مفهوم العنصرية حسب القانون

تعرف العنصرية على انها :(مجموعة من السلوكيّات والمعتقدات الّتي تعلي من شأن فئة وتعطيها الحق في التحكّم بفئةٍ أخرى ، وتسلب حقوقها كافّة كون الفئة الثانية تنتمي لعرق أو دين ما، فتعطي الفئة الأولى نفسها الحق في التحكّم بمصائرهم وبممتلكاتهم وبكينونتهم ) .

وكانت العنصرية عند ظهورها تقوم على التمييز على اساس لون البشرة فكان ذوو البشرة السوداء مثلا يعانون من التمييز في مجالات الحياة ولاسيما عند اقامتهم في بلدان ذات البشرة البيضاء .

ثم ظهرت اشكال اخرى من صور التمييز العنصري منها العرقية والاثينية فالعرق يكون : (بالتمييز فيه بحسب الاختلافات الفيزيقيّة، ففيه أقليّات محرومة ومضطهدة بالنّسبة للجماعات المهيمنة ) .

أمّا الإثنيّة :(فالعنصريّة فيها تكون بحسب الثقافات والممارسات الاجتماعيّة ) وكان من نتيجة التمييز ان ظهرت عدة ممارسات غير انسانية من قبل الجماعات المهيمنة تجاه الجماعات الاخرى ومن ابرزها تجارة الرقيق التي تمارس بحق الافارقة السود .

وفي الواقع ان العنصرية ظهرت عند العرب الا انها لم تكن منتشرة ولم تصل الى الدرجات التي وصلت اليها العنصرية في اوربا وامريكا مثلا ولاسيما زمن الدعوة الاسلامية اذ جاء الدين الاسلامي ليغير المفاهيم ويحرم التمييز على كل الاصعدة .

ويعتبر الاستعمار الاوربي لافريقيا هو جذور التفرقة العنصرية والتي ظهرت على اثر تصريحات سيسل رودس في عام 1875 حيث استخدمت كلمة (ابارتيد) والتي تعني الى الفصل او التفرقة و تمثلت هذه العنصرية من خلال السلوكيات والممارسات والقوانين والتي كانت كلها تشير الى التفرقة الواضحة في المعاملة بين ذوي البشرة السوداء والبيضاء ، ففي عام 1910 صدر قانون ينص على قصر التمثيل في البرلمان على الاوربيين فقد وحرمان الافريقيين من حق الانتخاب وذلك في جنوب افريقيا .

و في عام 1950 صدر قانون اخر يقضي بتخصيص اماكن للسود والبيض واجبار السود على اقامة حواجز حول المناطق التي يعيشون فيها . وبسبب هذه السياسات فقد تعرضت حكومة افريقيا الى انتقادات شديدة من دول الكومنولث فانسحبت منه على اثرها عام 1961 عوضا عن الرضوخ وتغيير سياساتها العنصرية ، وكذلك تمت ادانتها من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة في عام 1962 وطلبت من مجلس الامن فرض عقوبات عليها وطردها من عضوية الامم المتحدة وقد اصدر مجلس الامن قرارا بفرض عقوبات على جنوب افريقيا حتى تم تغيير القوانين واعطاء الافريقيين حقوقهم والابتعاد عن السياسة العنصرية المتبعة ضدهم .

وفي امريكا كان هناك تاريخ حافل للسياسة العنصرية اذ انه وبعد الحرب الاهلية الامريكية ظهرت قوانين عنصرية تعزز سيطرة البيض وذلك في اواخر القرن التاسع عشر وخاصة قوانين التعليم والتي جوبهت بمقاومة كبيرة من قبل زعماء سود مثل مارتن لوثر كنج ومالكوم اكس والذين طالبوا بتغيير تلك القوانين بطرق سلمية وفي عام 1955 و 1956 ظهرت حركة لمقاطعة السود لاوتوبيس في مدينة مونتغمري عاصمة ولاية الاباما على اثر قيام رجل اسود بالطلب من سيدة بيضاء بترك مقعدها له والتي رفضت ذلك ، وقد استمرت المقاطعة الى ان اصدرت المحكمة العليا حكم بالغاء قوانين العزل ، وقد قتل مارتن لوثر بعدها لكن حركة مناهضة التمييز العنصري في امريكا استمرت الى ان صدر قانون الحقوق المدنية عام 1964 والذي اعتبر بداية للتخلص من هذه السياسة المقيتة.

المحامية: ورود فخري