مقال عن (الأمبودسمان) مفوض الشعب

الأمبودسمان كلمة باللغة السويدية يمكن أن تكون ترجمتها الحرفية “ممثل الشعب” أو “مفوض الشعب” أو “المدعي العام الشعبى” وقد ظهرت الكلمة لأول مرة في السويد عام 1809 عندما تضمن الدستورقرارا بتعيين أمبودسمان فى السويد التي كانت أول دولة ينشأ بها مثل هذا النظام ثم إمتدت الفكرة بعد ذلك الى الدول الإسكندنافية ثم انتشرت في كثير من بلدان العالم المختلفة التي أنشأت بدورها مكاتب مماثلة للأمبودسمان. ونظرا للاختصاصات والواجبات المتعددة والمتداخلة التي يتولاها الأمبودسمان ولصعوبة ترجمة الكلمة الى اللغات الأخرى مع احتفاظها بمضمونها متعدد الجوانب, فإن الكلمة دخلت اللغات المختلفة كما هي في اللغة السويدية وأصبحت معروفة الدلالة في أدبيات حقوق الانسان وعند العاملين في هذا المجال. حاول البعض أن يترجم كلمة الأمبودسمان الى العربية تحت مسمى “مكتب الشكاوى” ولكن اختصاصات الأمبودسمان تتجاوز مجرد تلقي الشكاوى وبحثها. ومع أن هذه الاختصاصات تختلف من دولة الى أخرى فإنها في أغلب الأحوال تتسع لتشمل النظر في الشكاوى المتعلقة بانتهاك حقوق الانسان واتخاذ المبادرة لتصحيح بعض الأوضاع التي تتنافى مع مواثيق حقوق الانسان الدولية أو القوانين المحلية المنظمة لممارسة هذه الحقوق. كما أن الأمبودسمان قد يقترح تعديل قوانين قائمة أو السعي لإصدار قوانين جديدة تهدف الى حماية هذه الحقوق كما تمتد لتشمل حقوق المواطنين بشكل عام وحقوق المرأة والطفل والمعوقين وغيرهم من فئات المجتمع التي قد تكون موضع تمييز أو تهميش بشكل خاص. ولذلك فقد رأت ادارة مشروع الشبكة الاقليمية لمكاتب الأمبودسمان العربية الاحتفاظ بالكلمة بأصلها السويدي أسوة بما يجري عليه العمل في أغلب اللغات الأجنبية.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت