مباحث الإنترنت: التحرش الإلكترونى جريمة تدخل فى إطار “الفعل الفاضح”
كتبت إيناس الشيخ
على هامش صفحتها تطالعها رسائل يومية تطلب منها التعارف أحياناً وتكشف لها نوعا جديدا من التحرش أحياناً أخرى، تشير القائمة إلى عشرات الرسائل التى لم تر بعد، وعود بالزواج، عروض لتمضية سهرة، صور إباحية، أو عبارات جنسية تحولت من صدفة إلى ظاهرة على قائمة رسائل مواقع التواصل الاجتماعية، وخاصة قائمة “رسائل أخرى” أو “others”، التى خرجت عن نطاق الرسائل العادية من الأصدقاء وتحولت إلى مكان مفتوح للتحرش اللفظى داخل حياة كل فتاة تمتلك حساباً شخصياً على موقع من مواقع التواصل الاجتماعى.

ممكن نتعرف، عجبتنى صورتك فقلت أكلمك، أنتى أمورة أوى وهموت وأتعرف عليكى، هى أخف العبارات التى تمتلئ بها قائمة “others” على الحسابات الشخصية للفتيات، إلى جانب هذه العبارات تطالع معظم الفتيات يومياً نوع آخر من العبارات التى تجاوزت حد المعاكسة أو محاولات التعارف واتجهت أحياناً إلى عرض صور جنسية وأرقام تليفونات وعناوين كعروض لممارسة الجنس بشكل صريح بدأت بعض الفتيات فى إظهاره خارج نطاق الرسائل الخاصة وعرضه على الصفحة الرئيسية لإثارة ظاهرة “التحرش الإلكترونى”، التى انضمت حديثاً لقائمة التحرش، ومآسى الفتاة المصرية.

“آثار ضيف” واحدة من مئات الفتيات اللاتى يتعرضن للظاهرة نفسها، بدأت بمتابعة القائمة التى وضعتها كواحدة من ضحايا التحرش الإلكترونى، تابعت يومياً ما تعرضه عليها القائمة من صور إباحية ورسائل فاضحة وشتائم قذرة، أو طلبات بالخروج والتعارف وغيرها من أشكال الظاهرة التى بدأت فى التفاعل معها، رفضت التجاهل كما تفعل معظم الفتيات واختارت فضح المتحرشين ونشر رسائلهم على صفحتها الرئيسية وعرضها بصورة البروفايل على الصفحات المناهضة للتحرش، لتتحول من رسائل خاصة إلى ظاهرة عامة بدأت حركات التحرش فى مناقشتها.

“قائمة others، وأى قائمة رسائل على حساب فى مواقع التواصل الاجتماعى، تحول إلى ظاهرة جديدة من التحرش باللفظ والصور الفاضحة عبر الإنترنت” هكذا بدأت “آثار” حديثها لليوم السابع عن قائمة التحرش على حسابات الفتيات، وتقول “فى البداية اعتدت تجاهل الأمر الذى زاد عن حده بشكل مبالغ فيه، وتحول من مجرد حالة فردية إلى ظاهرة تعانى منها معظم الفتيات، نشرت الرسائل كما هى على صفحتى الرئيسية دون خجل، وبدأت فى التعامل مع الآمر كمن تتعرض للتحرش فى الموصلات العامة، كما وضعت الرسائل على الصفحات الخاصة بحركات التحرش، لعرضها كظاهرة لا تختلف كثيراً عن التحرش الجنسى”.

حالة أخرى اختارت التعامل مع الأمر بشكل أكثر جرأة هى حالة “هديل” التى دشنت صفحة بعنوان “العربى المريض” لنشر الرسائل الخاصة داخل قائمة الـ”Others”، وفتحت مجالاً للفتيات للمشاركة بعرض ما يتلقونه من رسائل، وتتحدث “هديل” التى كتبت فى تعريف الصفحة “صفحة لفضح المرضى اللى بنشوفهم كل يوم”، وتقول: الظاهرة لم تعد مصادفة وتحولت إلى شكل آخر من أشكال التحرش التى يجب الحديث عنها، وهذا هو الهدف من إنشاء الصفحة التى تفاعلت معها الفتيات بشكل كبير لإلقاء الضوء على نوع جديد من أنواع التحرش التى دخلت فيها مواقع التواصل الاجتماعى، وهدفنا من نشر الرسائل هو عدم كتمان الأمر، بنفس مبدأ فضح المتحرشين فى الشارع وتشجيع الفتيات على المطالبة بحقوقهم”.

ليست مجرد ظاهرة، أو رسائل إلكترونية عابرة، فهى من أشكال التحرش التى يعاقب عليها القانون كما أكد العقيد “عبد الفتاح رضوان”، بمكافحة جرائم الإنترنت، التى دخلت ضمنها جرائم التحرش الإلكترونى إلى جانب جرائم الابتزاز أو انتحال الشخصية، وقال “رضوان” غالباً ما تختص الإدارة بجرائم الابتزاز أو التشهير أو التهديد من خلال الإنترنت، أما التحرش الإلكترونى فهو جريمة لها توصيف قانونى بأنه “فعل فاضح غير علنى”، وفى هذه الحالة تقدم المتضررة بلاغ ويتم تتبع الحساب والقبض على صاحبه الذى يمكن فى حالة الإثبات توقيع عقوبة تماثل عقوبة التحرش الجنسى.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت