_ ديباجة منظمة الأمم المتحدة : 

بدأ ميثاق الأمم المتحدة بديباجة تتضمن مجموعة الأهداف والغايات التي تأخذها الدول الأعضاء علي نفسها ، والتي تمثل الباعث الدافع من وراء انشاء منظمة الأمم المتحدة . ولم يقتنع محرروا الميثاق بما وضعوه في هذه الديباجة من أحلام و آمال لم يتحقق منها الا ما توافق مع مصالح الدول الكبري ؛ فأكدوا علي أهداف الأمم المتحدة في المادة الأولي من ميثاقها :

_ أولاً : حفظ السلم والأمن الدوليين : 

يعتبر هذا الهدف ، ودون شك أهم أهداف الأمم المتحدة ولكي تحقق الأمم المتحدة هذا الهدف يجب عليها أن تعمل جاهدة علي الغاء كل وسائل تهديد السلم والأمن الدوليين ويلاحظ أن الميثاق علي حق في ربطه بين السلم والأمن الدوليين ؛ فلابد من تحقيقهما معاً ، فلا يجوز ادراك أحدهما دون الآخر . وفي سبيل ادراك هذا الهدف المزدوج :

_ يجب علي منظمة الأمم المتحدة أن تتخذ التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم و تطبق هذه الوسائل قبل وقوع الاخلال بالسلم والأمن الدوليين ، وهو ما يطلق عليه الجانب الوقائي لحفظ السلم والأمن الدوليين .

_ أما اذا وقع هذا الاخلال بالفعل فانه يجب علي منظمة الأمم المتحدة أن تتخذ كافة التدابير لقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الاخلال بالسلم .

_ ثانياً : تنمية العلاقات الودية بين الدول : 

يقصد بهذا الهدف ازالة الأسباب التي قد تؤدي الي المنازعات بين الدول مما قد يؤثر بدوره علي السلم و الأمن الدوليين . وعليه نلاحظ أن هذا الهدف يذوب في هدف حفظ السلم والأمن الدوليين ويعتبر عنصراً من عناصره ، وقد نصت الفقرة الثانية من المادة الأولي علي مبدأين جوهريين يساعدان دون شك علي تنمية العلاقات الودية بين الدول وهما مبدأ المساواة في الحقوق بين الشعوب وحق الشعوب في تقرير مصيرها .

_ ثالثاً : تحقيق التعاون الدولي : 

طبقاً للفقرة الثالثة من المادة الأولي فان الأمم المتحدة يجب عليها :

1- أن تتخذ التدابير الفعالة التي تدعم التعاون في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والانساني .

2- أن تعمل علي تعزيز احترام حقوق الانسان وحرياته الأساسية للناس جميعاً والتشجيع علي ذلك اطلاقاً بلا تمييز . و بالاضافة الي ذلك أن من وظائف مجلس الوصاية اشاعة احترام حقوق الانسان و الحريات الأساسية للجميع ومراعاتها بلا تمييز و ذلك أيضاً هو موضوع الاعلان العالمي لحقوق الانسان . 

_ رابعاً : الادارة والتوجيه للعلاقات الدولية : 

نصت الفقرة الرابعة من المادة الأولي من الميثاق علي جعل الأمم المتحدة مرجعاً أو أداة لتنسيق أعمال الدول وتنظيم العلاقات فيما بينها . والحق يقال أن منح الأمم المتحدة هذا الدور يعمل دون شك علي توجيه العلاقات الدولية نحو المركزية ولكن ينبغي أن نلاحظ أن هذا يتوقف بطبيعة الحال علي سلوك الدول .