياسي والنفسي المتولد عن أحداث اكتوبر والذي كان من نتائجه، تفريخ عدد كبير من الجمعيات والأحزاب والنقابات في وقت قياسي قصير لم يعرفه الجزائريون من قبل.

علما أن الجزائر قد عرفت محاولة محتشمة لتغيير الإطار القانوني المسير للعمل الجمعوي في بداية النصف الثاني من الثمانينيات 1987 لتسهيل عملية تكوين جمعيات لكنها بقيت من دون نتائج كبيرة على الساحة التنظيمية نظرا للمقاومة التي وجدتها من داخل النظام السياسي نفسه والملابسات السياسية التي تمت فيها عملية الانفتاح هذه، التي لم تتمكن من تجنيد قوى اجتماعية واسعة .

لقد أفرغت الأحادية السياسية التي ميزت النظام السياسي الجزائري بعد الاستقلال ،قانون 1901 الموروث عن الحقبة الاستعمارية والمتعلق بالجمعيات من طابعه الليبرالي في الممارسة العملية، خاصة بعد سلسلة النصوص القانونية التي تم إصدارها بدءا من الستينيات ولغاية السبعينيات كمنشور سنة 1964 وأمريه 3ديسمبر 1971 المعدلة في 7 جوان 1972 التي تشترط مادتها الثانية على سبيل المثال ، موافقة ثلاث مؤسسات رسمية هي وزير الداخلية والوزير المكلف بالقطاع والسلطة المحلية (أي الوالي) عند طلب تأسيس جمعية في الميادين الثقافية، الدينية والرياضية.

المجتمع المدني في الدستور الجزائري
قبل التطرق إلى علاقة المجتمع المدني بالبرلمان، لابد أن نعرج بعجالة لمعرفة ما تضمنه الدستور الجزائري حول المجتمع المدني كإطار قانوني يضبط العلاقة بينه وبين البرلمان، ويحدد ممارسة هذه الحقوق الممنوحة للمواطن في مجال التنظيم للدفاع عن مصالحه. فالدستور الجزائري واضح في وضع الفروق بين الحزب والجمعية والنقابة ويعترف بها كلها كأشكال تنظيمية مختلفة.

ففي فصله الرابع المتعلق بالحقوق والحريات، ينص الدستور في مادته 33 على الحق في الدفاع الفردي أو عن طريق الجمعية عن الحقوق الأساسية للإنسان وعلى أن الحريات الفردية والجماعية مضمونة.

وتتضح هذه الحقوق أكثر في نص المادة 41 التي تنص على أن حريات التعبير، وإنشاء الجمعيات، والاجتماع، مضمونة للمواطن. كما يدرج الدستور مادة خاصة للتمييز بين الجمعية والحزب، ألا وهي المادة 42 المتصلة بالحق في إنشاء أحزاب حيث تنص على أن ،حق إنشاء الأحزاب السياسية معترف به ومضمون.

غير أنها تضيف أنه لا يمكن التذرع بهذا الحق لضرب الحريات الأساسية، والقيم والمكونات الأساسية للهوية الوطنية، والوحدة الوطنية، وأمن التراب الوطني وسلامته، واستقلال البلاد، وسيادة الشعب، وكذا الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة. وفي ظل احترام أحكام هذا الدستور، لا يجوز تأسيس الأحزاب السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي. وعليه، لا يجوز للأحزاب السياسية اللجوء إلى الدعاية الحزبية التي تقوم على العناصر المذكورة.

كما يحظر على الأحزاب السياسية كل شكل من أشكال التبعية لمصالح أو جهات أجنبية.
كما لا يجوز أن يلجأ أي حزب سياسي إلى استعمال العنف أو الإكراه مهما كانت طبيعتهما أو شكلهما.

تحدد التزامات وواجبات أخرى بموجب قانون.
بعد ذلك، يعود الدستور الجزائري، في مادة أخرى، إلى الحديث عن حق إنشاء الجمعيات تحديدا وتشجيع الدولة لها. المادة 43 تنص على أن حق إنشاء الجمعيات مضمون. تشجع الدولة ازدهار الحركة الجمعوية. يحدد القانون شروط وكيفيات إنشاء الجمعيات.

واضعا الفروق بين الجمعية والنقابة من خلال هذه المادة، المادة 56 التي تنص على أن : الحق النقابي معترف به لجميع المواطنين. وفي الأخير، يكرس الدستور حق الإضراب كوسيلة للدفاع عن الحقوق، كما جاء في المادة 57 التي تنص على أن: الحق في الإضراب معترف به، ويمارس في إطار القانون.يمكن أن يمنع القانون ممارسة هذا الحق، أو يجعل حدودا لممارسته في ميادين الدفاع الوطني والأمن، أو في جميع الخدمات أو الأعمال العمومية ذات المنفعة الحيوية للمجتمع.

الدستور يترك للقانون، في أكثر من حالة، أمر تحديد شروط ممارسة هذه الحقوق، لتبرز الفوارق النوعية بين ما يمنحه الدستور وبين ما تحدده القوانين في هذه الحالة وغيرها من الحالات الأخرى.هذا الواقع الملحوظ في أكثر من دراسة عربية والتي لخصها تقرير التنمية الإنسانية العربية لسنة 2004، وهو يتكلم عن الكثير من الحريات التي تمنحها الدساتير العربية نظريا والتي كثيرا ما تكبلها التشريعات التنظيمية المتشددة. هكذا، يضيف محررو التقرير في خلاصتهم،..أن الدساتير العربية تحيل إلى التشريع العادي لتنظيم الحقوق والحريات، غير أن التشريع العادي غالبا ما يجنح إلى تقييد الحق، بل مصادرته أحيانا تحت ستار تنظيمه وبهذا يفقد النص الدستوري، رغم قصوره أحيانا، كثيرا من جدواه ليتحول إلى مجرد واجهة دستورية تفاخر بها الدولة أمام المجتمع الدولي .على الرغم من كونها لافتة فارغة من أي مضمون حقيقي .

المجتمع المدني بين النص القانوني والممارسة الفعلية
لقد أبدت بعض الدراسات العربية المقارنة التي أجريت في بداية التسعينيات على الجمعيات والمجتمعات المدنية إعجابا واضحا بالحالة الجزائرية وهي تتحدث عن التشريعات المنظمة للعمل الجمعوي في عملية تكوين الجمعيات خاصة ، واصفة هذه القوانين بالمتسامحة اعتمادا على المادة السابعة من قانون الجمعيات التي تتحدث عن شروط التأسيس والتي لا تتطلب نظريا إلا التصريح لدى السلطات المختصة. ومع ذلك، القراءة الجيدة للقانون والممارسات الفعلية المرتبطة به، قد تجعل الملاحظ يعيد النظر في هذا الحكم المتفائل الذي ارتبط بمرحلة بداية التسعينيات، قبل أن تسوء الأوضاع في الجزائر بسرعة فائقة بعد ذلك جراء تدهور الوضع الأمني والسياسي. ولتوضيح ذلك، نذكر ما يلي :

– المادة 7 : تؤسس الجمعية قانونا بعد الإجراءات التالية :
1. إيداع تصريح التأسيس لدى السلطات العمومية المختصة المذكورة في المادة 10من هذا القانون.

2. تسلم وصل تسجيل تصريح التأسيس من خلال السلطة العمومية المختصة خلال 60 يوما على الأكثر من يوم إيداع الملف وبعد دراسة مطابقة لأحكام القانون.

3. القيام بشكليات الإشهار على نفقة الجمعية في جريدة يومية إعلامية واحدة على الأقل ذات توزيع وطني.

– المادة 8 : تخطر السلطة المختصة الغرفة الإدارية في المجلس القضائي المختص إقليميا خلال ثمانية أيام على الأكثر قبل انقضاء الأجل المنصوص عليه في المادة 7 أعلاه.

إذا رأت أن تكوين الجمعية يخالف أحكام هذا القانون يعود إلى الغرفة الإدارية أمر الفصل في ذلك خلال 30 يوما الموالية للإخطار. وإذا لم تخطر الجهة القضائية المذكورة، عُدّت الجمعية المعنية مكونة قانونا بعد انقضاء الأجل المقرر لتسليم وصل التسجيل.

