كيف تتقدم بشكوى أو بلاغ لحماية المستهلك؟

إيمانًا‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بأهمية‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المستهلكين‭ ‬وتفعيل‭ ‬ذلك‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬المتاحة‭ ‬قامت‭ ‬الهيئة‭ ‬بفتح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬لهم،‭ ‬ودشّنت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬يستطيعون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬وتقديم‭ ‬ما‭ ‬يودون‭ ‬إيصاله،‭ ‬ولمتابعة‭ ‬معاملاتهم،‭ ‬وقضاياهم‭ ‬منذ‭ ‬تقديمها‭ ‬حتى‭ ‬انتهائها‭ ‬سواء‭ ‬بالتسوية‭ ‬الودية‭ ‬أو‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬الادعاء‭ ‬العام‭ ‬والجهات‭ ‬القضائية‭….‬صفحة‭ (‬المستهلك‭) ‬لهذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة،‭ ‬عبر‭ ‬آراء‭ ‬مختصين‭ ‬وكذلك‭ ‬تجارب‭ ‬مستهلكين‭.‬

في‭ ‬البداية‭ ‬يؤكد‭ ‬وليد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الرواحي‭ ‬مدير‭ ‬دائرة‭ ‬الشكاوي‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬تؤمن‭ ‬إيمانًا‭ ‬راسخًا‭ ‬بأن‭ ‬توفير‭ ‬خدمات‭ ‬فعالة‭ ‬وشفافة‭ ‬ومرضية‭ ‬للمستهلكين‭ ‬يُوجِد‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬وسوقًا‭ ‬استهلاكية‭ ‬مزدهرة؛‭ ‬لذا‭ ‬فإنها‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلكين‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬لديهم،‭ ‬والذي‭ ‬يتطلب‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬موضحا‭ ‬بأن‭ ‬خدمة‭ ‬الشكاوى‭ ‬والاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬الهيئة‭ ‬جاءت‭ ‬بهدف‭ ‬العمل‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬المستهلكين‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،حيث‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬الشكاوي‭ ‬والبلاغات‭ ‬التي‭ ‬تلقتها‭ ‬الهيئة‭ ‬وإداراتها‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬8964‭ ‬شكوى‭ ‬وبلاغ،‭ ‬والتي‭ ‬‮ ‬تلقتها‭ ‬الهيئة‭ ‬عبر‭ ‬قنواتها‭ ‬المختلفة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬الإلكتروني‭ (‬دليل‭ ‬المستهلك‭)‬،‭ ‬والموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للهيئة‭ ‬وشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومركز‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وصالة‭ ‬خدمات‭ ‬المراجعين‭.‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬ثقة‭ ‬المستهلك‭ ‬بالهيئة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬وإرجاعها‭.‬

معايير‭ ‬الجودة

واكد‭ ‬الرواحي‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬تسعى‭ ‬لتوجية‭ ‬المستهلك‭ ‬بالوجه‭ ‬السليم‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أي‭ ‬تجاوز‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬أو‭ ‬ملاحظة‭ ‬ضد‭ ‬التجاوزات‭ ‬الغير‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬وتضر‭ ‬المستهلك‭ ‬كتقديم‭ ‬منتجٍ‭ ‬أو‭ ‬خدمة‭ ‬بسعر‭ ‬أعلى،‭ ‬والمنتجات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلبي‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معلن‭ ‬عنها،‭ ‬والخدمات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تسليمها‭ ‬بمستوى‭ ‬جودة‭ ‬أقل‭ ‬أو‭ ‬خلافا‭ ‬للوقت‭ ‬المتفق‭ ‬عليه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشاكل‭ ‬‮ ‬المتعلقة‭ ‬‮ ‬بالخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الهيئة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يمثلها‭.‬

ويضيف‭ ‬الرواحي‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬توفر‭ ‬للمستهلكين‭ ‬خدمة‭ ‬الشكاوى‭ ‬والاقتراحات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قنوات‭ ‬عدة‭ ‬منها،‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬الهيئة‭ ‬بمسقط‭ ‬أو‭ ‬مديرياتها‭ ‬وإداراتها‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬السلطنة‭ ‬المختلفة،‭ ‬أو‭ ‬تعبئة‭ ‬الاستمارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الهيئة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬دليل‭ ‬المستهلك‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المتوفر‭ ‬كتطبيق‭ ‬للهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬،‭ ‬‮ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬للمستهلك‮ ‬‭(‬80079009-‭ ‬80077997‭). ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬الشكوى‭ ‬البلاغ‭ ‬تفاصيل‭ ‬خاصة‭ ‬بالمتجر‭ ‬أو‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬الخدمة‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬المستهلك‭ ‬بتقديم‭ ‬شكوى‭ ‬ضدها‭ ‬أو‭ ‬اقتراح‭ ‬متعلق‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬يسجل‭ ‬تفاصيل‭ ‬شكواه‭ ‬أو‭ ‬اقتراحه،‭ ‬وأن‭ ‬يرفق‭ ‬أي‭ ‬ملفات‭ ‬متعلقة‭ ‬بموضوع‭ ‬الشكوى‭ ‬أو‭ ‬الاقتراح‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬متوفرة‭.‬

استثمار‭ ‬الوسائل

ويقول‭ ‬المستهلك‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬البريكي‭ ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬وفرت‭ ‬تقديم‭ ‬الشكاوى‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬التكنولوجية‭ ‬عبر‭ ‬معظم‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬المعروفة‭ ‬يتولاه‭ ‬كادر‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬الرد‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬مما‭ ‬أشعل‭ ‬صفحات‭ ‬المستهلك‭ ‬بالتواصل‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستهلكين‭ ‬وبتفاعل‭ ‬غير‭ ‬معهود‭ ‬يضمن‭ ‬استجابة‭ ‬وحلول‭ ‬سريعة‭ ‬لكافة‭ ‬القضايا‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬ويضيف‭ ‬بأن‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الهيئة‭ ‬ترجمت‭ ‬معنى‭ ‬الحكومة‭ ‬الالكترونية‭ ‬والنهج‭ ‬الحديث‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

أمر‭ ‬يسير‭ ‬

ويؤكد‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سيف‭ ‬العامري‭- ‬مستهلك‭- ‬بأن‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب‭ ‬؛‭ ‬فالهيئة‭ ‬تستقبل‭ ‬الشكاوى‭ ‬والبلاغات‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬وبطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬وسهلة،‭ ‬نظراً‭ ‬لتوافر‭ ‬15‭ ‬فرع‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬السلطنة‭ ‬مشيراً‭ ‬بأنه‭ ‬يفضل‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحضور‭ ‬لمقر‭ ‬الهيئة‭ ‬ومناقشة‭ ‬ذلك‭ ‬بحضور‭ ‬الطرفين‭ ‬وتوافر‭ ‬المستندات‭ ‬المطلوبة‭ ‬والتوصل‭ ‬لحلول‭ ‬سريعة‭ ‬ومرضية‭.‬

تجاوب‭ ‬سريع

وما‭ ‬يلفتني‭ ‬التجاوب‭ ‬السريع‭ ‬والفعال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬موظفي‭ ‬الهيئة‭ ‬على‭ ‬ارقام‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬والتي‭ ‬وفرت‭ ‬الاستجابة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي‭ ‬وبعدها‭ ‬حتى‭ ‬الساعة‭ ‬11‭ ‬ليلاً،‭ ‬مطالبا‭ ‬بتكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية‭ ‬للمستهلكين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات‭ ‬لتوضيح‭ ‬طرق‭ ‬تقديم‭ ‬الشكوى‭ ‬والحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للمستهلك‭ ‬وأيضا‭ ‬توضيح‭ ‬واجبات‭ ‬التسوق‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬المستهلك‭. ‬

الوسائل‭ ‬الإلكترونية

ويسرد‭ ‬لنا‭ ‬المستهلك‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬الزيدي‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬شكوى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مكتب‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬عبري‭ ‬حيث‭ ‬أخذ‭ ‬الموظفون‭ ‬إفادته،‭ ‬وسجلوها‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬معه،‭ ‬ناصحًا‭ ‬المستهلكين‭ ‬بأن‭ ‬يستثمروا‭ ‬القنوات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬الهيئة‭ ‬للتواصل‭ ‬معها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تكبد‭ ‬مشقة‭ ‬الذهاب‭ ‬والإياب‭ ‬لمقار‭ ‬الهيئة‭. ‬ويتمنى‭ ‬الزيدي‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬ضم‭ ‬قسم‭ ‬مخصص‭ ‬لشكاوى‭ ‬بناء‭ ‬المنازل‭ ‬عبر‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والفصل‭ ‬فيها‭ ‬سريعًا‭ ‬نظرًا‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬المواطنون‭.‬

الاحتفاظ‭ ‬بأرقام‭ ‬الهيئة

أما‭ ‬المستهلك‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬السالمي‭ ‬فيقول‭ ‬يفضل‭ ‬للشاكي‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬عبر‭ ‬ذهابه‭ ‬إلى‭ ‬أقرب‭ ‬فرع‭ ‬للهيئة،‭ ‬وتوفير‭ ‬كافة‭ ‬المستندات‭ ‬والمرفقات‭ ‬والأوراق‭ ‬المطلوبة‭. ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭: ‬تقدم‭ ‬بشكوى‭ ‬لأقرب‭ ‬فرع‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬سكني‭ ‬،‭ ‬وأعطوني‭ ‬استمارة‭ ‬شرحت‭ ‬فيها‭ ‬الموضوع،‭ ‬وبعد‭ ‬اجتماعات‭ ‬ومناقشات‭ ‬تم‭ ‬محاسبة‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬الشكوى‭ ‬ضدها،‭ ‬لذا‭ ‬أنصح‭ ‬المستهلكين‭ ‬بالذهاب‭ ‬لأقرب‭ ‬فرع‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬والالتقاء‭ ‬بالموظفين‭ ‬وهم‭ ‬سيتكفلون‭ ‬ببحث‭ ‬المشكلة،‭ ‬كما‭ ‬أنصحهم‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬بأرقام‭ ‬هواتف‭ ‬الهيئة‭ ‬وبريدها‭ ‬الإلكتروني‭ ‬كي‭ ‬يستطيعوا‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬مباشرة‭.‬

الهيئة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المستهلك‭ ‬والتاجر‭ ‬

دور‭ ‬مشهود‭ ‬واضح‭ ‬للعيان‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬لما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المستهلك‭ ‬المحلي‭ ‬والتاجر‭ ‬عبر‭ ‬ربط‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بما‭ ‬ينظمها‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬إنصاف‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬بينهما‭.‬

وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬وعبر‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬رضا‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬عبر‭ ‬دورها‭ ‬الرقابي‭ ‬والتوعوي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستهلاك‭ ‬وعبر‭ ‬حملاتها‭ ‬التفتيشية‭ ‬وتلقيها‭ ‬للشكاوى‭ ‬والاستفسارات‭ ‬والبلاغات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قنواتها‭.‬

إن‭ ‬الهيئة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬أو‭ ‬المواقع‭ ‬والحسابات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة‭ ‬حققت‭ ‬الأمان‭ ‬لدى‭ ‬المستهلكين‭ ‬بوجودها‭ ‬طوال‭ ‬ساعات‭ ‬اليوم‭ ‬لتتلقى‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬بلاغات‭ ‬وشكاوى‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مقترحات،‭ ‬لتكون‭ ‬الهيئة‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬البلاغات‭ ‬بكل‭ ‬احترافية‭ ‬ومنهجية،‭ ‬تطبق‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقوانين‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬قوانين‭ ‬تنظيمية‭ ‬وإدارية،‭ ‬أو‭ ‬مواد‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬يضمها‭ ‬قانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬ولائحته‭ ‬التنظيمية‭.‬

