جرائم الابتزاز الالكتروني !!!
الحق في السمعة والحفاظ عليها وصونها يعتبر من اسمى الحقوق التي يجب حمايتها وهي من المقومات الاساسية للمجتمع وتحرص اي دولة بقوانينها وتشريعاتها على حماية حق الانسان في سمعته ومن المساس بها بأي شكل من الاشكال واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطن ومع التطور التكنولوجي السريع لوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وغيرها فان هناك فئة في الجتمع تستغل هذه الوسائل في تحقيق مآرب خاصة بها من خلال ارتكاب الجرائم الالكترونية سواء السب والشتم والتشهير وجريمة نشر صور اباحية وافعال مخالفة للاخلاق والاداب وبث الشائعات والتحريض على العنف وعلى رأسها جرائم الابتزاز الجنسي الالكتروني والتي يكون ضحيتها مواطنين تم استدراجهم بأسلوب او بآخر من قبل فئة امتهنت هذا الاسلوب لتسجل له فلم فيديو يتم ابتزازه بالعديد من الطرق والاساليب والمساومة والاستغلال ومنها لغاية اشفاء حقد وضغائن شخصية لاساءة السمعة انها جرائم تسيء الى كرامة المواطن والمجتمع .

هنا يقع العاتق الاكبر على كافة الجهات المعنية بالتكنولوجيا الحديثة سواء حكومية او منظمات دولية او منظمات اهلية تطوعية وجوب اعداد استراتيجية توعية موسعة حول الشرائح المستهدفة والتي تعد اهدافاً لعصابات الابتزاز الالكتروني باشكاله المتعددة والمتنوعة بهدف التوعية بمخاطر وابعاد هذه الجرائم وعلى هذه الجهات تحديد العصب الحساس او الثغرة التي ينفذ منها هؤلاء المتسللون الالكترونيون الى الضحايا خاصة الثقة بالغرباء والتي تعد مفتاح ( باب الشر ) والسبب في وقوع كثير من الضحايا حتى الذين لديهم معرفة سابقة بمخاطر هذه الجرائم لذلك يجب التركيز على الشرائح المستهدفة في الحملة وتحذيرهم حول التعامل مع اي شخص غريب على الانترنت

حيث يعتبر هذا النوع من الجرائم مختلف كلياً عن الجرائم التقليدية اذ لا يشترط الوجود جسدياً للجاني في مسرح الجريمة فخطورتها تكمن في ارتكابها من دول اخرى حيث ان اي شخص يستطيع ان ينشيء حساب على اي موقع تواصل اجتماعي خلال دقائق ليستخدمه كمنصة لجرائم الابتزاز الالكتروني والمجرمون هنا محترفون وغالبيتهم لديهم دراية بعلم النفس حيث يستدرجون الضحية خطوة خطوة فيتحدثون معه بأمور تهمه ثم يجرونه الى صداقة وهمية حتى يقع في الفخ فيعيش بعدها الضحية كابوساً مؤلماً كذلك

فهناك من يجرون معه مقابلة بالفيديو ليخلع ملابسه ثم يبتزوه بنشر الفيديو بالرغم انه لم يتورط في افعال مخلة لادراكه ان المجتمع لا يمكن ان يقبل فكرة مشاهدته لتلك المقاطع خاصة انه لا توجد اية ضمانات حماية 100% لاي جهاز متصل بالانترنت في ظل وجود مجرمون يطورون اساليبهم وادواتهم باستمرار واكثر المستهدفين هم من يبرزون رفاهيتهم عن سفرهم وما يملكون حتى هناك من يسرق منزله اثناء علمه بسفرة وهذه الجرائم تشكل خطراً على كثير من المواطنين الذين يجهلون كثير من الامور وهي جريمة على الامن النفسي والاجتماعي للفرد وهناك الكثير الكثير من القصص التي بالامكان ابرازها لتوعية الشباب والطلبة والاباء ورجال الاعمال وبالتالي يجب ان يتم الاستفادة من كافة التجارب التي حدثت ويجب انشاء موقع الكتروني متخصص للتوعية ويقدم الحلول الممكنة لمختلف المشكلات للتقليل من مؤشر الجرائم الالكترونية ولقد اعترف العديد من ضحايا الابتزاز الجنسي الاكتروني ان الوقائع حدثت معهم عبر موقع التواصل الاجتماعي بطلب صداقة من صفحة تحمل صورة امرأة حسناء جميلة لكن الصدمة كانت شديدة عندما فوجئوا بأن الطرف الاخر رجل .

ولقد حددت فرق التحريات ومكافحة الجرائم الالكترونية في دول متقدمة مدينة صغيرة في احدى دول شمال افريقيا كانت نقطة انطلاق لهذا النوع من الجرائم في الدول العربية وكان على رأسهم ثلاثة طلبة يدرسون في احد معاهد التكنولوجيا مستغلين ضعف التشريعات هناك للافلات من العقاب او الحصول على عقوبات مخففة مقابل ارباح كبيرة يحققونها وهناك عصابات ادت الى انتحار كثير من الفتيات وارباب الاسر عند تهديدهم بنشر الصور الفاضحة التي حصلوا عليها بطرقهم الخاصة لذا لا بد من تخصيص خط ساخن لتلقي اتصالات افراد المجتمع لتوفير المساعدة الفورية والضرورية لهم وعدم استسلامه للشخص المبتز او خوفه من الابلاغ خوفاً على سمعته ومركزه الاجتماعي ويجب ان يتم اجراء دراسة مسحية عن ضحايا ظاهرة الابتزاز الجنسي الالكتروني للوقوف وحصر الاسباب الحقيقية لحدوثها لدراستها وتقديم الحلول المناسبة للتعامل معها .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]