“تعرضنا للابتزاز الرقمي”.. فتيات يروين قصصهن مع الاختراقات الإلكترونية
يسرا سلامة:

لم تتوقع سمر طارق، العاملة بإحدى منظمات المجتمع المدني، أن تخسر كل ملفاتها الهامة بالعمل، عقب ثلاثة أيام من ورود رسالة على حاسبها الشخصي، تطلب 300 يورو وإلا تدمر ملفاتها، لتكتشف الفتاة أن التهديد حقيقي، فلم تستطع إلا إعادة عدد قليل من الصور.

المحاولة التي تعرضت لها سمر واجهت عدد من الفتيات، من ابتزاز أو سرقة. الحادثة السابقة وقعت لسمر منذ قرابة الثلاثة أشهر، تفسر سمر – العاملة بمنظمة حراك للتنمية- ما حدث “عرفت بعدين إنه حصل hack للحاسب.. وقتها مكنتش وافقت على أي رسالة، ومعرفش حصل إزاي لحد دلوقتي”. عقب الرسالة مباشرةً لم تتوجه لأي من خبير تقنية لمعرفة ما حدث، لكن بعد ثلاثة أيام “استعنت بحد من أصحابي”.

واقعة مماثلة جرت لـ”بسمة عثمان”، العاملة بجمعية “جنوبية حرة” بأسوان، بوجود تنبيهات عبر البريد الإلكتروني بوجود محاولة لسرقة حساباتها الشخصية، وذلك عن صورة البروفايل الخاصة بها. قُدر للفتاة أن تسترجع الإيميل، بفضل مساعدة أحد الأصدقاء، ما أثار خوف الشابة كان واقعة شبيهة حدثت لفتاة في محافظتها “واحد حب يبتز زميلة بفيديو هى مش ظاهرة فيه، لكن كانت واحدة شبهها.. وبيحاول يستغلها بأموال”.

11

تعتقد عثمان أن محاولات الابتزاز الخاصة بالفتيات، خاصة في محافظات الصعيد، تحيط الفتاة بمخاوف أكبر، بحسب رأيها، فيما تكون الفيديوهات والصور المفبركة محل تخوف من الفتاة، لذلك يحرص عدد قليل من هؤلاء الفتيات لوضع صورهن الشخصية عبر حسابات على موقع التواصل الاجتماعي.

عدد من الرسائل الخاصة من محادثات بينها وبين زملائها، أرسلها أحد “الهاكرز” لنورهان سيد، من حساب مجهول عبر فيسبوك أيضا، الرسائل أكدت للفتاة الثلاثينية تعرض حسابها للاختراق “مكنتش اعرف وقتها أي خبير رقمي أو إزاي ممكن أرجع الحساب”. ايضا استعانت الفتاة بأصدقاء، تعرفت فيما بعد على الشخص، والذي كان يعلم الرقم السري لحسابها “بصراحة أخطأت لأن كمان الرقم السري كان سهل جدا ومتوقع”.

فور سؤال نورهان عن محاولات الابتزاز الرقمي، تذكرت واقعة حدثت لزميلة لها، إذ قام خطيبها السابق بالدخول على حاسبها، ومنه إلى حسابات العمل، وأبلغ مديرها ببعض البيانات “مسرقش حاجة.. لكن كان عايز ينتقم منها بأي طريقة”، تتابع نورهان أن المحاولة أدت لطرد الفتاة من عملها.

شاشة سوداء ظهرت بحاسب “سهام عثمان” على سطح مكتب الحاسب الشخصي، عبرها ظهرت رسالة “السلام عليكم”، ردت الفتاة ثم هددها الشخص بأنه على اطلاع على كامل ملفاتها الحاسب، تقول سهام “وقتها قالي أنا دلوقتي بعمل هاك لجهازك.. وقتها قلت له وبتقولي كدة عادي؟”، تأكدت الفتاة بعد إرساله أيضا رسائل من حسابها على فيسبوك.

عقب فترة قصيرة، فقدت سهام نسخة الويندوز الخاصة بها، وعدد من الملفات “بعد إسبوعين ثلاثة كل شئ راح، والملفات نصها ضاع والباقي مش بيفتح”، تقول سهام إنها في ذلك الوقت -منذ عامين- لم تكن تعلم أن تطور الاختراق وصل إلى هذا الأمر، تحتار الفتاة “مش عارفة إن كان الاختراقات في الفترة الأخيرة تستهدف العاملين في مجال المجتمع المدني، ولا دي نظرية مؤامرة، ويتعرض للهاكرز الجميع؟”، تتسأل الفتاة العاملة بمؤسسة جنوبية حرة بالمجتمع المدني.

تختلف درجة الاختراقات الإلكترونية من درجة kiders أو أطفال، والثانية networkers أو شبكيون، والثالثة haunters الصيادون، وهم الأكثر خطورة، بحسب الخبير الإلكتروني أيمن صلاح لـ”مصراوي”، مضيفا أن ليس كل الناس مستهدفون إلكترونيا بنفس القدر.

يوجه صلاح النصيحة الإلكترونية بأن يجعل الشخص رقم حساباته السري صعبا “على الأقل 12 حرف ورقم، بالإضافة إلى رموز صعبة مثل النجمة والشباك وعلامة الدولار”، يقول الخبير، مضيفا أنه لا يجب استخدام أرقام سرية سهل توقعها، مثل أعياد الميلاد والزواج وأرقام الهاتف، بالإضافة إلى عدم استخدام نفس الرقم لكل الحسابات الإلكترونية.

يسرد صلاح أنه يسمع قصص للابتزاز من رجال ونساء، يضطر فيها الضحية إلى دفع أموال، خوفا من الفضيحة، موجها النصيحة كذلك بألا يفصح الشخص عن معلومات تخصه إذا لم تكن مهمة؛ مفسرا “مفيش في دنيا المعلومات معلومة مش مهمة.. ممكن تكون مهمة لحد تاني”. فيما ينصح باستخدام برامج تشفير في حالة البيانات على الحواسب، إذا لزم الأمر “لو استخدمت آمان شديد على معلومات غير مهمة، بيكون لفت نظر على الفاضي”.

الاتجاه إلى مباحث الحاسب الآلي هو الطريق الأخير، الذي ينصح به صلاح، والذي يساعد الضحايا لمعرفة من يبتزوهم في حالة تواجدهم بمصر.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت