العوامل الثقافية وتأثيرها في الإجرام

العوامل الثقافية

المبحث الرابع : العوامل الثقافية وتأثيرها في الإجرام:

العوامل الثقافية لها علاقة بالبيئة التي يعيش فيها الفرد يعيني المجتمع الذي تربى وترعرع فيه وبالتالي ضمن هذه النقطة سنقيم شبه مقارنة بين الإجرام في الريف الذي يتميز بثقافة معينة على غرار المدينة التي لها ميزتها وخصوصيتها والكثير من علماء الإجرام يقولون بوجود صلة بين الإجرام والتحضر،بحيث أن المقارنة تقول بأن المجتمع الريفي يتميز بالحياة الجماعية المرتكزة على التضامن وبالتالي يقل فيها الإجرام،فثقافة البيئة التي ولد فيها الفرد تؤثر كثيرا على سلوكه ومن العوامل الثقافية التي يمكنها التأثير على تطور الإجرام تتمثل في:
المعتقدات الدينية أو المعتقات السائدة في مجتمع معين،دور السينما والصحافة، المستوى التعليمي،التطور التكنولوجي، العقيدة والمعتقدات السائدة في مجتمع.

لقد كانت هناك دراسات مختلفة من قبل علماء الإجرام الأوائل حول العلاقة التي تربط العامل الديني بالإجرام ولدينا على سبيل المثال( فيري، قاروفارو، تارد ، لمبروزو…) حيث أعطوا تفسيرات عديدة حول هذا الموضوع فيما إذا كان الدين يؤثر على سلوك الشخص فنؤكد بأنه بطبيعة الحال العلاقة بين المحيط الديني والسلوك الشخص وطيدة.

فالدين الإسلامي مثلا يمنع السلوك المنحرف ويدعو للوحدة والاقتناع بالحياة مهما كانت (يعني الصبر) وهذا ما يؤكد بأن المجتمعات الإسلامية من المفروض يقل فيها الإجرام ولكن ما هو ملاحظ اليوم هو أن هذه الأخيرة تتخبط في عدة أشكال من الجرائم والدراسات التي كانت على المجتمع الأمريكي من قبل علماء الإجرام أوضحت بأن المجتمعات الكاثولوكية والباتيستيةBAPTISIES يوجد لديها عدد كبير من المنحرفين وفي ألمانيا كان الكاثوليك على رأس عدد كبير من الجرائم ما عدا الجرائم المتعلقة بالاقتصاد وهذا يرجع إلى أن الحياة الاجتماعية الكاثوليكية ليست على ما يرام بالمقارنة معDES EVANGELISTES كما أن الملاحظة أيضا تقول أن الديانة تؤثر في الريف أكثر من المدينة وهذا راجع إلى طبيعة المجتمع الريفي المتميز بالحياة الجماعية وبعاداتها ولكن النتائج الأخيرة لهذه الدراسات حول الرابطة بين الجريمة والثقافية الدينية بحيث استخلص علماء الإجرام بأن الرابطة ضعيفة بين الإجرام وهذا العامل بالرغم من أنه يطبع شخصية الفرد بطابع معين ويمكنه التأثير بشكل مباشر في سلوكه.

مثال: نأخذ مثال واضح عن تأثير الديانة الكاثوليكية بحيث أن الدراسة تشمل الحياة الاجتماعية بشكل عام منها المواليد،الطلاق،العلاقات الخاصة… فكل ديانة لها تنظيم خاص.
أما المعتقدات السائدة في بيئة معينة عاملا خارجيا مساعدا على ارتكاب نوع من الإجرام فقد كانت تسود في بعض جهات الريف بعض المعتقدات الخرافية التي تصبح فيما بعد قاعدة يسير عليها سكان هذه المنطقة وفي مصر توجد بعض المعتقدات تهيئ للجريمة مثل الأخذ بالثأر وعقيدة الانتقام للعرض وعدم الأخذ بالثأر يؤوله القوم على أنه ضعف وجبن لهذا أسرة المجني عليه عليها الانتقام فالثأر في حد ذاته في مصر عامل فخر وكرامة وعقيدة الأخذ بالثأر تشبهها عقيدة أخرى في الشرق تتمثل في:ضرورة صون العرض والانتقام له وفي الكثير من الأحيان ما تؤدي عقيدة صون العرض إلى قتل المراءة لمحو العار،سواء من أخ أو من قريب.

