العقد الطبي عقد مقاولة
” إن العقد مع الطبيب هو عقد مقاولة في الغالب ، إذ هو اتفاق بين الطبيب و المريض على أن يقوم الأول بعلاج الثاني في مقابل أجر معلوم , و العلاج عمل مادي و لا ينفي ماديته أن يكون عملا عقليا، فهو إذن ليس بتصرف قانوني و من ثم تتوفر مقومات عقد المقاولة في هذا الاتفاق … ” .

إن هذا القول الذي جاء به الفقيه ” عبد الرزاق السنهوري ” و نهج هذا الأخير لهذا الرأي ليس باعتباره العقد الطبي يخص كل المقاولات ، بل أن مقاولة الطب إن صح التعبير تنحصر في أن المقاول يلتزم بتحقيق نتيجة عكس الطبيب الذي يسعى ببذل العناية اللازمة لشفاء المريض هذا من جهة, و من جهة أخرى يلتزم الطبيب بتقديم العلاج للمريض بنفسه نظرا للاعتبار الشخصي الذي يقوم عليه عقد العلاج، و ليس له أن يعهد بهذا العمل إلى غيره من الأطباء في حين أن المقاول يستطيع أن ينف ّ ذ العمل بواسطة مقاول آخر من الباطن.

كما ينقضي العقد الطبي بوفاة المريض أو الطبيب ذاته ، في حين لا تنتهي المقاولة بموت المقاول و ما على ورثته إلا أن يستمروا في العمل الرامي إلى تحقيق نتيجة ، في حين لا يمكن لورثة الطبيب الاستمرار في تنفيذ الالتزامات ؛ كذلك فإن مهنة التطبيب في حد ذاتها تخرج عن كونها عملا تجاريا مثل المقاولة التي تعد كذلك حسب موضوعها.

كما يختلف العقد الطبي عن عقد المقاولة و هذا ما يحدث نادرا إذ قد تنتهي العلاقة التعاقدية بين طرفاه إذا ما فقد المريض ثقته في الطبيب و حق لهذا الأخير إنهاء العلاقة مع مريضه كذلك إلا في حالة إسعاف مريض يواجه خطرا وشيكا.

هذا بالإضافة إلى أن عقد المقاولة ينصب على أعمال مختلفة عن العمل الحر الذي يكتسي طابع فكري.