التعريف بالقانون البيئي

ويعرف مصطلح القانون البيئي ويقصد به القانون الذي يعنى او يختص بالبيئة بهدف المحافظة عليها وحمايتها ووفقا للمفهوم الحديث او المعاصر فان القانون البيئي لا يعنى فقط بالبيئة الطبيعية مثل الخصائص الطبيعية للارض او الهواء او المياه
وانما يشمل كذلك البيئة البشرية مثل الاوضاع الصحية والاجتماعية وغيرها من الاوضاع التي يخلقها الانسان وتؤثر في بقائه على الارض وبهذا فان القانون البيئي يركز على الانسان ومدى تاثيره على المحيط الخارجي الطبيعي والصناعي .

ونوضح هنا الى ان القانون البيئي الدولي قد اهتم بمشكلات المجتمع الدولي المعاصر حيث انه قانون متطور فلم يعد مقتصرا في موضوعه على معالجة المسائل التقليدية لذلك المجتمع مثل السيادة الاقليم المعاهدات التنظيم الدولي التمثيل الدبلوماسي الحرب والحياد ولكنه تفاعل مع المشكلات الجديدة التي تهم الدول في وقتنا الحالي سواء كانت مشكلات اقتصادية او تنموية او اجتماعية او انسانية فغدونا نسمع عن القانون الدولي الاقتصادي والقانون الدولي للتنمية والقانون الدولي الاجتماعي والقانون الدولي الانساني .

وقانون هذا حاله لا يمكنه ان يغض الطرف عن البيئة والاخطار التي تهددها بل على العكس كان له السبق في التنبيه الى المشكلات البيئية وتمثل ذلك عندما دعت الجمعية العامة للامم المتحدة الى عقد مؤتمر دولي حول البيئة الانسانية من اجل ايقاف هبوط مستوى تلك البيئة ووضع القواعد القانونية للحفاظ عليها ومكافحة مصادر تلوثها والتعدي على مكوناتها ومواردها الطبيعية .

وقد انعقد المؤتمر بالفعل في الفترة من 5 ـ 16 يونيو عام 1972 في مدينة استوكهولم بالسويد وانتهى الى تبني مجموعة من المبادئ والتوصيات على درجة بالغة من الاهمية شكلت اللبنة الاولى في بناء القانون البيئي الدولي وقد اختلفت تعريفات القانون الدولي البيئي فقد عبر عنه البعض بانه مجموعة قواعد ومبادئ القانون البيئي الدولي العام التي تنظم نشاط الدول في مجال منع وتقليل الاضرار المختلفة والتي تنتج من مصادر مختلفة للمحيط البيئي او خارج حدود السيادة الاقليمية .

بينماعرف البعض الآخر القانون البيئي الدولي للبيئة بانه مجموعة القواعد القانونية الدولية العرفية والاتفاقية المتفق عليها بين الدول للمحافظة على البيئة من التلوث وهدف هذا القانون منع او تقليل او السيطرة على التلوث البيئي عبر الحدود الوطنية مع ايجاد نظام قانوني فعال لاصلاح الاضرار الناجمة عن هذا التلوث .

ويرى اتجاه ثالث ان القانون البيئي الدولي هو القانون الذي ينظم كيفية المحافظة علىالبيئة البشرية ومنع تلويثها والعمل على خفض التلوث والسيطرة عليه اياً كان مصدره عن طريق القواعد الاتفاقية والعرفية المتعارف عليها بين اشخاص القانون الدولي

وتجدر الاشارة هنا الى ان الاتفاق ليس كاملا حول مضمون القانون البيئي فعلى حين يذهب البعض الى النظر الى القانون البيئي الدولي باعتباره قانونا للحماية من الضوضاء والتلوث فان الكثيرين ينبهون الى ان مضمون هذا القانون البيئي لا بد وان يختلف بالضرورة بين الدول المتقدمة والدول النامية فعلى حين يكاد يبدو القانون الدولي للبيئةبالنسبة للطائفة الاولى من الدول قانوناً للتلوث والضوضاء ، فانه يبدو بالنسبة للطائفة الثانية قانوناً ضد التخلف في المقام الاول .

ويذهب جانب من الفقه الى النظر الى القانون الدولي للبيئة بوصفه نوعا من الفلسفة العامة تحكم القانون والسياسات في مجالات متعددة تتصل بالبيئة سواء فيما يتعلق بالامتداد العمراني والسياسات المتعلقة بالتصنيع والزراعة وغيرها ونستطيع ان نؤكد ان علاج مشاكل البيئة لا بد ان يكون علاجا دوليا لان البيئة تترابط عناصرها ولا يعرف لها حدود فالملوثات يمكن ان تنتقل عبر البحار او الانهار او الفضاء الجوي دون حاجتها لجواز سفر .

وحماية البيئة امر مكلف جدا مما يحتم التعاون الدولي لمحاربة ما يهددها من اخطار كالتلوث والتصحر واستنزاف الموارد الطبيعية وغيرها حتى ان السيدة مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة اعلنت اكثر من مرة ان المحافظة على البيئة مسؤولية جميع الدول فرادى وجماعات لان تلوثها سينعكس على الجميع مما ادى الى نشاة ما يسمى بدبلوماسية البيئة لتعكس التعاون الدولي في هذا الشان .

ومما يدعم ذلك ان التشريعات الداخلية لا يمكن ان تؤدي الى تحقيق غاياتها المرجوة ما لم تقترن بجهود على صعيد العلاقات الدولية لان البيئة من المجالات التي يبدو الارتباط فيها وثيقا الى ابعد الحدود بين القانونين الداخلي والدولي ان للقانون الدولي البيئي مجموعة من الخصائص والسمات تستند الى خطورة موضوعه وطبيعته وهو حماية البيئةوالذي يؤدي التهاون في تنظيمه الى اختلال التوازن الطبيعي بين عناصر البيئة ومكوناتها وتدمير النظم البيئية جميعها بما يهدد في النهاية الانسان وسائر المخلوقات على كوكب الارض .