ما هي التدابير المتخذة لحماية الحق في الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية والحق في مستوى معيشي كافٍ؟

اعتنت المملكة بتوفير الرعاية الاجتماعية لمواطنيها على قدم المساواة، وقد جاء في النظام الأساسي للحكم في مواده (21و22و27) ما يعزز ويحمي هذا الحق. وقد حرصت المملكة منذ أمدٍ بعيد على تعزيز هذا الجانب، حيث صدر أول نظام للضمان الاجتماعي بالمرسوم الملكي رقم (19) وتاريخ 18/3/1382هـ الموافق (18/8/1962م)، وتبعه صدور نظام جديد للضمان الاجتماعي بموجب المرسوم الملكي رقم م/45 بتاريخ 7/7/1427هـ الموافق (1/8/2006م)، ليواكب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية. وتهدف الدولة من تقديم الرعاية الاجتماعية إلى ضمان مشاركة أفراد المجتمع السعودي كافة في برامج التنمية الشاملة من خلال تحويل مستفيدي الضمان الاجتماعي من فئة متلقية للمساعدات إلى فئة منتجة معتمدة على نفسها عبر البرامج الإنتاجية، هذا بالإضافة إلى تقديم المساعدات المالية والعينية لذوي الدخول المنخفضة. ويتم صرف معاش شهري للمستفيدين من الضمان الاجتماعي ويشمل الفئات التالية: اليتامى -والعاجزين عن العمل -ومن بلغ سن الشيخوخة -والنساء اللائي لا عائل لهن (المطلقات – الأرامل -الأرامل ذوات الأيتام –من لم يسبق لهن الزواج) والأسر المتغيب عائلها -والأسر غير المعولة، وكذلك الفئات المستثناة من شروط الجنسية السعودية وهم:

  • الأسر المكونة من أم سعودية وأب غير سعودي، والمرأة الأجنبية المتزوجة من سعودي، أو أرملته التي لها أولاد منه.
    حاملو بطاقات التنقل من المعوقين جسمياً أو حسياً أو عقلياً من الوجهة الطبية وتجاوزوا سن 18 عاماً والأرامل ذوات الأيتام والأيتام.
  • وتتنوع البرامج التي تقدمها الدولة ممثلة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية في مساعدة المحتاج ليساعد نفسه وليصل إلى حياة كريمة تلبي احتياجاته واحتياجات أسرته الأساسية وتتمثل هذه البرامج في الآتي:

– برنامج المساعدات المقطوعة: وهو أحد البرامج التي تهدف إلى الرفع من الشأن الاجتماعي والاقتصادي وقد صرف هذا البرنامج للعام المالي الحالي 1436-1437هـ مبلغ أربعة مليارات و527 مليون ريال أي ما يعادل (1.2 مليار دولار أمريكي) حتى تاريخه.

– برنامج الدعم التكميلي: وهو ضمن منظومة البرامج المساندة التي تخدم فئة الشباب أصحاب الدخل المحدود من الفئة العمرية 18 سنة إلى أقل من 35 سنة.

– برنامج المساعدات النقدية لأجل الحقيبة والزي المدرسي: ويهدف إلى مشاركة الأسرة المستفيدة من الضمان الاجتماعي في توفير المستلزمات المدرسية والزي المدرسي لأبنائهم، وكان يقدم بشكل عيني وذلك بتوزيع الحقائب والزي المدرسي على أبناء مستفيدي ومستفيدات الضمان الاجتماعي ومع بداية عام 1431-1432هـ ولرغبة المستفيدين من الضمان الاجتماعي باستلام مبالغ نقدية لكي يتم شراء احتياجات أبنائهم المدرسية بأنفسهم تم تحويل البرنامج إلى إيداع نقدي حيث يتم إيداع المبالغ مباشرة إلى حساب المستفيدين بواقع 240 ريالاً للسنة، ويشمل الطلاب في مرحلة التعليم العام.

– برنامج تسديد جزء من فواتير الكهرباء: بالتعاون مع هيئة الكهرباء والتنظيم المزدوج ويهدف هذا البرنامج إلى ضمان استمرارية إيصال خدمة الكهرباء لمساكن مستفيدي الضمان الاجتماعي وتخفيف العبء المالي عن كاهل المستفيدين، وذلك عن طريق تسديد جزء من فواتير الكهرباء، ويختلف هذا المبلغ باختلاف عدد أفراد الأسرة المسجلين في الضمان الاجتماعي وكذلك باختلاف المناطق، حيث قسمت المناطق إلى ثلاث شرائح (بارد ومعتدل وحار). وقد بلغ إجمالي ما تم صرفه خلال العام الماضي نحو (870 مليون ريال) أي ما يعادل (232 مليون دولار أمريكي) لهذا البرنامج.

– برنامج المساعدات النقدية لأجل الغذاء: بالتعاون مع مصلحة الإحصاءات والمعلومات ويهدف إلى تخفيف العبء المالي عن كاهل المستفيدين من الضمان الاجتماعي ومشاركتهم في توفير الغذاء لأفراد أسرهم وسد احتياجاتهم المعيشية، وذلك عن طريق إيداع مبلغ المساعدة للغذاء بتاريخ العاشر من كل شهر هجري حسب عدد أفراد الأسرة.

– برنامج التأمين الصحي: وهو ضمن منظومة البرامج المساندة بالتأمين الصحي للفئات المستحقة من الضمان الاجتماعي، وقد أحيل إلى مجلس الخدمات الصحية لدراسته وفي انتظار ما يصدر بشأنه.

– برنامج المشروعات الإنتاجية: ويهدف إلى تحويل الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي والقادرة على العمل والإنتاج من أسر معولة إلى أسر عائلة قادرة على العمل والإنتاج، وذلك من خلال تأهيلهم وتقديم الدعم المالي لهم بهدف زيادة دخل المستفيدين والمستفيدات من الضمان الاجتماعي.

– برنامج تسديد رسوم اختبارات القياس والتحصيل العلمي: ويهدف البرنامج إلى التخفيف من العبء المالي عن كاهل المستفيدين والمستفيدات والمساهمة في إعفاء أبنائهم من رسوم اختبارات القياس والتحصيل العلمي ويشمل الطلاب في المرحلة الثانوية (ثاني ثانوي وثالث ثانوي) من عمر 17 سنة إلى 26 سنة.

في مجال الطفولة والأيتام، تم إنشاء إدارة خاصة بطلبات الاحتضان للأطفال مجهولي الوالدين بموجب القرار الوزاري رقم (19583) وتاريخ 22/06/1422هـ الموافق (10/9/2001م) بهدف إيواء هؤلاء الأطفال، وتحتضن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عدداً كبيراً من المؤسسات الخاصة برعاية الأحداث من البنين والبنات، وتقوم كذلك برعاية المسنين من خلال عشرين مؤسسة في مختلف مناطق المملكة.

وفيما يتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فقد تم اتخاذ العديد من التدابير التشريعية والإجرائية الرامية إلى تعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن ذلك إصدار نظام رعاية المعوقين، والانضمام إلى اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري الملحق بها في عام 2008م. كما انضمت المملكة إلى العقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يؤكد على أهمية إدماج قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة. كما تم إنشاء العديد من الجمعيات التي تعنى بحقوق ذوي الإعاقة مثل جمعية الأطفال المعوقين، ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وغيرهما. وقد بلغ عدد مراكز التأهيل (26) مركزاً، كما يوجد مؤسستان لرعاية الأطفال المصابين بالشلل، ومنحت تراخيص لمراكز رعاية أهلية لهذه الفئة بلغ عددها (16) مركزاً.

وقد صدر المرسوم الملكي رقم (م/37) وتاريخ 23/09/1421هـ الموافق (19/12/2000م) القاضي بأن تتولى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التنسيق لتوظيف الخدمات الطبية والاجتماعية والتربوية والنفسية والمهنية ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على تكيفهم في المجتمع من خلال فتح مراكز إيوائية لشديدي الإعاقة، ومراكز أخرى لتأهيلهم، وتشغيلهم، وتوفير الأجهزة التعويضية.

وفيما يتعلق بدور الرعاية الاجتماعية، فهي تستقبل المسنين – من الجنسين – الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل، أو الذين يعجزون عن القيام بشؤون أنفسهم، أو المرضى الذين بلغوا (60) عاماً من المصابين بعجز بدني أو عقلي أفقدهم القدرة على العمل، أو رعاية أنفسهم بشرط خلوهم من الأمراض المعدية، وعدم وجود أقارب لهم ممكن أن يعتنوا بهم. ولقد روعي عند إعداد هذه الدُور أن تكون قريبة إلى حياة الأسرة الطبيعية؛ يتمتع فيها المسن بنوع من الاستقلال ويشعر فيها بالراحة والأمن والسكينة، وتوفر لهم داخل تلك الدور؛ الإعاشة الكاملة والرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية وخدمات العلاج الطبيعي وبرامج العناية الشخصية، كما تتيح لهم مزاولة بعض الأعمال اليدوية والأعمال الفنية بغرض شغل أوقات الفراغ، كما يمكن المقيمون داخل دور الرعاية من الانخراط في البرامج الدينية والثقافية والترفيهية المناسبة، وتقدم لهم برامج أخرى تتمثل في الزيارات والرحلات الأسبوعية والنزهات التي تتم بانتظام للقادرين منهم بغية ربطهم بالمجتمع الخارجي والقضاء على إحساسهم بالعزلة. ويُقدم لكل مقيم بالدار مصروف شهري. وتوجد حالياً (10) دور لرعاية المسنين والمسنات موزعة على أرجاء المملكة.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت