شيكات بدون رصيد من مقتدرين
كُتب الكثير عن معضلة الشيكات بدون رصيد في مجتمعنا، مما أفقد الشيك قيمته في التعامل، وباتت الثقة معدومة في الشيكات، وكم من مبالغ ضاعت على أصحابها لهذا السبب، وآلية التعامل مع مثل هؤلاء -إلى الآن- قاصرة، واستحصال المبالغ بات من الصعوبة بمكان.

وما أعرفه أن كثيرًا من هؤلاء أرصدتهم لا تُغطِّي حجم مبالغ الشيكات التي سحبوها على الشيك، ولكن يُطال الأمر بأن يحتال مُقتدرون ولهم ملاءتهم المالية وتكون لهم حسابات وبدون أرصدة متقصِّدين ذلك ليأكلوا أموال الآخرين بالباطل، ويحصلوا على ما يريدون من سلع وخدمات، ويتفاخروا بها، والله أعلم -على حسب علمي- أنها مسروقة من لص محترف، لأن من يحتال وهو قادر على أن يدفع فهو لص سارق محترف، وأما من يحصل على ما يريد وهو غير قادر على الدفع فهو سفيه، ومن السارقين اللصوص، ومن قُدِّر عليه العجز بعد أن كان قادرًا؛ فنسأل الله له ولنا وللمسلمين أجمعين الفرج.

واقترح على الجهات المعنية في مثل هذا الأمر كـ»مؤسسة النقد» طالما أن هناك قصورًا في إيجاد الحلول التي تُعيد للشيك قيمته في التعامل ومكانته المالية، أن تُعلن عن تخلِّيها عنه، وأن من يقبل التعامل بالشيكات يعود إلى مقدار ثقته في الساحب، ولا يقبلون شكوى حول الشيكات، وبهذا من الممكن أن تحظى الشيكات باحترام المتعاملين بها بناء على الثقة المتبادلة بينهم، وترتاح الجهات من القصور الحاصل طوال أعوام حتى أصبحت مبالغ الشيكات التي بدون رصيد بالمليارات، ولا مُحرِّك لساكن بتشديد العقوبة وتحصيل المبالغ؛ خاصة من ذوي القدرة المالية المحتالين على الآخرين ولهم وجاهة وصيت؛ وشيكاتهم ذهبية وهي في الواقع فالصو.. ولقد اطلعت على شيك بأم عيني مبلغه مليونان ونصف المليون ريال وصاحبه يعيش في دوامة منذ ثلاث سنوات، ولم يأخذ حقه حتى الآن.

وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجرًا من أحدٍ سواه.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت