التداعيات الأمنية لبناء الجسر الرابط بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية: دراسة استشرافية

د يحيى بن مفرح الزهراني – كلية العلوم الاستراتيجية – جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
إعادة نشر بواسطة محاماة نت

ملخص
يحاول الباحث في هذه الدراسة بحث التداعيات الامنية الناتجة لبناء الجسر المزمع اقامته للربط بين المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية، و يحاول الباحث تسليط الضوة على الحالة الامنية في منطقة بناء الجسم و تقسيمها من حيث اولوياتها واهميتها.

يحاول الباحث كذلك تحليل نوع الخطر و التهديد الامني، مع تسليط الضوء على مختلف التهديدات مثل الارهاب، والتهريب، والمخدرات كأولويات امنية بناء على احصائيات موجودة، وبالتالي قد يأثر بناء الجسر عليها بحكم كونه وسيلة ربط بين البلدين، والاخطار الامنية التي قد تنشأ من خلاله، والتي تساهم في رفع القدرة الامنية وكذلك اخذ كافة الاستعدادات الامنية والبيئة و الاستراتيجية لتلافي مثل تلك المخاطر المتوقعة.

Abstract

This research aims to analyze the security implications arising for the construction of the planned bridge linking Saudi Arabia and Egypt, trying to focus on the security situation threats and challenges in front of the two countries.

This research also trying to investigate the type of crimes and the security threats, highlighting the various threats source such as terrorism, smuggling and drug & human trafficking, with other security breaches based on statistical data, how thus may affect the construction of the bridge by taking in consideration all measures to secures its premises and the role of the two countries. This research aims to help policy makers and security leaders to raise their awareness on potential risks aiding them to avoid future threats, raising the security as well as the ability to take all the security preparations and the strategy to avoid such potential risks.

مقدمة
تتعاون الدول فيما بينها على مستوى المجالات والاصعدة، و يعد الربط والتقارب الجغرافي بين الدول من اهم الوسال التي تساعد في دعم كلا البلدين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا و عسكيا، و تعتبر فكرة الربط بين المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية (جسر الملك سلمان)، فكرة فريدة و ممميزة، وستساهم بلا شك في التبادل والحركة بين البلدين؛ ومع ذلك، يترتب على مثل هذا الربط اخطار امنية، يمكن دراستها من خلال تحليل البيئة الامنية و الاحصائيات الخاصة بالجرائم، والتي يمكن بالتالي الاستفادة من هذا البحث خلال وبعد الانتهاء من انشاء الجسر.

ولا شك ان منظومة الامن اصبحت في وقتنا الحاضر اكثر تعقيداً وتحتاج الى مزيد من التنسيق و التعاون الجمعي، لا سيما مع الاخطار التي تحيط بدول الخليج والمملكة العربية السعودية خاصة، مثل اخطار الارهاب والاجرام المسلح وتهريب المخدرات.[1]

اعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، الاتفاق على تشييد جسر يربط بين السعودية ومصر عبر البحر الأحمر فيما اقترح الرئيس المصري تسميه الجسر باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال إن الجسر البري سيرفع التبادل التجاري بين البلدين وسيشكل منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين.

وتعد فكرة الجسر ليست بوليدة اللحظة، بل سبق طرحها من قبل لكنه المقترح لم يرى النور، في عام 2007،اقترحت المملكة العربية السعودية لبناء جسر وطريق من تبوك في المملكة العربية السعودية الى شرم الشيخ في مصر ولكن الرئيس المصري حسني مبارك لم يوافق عليه آنذاك.

وسيقوم الجسر بزيادة التواصل ليس فقط بين مصر والمملكة العربية السعودية؛ولكن بين آسيا و أفريقيا مع فائدةكبيرة للسوق العربية المشتركة. وسيوفر الطاقة والنفقات ويقلل من تكلفة النقل البضائع بين مصر والمملكة العربية السعودية. وسيسهم الربط في تقليل الاعتماد على العبارات والتي سبق وان كانت محفوفة بالمخاطر في بعض الأحيان على البحر الأحمر.