الأهم من ذلك أن المادة الثامنة من نفس القانون تمنح السلطة القضائية وحدها الحق في رفض الاعتراف بتأسيس الجمعية وتمنح آجالا للنطق بالحكم وإلا اعتبرت الجمعية مكونة قانونا.

بالطبع فإن تطبيق قوانين مثل هذه تحيل مباشرة إلى مسألة استقلالية القضاء الذي منح دورا مهما في مرحلة التأسيس الأولى للجمعيات. القضاء الجزائري، المعروف عنه قلة استقلاليته في علاقاته بالسلطة التنفيذية وتسويفه في البت في القضايا، استفادت منه الجهات الرسمية على حساب المواطن بمحدودية إمكانياته.أن التسامح النسبي، الملحوظ نظريا على القانون الجزائري المنظم لتكوين الجمعيات، سيفقد الكثير من مصداقيته لو قمنا بتصفح المواد الأخرى من نفس القانون المنظمة لدور السلطة العمومية، ليس في مرحلة التأسيس فقط، بل أثناء عملية التسيير اليومي لعمل الجمعية، علاقاتها بالمحيط الوطني والدولي تمويلها..الخ. من ذلك مثلا ما جاء في المادتين 17 و18 أدناه.

– المادة 17 : يجب على الجمعيات أن تعلم السلطات العمومية المختصة المنصوص عليها في المادة 10 من هذا القانون بكل التعديلات التي تدخل على قانونها الأساسي وجميع التغييرات التي تطرأ على هيئاتها القيادية خلال 30 يوما الموالية للقرارات التي تتخذ في هذا الشأن.

– المادة 18 : يجب على الجمعيات تقديم كل المعلومات المتعلقة بعدد المنخرطين فيها وكذا مصادر أموالها ووضعها المالي بصفة منتظمة إلى السلطة العمومية المختصة، وفقا للكيفيات التي يحددها التنظيم.

هاتان المادتان، تجعل الجمعية تحت رقابة وزارة الداخلية مباشرة.

لقد بينت تجربة الكثير من الجمعيات الوطنية، وحتى المحلية، أنها، عمليا، أمام إعادة اعتراف بها كل مرة تقوم فيها بإجراء انتخابات قيادة جديدة خاصة فيما يتعلق بأعضاء المكتب الوطني للجمعية، رئيسها وأمينها العام والمكلف بالمالية على وجه التحديد.

وباعتبار الرئيس هو الممثل القانوني للجمعية ويملك مع أمين المالية حق تسيير مالية الجمعية، فإن أي تغيير لهما يعني عمليا إعادة تسجيل جديد للجمعية أمام مصالح وزارة الداخلية التي قد تستغل هذه الفرصة للضغط على الجمعية وعدم منحها تأشيرة المطابقة. فإمضاء الرئيس وأمين المالية مطلوبان من قبل كل البنوك ومراكز البريد عند أي معاملة مالية مهما كان حجمها؛ مما يعني أن كل تغيير في الحصول على تأشيرة المطابقة معناه تعطيل فعلي لعمل الجمعية قد يدوم عدة شهور.

الجمعيات الجزائرية التي عادة ما تعرف الكثير من المشاكل بين قياداتها. تظهر هذه المشاكل بمناسبة تغيير القيادات وتنظيم الجمعيات العامة الانتخابية ؛ مما يمنح فرصة لتدخل الإدارة بعد طلب التحكيم الذي تلجأ إليه بعض القيادات الجمعوية ، لرفضها لنتائج التغيير.

لعل هذا الوضع راجع، من دون شك، ليس فقط إلى غياب الثقافة الديمقراطية داخل الفضاء الجمعوي، بل أيضا إلى غياب الآليات الديمقراطية في التسيير اليومي للفضاء الجمعوي ؛ مما يؤدي إلى بروز واضح لظاهرة الانشقاق وشلل الكثير من الجمعيات بل واختفائها الذي لاحظته أكثر من دراسة .

العلاقات الدولية للجمعيات هي الأخرى خاضعة لوصاية السلطة العمومية إذ يفرض القانون من خلال مادته 21 موافقة وزارة الداخلية ويمنع الجمعيات المحلية (الولائية أو البلدية) – وهي الأكثر عددا بين الجمعيات – من أي انضمام لأي تجمعات أو تنسيقيات دولية مهما كانت.

نفس الشيء بالنسبة للهبات التي يمكن أن تحصل عليها الجمعيات الوطنية من الخارج، فشرط الحصول على موافقة وزارة الداخلية القبلي مطلوب هنا كذلك، علما بأن الجمعيات الجزائرية، وخلافا لما هو شائع في تجارب عربية أخرى على سبيل المثال، لازالت عاجزة ،كلما تعلق الأمر بتجنيد الأموال والهبات من الخارج لصالحها.

كما أن حصولها على مساعدات من قبل السلطات العمومية الجزائرية (وزارات، ولايات، بلديات) يبقى محدودا وغير منتظم، حسب شهادة الكثير من رؤساء الجمعيات. فالتمويل والوضع المادي المرتبط بالتسيير اليومي بصفة عامة يبقيان على رأس اهتمامات الجمعية الجزائرية إلى حد الساعة.

رغم إمكانية الاعتراف القانوني للجمعيات بالاستفادة من وضعية جمعية ذات نفع عام التي تسمح لها بالحصول على هبات ومساعدات خاصة، إلا أن هذه المكانة لم تستفد منها إلا جمعيتان وطنيتان كبيرتان هي الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية؛ وهما جمعيتان يعود تاريخ تأسيسهما إلى مرحلة ما قبل الاستقلال وظهور الدولة الوطنية نفسها.

الجمعيات والإدارة : وجها لوجه
إضافة إلى صعوبات التأسيس والتسيير – التي تبقى إلى حد كبير تحت سيطرة السلطات العمومية ممثلة في وزارة الداخلية بالنسبة للجمعيات الوطنية بفعل القانون والممارسات البيروقراطية المختلفة – فإن الأهم من ذلك أن الوزارة تحتفظ بحقها في طلب حل الجمعيات، بواسطة قرار قضائي، حسب الشروط المحددة في المادين 32 و35 كما هو مبين أدناه. لا داعي إلى التذكير هنا كذلك أن منح هذا الحق للقضاء، بعد شكوى السلطات العمومية أو غيرها، يطرح بحدة مسألة استقلالية القضاء ومدى حياديته عندما يتعلق الأمر بشكوى مقدمة من قبل السلطات العمومية داخل نظام سياسي تميز دائما بسيطرة واضحة للسلطة التنفيذية على باقي السلطات – بما فيها القضائية – وعدم الفصل بينها .

– المادة 32 : يمكن للجهات القضائية المختصة أن تعلن تعليق نشاط الجمعية وجميع التدابير التحفظية الخاصة بتسيير الأملاك، دون المساس بالقوانين والتنظيمات الجاري بها العمل، بناء على عريضة تقدمها السلطة العمومية المختصة حسب الشروط المنصوص عليها في المادة 33 من هذا القانون. تنتهي هذه التدابير بقوة القانون إذا رفضت الجهة القضائية المعنية تلك العريضة، بصرف النظر عن رأي طريق طعن آخر .

– المادة 35 : يمكن أن يطرأ حل للجمعية بالطرق القضائية بناء على طلب السلطة العمومية أو شكوى الغير إذا مارست الجمعية أنشطة تخالف القوانين المعمول بها أو تكون غير واردة في قانونها الأساسي .

بالطبع، زادت عيوب هذا الإطار القانوني بالنقائص التي ميزته عند الممارسة الميدانية له بعد إعلان حالة الطوارئ في سنة 1992 وما نتج عنها من تقييد عملي للحركة الجمعوية التي تأثرت نشاطاتها سلبا بأجواء هذه الفترة الصعبة من تاريخ البلاد .

مجتمع مدني مختزل
رغم أن الإطار القانوني الجديد الذي نتج عن أحداث اكتوبر 1988 قد فتح المجال واسعا للجزائريين في تكوين الأحزاب ،النقابات والجمعيات إلا أن مفهوم المجتمع المدني على الساحة الجزائرية قد ارتبط أكثر بالجمعيات والنخب التي أطرت هذا الفضاء الجديد بكل التنوع الذي عرفته اهتماماتها والتي يمكن أن نأخذ صورة عنها من خلال هذا الجدول في آخر ملحق الدراسة .

تؤكد المعطيات الرسمية أننا أمام عدد كبير جدا من الجمعيات خاصة عندما يتعلق الأمر بالجمعيات المحلية التي تجاوز عددها السبعين ألف جمعية حسب معلومات حديثة ، منتشرة جغرافيا في كامل التراب الوطني حتى ولو كان ذلك بدرجات متفاوتة لصالح المدن الكبرى وبعض جهات الوطن ،كمنطقة القبائل .

لقد تطورت هذه الجمعيات عدديا بسرعة مباشرة بعد المصادقة على قانون الجمعيات رغم ما عرفه تطورها من خمول خلال النصف الثاني من التسعينيات نتيجة الأوضاع الصعبة التي عرفتها الجزائر. تهتم هذه الجمعيات الناشئة بمواضيع مختلفة يأتي على رأسها ما تسميه مصالح وزارة الداخلية بالقضايا المهنية، جمعيات الأحياء و الاهتمامات الدينية والرياضة والمسائل الثقافية دون إهمال القضايا الاجتماعية – الصحة، المعاقون، الشغل…الخ – التي تفاقمت في السنوات الأخيرة ؛ مما جعل الجمعيات تأخذ منحى مطلبيا واضحا في وضع تميز بغياب جزئي للدولة جراء الخيارات الجديدة المتبناة في الميادين الاقتصادية وأزمة مالية عانت منها لسنوات عدة.

نفس الملاحظات يمكن القيام بها حول العدد الكبير للجمعيات ذات الطابع الوطني التي اقتربت من الألف جمعية والتي تنشط في ميادين شتى يأتي على رأسها الجمعيات المهنية والرياضية والثقافية والصحية…الخ كما هو موضح في الجدول المذكور.

علما بأن الجمعيات الجزائرية، لاسيما المحلية منها وحتى بعض الجمعيات الوطنية، عادة ما تتميز بتعددية نشاطها ،مما يفقد هذا التصنيف المعتمد من طرف المؤسسات الرسمية الكثير من الدقة، فالتجربة الميدانية تبين أن الجمعية التي تنشط في ميدان الصحة يمكن أن تقوم بعدة نشاطات في ميدان الطفولة والمرأة. نفس الشيء بالنسبة إلى الجمعية الثقافية التي يمكن أن تقوم، بمناسبات وطنية ودينية، بنشاطات ذات طابع اجتماعي وحتى خيري تحت ضغط الظرف الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي وحتى الطبيعي الذي كان كثير التقلبات خلال العمر القصير لظهور المجتمع المدني في الجزائر( حركة زلزالية نشطة مست أكثر من جهة وفيضانات) .

بالطبع، لا يمكن إغفال تداعيات الأزمة الأمنية والسياسية التي عاشتها الجزائر بدءا من السنوات الأولى للتسعينيات على مؤسسات المجتمع المدني التي عانتها وهي في بداية انطلاقها كمؤسسات وبرامج ؛ مما فرض عليها أعباء وشروط عمل لم تكن مؤهلة لها.

وهو نفس المحيط الذي اشتغلت ضمنه النقابات المهنية المستقلة والأحزاب السياسية التي ظهرت بعد الاعتراف بالتعددية، رغم أن المتعارف عليه جزائريا أن المجتمع المدني قد اختزل في الجمعية وجزئيا النقابات المهنية ورابطات حقوق الإنسان، دون الحزب السياسي ؛ مما يفرض علينا التطرق إلى ظاهرة النقابات المهنية التي كانت التعبير الرئيسي الذي عبر من خلاله عالم الشغل عن نفسه بفاعليه الرئيسيين :

العمال الأجراء وأرباب العمل، زيادة، بالطبع، على الجمعيات بشكليها الوطني والمحلي. علما بأننا لم نلاحظ بروز قوي للأشكال الأخرى الممكنة من التنظيمات المهنية والفئوية كالتعاضديات على سبيل المثال في عالم الشغل الذي عرف تحولات جذرية خلال هذه الفترة جراء الأزمة الاقتصادية وتداعيات الوضع السياسي والأمني، مع ما أفرزته الخيارات السياسية الاقتصادية الجديدة التي بدأت في التجسيد مع بداية التسعينيات.

المجتمع المدني وعالم الشغل بين نقابات الفئات الوسطى … ؟
نفس الإطار الأحادي الذي تكلمنا عنه ونحن بصدد الحديث عن الجمعية يمكن أن نكرره فيما يخص العمل النقابي الذي كان محتكرا من قبل النقابة التاريخية، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ليتغير المشهد بسرعة بعد المصادقة على دستور 1989 وصدور القوانين المنظمة لممارسة الحق النقابي . الإطار القانوني الجديد أنتج خارطة نقابية تعددية تضم عشرات النقابات لمختلف الفئات الأجيرة التي بادرت بمغادرة صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتكوين نقابات مهنية مستقلة.

ما يلفت الانتباه في هذه النقابات العمالية المستقلة التي برزت بعد الإعلان عن التعددية ،أنها في أغلبيتها نقابات موظفين، اقتصرت على قطاع الخدمات ( الصحة، التعليم، الإدارة…..الخ ) بعيدة عن العمل الصناعي الذي لم يلجأ عماله إلى تكوين نقابات إلا في حالات قليلة لم تتمكن من الصمود مع الوقت كما هو الحال بالنسبة للكنفدراية النقابية للقوى المنتجة COSYFOP على سبيل المثال أو النقابات المحلية والقطاعية كالاتحاد الديمقراطي للعمال UDT التي بدأت تجربتها في القطاع الصناعي العمومي بولاية تيزي وزو قبل اختفائها ؛ مما يعني أن جزءا كبيرا من مصاعب هذه النقابات كان مرتبطا، من دون شك، بالوضعية التي آل إليها القطاع العمومي الصناعي بوجه عام.

نفس الشيء بالنسبة إلى عمال وعاملات القطاع الخاص الذين بقوا من دون تأطير نقابي يذكر ،رغم أهميتهم على مستوى التشغيل ؛ أهمية مرشحة للزيادة مع الوقت في ظل الخيارات الاقتصادية والسياسية السائدة الداعمة لاقتصاد السوق ولدور أكبر للفاعل الاقتصادي الخاص، الوطني منه والأجنبي.

بالطبع، التطور الذي يعرفه عالم الشغل غير الرسمي حاليا في الجزائر وما يميزه من بطالة وتهميش مسا قطاعات واسعة من الشباب ، يجعل هذه التجربة النقابية الجديدة، رغم أهميتها، ذات عمل إدماجي محدود، لتظل فئات واسعة من المواطنين دون إطار تمثيلي يتم التعبير من خلاله في علاقاتها بالمؤسسات الرسمية كالبرلمان ومن دون إمكانية للمشاركة المنظمة ، الدائمة والسلمية في الشأن العام.علما بأن العمل غير الرسمي قد مس المرأة ،زيادة على الشباب بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة مما يعمق هنا كذلك من تهميش المرأة اقتصاديا وفي تمثيلها النقابي ومساهمتها في الشأن العام .

سيطرة موظف القطاع العمومي والفئات الوسطى القريبة منه على الظاهرة النقابية المستقلة، يمكن تفسيرها بعدة عوامل من بينها ما هو متعلق بالتجربة التاريخية للحركة النقابية ووعائها العقائدي الذي سيطرت عليه نزعة يمكن وصفها بـ “العمالجية” ouvriériste (أي الطابع العمالي المفرط) نفرت كل الفئات الوسطى والمؤهلة من العمل النقابي داخل هياكل الاتحاد الذي سيطرت عليه، في المقابل، الفئات الأقل تأهيلا على مستوى الانخراط والمستويات التنظيمية القاعدية ،لتحتكر بعض الفئات المهنية، المتوسطة التأهيل، قيادة الاتحاد محليا ووطنيا ،بعد أن قبلت بالأدوار الممنوحة للعمل النقابي الرسمي في ظل الأحادية.العمل النقابي بخصائصه هذه الذي تحول إلى وسيلة ترقية ، اجتماعية وسياسية لهذه الفئات المهنية –الاجتماعية .

اعتقاد هذه الفئات المهنية الوسطى الأجيرة في قدرتها على التفاوض والضغط لتحقيق مطالبها منفردة، قد يكون أحد الأسباب التي جعلتها تختار إستراتيجية تكوين نقابات فئوية مستقلة متعددة ،ناهيك عن رفض السلطات الرسمية حتى الآن لإمكانية أي تحالف بينها لتكوين كنفدرالية قد يكون هو الآخر عاملا مساعدا على عدم الخروج من حالة التشرذم الذي لازالت تعيشه هذه النقابات المستقلة كثيرة العدد وضعيفة الإمكانيات حتى الآن.

لقد لجأت النقابات المستقلة إلى العديد من الحركات الاحتجاجية في السنوات الأخيرة ، دفاعا أساسا عن مكانة الفئات الوسطى المؤهلة الأجيرة (أساتذة الجامعة، معلمون، أطباء، موظفون …الخ) التي عرفت وضعيتها تدهورا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وحتى الرمزي، جراء التحولات التي عاشها المجتمع الجزائري في العقدين الأخيرين.

هذه الحركية الاجتماعية المطلبية التي قد تفسر ذلك الخلط الموجود في بعض الأحيان بين مفهوم المجتمع المدني والحركات الاجتماعية.

وعلى الرغم من أن الملاحظة الميدانية للواقع الجزائري – الذي عرف بروزا قويا للحركات الاجتماعية من كل نوع في السنوات الأخيرة – تؤكد ،أن منظمات المجتمع المدني، بما فيها الجمعيات والأحزاب وحتى النقابات المهنية خارج ميدان عالم الشغل جزئيا، لازالت بعيدة عن تأطير هذه الحركات الاحتجاجية التي ميزت الساحة الاجتماعية الوطنية في السنوات الأخيرة وجندت فئات اجتماعية واسعة ،حول العديد من القضايا التي يغلب عليها الطابع الاجتماعي والاقتصادي.

لقد بينت هذه المعطيات ، إن المواطن الفرد، أو الجماعة على مستوى الحي بالمدينة أو القرية، هو الذي يطالب ويحدد أشكال المطالبة ومحتواها وهو الذي يفاوض السلطات الرسمية في غياب ملحوظ لمؤسسات المجتمع المدني المختلفة ؛ مما يكون قد ساعد على ظهور أشكال مختلفة من العنف مست نصف الحركات الاحتجاجية التي عرفتها هذه السنة، والسقوط في نوع من الابتذال بعد المأزق الذي وصلته هذه الحركات الاحتجاجية التي اتسمت بتكرارية كبيرة وتشابه كبير في المطالب والأشكال المطلبية.

على مستوى عالم الشغل ورغم هذه الأدوار التي غلب عليها الطابع المهني والفئوي corporatisme، فإن هذه النقابات القطاعية والمهنية لازالت بعيدة عن الاعتراف الفعلي بها من قبل السلطات العمومية التي ترفض القبول بها كطرف رسمي في المفاوضات المركزية، مثل “الثلاثية”، رغم تمثيليتها القطاعية والفئوية الأكيدة، أو الحضور ضمن مؤسسات الحوار كالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي.كما أنها لا تستفيد من التسهيلات والمساعدات الرسمية التي يمكن أن تساعدها على تجاوز مرحلة إثبات الذات التي لازالت تعيشها لتتحول إلى شريك فعلي صاحب اقتراحات وطرف اجتماعي فعال وممثل.

رغم التعددية القانونية،إذن، فإن المؤسسات السياسية الرسمية، بما فيها البرلمان ولجانه المتخصصة، لازالت تفضل التعامل مع شريك واحد ممثلا في النقابة التاريخية من خلال قيادتها المركزية التي لازالت تحتكر في الواقع الاستشارات والتمثيل العمالي والاستماع داخل لجان البرلمان بمناسبة مناقشة نصوص قانونية ذات طابع اقتصادي او اجتماعي ، الذي لا يُعترف به إلا لها، كما بينته أخيرا تجربة إمضاء العقد الاقتصادي والاجتماعي مع الهيئة التنفيذية ونقابات أرباب العمل.

إن هذه السيطرة التي تفرضها بعض الفئات الوسطى الأجيرة على الظاهرة النقابية المستقلة بالإضافة إلى ممثلي أرباب العمل والإبعاد الذي يعيشه عمال القطاع الصناعي وعمال القطاع الخاص ومختلف الفئات الاجتماعية الشعبية التي فرضت عليها التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تمت في العشرية الماضية أشكال تهميش متعددة لم تساعدها على تنظيم نفسها، هي التي تسمح لنا بطرح هذا التساؤل المرتبط بإشكالية العلاقة بين المجتمع المدني والنقابة في التجربة الجزائرية والذي أجابت عنه بعض الدراسات المغاربية بتأكيد أطروحة سيطرة الفئات الوسطى على مفهوم المجتمع المدني خارج و حتى داخل عالم الشغل .
…ونقابات “القطاع الخاص “

أرباب العمل كجزء من هذا المجتمع المدني الحديث النشأة ليسوا أحسن حالا ،رغم الإمكانيات التي يفترض أن تتوفر لديهم. فقد عرفت نقابات أرباب العمل ظاهرة الانشقاقات وضعف الإطار التنظيمي، مثلها مثل نقابات الأجراء، بعد الاعتراف بالطابع التنظيمي المتعدد بعد 1990 والمصادقة على القوانين الاجتماعية الجديدة التي تسمح بالتعددية النقابية لرب العمل الجزائري.

علما بأن الأحادية التي كانت سائدة قبل هذا التاريخ ، لم تسمح لرب العمل على غرار باقي المواطنين بالتعبير عن نفسه والدفاع عن مصالحه خارج الدور الاقتصادي المطلوب منه أدائه .

نقابات أرباب العمل، ورغم القبول بها كطرف اجتماعي وشريك ضمن المفاوضات الرسمية المركزية (الثلاثية والثنائية) وحضورها في مؤسسات الحوار الاجتماعي ،كالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي وحتى لجان المجلس الوطني الشعبي عند ما تكون بصدد دراسة ملفات ذات علاقة بعالم الشغل ، لازالت ضعيفة الحضور اجتماعيا كفاعل يعول عليه في احتلال مواقع هامة ، تمنحه إياها خيارات اقتصاد السوق المعلنة رسميا كخيار استراتيجي.

أرباب العمل الذين عبروا عن نفسهم في ظل التعددية لأول مرة سنة 1990 من خلال الكونفدرالية العامة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين CGOEA والتي صرحت في سنة 1997 عن تمثيلها لـ 2371 مؤسسة صناعية تظم اتحاد للنسيج (366 مؤسسة) وآخر للمواد الغذائية ( 210 مؤسسة ) والبناء ( 1795 مؤسسة ) …الخ. لتظهر إلى الوجود نقابة ثانية في سنة 1992، وهي الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين CNPA التي صرحت بتمثيلها لـ 238 مؤسسة صناعية خاصة متواجدة أساسا في قطاع البلاستيك والمطاط وصناعة الورق والسياحة …الخ .

ثم ظهرت نقابة ثالثة –الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل CAP – في سنة 1999 والمعتمدة على 13 فيدرالية من مختلف النشاطات الاقتصادية .

رغم هذا التنوع في الخارطة النقابية لأرباب العمل التي عرفت تطورات كبيرة مع الوقت وعدم استقرار مزمن لم يساعدها على تحسين تمثيليتها وتفعيل أدائها، فإن الكثير من المؤشرات تظل تؤكد أن رب العمل الجزائري لازال في الغالب رهين الرؤية الرسمية التقليدية له، وأنه لم يتمكن بعد من تجاوز محيط ورشته ومؤسسته الصناعية الصغيرة في الغالب ؛ مما جعل أدواره الاجتماعية كفاعل اجتماعي مركزي متأثرة بعدم الشرعية التي فرضتها عليه الممارسات والخطاب التقليدي أثناء المرحلة الأحادية الملتصق به كـ “قطاع خاص “

المجتمع المدني ومحيطه المؤسساتي
تبين إحدى الدراسات المغاربية المقارنة نوعية الصعوبات ونقاط الضعف التي تتعرض لها الجمعيات المغاربية، بما فيها الجزائرية بالطبع، التي تختصرها على الشكل التالي :

• العلاقات بين الجهات الرسمية والجمعيات ليست شفافة بالقدر الكافي .
• الجمعيات غير معترف بها فعليا كمحاور وشريك من قبل المؤسسات والجهات الرسمية.

