مصري يكافح الابتزاز الجنسي على الإنترنت
تتصدر دول الخليج المراتب الأولى ب30 ألف جريمة ابتزاز سنوياً، 80% من ضحاياها من الإناث
أوقعت جرائم الابتزاز الالكتروني في شرك المتحيّلين، فتيات ضحايا الاهتزازات النفسية والانعزال، ورجال أعمال. وهي جرائم استفحلت في ظل الانفتاح الذي يعيش على وقعه العالم بسبب اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي جزءا واسعا من حياة الناس.

وقادت جرائم الابتزاز ضحاياها إلى إقدام عدد منهنّ على الانتحار. وأغلب ضحايا هذه الجرائم من فئة الفتيات القصر اللاتي يقعن في فخ الذين يترصدون ضحاياهم للظفر بمبالغ مالية مقابل عدم نشر صور خليعة أو محادثات حميمية.

ففي فرنسا على سبيل المثال، حذرت سنة 2013 السلطات الأمنية والمنظمات من تزايد جرائم الابتزاز الجنسي، حيث تم سنة 2011، الإبلاغ عن قرابة 600 حالة، في حين تم تسجيل حوالي ألف حالة سنة 2012، وقد أقدم في تلك السنة طالبان على الانتحار لوضع حد للجحيم الذي يعيشانه منذ تعرضهما للابتزاز الالكتروني.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أجرى معهد “بروكينغز انستيتيوت“، في 2016، دراسة قُدمت على أنها الأولى التي تتناول هذا التهديد المتعاظم عبر مواقع التواصل الحديثة. ورصد معهد “بروكينغز” 78 حالة خلال السنوات الأخيرة يمكن إدراجها في خانة “الابتزاز الجنسي”، إضافة إلى حالات كثيرة أخرى تحمل بعضها من معايير هذه الممارسات.

وانتقد المعهد المعالجة القضائية لمثل هذه الجرائم، وبينت الدراسة أن متهما بالتعرض لنحو 22 فتى صدر في حقه حكم بالسجن عاما واحدا، في حين صدر على متهم آخر بالتعرض لشخص واحد، حكم بالسجن 12 عاما.

عربيات في شرك الابتزاز الجنسي
ولم تسلم الدول العربية من هذه الآفة التي تستهدف الفتيات، وقادت بعض المواقع والروابط غير الموثوقة التي ينسقن إليها مثل مواقع الزواج والخطابات وعروض الوظائف مجهولة المصدر… إلى نتائج وخيمة تنتهي في بعض الأحيان إلى أضرار معنوية فادحة.

وتتصدر دول الخليج المراتب الأولى في هذا النوع من الجرائم حيث يقدر خبراء في التكنولوجيا، أن هناك 30 ألف جريمة ابتزاز إلكتروني على مستوى دول الخليج وحدها سنوياً، و80% من الضحايا هن من الإناث، ووفقاً لمسؤولين خليجيين، فإن 50% من المشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي يستخدمون غرف المحادثة، ما يجعل عدداً كبيراً منهم عرضة للابتزاز وبالأخص الجنسي.

لم تكن مصر هي الأخرى بمنأى عن هذه الظاهرة التي اجتاحت المجتمعات العربية، حيث تحولت حياة العشرات من الفتيات والسيدات إلى جحيم بعد أن ضعفت إرادتهمن وأقدمن على إرسال صور فاضحة لهن لعدد من للشبان، أملا في الحب والزواج، وكان ذلك بداية مسيرتهن مع الإبتزاز من أجل الاستغلال المادي أو الجسدي.

محمد رفعت شاب مصري وهو طيار، متخرج من جامعة الطيران المدني وجامعة علم النفس، اختار أن يسخر حياته وما امتلكه من قدرات لمساعدة النساء اللاتي تعرّضن للابتزاز، سواء من أشخاص مجهولين أو من محيطهن.

وأنشأ محمد رفعت، أو كما لقب نفسه “سفير السعادة”، صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خولت له التعريف بأفكاره والترويج لبرنامجه القائم أساسا على النصح والإرشاد للفتيات والسيدات حتى لا يقعن في قبضة الذئاب المتربصة بهم.

وقال سفير السعادة في تصريح لمجلة “ميم”: “تمكنت من حل آلاف المشاكل وإصلاح ما فسد من تعب نفسي وحياة عاطفية خاطئة، كما أتولى توجيه المتابعين المتواجدين في مختلف المحافظات المصرية”.

وبدأ محمد رفعت تجربته والترويج إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أحدث مجموعة مغلقة وصل عدد متابعيها حوالي 300 ألف إمرأة من مصر ومن مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى إحداث صفحة رسمية وصل عدد متابعيها حوالي 400 ألف معظمهم من النساء.

وأكد “سفير السعادة” أنه قام بأكثر من 2000 جلسة نفسية وقدم الكثير من الدورات التدريبية لفائدة العديد من المصريين في مختلف أنحاء بلاده، بالإضافة إلى نشاطه ومقاطع الفيديو التي ينشرها عبر مواقعه الخاصة التي أصبحت ملاذا لآلاف السيدات والفتيات اللاتي يبحثن عن النصح والإرشاد أو يبحثن على المساعدة للخروج من مأزق الإبتزاز والتهديد.

ويعوّل رفعت على 6 متطوعات بينهن 3 محاميات، يقدمن الاستشارات القانونية لعدد من الفتيات العالقات في مشاكل الابتزاز الجنسي، والمتعلقة أساسا في كيفية تقديم شكايات والمراحل القانونية التي يجب اتباعها لضمان حصولهن على حقوقهن وعدم إفلات المتهم من العقاب.

“هدفي في الحياة هو وصول الناس إلى قمة السعادة عن طريق فهم الحياة فهما صحيحا يجعلهم يعيشون بسلام وسعادة”، بهذه الكلمات لخص الطيار المصري الهدف السامي الذي يعمل على تحقيقه منذ بداية مسيرته التي انطلقت قبل 6 سنوات تمكن من خلالها من إنقاذ عشرات الفتيات من قبضة متحيّلين.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت