أجراءات هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع النظام الجديد

بقلم المحامي المتدرب/نايف القحطاني

امرنا ديننا الحنيف بالنصح والارشاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك بمراتب ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) ، وقد قامت لهذا الامرالنبوي اجهزه مختصه وأول جهاز قام بشكل منظم في عهد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وسماه جهاز الحسبه وله ضوابط ونظم معينه ، مخوله من ولي الامر من حيث السلطة ، فكما بدا الحديث النبوي بالسلطة الجبرية فكذلك أن النظام التاح للجهاز استخدامها ،وفق مواقف معينه كما يراه عضو الهيئة ،فكان عمل الهيئة في السابق ضبط المنكرات الشرعية التي نص عليها النظام وحددها والقبض على مرتكبيها،

وكان من اختصاص الهيئة القبض أذا كان التلبس من المنكرات الشرعية فإن لم تكن كذلك ،تختطر جهة الاختصاص بالتحقيق و تسلم المضبوطات والاشخاص المقبوض عليهم إلى جهة الاختصاص ،ومن عمل جهاز الهيئة في السابق التفتيش سواء الاشخاص أو المساكن وغيرها من الاماكن لضبط منكر شرعي، كما كانت تحقق في القضايا المتعلقة بالمنكرات الشرعية ، كما يلزم اثبات ذلك في محاضر التحقيق من ضبط او قبض او تفتيش وكتابة جميع ملعومات المقبوض عليه او المشتبه وتضمن اقوال المدعي عليه باقرار ارتكاب منكر شرعي ، وكان من صلاحيات الهيئة التوقيف لمدة لا تتجاوز ثلاثة ايام اذا تعذر استكمال التحقيق هذا مجمل النظام السابق لجهاز الهيئة وبعد التعديل سحب النظام الجديد كل الصلاحيات من ضبط او متاعبة او ايقاف او تفتيش او تحقيق في أي بلاغ له صلة بالهيئة ،كما حدد النظام جهتين لهما الصلاحيات بكل ما سبق وهما الشرطة والادارة العامة لمكافحة المخدرات ،

واضاف في الجهاز لجنة استشارية تختص بتقديم الاستشارات والتوصيات الى رئيس العام للهيئة وذلك فيما يتعلق بمباشرة الهيئة لاختصاصها ،وما سيحول بعد ذلك من مخالفات وتجاوزات بهذا الشأن ،وان هذي اللجنة تقدم الاقتراحات لمحاسبة المخالفين ، كما نعلم ان هذا الجهاز له الفضل بعد الله في احباط الكثير من العمليات وتوقيف الاشخاص اللذين مارسوا ما يغضب الله ،فقد تحول بعد هذا النظام الى جهاز دون سلطه معتبره لها مكانتها وقيمتها ، فكيف لعضو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من ان يتحقق ويتثبت من الشخص ،

ليس كل ما يحمله هذا الجهاز حسن ،فمن اساء فله عقابه كما يسيئ بقية اجهزة الدولة ،فلا نعمم على الجهاز كامل ونسلب سلطة ،واتذكر كلمة الامير /نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ( من الاعلاميين يتلقطون السلبيات البسيطة وينفخوه حتى تكبر حتى يسيوء للهيئة الا يعلمون ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من اركان الاسلام) ، ومما اعجبني في هذا النظام ان من يباشر مهام الهيئة يكون ذوي المؤهلات علمية ، هذا مما يتطلبه الجهاز فيكون ذو معروفة ودراية لما يقابلة من رد ،فيكون ذو تصرف حكيم ليس بالشدة والغضب ولا بالتسلط والقبض .

إعادة نشر بواسطة محاماة نت