• لا تتوفر، بما فيه الكفاية، الثقة المتبادلة المطلوبة بين الجمعيات وبين المؤسسات والجهات الرسمية.
• علاقات العمل والشراكة بين المؤسسات الرسمية والجمعيات ليست ممأسسة.

• استفادة الجمعيات من المساعدات المالية الرسمية ليست شفافة بالقدر الكافي.
• لا توجد قنوات وإجراءات معروفة بهدف الحصول على مقرات دائمة للجمعيات أو مقرات لاستقبال المشاريع .

• الجمعيات لا تملك الحرية في استقبال الهبات والمساعدات من الخارج.
• لازالت الجمعيات تخضع للكثير من إجراءات الجمركة والعديد من الضرائب، عند حصولها على مساعدات أو هبات من الخارج ؛ مما يؤثر سلبا على وضعها المادي وسير عملها.

حسب نفس الدراسة المذكورة، نقاط الضعف هذه لا تقابلها الكثير من نقاط القوة. وقد اكتفت الدراسة بالتذكير أن من بين نقاط قوة المجتمع المدني في الجزائر وجمعياته، يمكن أن نعد ما يلي :

• الدور البارز الذي يحتله الشباب والمرأة داخل الجمعيات وعلى رأس قياداتها.
• الدور الخاص الذي تحتله الفئات المؤهلة والنخب العلمية في قيادات جمعيات المجتمع المدني خاصة تلك المهتمة منها بميدان البيئة والتنمية .
• وأخيرا استمرارية قيم العمل التطوعي بين أعضاء الجمعيات والمنتسبين إليها.

لا تشير الدراسة إلى أن نقاط القوة هذه يمكن وبسهولة أن تتحول إلى نقاط ضعف كذلك. فالعمل التطوعي وحده و رغم أهميته لا يمكن التعويل عليه دائما، خاصة وأن الحركة الجمعوية وبعد تجربة أكثر من عقد ونصف،لابد لها أن تتوجه نحو نوع من النضج والمأسسة لتخطي مرحلة الطفولة التي عاشتها حتى الآن والتي تتأكد إذا عرفنا أن نسبة المشاركة في الجمعيات الجزائرية لا تتجاوز 5% ، مقابل 10% في المغرب حسب تقديرات حديثة .

نفس الشيء يلاحظ بالنسبة إلى سيطرة النخب العلمية على قيادات الجمعية. فرغم أهمية هذا التأطير إلا أنه يبقى غير كاف وقد يتحول إلى عائق بتحويل الجمعيات إلى نواد مغلقة للنخبة التي يمثلها جيل الرواد والمؤسسين ،ما دامت قواعد هذه الجمعيات لم تتوسع اجتماعيا مع الوقت للتحول إلى وسيلة تجنيد للمواطنين حول القضايا التي تهمهم. ضعف التجنيد الذي لاحظته عدة دراسات عربية ومغاربية مقارنة اعتمدت على تسع حالات عربية ممثلة .

…مع استثناءات قليلة، لا يعرف القطاع الجمعوي في البلدان العربية ازدهارا ونموا في مستوى التحديات والطلب الاجتماعي ولا حتى بالمقارنة بالخطاب الرسمي حوله.

فعلى الرغم مما قد يميز بعض الوضعيات من اختلاف وبعض المفارقات والاستثناءات، فإن المنظمات غير الحكومية في العالم العربي لا يمكن اعتبارها قوى اجتماعية حقيقية يمكن أن يكون لها تأثير على تطور ومستقبل المجتمعات العربية… ؛ وهو ما تؤكده بعض المعطيات الإحصائية والملاحظات الميدانية المتعلقة بالحالة الجزائرية وهي تتحدث عن نسبة انخراط لا تتجاوز 2% بالنسبة للجمعيات المهتمة بعالم الريف في سنة 2002 على سبيل المثال.

كما تؤكده الدراسات العلمية القليلة التي أنجزت حول الحالة الجزائرية على المستويين الوطني والمحلي حين خلصت إلى أنه،… وبغض النظر عن الأهمية الكمية للظاهرة الجمعوية وتنوع اهتماماتها في الجزائر، فإنها تعرف مستوى هيكلة غير ناضجة وغير مكتملة. في المقابل، فإن خصائص الجمعيات ونوعية تأطيرها وكذا التصورات السائدة لدى قياداتها وأحكامهم تسمح لنا بالقول إننا أمام وضعية جمعوية في حالة سبات وخمول لدرجة أن موت الجمعيات المبكر وفقدانها لمنخرطيها قد يتحول إلى قاعدة عامة وحالة معدية….

كما تضيف الدراسة – التي أجريت حول جمعيات ولاية وهران – …أن التبعية المادية والمالية لأغلبية الجمعيات إزاء الدولة تسمح لهذه الأخيرة بفرض إستراتيجيتها الإدماجية على عدد كبير من الجمعيات وتحويل العلاقات بها إلى علاقة شراكة سلبية، بدل العلاقة الايجابية، في التكفل بالقضايا المطروحة وتلبية حاجيات المنخرطين.

كل الدلائل تشير إلى أن القطيعة مع الممارسات والتصورات التوجيهية والمشككة للدولة إزاء الحركة الجمعوية ليست مطروحة على جدول الأعمال…. وعليه، تختم هذه الدراسة بالقول …إن هذا المخاض للفعل الجمعوي في الجزائر لن تترتب عليه ولادة دون تحولات جذرية في نسق القيم الذي يجب عصرنته وبروز إرادة سياسية فعلية على مستوى الدولة للاعتراف بوجود سلطة مقابلة تعمل على توازن أكثر لمختلف القوى داخل المجتمع ….

هذا الواقع فرض على العديد من الجمعيات، محاولة التكتل على شكل شبكات وفيدراليات حسب نوعية اهتماماتها طمعا في الزيادة في فعاليتها وقوة ضغطها كما هو حال الجمعيات المهتمة ببعض الفئات ذات الحاجات الخاصة كالمعاقين وأصحاب الأمراض المزمنة والمرأة والبيئة…الخ، لكن دون أن يعني ذلك أننا أمام قوة تشبيك فعلي للحركة الجمعوية الجزائرية التي لازالت تعاني من نقائص حالة العمل المنفرد .

الجمعية والبرلمان
من دون أدنى شك، فإن مؤسسات المجتمع المدني الجزائرية، ذات التجربة المحدودة وحديثة النشأة، ستتأثر في علاقاتها بالبرلمان الجزائري كمؤسسة تشريعية حديثة العهد هي الأخرى.

متأثرة بأجواء اللحظة السياسية التي ظهرت فيها والمهام المصرح بها أو المسكوت عنها الموكولة لها في حينها والمرتبطة بعملية الانتقال السياسي وتوسيع قاعدة النظام السياسي ،من خلال مشاركة أكبر، لبعض الفئات الوسطى الحضرية. لذلك، منح مثل هذا الطابع النخبوي لمفهوم المجتمع المدني في الجزائر والممارسات المرتبطة به على الأقل في بداياته وعلى مستوى التأطير الذي ميزه.

قيادات ونخب لم تتمكن حتى الآن من توسيع قاعدة هذه التجربة شعبيا وكسب قواعد اجتماعية أوسع لها ، تكون سندا لهها وهو تحاول الدخول في علاقات مع المؤسسة التشريعية التعددية ، المتميزة هي الأخرى بالعمر القصير والصلاحيات المحدودة في علاقاتها بالسلطة التنفيذية، رغم ما عرفته هذه التجربة القصيرة من مد وجزر حسب الظرف السياسي المتقلب والمضطرب هو الآخر .

الظرف السياسي الذي جعل بعض الفروق تبرز بين التجربتين الأولى1997/2002 والثانية للمجلس 2002/2006 ،كان على العموم لصالح التجربة الأولى التي يبدو أنها كانت أكثر حيوية ،نظرا ربما إلى التنوع السياسي والحزبي الأكبر الذي ميزها كتجربة عكس العهدة الثانية التي زادت فيها نسبة التشريع بأوامر حتى عندما تعلق الأمر بنصوص قانونية أساسية لم تسمح للبرلمان من استعمال كل صلاحياته المنصوص عليها قانونا ،ومن باب أولى الانفتاح على المجتمع المدني وتطوير آليات عمله .

علما بأن البرلمان بغرفتيه لا يتضمن لا قانونه الداخلي ولا القانون العضوي المنظم لأعماله إمكانية قانونية لإشراك المجتمع المدني بأي شكل كان في أعماله إذا استثنينا المادة 43 من القانون الداخلي للمجلس الوطني الشعبي التي تنص على أنه يمكن للّجان الدّائمة، في إطار ممارسة أشغالها، أن تدعو أشخاصا مختصّين وذوي خبرة للاستعانة بهم في أداء مهامّها .

المادّة 47 تنص من جهتها على ما يلي وهي تحدد طرق عمل اللجان .
– أن يحرّر ملخّص قرارات اجتماعات اللّجان الدّائمة.
– تحفظ الأشرطة المسموعة في أرشيف اللجنة الدائمة.
– لا يمكن الاطلاع عليها إلا بموافقة رئيس اللجنة.
– تودع هذه الأشرطة لدى أرشيف المجلس في نهاية الفترة التشريعية.
كما تنص المادة 38 من القانون الداخلي لمجلس الأمة بدورها على أنه :
– يمكن للجان الدائمة، في إطار ممارسة أعمالها، أن تدعو أشخاصا مختصين وذوي خبرة للاستعانة بهم في أداء مهامها.
– لا يمكن للجان مجلس الأمة نشر أو إعلان محاضرها، ويتحمل مسؤولية ذلك مكتب اللجنة.

– تتحمل المصالح الإدارية المختصة مسؤولية المحافظة على سرية تسجيلات أشغال اللجان، ولا يسمح الاستماع لها إلا بإذن من مكتب اللجنة المختصة.

مما يعني أن المقصود بهذه المادة هو الخبير كشخص لا كمنظمات المجتمع المدني بمختلف أشكالها التنظيمية ؛ وهو ما تترجمه اللجان المتخصصة بدعوتها لخبراء من مختلف التخصصات للاستماع لآرائهم ، فلا يبقى، إذاً، من إمكانيات التدخل أمام جمعيات المجتمع المدني إلا العمل من خارج الهيئة التشريعية ، كقوة ضغط في غياب نص قانوني يقنن مساهمة هذه القوى المنظمة من الداخل على صعيد كل مؤسسات البرلمان بغرفتيه، يساعدها في ذلك وجود صحافة مكتوبة مستقلة جزئيا ومستوى تجنيد متفاوت القوة حسب متغيرات الظرف السياسي والأمني المتقلب خلال هذه الفترة.

هذا النوع من العمل من الخارج لجأت إليه في المدة الأخيرة وبمناسبة اقتراب الانتخابات التشريعية (ربيع 2007) المنظمات النسوية للمطالبة بحصول المرأة على نسبة تواجد لا تقل عن 30 % في قوائم الترشيحات للانتخابات. لقد تطلب الأمر من هذه المنظمات النسوية القيام بدراسة مغاربية مقارنة حول مشاركة المرأة في العمل السياسي العمومي والهيئات السياسية الرسمية كالبرلمان والحكومة ؛ مما سمح لها بوضع مذكرة تتضمن عدة اقتراحات للوصول إلى تمثيل عادل للمرأة على مستوى المؤسسات السياسية.

وقد تم إرسال نسخ من هذه المذكرة إلى المسئولين السياسيين وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وبالطبع رئيسي المجلس الوطني الشعبي ومجلس الأمة .

الاقتراحات المعروضة تضمنت تعديل المادة 51 من الدستور التي جاء فيها : يتساوى جميع المواطنين في تقلد المهام والوظائف في الدولة دون أية شروط أخرى غير الشروط التي يحددها القانون والقانون الانتخابي وقانون الأحزاب. كما تضمنت اقتراحا بمنح تشجيعا ماليا للأحزاب السياسية التي تتبنى النساء في قوائمها بنسبة لا تقل عن 30%، وغير ذلك من الاقتراحات التي تصب في خانة “التمثيل العادل للمرأة داخل المؤسسات السياسية والعمومية” .

مع العلم أخيرا ، أن المجلس الوطني الشعبي لا يضم ضمن لجانه الدائمة الاثنتي عشرة إلا لجنة واحدة تهتم بالعمل الجمعوي ألا وهي لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي التي قامت بانفتاح جزئي في بعض مراحل العمل البرلماني على منظمات المجتمع المدني، في حين يغيب مثل هذا الاهتمام المرتبط بالمجتمع المدني عن لجان مجلس الأمة التسع.

البرلمان ، الخبير والمجتمع المدني.
غياب النص القانوني الذي يمنح إمكانية لمؤسسات المجتمع المدني المختلفة، وعلى رأسها الجمعيات والنقابات والرابطات، من المشاركة مع المؤسسات البرلمانية في عملها التشريعي عن طريق الاستماع لها وإبداء الرأي في النصوص القانونية ،لم يمنع بروز ممارسات حاولت أن تلتف حول هذا القانون وتقوم بتفسير له، سمح في بعض الحالات من “مشاركة” لجمعيات في عمل اللجان البرلمانية المتخصصة التي يغلب عليها الطابع الاجتماعي. لقد سمحت هذه الممارسة بالاستماع إلى رؤساء الجمعيات الوطنية في الغالب باعتبارهم “خبراء ” لنجد أنفسنا أمام نوع من الاختزال يتم بموجبه حصر الجمعية في رئيسها وتحويل هذا الأخير إلى “خبير” لتتمكن اللجنة المتخصصة من الاستماع له .

موقع الخبرة هذا جعل الجمعيات تتنافس فيه من خلال رؤسائها مع خبراء مهنيين (أساتذة جامعة، باحثين، متخصصين) الذين يمكن أن يكون بعضهم من مسئولي المؤسسات الإدارية والاقتصادية الرسمية ذات العلاقة بالملف القانوني المطروح للنقاش.مما يجعل منظمة المجتمع المدني، نقابة كانت أو جمعية هنا كذلك في تنافس مع خبرة المؤسسات الرسمية.

هذا الاختزال الذي لم يمنع بعض لجان المجلس الوطني الشعبي من دعوة بعض الجمعيات الكبيرة ونقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين وبعض نقابات أرباب العمل، مثلها الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين وحتى بعض نقابات بعض المهن الحرة،كالمحامين والصيادلة والمهندسين المعماريين، للاستماع لهم عند مناقشة بعض النصوص القانونية ذات العلاقة بتمثيلهم الاجتماعي وحتى عند مناقشة قانون الميزانية العامة سنويا كما هو الحال بالنسبة للاتحاد العام للعمال الجزائريين ،الذي لازال يحتكر كل التمثيل العمالي على حساب النقابات الأخرى.

زيادة على هذه الاختزال الذي يسمح لرئيس الجمعية من الوصول إلى اجتماعات اللجنة المتخصصة من الباب الضيق وهي عاكفة على دراسة نص قانوني، وهذه الانتقائية في الاستفادة من هذه “التمثيلية “لدى لجان البرلمان الدائمة ،لجأت هذه الأخيرة إلى تنظيم أيام برلمانية لمناقشة بعض الملفات ذات العلاقة مع النصوص القانونية المطروحة للنقاش ؛ مما سمح لبعض جمعيات المجتمع المدني من حضورها وإسماع صوتها حول القضايا المطروحة للنقاش.

الأيام البرلمانية هذه يمكن أن تنظم دون أن تكون بالضرورة ذات علاقة بالنصوص القانونية المطروحة للمناقشة بحيث يمكن أن تتطرق إلى قضايا دولية أو أخرى وطنية، كما يمكن أن تنظم من قبل المجموعات البرلمانية للأحزاب زيادة على اللجان المتخصصة على غرار عينة الأمثلة الآتية فقد
– نظمت لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين للمجلس الوطني الشعبي بالتعاون مع الاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين يوما برلمانيا حول وضعية المعوق داخل المجتمع وإدماجه ضمن التنمية المحلية (ماي 2004).

– نفس الشيء الذي لجأت إليه لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي بتنظيمها يوما برلمانيا حول قانون التربية البدنية والرياضية بالتعاون مع منتدى الرياضيين الجزائريين(ابريل 2005).

– اليوم البرلماني الذي نظمته نفس اللجنة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة حول التجربة الإعلامية في الجزائر(ماي 2003).