المستهلك‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬خدمة‭ ‬تلقي‭ ‬الشكاوى‭ ‬أصبح‭ ‬يمشي‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬وهو‭ ‬مستند‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬بجانبه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انتهاك‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬سواء‭ ‬بفسادها‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬الغش‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬على‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬وأصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬أو‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭.‬

فمثلا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الخريف؛‭ ‬لم‭ ‬تكتفِ‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬بمراقبة‭ ‬وتلقي‭ ‬البلاغات‭ ‬للمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬فعّال،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬عديدة‭ ‬لدى‭ ‬الأصدقاء‭ ‬كانت‭ ‬الهيئة‭ ‬تسارع‭ ‬بالاستجابة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬بلاغ،‭ ‬بل‭ ‬وتتعامل‭ ‬معه‭ ‬بجدية‭ ‬وحرص‭ ‬شديد‭.‬

فتحية‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬وشكرا‭ ‬للعاملين‭ ‬والقائمين‭ ‬عليها‭ ‬ابتداءً‭ ‬بسعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬وجميع‭ ‬موظفيها،‭ ‬وعلى‭ ‬المواطنين‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الهيئة‭ ‬بوضع‭ ‬كامل‭ ‬الثقة‭ ‬فيها‭ ‬وعدم‭ ‬التردد‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬سواء‭ ‬بشكوى‭ ‬أو‭ ‬مقترح‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭.‬

عبدالله‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬الجرداني‭ ‬–‭ ‬صحفي‭ ‬عماني

قصة‭ ‬مستهلك‭:‬ شكوى في آخر الليل

كنت‭ ‬في‭ ‬طريقي‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المحافظات،‭ ‬وشاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬عطلٌ‭ ‬في‭ ‬مركبتي،‭ ‬فأردت‭ ‬إدخالها‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬الورش‭ ‬للتصليح؛‭ ‬كي‭ ‬أُكمل‭ ‬طريقي‭. ‬وبالفعل‭ ‬وجدت‭ ‬إحداها‭ ‬مفتوحة‭ ‬فأدخلت‭ ‬مركبتي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تشخيص‭ ‬الحالة‭ ‬بأنه‭ ‬عطل‭ ‬بسيط‭ ‬سيتم‭ ‬إصلاحه‭ ‬بمبلغ‭ ‬50‭ ‬ريالًا‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬انتهوا‭ ‬انطلقت‭ ‬بالمركبة،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬عاد‭ ‬العطلٌ‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬فاضطررت‭ ‬إلى‭ ‬الرجوع‭ ‬للورشة‭ ‬وكانت‭ ‬الساعة‭ ‬حينها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التاسعة‭ ‬والنصف‭ ‬ليلا،‭ ‬وحدثت‭ ‬مشادة‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬العامل‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬الإصلاح‭ ‬إلا‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬آخر‭ ‬لكنني‭ ‬رفضت،‭ ‬واتصلت‭ ‬بالخط‭ ‬الساخن‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬وأخبرتهم‭ ‬بالمشكلة‭ ‬وقدمت‭ ‬بلاغًا،‭ ‬وفي‭ ‬صبيحة‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬تم‭ ‬استدعاؤنا‭ ‬أنا‭ ‬والعامل‭ ‬وكفيله‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الهيئة‭ ‬بتلك‭ ‬المحافظة،‭ ‬وبعد‭ ‬نقاشات‭ ‬بيننا‭ ‬اتفقنا‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬ودية‭ ‬يقوم‭ ‬بموجبها‭ ‬العامل‭ ‬بإصلاح‭ ‬العطل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وتعويضي‭ ‬بمبلغ‭ ‬معين‭ ‬عما‭ ‬لحق‭ ‬بي‭ ‬من‭ ‬أضرار،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬لولا‭ ‬تقديم‭ ‬الشكوى‭ ‬وتعامل‭ ‬موظفي‭ ‬الهيئة‭ ‬معها‭ ‬لما‭ ‬رجع‭ ‬لي‭ ‬حقي‭ ‬فتحية‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬لموظفي‭ ‬الهيئة‭ ‬جميعا

إعادة نشر بواسطة محاماة نت