عدة معتقدات أخرى يمكنها التأثير على تفكير الشخص وتؤثر بالتالي على المجتمع بأكمله كل هذا يبين خطورة المعتقدات السائدة في المجتمع كعامل أو مهيأ للإجرام ويجب على الدولة أن توجه الثقافة الشعبية إلى تجنيب المجتمع ما قد تسببه هذه المعتقدات.

الأملاك بحيث أن إجرام المطلق مرتفع بثلاث مرات أكثر من الإجرام الشخص المتزوج أو العازب.

الإعلام: *تلعب وسائل الإعلام منها السنيما،التلفزيون،الصحافة… دور في بلورة الإجرام فما تكتبه الصحافة من مقالات متعلقة بالأعمال الإجرامية يمكنها من التأثير بصفة مباشرة على أفكار القارئ سلبا خاصة إذا كان يحمل استعدادا لذلك فالكثير من القضايا الإجرامية تطرح عدة أفكار للنقاش فراح الكثير للقول بوجود علاقة وطيدة بين السنيما والإجرام بحيث تعطي للطفل فكرة الإجرام ويحاول من خلالها إعادة تركيب الوقائع على أرض الواقع بحيث راحMEMORIN إلى القول بالدور الخطير الذي تلعبه السنيما من خلال الأفلام المبرمجة على نفسية الفرد وخاصة الأطفال والكثير من الدراسات أكدت بأن10 %من الأطفال المنحرفين لعبت الأفلام دورها في تسطير شخصية الفرد.

*فتأثير الصحف والسنيما والمسرح على الأفراد كبير جدا لا سيما الأحداث منهم وهذا عن طريق الإيحاء الذاتي هذا الإيحاء نعني به سيطرة فكرة قابلة لان تباشر نفوذا قويا على حالة ذهنه وعلى طريقة سلوكه ومن الطبيعي إن صغار السن هم أكثر عرضة لهذا التأثير.

*وإذا قلنا بأن الصحافة تلعب دور في التأثير الخارجي في الصحف والسنيما سواء كان كلاما يسمع أو كتابا يقرأ أو منظرا يرى.

*وإذا قلنا بأن الصحافة تلعب دور في التأثير الخارجي في الصحف والسنيما ومن ثم فلا يحدث صدى التأثير ألا إذا كان هناك تكوين داخلي للفرد نفسه وما يسوده من ميول ورغبات أو ما يغلب عليه من ضعف ذهني،فهذا التكوين هو الذي تغلب عليه قابلية خضوع الفرد لذلك المؤثر.

*وسنوضح كيف تكون السنيما والصحافة مصدرا للإيحاء الذاتي بفكرة الجريمة فهذا الإيحاء يتخذ صورا ثلاث:

1.إيحاء قائم على انحراف في التصوير الخلقي: وهذا أما بإعطاء الجريمة مظهر الفعل العادل الحق بحيث يضفي عليها صبغة الكفاح الاجتماعي الجائز مع إلباس المجرم ثوب من يتصف بعدالة مسلوبة أو له دور البطولة أو اعتبار المجرم شخص ظريف من حيث بعض السلوكيات أو ذو نفسية شاذة… الخ وهذا ما يجلب الطفل إليه.

2.إيحاء قائم على هيام عاطفي بالشهرة : وينشأ هذا من النشر عن الجريمة أو الفضيحة أو فعل الانتحار على نحو واسع النطاق من الإذاعة يسول لبعض من يسودهم الغرور إتيان ذات الفعل المنشور عنه وهذا لكي تكون له نفس الشهرة.

3.إيحاء قائم على معرفة فن التنفيذ: وهذا يتعلق بأسلوب تنفيذ الجريمة وعلى كيفية إخفاء آمرها عن السلطات وكونها افتضحت لمجرد الصدفة الأمر الذي يفتح ذهن من لديه استعداد للجريمة إذ يفطن إلى احتمال إفلاته من قبضة القانون حيث ينفذها بأسلوب أكثر إقداما،والملاحظة أن الكثير من أفلام السنيما تدرس أفعال الانتحار مما يدفع المشاهد إلى التقليد خاصة عندما يتعلق الأمر بالبطولة.

وهذه الصور الناتجة عن الإيحاء الذاتي والتي تنجم عن الصحافة والسنيما والمسرح في نفوس جميع الأفراد اللذين يكون تكوينهم مهيأ خاصة بالنسبة للشباب والجدير بالذكر أن الكتب الخاصة بالأطفال معظمها تتحدث عن الحروب،الطعنات والسيوف والبنادق والقنابل والمشاهد الخاصة بالدم والموت… وهذا ما يؤثر على تفكير الطفل خاصة في طفولته وهذا ما أدى برجال التربية إلى الشكوى من هذه المطبوعات التي تصور للصبي أن الحياة تعدو أن تكون إلا اعتداء.

وهذا لا يعني أن السنيما والمسرح والصحافة ليس لهم دور في حياة الإنسان فهي الوسيلة التي ندخل بها عالم الحياة الخارجية وبواسطتها نتحصل على المعلومات في جميع المجالات التعليم.

أن الملاحظة تؤكد بأن التعليم اليوم يلعب دور حساس في بناء الحارة الإنسانية والتعليم في الحقيقة يمكنه أن يقضي على أنواع من الجرائم وهذا بقضائه على مجموعة من الخرافات تصدر عن الجريمة كما أن التعليم يؤدي باستغراق وقت في المدرسة لا يحس الطفل بالفراغ وبالتالي تبتعد إن عن مصاحبة أصدقاء السوء.

ولكن لا يعني هذا انعدام الجرائم لدى المتعلم بحيث عدة جرائم اليوم تستعمل التطور العلمي والتكنولوجي للتخوف ليس من التعليم العادي ولكن من التعليم العالي الذي يجعل صاحبه بسلك مسلك الجريمة سرا نتيجة لرغبات وميول معينة.

ولدينا مثال عن هذا يتمثل في كتابEDGAR HOOVER مدير البوليس الاتحادي الأمريكي بحيث يعطي المثال التالي:عرف الناس وقت طويل الطبيب MORAN بأنه شخص محترم بينما كان في خدمة السفاح الأمريكيDILLINGER إذ كان يضمد جراح أفرادها بجروح باهظة بل تخصص في إجراء عمليات تغيير من شكل ملامح الوجه عن طريق صنع قناعات… دون أن يتفطن أحد إلى صناعاتها ومسخ خطوط أصابهم بحيث تحول بصماتها دون الاهتداء إلى لأشخاصهم،وكان يتاجر كذلك بالمخدرات تحت ستار مهنة الطب.

كذلك كان الأستاذPIQUETT مثالا للمجرم ذو المهنة الشريفة فقد توصل إلى منصب النائب العام لمدينة شيكاغو وكان مع ذلك المستشار القانوني للسفاحDILLINGER
بحيث كان أشد شركائه سرا وكان هو المدبر لهربه والمساعد على اختفائه عن أعين المجتمع الأمريكي.