– اليوم الدراسي الذي نظمته ذات اللجنة حول المجتمع المدني والبرلمان (جوان 2004) بالتعاون مع الشبكة الجزائرية لحقوق الإنسان “أضواء رايتس ” والذي تميز بمناقشة الإشكاليات التي تطرحها العلاقة بين المجتمع المدني والبرلمان من خلال محاضرات وتقديم تجارب دولية (الحالتين الألمانية و إفريقية الجنوبية).

قد تحيل هذه التجربة الجزائرية في ما يخص غياب القانون الذي يسمح للمجتمع المدني بالمساهمة في العمل التشريعي من داخل البرلمان – والتي تتم من خلال عملية اختزال للجمعية في رئيسها وتحويل هذا الأخير إلى خبير – على مسألة صراع الشرعيات والتمثيل السياسي بين النائب المنتخب ومؤسسات المجتمع المدني في ادعائها تمثيل مصالح جماعية. صراع شرعيات بين فئات اجتماعية قريبة المنشأ والتنشئة الاجتماعية يغلب عليها طابع الفئات الوسطى يتم حله عن طريق هذا الالتفاف حول القانون بهذا الشكل .

كما تحيل هذه التجربة إلى المحطة التاريخية التي ظهر فيها مفهوم المجتمع المدني وبداية تطبيقه بما تحمله من أهداف سياسية مرتبطة بفتح مجال التعددية وإشراك فئات جديدة في العمل السياسي بطريقة رسمية أو شبه رسمية ،لا يتم التعامل معها من قبل الهيئة البرلمانية إلا بعد نزع صفة التمثيل عنها والاكتفاء بصفة الخبرة ؛ مما قد يدل على أن الاعتراف بالتعددية التي أفرزها دستور 1989 ليس وضعا قائما كممارسة فعلية إلى حد الآن على هذا المستوى على الأقل .

علما أن هذا الانفتاح الجزئي والمختزل الذي يقوم به البرلمان على المجتمع المدني يسهله الطابع الاجتماعي لبعض اللجان كما بينته تجربة المجلس الوطني الشعبي، على عكس اللجان الأخرى الأكثر سياسية ، كما قد يسهله وجود رؤساء لجان “متفتحين ” على المجتمع المدني وممارساته أو من أبناء المجتمع المدني نفسه الذي لازالوا على علاقة به وبمؤسساته المختلفة، والذين يتميزون بقوة حضور معقولة في البرلمان كنواب أوأعضاء في مجلس الأمة .

خلاصة مع بعض المقترحات

في الأخير، لابد من الاعتراف أن هذا الشكل الذي يدخل به المجتمع المدني إلى غرفة اجتماعات لجان البرلمان ،لا يساعد كثيرا على التأثير الايجابي في نوعية النص القانوني وبالقدر المطلوب. كما تبقى الآليات الأخرى، كالأيام البرلمانية، ذات تأثير محدود رغم أهميتها كمجال عام للنقاش ولقاء للتعارف بين مختلف الفعاليات وللتحسيس بأهمية الملفات والنصوص المطروحة للنقاش والتشريع.

إن كل علاقة بين الطرفين، البرلمان والمجتمع المدني، لا يمكن أن ينتظر منها نتائج إيجابية دون توسيع صلاحيات البرلمان نفسه لكي يقوم بدوره كسلطة تشريعية ورقابية مستقلة ويستعمل ما يتوفر لديه من صلاحيات ينص عليها الدستور في المرحلة الأولى، قبل التفكير لاحقا في توسيع صلاحياته الدستورية صراحة.

كما لا يمكن تصور أن تكون العلاقة بين الطرفين مفيدة للعمل التشريعي في الجزائر ولمصالح المواطن دون تقوية قدرات مؤسسات المجتمع المدني نفسها، لتتحول فعلا إلى قوة اقتراح وتجنيد شعبي ممثل بأهداف واضحة من خلال تحسين الإطار القانوني الذي تشتغل ضمنه ودعمها بالوسائل المادية والبشرية الضرورية لعملها.

لذا، من الاقتراحات التي يمكن تقديمها في نهاية هذه الدراسة من أجل تمتين العلاقات بين المجتمع المدني والبرلمان في الجزائر خدمة للمواطن، يمكن أن نذكر:

– إدراج مادة (أو أكثر) داخل القانون الداخلي للبرلمان يحدد العلاقات بين الطرفين ويسمح بإشراك مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بالموضوع المطروح للنقاش داخل هياكل البرلمان وإبداء الرأي، خاصة داخل لجان البرلمان المتخصصة ،بما يضمن احترام مهام وصلاحيات وأدوار كل مؤسسة.

– الاعتراف الفعلي بالتعددية التي يفترضها وجود مجتمع مدني قوي وممثل والتعامل بشفافية مع هذا الواقع ،للتخلص من الانتقائية التي لازالت تطبع الممارسات والعلاقات مع المؤسسات الرسمية .

– مأسسة العلاقة بين طرفي المعادلة، البرلمان والمجتمع المدني، وجعلها أكثر ديمومة واستمرارية وشفافية.

– تنويع ودعم الإعلام البرلماني في اتجاه المواطن والمجتمع المدني كأرضية لا غنى عنها لمشاركتهما في تحسين الأداء البرلماني بطريقة مباشرة او غير مباشرة .

– تطوير ثقافة الاستماع والقبول بالآخر بين مختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين.

ملحق الدراسة :
1- اللجان الدائمة للمجلس الشعبي الوطني
لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات

لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية

لجنة الدفاع الوطني

لجنة المالية والميزانية

لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط

لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية

لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة

لجنة الثقافة والاتصال والسياحة

لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني

لجنة الإسكان والتجهيز والري والتهيئة العمرانية

لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية

لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي

2. عينة عن نشاطات بعض لجان المجلس الشعبي الوطني وبعض الأيام البرلمانية المنظمة وما سمحت به من استشارات.

-في إطار دراسة مشروع قانون التربية البدنية والرياضة تشرع لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي أشغالها ابتداء من 04 جانفي 2004 . وذلك حسب الجدول الزمني المبين أدناه.
جدول الأعمال التوقيت التاريخ
• اجتماع تحضيري أولى للجنة. الساعة الثانية(14.00سا) زوالا الأحد 04-01-2004
• الاستماع إلى السيد وزير الشباب والرياضة. الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا الاثنين 05-01-2004

• الاستماع إلى رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية. الساعة الثانية(14.00سا) زوالا
• الاستماع إلى ممثلي الفدرالية الوطنية لكرة القدم. الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا الثلاثاء 06-01-2004
• الاستماع إلى ممثلي الفدراليات الوطنية للرياضة الجماعية . الساعة الثانية(14.00سا) زوالا
• الاستماع إلى ممثلي الفيدراليات الوطنية للرياضة الفردية. الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا الأربعاء 07-01-2003
• الاستماع إلى ممثلي الفدراليات الوطنية للرياضة القتالية . الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا السبت 10-01-2004
• الاستماع إلي مجموعة من أنصار الأندية الرياضية وممثلي الأمن والدرك الوطني والحماية المدنية وإدارة المركب الأولمبي.

• الاستماع إلى ممثلين عن الطب الرياضي. الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا الأحد 11-01-2004
الساعة الثانية(14.00سا) زوالا
• الاستماع إلى ممثلي الصحافة الرياضية الوطنية، ومنتخبين محليين. الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا الاثنين 12-01-2004
• الشروع في دراسة مشروع القانون مادة بمادة. الساعة العاشرة(10.00سا) صباحا الثلاثاء 13-01-2004

-بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية الذي يصادف 08 جانفي من كل سنة تنظم لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي ولجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالتنسيق مع جمعية اقرأ والقيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، يوما إعلاميا برلمانيا حول محو الأمية بالجزائر والعالم العربي.
برنامج اليوم البرلماني الإعلامي حول محو الأمية في الجزائر والعالم العربي

الموضوع التوقيت
– الاستقبال 9.00 سا
– جلسة الافتتاح من طرف السيد كريم يونس رئيس المجلس الشعبي الوطني،
– تدخل السيد نور الدين بن براهم رئيس لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي.
– تدخل السيد محمد عبو رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية.
– تدخل السيد ابوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية.
– تدخل السيدة عائشة باركي رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو للامية “اقرأ”.

– تدخل ممثل عن الكشافة الإسلامية.
– تقديم نتائج الدراسة عن وضعية محو الأمية في الجزائر وفي العالم العربي من قبل الخبير حسين طاهر CENEAP.
– المناقشة
– الاختتام.
10.00سا

تنظم لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي بالتعاون مع الشبكة الجزائرية لحقوق الإنسان ” أضواء رايتس” يوم الأربعاء 02 جوان 2004 في الساعة التاسعة صباحا بمقر المجلس الشعبي الوطني المنتدى البرلماني الأول حول المجتمع المدني والبرلمان، “واقع وآفاق”

برنامج المنتدى:
التوقيت جدول الأعمال
09.00 الاستقبال.

09.30 الافتتاح الرسمي للمنتدى.

09.40 كلمة السيد نور الدين بن براهم، رئيس لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي.

09.50 كلمة الدكتور هاردي اوستيري ممثل المؤسسة الألمانية كونراد ايدنهاور بالجزائر.

10.00 عرض التجربة الألمانية: ” بعث مجتمع المواطنة”.
السيد توبياس فانغارمان، خبير ومستشار خبير بقسم الشؤون السياسية والاستشارية لمؤسسة كونراد ادناور ببرلين.

10.40 عرض التجربة الجنوب افريقية.
الدكتور مالوكا ايدي (EDDY Maloka)، المدير التنفيذي للمعهد الإفريقي للبحوث المستقلة بجنوب إفريقيا.

11.20 عرض التجربة الجزائرية.
بنال panel ينشطه الأستاذ عدنان بوشعيب، نائب رئيس الشبكة الجزائرية لحقوق الإنسان ” أضواء رايتس”.

12.00 الموضوع الأول: النظرة المقارنة للنصوص والقوانين التي تحكم سير المجتمع المدني والبرلمان.
المحاور: السيد مختاري الاخضري، أستاذ بالمعهد الوطني للقضاء ونائب بمديرية حقوق الإنسان بوزارة العدل.

12.15 الموضوع الثاني: دور وسائل الإعلام في ترقية العلاقة بين المجتمع المدني والبرلمان.

لمحاور: الأستاذ الصحفي محمود بلحيمر، نائب رئيس تحرير جريدة الخبر اليومية.

12.30 الموضوع الثالث: دور العنصر النسوي في ترقية العمل الجمعوي وعلاقته بالتمثيل النسوي داخل البرلمان.

لمحاورة: الأستاذة شبيلة العايب، أستاذة بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

12.45 الموضوع الرابع: إشكالية المفاهيم والمصالح المشتركة بين البرلمانيين ونشطاء المجتمع المدني.

المحاورة: الأستاذة فضيلة شيتور، طبيبة نفسانية، عضوة شبكة وسيلة .

13.00 فتح النقاش.

13.30 تناول وجبة غداء على شرف المشاركين والضيوف بمقر المجلس الشعبي الوطني.

16.00 التوصيات والاختتام.

– تشرع لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني ، في دراسة مشروع القانون المتعلق بالتدابير التشجيعية لدعم وترقية التشغيل ابتداء من 18 أفريل 2006 و هذا حسب الجدول المبين أدناه .

رزنامة أشغال اللجنة
حول دراسة مشروع القانون المتعلق بالتدابير التشجيعية
لدعم و ترقية التشغيل

تاريخ الجلسة التوقيت جدول الأعمال
الثلاثاء 18 افريل 2006 10 سا صباحا الاستماع إلى السيد وزير العمل و الضمان الاجتماعي
16 سا الاستماع إلي :
• السيد مدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
15 سا • السيد المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل.
14 سا • السيد المدير العام للصندوق الوطني للتأمين ضد البطالة.
الأربعاء 19 أفريل 2006
14 سا الاستماع إلى :
• السيد ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين.
15سا 30د • السيد رئيس الغرفة الوطنية للتجارة و الصناعة.
17 سا • ممثل عن أرباب العمل
18 سا • رئيس الاتحاد العام للتجار الحرفيين الجزائريين.
الخميس 20 أفريل 2006
10 صباحا

• الشروع في دراسة المشروع مادة بمادة.

مشروع قانون المالية لسنة 2006 /جدول زمني للاستماعات/ قانون المالية 2006

التــوقيت التــاريخ الشخصيـات المعنيــة
سا 10و30د سا12و30د
سا00.13 سا00 15 السبت 15 أكتوبر2005
صباحا • المدير العام للجمارك
• ممثل جمعية البنوك والمؤسسات المالية
سا 11و30د سا00.13
سا00.13 سا14و30د
سا14و30د سا15 و30د. الأحد 16 أكتوبر2005
صباحا • رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة
• المدير العام للغرفة الجزائرية والصناعة والحرف التقليدية
• ممثل نادي المقاولين الصناعيين لمنطقة متيجة
سا 00.21 سا00.22
سا00.22 سا00.23
سا00.23 سا00.00 الأحد 16 أكتوبر2005
صباحا • ممثل الوكالة الوطنية لدعم وترقية الاستثمار
• ممثل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب
• مدير المركز الوطني للسجل التجاري
سا 10و30د سا12و00
سا00.12 سا00.13
00 سا00.13 سا14
00 سا00.14 سا15 الاثنين17 أكتوبر2005
صباحا • محافظ بنك الجزائر
• ممثل عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين
• ممثل منتدى رؤساء المؤسسات
• ممثل عن الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل
سا 10و30د سا12و00
الثلاثاء18 أكتوبر2005
صباحا • ممثل الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين
________________________________________

– عدد الجمعيات الوطنية والمحلية حسب جريدة libre algerie المتوقفة عن الصدور ليوم 2جويلية 2000/ عن وزارة الداخلية بمناسبة اجتماع وزراء الداخلية العرب بالجزائر
الجمعيات الوطنية : المجموع الكي 823 جمعية

مجـــــــــــــــــــــــــــــال نشــاط الجمــــــــــعية العـــــدد
جمــــعيات مهنـــيـــة 206
جمعيات رياضية /تربية بدنية 82
جمعيات ثقافية /فنون /تربية وتكوين 80
جمعيات صحية /طب 73
جمعيات مختافة 63
جمعيات علمية وتكنولوجية 50
جمعيات شبانية 39
جمعيات تعاونية 34
جمعيات لقدماء الطلبة والتلاميذ 25
جمعيات صداقة , تبادل وتعاون 23
جمعيات نسوية 19
جمعيات تضامن ,خيرية وللنجدة 17
جمعيات السياحة والترفيه 16
جمعيات تاريخية 17
جمعيات الدفاع عن البيئة ونوعية الحياة 15
جمعيات المعا قين 15
جمعيات أجنية 13
جمعيات للطفولة والمراهقة 11
جمعيات دينية 10
جمعيات متقاعدين والكبار في السن 08
جمعيات حقوق الانسان 07

-الجمعيات المحــــلية :
أنتقل عدد الجمعيات المحلية من 30الف جمعية في 1992 إلى 48201 جمعية في 1997 ليصل إلى 52026 في 1998 ليصل أخيرا إلى 53743 في نهاية 1999 وعلى سبيل المثال فقط فقد سجلت 3949 جمعية محلية في ولاية العاصمة , 2770 في ولاية بجاية , 2565 في تيزي وزو , و2469 في سطيف وأخيرا 2061 في ولاية وهران .
جمعيات مهنية 12201
جمعيات الأحياء السكنية 10314
جمعيات رياضية 8262
جمعيات دينية 7777
جمعيات ثقافية وفنية 6028
جمعيات إنسانية واجتماعية 3915
جمعيات للبيئة والشباب 2673
جمعيات علمية 2472
جمعيات لجان حفلات 21

عينة من المهام الاستطلاعية التي يقوم بها أعضاء مجلس الأمة داخل الولايات :
تاريخ المهمة مكان المهمة موضوع المهمة
من 21 إلى 26 جوان 2000 ولايتي: عنابة
وسكيكدة الإطلاع على قطاعات التعليم العالي والخدمات الجامعية، التكوين المهني والتمهين والشؤون الدينية
من 19 إلى 24 ماي 2000 ولاية إيليزي الوقوف على حقيقة المشكل المطروحة والانشغالات المعبر عنها المتعلقة بقطاعات التربية والتكوين المهني.
من 15 إلى 17 ماي 2000 ولاية سيدي بلعباس الإطلاع على الوضعية التربوية لقطاعات التربية والتكوين المهني والتعليم العالي