تعريف و خواص بصمات الاصابع

المؤلف : سلطان الشاوي
الكتاب أو المصدر : اصول التحقيق الاجرامي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت

تعريف بصمات الأصابع :
ان بصمة الأصبع عبارة عن الخطوط الشكلية البارزة والخطوط المنخفضة المحاذية لها الموجودة في رؤوس الأصابع والتي طابعها عند ملامستها للسطوح والأجسام وخاصة الملساء منها (1). تبدأ الخطوط البارزة والمنخفضة في الظهور على جلد البشرة في رؤوس الاصابع في الشهر الرابع من عمر الجنين، ويتم تكوينها في الشهر السادس. وعندما يولد الطفل تكون هذه الخطوط قد استقرت في وضعها النهائي وأصبحت جاهزة للاستفادة منها في تحقيق الشخصية. والخطوط البارزة مجهزة بغدد عرقية تفرز إفرازات عرقية دهنية وهي الوسيلة الوحيدة لانطباع بصمات على السطوح الملائمة حيث ان كلوريد الصوديوم الموجود في الإفرازات العرقية يترك فوق سطوح الأجسام الماصة او اليابسة أثر البصمات. أما الخطوط المنخفضة الكائنة بين الخطوط البارزة فتنتهي عندها أعصاب الحس، فهي الوسيلة التي بواسطتها نحس بالأشياء عند لمسها.

خواص البصمات :

1-ثبات البصمة مدى الحياة :
تبقى صورة الخطوط البارزة والمنخفضة في البصمة محافظة على شكلها ومميزاتها الدقيقة واتجاهاتها في سن الطفولة والشباب والرجولة والهرم بل وبعد الممات الى ان يتحلل الجسم ويبلى، والتغيير الوحيد الذي يصيبها هو نموها مع الاصابع تبعا لنمو باقي أعضاء الجسم ولكن هذا التطور لا ينقص ولا يزيد في عدد الخطوط أو في مميزاتها الدقيقة.
2-عدم امكان تغيرها :
ان الخطوط الموجودة في البصمة غير قابلة للتغيير، فاذا اصاب الطبقة الخارجية من جلد جرح أتلف خطوط البصمة، فان تلك الخطوط تظهر مرة اخرى بشكلها الأصلي عند التئام الجرح بلا تغيير وفي نفس المكان ودون ان يترك اثرا (2). أما اذا اصاب الجرح الطبقة الداخلية من الجلد، فإن آثاره تبقا عليها ولا يمكن إزالتها، كما ان البصمة تتلف نتيجة لبعض الأمراض الجلدية كمرض الجذام الذي يصيب طبقة الجلد فيؤدي الى استواء الخطوط البارزة بالخطوط المنخفضة (3) ولقد حاول بعض المجرمين إزالة بصمات أصابعهم، او تغيير شكل الخطوط الموجودة عليها، ولكن محاولتهم باءت بالفشل، وأصبحت آثار هذه المحاولات على بصماتهم مميزة تساعد على التعرف عليهم وتكون بمثابة علامة فريدة مميزة (4).

3-عدم تطابقها في شخصين مختلفين :
ان البصمات لا تتطابق بين شخصين مختلفين مطلقا، ولا تتطابق ايضا في حالة التوأمين المتماثلين الذين هما من بويضة واحدة انقسمت بعد الإخصاب اذ ان بصماتهما تكون عادة من تقسيم واحد وشكل ظاهري متماثل ولكنهما لا تتطابقان من حيث النقط والعلامات المميزة. ان الخواص الثلاث هي الأساس الذين يبنى عليه استخدام بصمات الِأصابع في تحقيق الشخصية.
_________________________
1-انظر كامل جبرائيل عوصجي، فان الأصابع، عام 1966 الطبعة الخامسة، ص42، عبد العزيز حمدي، المرجع السابق ص 153-154.
2-ومما يجدر ذكره في هذا الخصوص أنه تبين من فحص بصمات عدد من الاشخاص اليابانيين الذين أصيبوا بحروق من جراء القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما في 6 آب 1945 وعاشوا الى الآن، ان بصماتهم لم تتغير وعادت بعد شفاء الحروق السطحية وأخذت نفس أشكالها ومميزاتها السابقة انظر فؤاد ابو الخير وإبراهيم غازي. المرجع السابق. ص427.
3-انظر، عبد العزيز حمدي، المرجع السابق، ص156.

4-ومن أمثلته التشويه الكامل لبصمات الأصابع هي حالة المجرم (روبرت جميس) الذي أعتقل في تكساس في 30 تشرين 1941، وعندما أخذت بصماته تبين ان المناطق التي بها اشكالها قد أزيلت بشرتها، ولما استجوب قرر أنه أجرى عملية جراحية لإزالة بشرة اصابعه العشرة واستبدلها بجلد ابطه، واعترف بشخصيته الحقيقية، ولما طلبت الفيشات المحفوظة له بمكاتب تحقيق الشخصية قبل التشويه وفحصت، أمكن من مقارنة النقط المميزة التي بقيت في الاصابع تحقيق شخصيته، انظر حسين محمد علي، المرجع السابق، ص179-180.