مقال قانوني ممتاز عن الخصائص القانونية للسيادة

ا/ عبد الله كامل محادين

هذه الخاصية أو الميزة هي أهم الخصائص القانونية المرتبطة بفكرة الدولة. فإذا كانت الدولة يمكن لها أن تتقاسم الشخصية القانونية أو المعنوية مع هيئات أخرى داخل الدولة، فإنها وحدها التي تمتلك السيادة.

و إذا كانت السلطة تعتبر أحد أركان الدولة، فإن السيادة تعتبر من الميزات الأساسية لهذه السلطة. و لذلك يجب عدم الخلط بين السلطة في الدولة التي تمثل ركناً من أركان الدولة و بين السيادة التي هي صفة من صفات السلطة في الدولة.
و السيادة تعني إنّ سلطة الدولة، هي سلطة أصلية و مستقلة. و بالتالي فإن السيادة تعني أيضاً أن سلطة الدولة هي سلطة عامة و عليا و مستمرة غير قابلة للتجزئة. من هنا يمكننا القول:

إنّ فكرة سيادة الدولة هي فكرة مركبة، بمعنى أنه يمكننا النظر إليها على صعيد القانون الداخلي و على صعيد القانون الدولي.

1- السيادة على صعيد القانون الداخلي
تتجسد سيادة الدولة على صعيد القانون الداخلي من خلال القول : إنّ سلطة الدولة أصلية، غير مشتقة و لا مفوضة. أي بمعنى أن الدولة يمكن أن تنظم نفسها كما تشاء. و بالتالي فإنه لا توجد أية سلطة أخرى يمكن أن تعلو عليها أو تنافسها في فرض إرادتها على الأفراد و الهيئات المتواجدة على إقليمها. فحرية الدولة، من حيث المبدأ، هي مطلقة و كاملة فيما يتعلق بتنظيم شؤون إقليمها و القاطنين عليه.

2- السيادة على صعيد القانون الدولي
أما سيادة الدولة على صعيد القانون الدولي فتتجسد من خلال استقلالها (السياسي طبعاً)، أي في مواجهة الدول الأخرى. و السيادة بهذا المفهوم قد تكون تامة و قد تكون ناقصة. فالسيادة تكون تامة إذا كانت الدولة غير خاضعة سياسياً لأية دولة أخرى، و تكون السيادة ناقصة إذا ما كانت الدولة تتمتع ببعض مظاهر السيادة على الصعيد الخارجي، و فاقدة لجزء من هذه السيادة نتيجة تبعيتها لدولة أخرى كما في حالة الدول الواقعة تحت الانتداب أو الحماية أو الوصاية.