ففي الكثير من الأحيان يكون العلم أشد خطر من الجهل على المجتمع وهذا بالنسبة للبعض اللذين يتوفر لديهم الميل الإجرامي ومن هنا ثمار العلم تتوقف عند التربية ودور المدرسة يتأكد من خلال ما قاله اوقوا VICTOR HUGGO أن كل مدرسة تفتح يقابلها سجن يغلق أكد MIRABEAU في الجمعية التأسيسية للدستور الفرنسي بقوله لا خلق بدون علم ولكن كيف يمكننا التسليم بهذا القول وأن أصحاب الميول الإجرامية يستغلون المعرفة لأغراض أخرى.

وقد يؤكد البعض الآخر على أن هناك تلازم بين الأمية والإجرام وأن العدد الجرائم في البيئة الأقل تحضرا تكثر فيها الجرائم ليس هذا معناه أن الجهل هو السبب في الأجرام ولكن هناك عوامل أخرى مثل الفقر،العيوب النفسانية الضعف العقلي والخلقي.

وهكذا يكون لكل من العلم والأمية دور أي الإجرام،فإذا كان العلم يمد وسائل وتقنيات تنمي الجريمة فان أيضا الأمية تفتح مجال للاعتقاد بالخرافات التي تؤدي إلى مجال الجريمة ولعل روسو محق في قوله أيها الناس لتعلموا أن الطبيعة قد أحسنت بكم صنعا حين حجبت عنكم العلم بأسرارها على نحو ما تفعله الأم إذ تبدد سلاحا ضارا وقع في يد ابنها فأسرارها شرور أرادت أن تحفظكم من آذاها ومن أكبر أفضالها عليكم العقاب الذي تنزله بكم كلما أصبتم من العلم حظا، فالناس فاسدون ولو شاء لهم سوء الحظ أن يولوا متعلمين لكانوا أكثر فساد.

التقدم العلمي أثره على الإجرام: التطور العلمي أو التكنولوجي نقصد به ما يطرأ على الحياة البشرية من تطور تقني نتيجة لظهور العديد من الاختراعات والابتكارات وأثره على الظاهرة الإجرامية أن التطور العلمي يسهل عملية الاتصال وبالتالي يعطي أساليب جديدة لارتكاب الجريمة،والتطور العلمي الحديث له أثره الإيجابي بحيث قدم خدمات إيجابية للبشرية وفي نفس الوقت كان له تأثير سلبي من جانب الجريمة وهذا بإساءة استعمال المخترعات العلمية الحديثة فأصبحت جرائم التزييف والتزوير كما أن اليوم أصبحت تستعمل في المحاليل الكيماوية في عملية إحداث إصابات أو تشوهات جسمانية… وتستعمل أيضا في جرائم عديدة مثل فتح الأبواب، المخازن… أثناء السرقات وهكذا كان هناك تحول في استعمال التحليل الكيماوي عن وظيفته الأصلية والأمثلة عن استغلال التطور التكنولوجي في المجال الإجرامي كثيرة.

مثال : استخدام الأسلحة سريعة الطلقات وذات المنظار لمقاومة رجال السلطة حتى يتمكن المجرمين من الهرب وهكذا يستعمل التطور التكنولوجي في غير إطار الخاص به التطور التكنولوجي يظهر أيضا في مجال استخدام السيارات في العصر الحالي وها له اثر واضح في زيادة حجم الإجرام وحاليا عدة جرائم انتقام ارتكبت بواسطة السيارات أما أنها غير عمدية أو عمدية مثل جرائم الاختطاف، السرقة،القتل العمدي… وهكذا يكون للتطور التكنولوجي دور فعال في تنمية الإجرام وزيادة حجمه في المجتمعات الصناعية.

أليس تقدم الحضارة المادية والعلمية هو السبب في أساليب الإجرام العصرية ؟ ليس تقدم العلم هو السبب في إكتشاف الأسلحة وتسخيرها للخراب والدمار ؟ ولكن بالرغم من هذا لا ننكر فضل العلم في بناء الحضارة الإنسانية.

نظرة المجتمع إلى الجريمة: ضمن العوامل الثقافية لدينا حكم الرأي العام على المجرم والجريمة وبمعنى آخر يقصد به التقييم الاجتماعي للفعل المرتكب بدون أخذ بعين الاعتبار النصوص القانونية التي تنظم الأفعال المحظورة،فرد الفعل الاجتماعي يظهر بوضوح في المعاملة التي يتلقاها مرتكب الفعل من قبل الجماعة.

وفي الغالب يكون حكم الرأي العام هو استنكار الجريمة ولكن ليس دائما هذا هو الرأي العام بحيث في بعض الأحيان المجتمع لا يبالي بارتكاب بعض الجرائم.

استنكار الجريمة

الأصل أن يستنكر المجتمع ارتكاب الأفعال المحظورة وبالتالي يترتب عليه ازدراء المجرم واحتقاره ونبذه وعدم إقامة علاقات معه وأساس ذلك أن الجريمة فعل مخالف لقواعد الأخلاق وتعاليم الدين وفي نفس الوقت يضر بمصلحة الجماعة ولذا يجرمه الشارع وينص على عقابه وهذه النظرة يمكننا ملاحظتها من خلال:

تجعل الفرد يحرص على أفعاله لان فيها استهجان المجتمع لافعاله واحتقارهم له فيبتعد عن ارتكاب الجريمة بقدر المستطاع أو على الأقل يتردد كثيرا قبل أن يقدم عليها وهي في نفس الوقت تجعل العامة يبلغون عند ارتكاب السلطات عنها ويتقدمون للشهادة ضد المجرم بل وفي كثير من الأحيان يسعون في ضبط المجرم وتقديمه إلى العدالة.

من ناحية أخرى تقف عقبة في سبيل تأهيل المجرم واسترداد مكانته في المجتمع حتى بعد استيفائه للعقوبة المحكوم بها فتتضاءل فرص العيش الشريف أمامه فينطلق في طريق الجريمة مندفعا بتيار نبذ المجتمع له وعند إمكانه التكيف مع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه.

كما أن استنكار الجريمة من جانب الرأي العام قد يحمل مرتكبها في بعض الأحيان إلى محاولة إخفاء الجريمة بمحاولة جريمة أخرى.

عدم مبالاة بالجريمة:

أحيانا تختلف درجة استنكار الجريمة ونبذ مرتكبها،وذلك حينما تتغير نظرة المجتمع للفعل الإجرامي من استنكار إلى عدم المبالاة بوقوعها ويقصد بعدم المبالاة عدم الاهتمام بالجريمة وعدم احتقار فاعلها ويكون ذلك في الحالات التي يسود فيها اعتقاد الجرائم الضريبية وجرائم النقد والتهريب الجمركي وغيرها من الجرائم المصطنعة غير الطبيعية،إذ يسود الاعتقاد أن تجريم هذه الأفعال لا يقصد به سوى زيادة دخل الخزينة العامة ولكنه لا يمس حقوق الأفراد وحرياتهم العامة ويترتب على هذا الاعتقاد أن أشد تلك الجرائم خطورة يكون في نظر المجتمع أخف أثرا من أبسط جرائم السرقة أو خيانة الأمانة.

نظرة الاستحسان:

النظرة الاستحسانية للجريمة تكون عندما تكون القواعد القانونية التي تنهى عن الجريمة مخالفة عن العادات والتقاليد والأعراف المستقرة وقد يكون التجريم متعارضا مع مصالح الجماعة.

نتيجة :

يبدو واضحا أن نظرة المجتمع إلى الإجرام إذا كانت في عدم المبالاة أو في صورة الاستحسان فإنها تساهم في زيادة الإجرام وفي ذلك النوع من الجريمة الذي تنكره الجماعة وهذا راجع لعدم مقاومة المجتمع للإجرام.