وقبل طرح الاشكالية ينبغي طرح عدد من التساؤلات الرفضية التي تساعدنا في الوصول لبعض الاستنتاجات، فالعلاقات والتبادل بين السعودية ومصر قائمة من القدم وستظل، والتنقل بين البلدين قائم عن طريق البر جزئيا، وعن طريق الجو، ولذا هل سيزيد ذلك الجسر فعليا نسبة التنقل؟ وماهي فعليا نسبة الزيادة اذا حصلت؟

لن يجعل ذلك الجسر ما لديه القدرة على السفر جواً، بالسفر براً، ولذلك لا تغيير في السلوك هنا.

ولكن هل سيزيد من رغبة المسافرين ممن ليس لديهم المقدرة على السفر جواً؟ هل سيزيد الجسر من حجم تنقل البضاعة بين البلدين؟ والاجابة هنا تبدو اكثر ايجابا حول ما يتعلق بالبضائع والمعدات بشتى انواعها، وهذا يستدعي سؤالا آخر حول ذلك:

هل زيادة التنقل في البضائع و المعدات قد تشكل خطراً امنيا في ذاتها، او بما قد تحدثه من سوء استخدام (تهريب بضاعة فاسدة – مقلدة – مواد مسرطنة – اغراق – مخدرات – ممنوعات – لحوم غير صحية – منتجات مجهولة المصدر). او كذلك (مطلوبين امنيا – اصحاب سوابق – عصابات– نشالين ومتسولين – افراد عصابات نشل بالحج والعمرة)

مشكلة الدراسة

ومن الاهمية بمكان في هذا المبحث التساؤل حول التداعيات والأخطار الامنية التي يمكن ان تحدث بسبب او خلال هذا الجسر والربط بين البلدين.

ومن هنا يمكن طرح التساؤل الرئيس:

ماهي التداعيات الامنية التي يمكن ان تحدث بسبب الجسر الذي يربط بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

تساؤلات الدراسة:

ويمكن تقسيم التساؤلات الفرعية عن طريق منهجية النظم بشكل ثنائي كالتالي:

ماهو مفهوم حماية المنشآت والواقع الامني للمنطقة حول الجسر بين البلدين؟
كيف يمكن تقسيم طبيعة الاخطار الامنية للجسر تداعياتها؟
ماهي الاخطار والواقع الامني للجسر قبل العبور واثناءه و بعدالوصول؟
اهداف الدراسة:

التعرف على مفهوم حماية المنشآت
تحليل الواقع الامنية للجسر والمنطقة المحيطة به
دراسة الخطر الامني والتداعيات الامنية المستقبلية المتعلقة بالجسر
منهجية الدراسة:

قام الباحث في هذه الورقة باستخدام المنهجية الوصفية التحليلة لمحاولة وصف الظاهرة، والتسلسل التاريخي لمحاولة انشاء الجسر، علاوة على تحليل الجريمة وطرح عدد من التساؤلات المتعلقة بالجسر، وكذلك تم عمل مقابلة مع عدد من الخبراء والمسؤوليين الامنين والاستراتيجيين من كلا البلدين بطريقة السؤال المفتوح. تمت الاستفادة كذلك من بعض الاحصائيات الخاصة بعدد الجالية المصرية المتواجدة بالمملكة.

حدود الدراسة:

تتحدد الحدود الموضوعية للدراسة من خلال التعرف على الخطر الامني والتداعيات الامنية لبناء الجسر الرابط بين مصر والسعودية، دون بحث الفوائد الاقتصادية والتنموية النابعة من الجسر.

تتحدد كذلك الحدود البشرية للدراسة لبعض الخبراء الامنيين من كلا البلدين واعضاء هيئة التدريس المختصين بموضوع الدراسة.

تتحدد الحدود المكانية في البلدين بين المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية، وتعتبر الحدود الزمانية في الدراسة حدود مستقبلية حيث تحاول الدراسة استشراف الخطر المستقبلي انطلاقا من بعض لاحصائيات الحالية. وتم اجراء الدراسة في عام 2016.

اهمية الدراسة:

تعتبر الدراسة ذات اهمية كونها تصب في منظومة الدراسات الامنية، وتسعى الى تطوير الفكر الامني عبر دراسات عابرة للتخصصات والتي تجمع بين التخطيط الاستراتيجي والمنهجيات المستقبلية وكذلك التحليل الامنية.

وتعتبر الدراسة اضافة للمكتبة العربية المتخصصة للعلاقات المصرية السعودية والتي ركزت في طياتها على سؤال محدد ومتخصص يتعلق بالربط بين المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية، مما تساهم في اثراء المكتبة العربية من ناحية، وكذلك اتاحة دراسات متخصصة للمسؤولين في البلدين.

مصطلحات الدراسة:

المقصود بأمن المنشأة : ” المحافظة على سلامة المنشاة وإستمرار مسيرتها وتقدمها في بيئة آمنة ، بمعنى أن يتفرغ الكادرين الفني والإداري في المنشاة لأعبائهما ، وأن يكون عبء أمن المنشأة وتامينها مقتصراً على إدارة الأمن.[2]

التعاون الاستراتيجي: خيار تلجأ إليه الدول والمنظمات لضمان سند اضافي في مسار نشاطها، وتعبير غير محدد الاطر والمجالات. وعرف التحالف الاستراتيجي على انه سعي كيانين او اكثر نحو تكوين علاقة تكاملية تبادلية.[3]

الامن التعاوني: الامن التعاوني هو نشاط تمارسه الدول بالتعاون فيما بينها لخفض احتمالات الحرب او التقليل من الاخطار، ولامن التعاوني غير موجه ضد خطر او هدف مخصوص، وإنما ينطوي على تحسين البيئة التي تعمل ضمنها الدول.[4]

الدراسات السابقة:

دراسة رجب 2014: الابعاد المحتملة للدور الامنية لمصر في منطقة الخليج

توضح الدراسة ان العلاقات بين مصر و دول الخليج، تمر خلال الفترة الحالية، بعملية اعادة تشكل جديدة، ستحدد طبيعة الدور الذي يمكن ان تلعبه مصر في تعزيز امن دول الخليج خلال المرحلة المقبله. وتتأثر هذه لعملية بصورة كبيرة بالغوط التي تواجهها حاليا كل من مصر و دول الخليج بدرجات متفاوتى على امنها الوطني، سواء اكانت ضغوطا داخلية تتعلق بنشاط جماعة الاخوان المسلمين، او التيارات الليبرالية، او ضغوطا خارجية ناتجة عن تزايد نشاط الجماعات الارهابية والمتطرفة العابرية للحدود في المنطقة، وهو ما يبرر الحديث المتكرر في الدوائر المصرية، و بعض الدوائر الخليجية عن دور مصري محمل في تعزيز ثدرات دول الخليج في مواجهة مصادر التهديد المختلفة.

دراسة أ.د بهجت قرني 2016 العلاقات الخليجية – المصرية: جدلية العلاقات المحورية

تتحدث هذه الدراسة عن العلاقات الخليجية المصرية، والتفاوت الذي يعتري هذه العلاقات ونوعية القوة ومعدلاتها داخل الاقليم من الناحية الديموغرافية و الاقتصادية والعسكرية، وكثافة التفاعلات بين الحكومات و الشعوب، والذي يتيح فرصة للتكامل بين الاحتياجات المختلفة لدول و شعوب المنطقة، بحيث يمكن الحديث بوضوح عن علاقات محورية للجميع. تشمل تصدير الايدي العاملة، وتصدير رأس المال والاستثمارات، ولأن العلاقات مثلا (السعودية ومصر) ذات تأثير في المحيط الاقليمي ككل.

وقدمت هذه الدراسة فكرة المحورية في ثلاث اجزاء من ناحية التوثيق التاريخي المعاصر للعلاقات، وكذلك على احوال هذه العلاقت و النظام الاقليمي العربي في فترة الربيع العربي و ما بعدها، وثالثا المقارنة مع مناطق اخرة الالمانية الفرنسية كمثال للاتحاد الاوروبي و ذلك لتوضيح مفهوم وتأثير العلاثات المحورية في العلاقات الاقليمية و الدولية معاً.

دراسة الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية 2008 : العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية

وتتناول هذه الدراسة العلاقات التي تربط المملكة و مصر تجاريا والشراكة التجارية واستعرضت الحقائق للتبادل التجاري البيني والذي يشمل على عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، علاوة على اشارتها الى اعفاء كافة الصادرات المصرية من الرسوم الجمركية منذ بداية عام 2005.

وكذلك تشير الدراسة الى الدور الذي يعلبها انشاء مجلس الاعمال السعودي المصري والذي يعزز التقارب التجاري والعلاقات التبادلية التجارية في شتى المجالات التجارية وتعزيز المناخ الاستثماري.

دراسة ايميلي داير و اورين كسلر 2014 : الارهاب في سيناء

وتتناول هذه الدراسة الارهاب في سيناء وطبيعته بناء على الاحصائيات الخاصة بالعمليات في المنطقة، والربط بينها وبين المقاتلين الاجانب المنظمين للجماعات الارهابية وبخاصة القاعدة وتصاعد عملياتها مؤخرا.

تتناول كذلك الدراسة التقسيم الجغرافي للعمليات ونوعيتها، وعلاقاتها وتأثيرهم على البدو وعلى الكيان المحتل، وعلى الدولة في مصر.

دراسة اسماعيل الاسكندراني 2014 الحرب في سيناء: مكافحة إرهاب أم تحوّلات إستراتيجية في التعاون والعداء؟

تناقش هذه الدراسة ظاهرة الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء المصرية وتعرض لتاريخ نشأتها والأوضاع التي أدت إلى حالة الصدام العنيف بينها وبين أجهزة الدولة، عبر فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، مروراً بحكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وانتهاءً بالفريق عبد الفتاح السيسي.

وتناقش مختلف العوامل التي قادت إلى حدة الصراع بين هذه الجماعات المختلفة وأجهزة الدولة، والى أسباب اتساع نطاق الصراع وازدياد وتيرة العنف فيه. كما تعرض الورقة الدور الذي لعبته الأجهزة الأمنية في تصعيد الص ا رع. وتستعرض الورقة المرجعيات الدينية التي تنطلق منها هذه الجماعات، إضافة إلى مختلف العوامل التي أثرت في توجهاتها السياسية. كما تناقش الورقة، أيضًا، ما بدا من تقارب وتنسيق مصري إسرائيلي في التعامل مع هذه الجماعات. لقد تجوّل الباحث بنفسه في أرجاء سيناء وأجرى العديد من المقابلات مع افراد هذه الجماعات المختلفة ومع السكان، واعتمد على الإفادات المختلفة التي جمعها في عرض المشهد في سيناء وتمدداته إلى الداخل المصري.

مفهوم الأمن والمنشئات الهامة

الأمن والحراسة Security&Guarding

تعتبر الحراسة أحد الإجراءات المتبعة لتحقيق الأمن وتوفير الحماية من الأخطار التى يمكن أن تلحق بالشخص او المكان أو النشاط المطلوب تأمينه وهى تختلف فى قواعدها وإجراءاتها وأهدافها بإختلاف النظام الأمنى القائم والذى يختلف بإختلاف نوع النشاط وحجمه ومكانه والإعتبارات الخاصة بالشخص أو المكان أو المنشأة أو النشاط المحروس وبإختلاف نوع وحجم وإتجاه الخطر المتوقع وبإختلاف الظروف والمتغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية المحيطة .

كما أنه وفقاً لكل ذلك تختلف الوسائل والمعدات والأجهزة المستخدمة فى الحراسة وعددها وحجمها ودرجة التقنية العلمية المستخدمة فى هذا السبيل .

فالحراسة هى إحدى محاور النظم الأمنية وهى وحدها – مهما إتسع نطاقها وتعددت وسائلها – لا تحقق أمنا فعالاً إلا إذا تكاملت مع كافة المحاور الأمنية الأُ خرى التى تشكل فى النهاية نطاقاً أمنيا قادراً وفعالاً ومؤثراً .

وللحراسة دعائم ثلاثة لابد أن تتوافر لها فى إطار نظام أمنى متكامل :

– الفرد .

– المعدات والأجهزة .

– المعلومات .

وبقدر ما تتوافر فى هذه الدعائم الثلاث الأسس والمعايير الصحيحة ، بقدر ما يتكامل النظام الأمنى المحيط بهذه العناصر ، بقدر ما تحقق الحراسة الهدف المرجو منها .

1- الفرد :

يعتبر الفرد هو عصب نظم الحراسة، والإعتماد عليه فى هذه النظم لا يكفى فيه فقط التركيز على الكيف المؤهل ، وإنما يجب أن يوضع هذا الكيف المؤهل فى إطار نظام علمى دقيق ، تحدد فيه الواجبات والمسؤليات داخل نطاق التمكن والسيطرة ، وفى إطار ملائمة من خطوط السلطة ووفق تحديد دقيق لقواعد التفويض ، وتوازن فعال بين السلطة والمسؤلية مع الأخذ فى الإعتبار أن التحديد المفصل الواضح لقواعد وخطوط القيادة التنفيذية والقيادة الإشرافية لجميع أفراد الحراسة فى إطار من مركزية القيادة ، ضرورة علمية وعملية لفاعلية نظم الحراسة وتأثيرها .[5]

كما أن الواجبات الموكلة إلى أفراد الحراسة يجب أن تراعى الملائمة للنطاقات الزمانية والمكانية للمهمة ، وأن تكون متسقة مع التنظيم العام للبناء الإدارى والفنى للهدف المطلوب حراسته ، متسقاً فى نفس الوقت مع باقى التنظيمات الآمنية المشاركة فى عملية التأمين وذلك فى دوائرها المتداخلة خارجياً وداخلياً .

2- المعدات والأجهزة : تعتبر إحدى العنار الداعمة فى نظم الحراسة ويقصد بها :

– المعدات والجهزة التى تساعد على فاعلية نظم الحراسة وكفايتها فى توفير الحماية للهدف المراد حراسته وسد الفجوة بين الأداء البشرى والقصور أو العجز البشرى .

– المعدات والأجهزة التى تتلائم مع مواجهة الأخطار المتوقعة وإفشال أثرها أو الحد منه .

– المعدات والأجهزة التى تساهم فى حفظ وإسترجاع وتحديث قاعدة معلوماتية كاملة لنظم الحراسة وتحليل هذه المعلومات وإسترجاعها وطرح البدائل والحلول والخطط الملائمة فى كافة الظروف بالإضافة إلى تنفيذ نظم دقيقة للصيانة المستمرة لهذه الأجهزة .

– المعدات والأجهزة التى تحقق إتصالات فعالة داخل نظم الحراسة ، وبينها وبين مختلف الحلقات الأمنية المحيطة .

طرق وانواع الربط في الجسر كالتالي:

ان يمر من منطقة تبوك الى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم الى منطقة النبق (اقرب نقطة في سيناء)
ان يمر من منطقة تبوك الى جزيرة صنافير ثم جزيرة تيران ثم يحفر نفق الى سيناء حتى لا يؤثر على الملاحة وخروج ودخول السفن الاسرائيلية والاردنية
ان يمر من منطقة تبوك الى جزيرة تيران ثم الى شرم الشيخ[6]
حالة الأمن في منطقة بناء الجسر State of the security :

ينبغي على التصور الأمني والدفاعي أن ينظر للصورة باتساعها، ولايقتصر على التخطيط التكتيكي على مستوى الجسر، وبهذا فالنظرة لسيناء وتوسعات الخطر الإرهابي والإقليمي لابد أن تكون حاضرة.

وكذلك يجب ان يحضر دائما ثلاثي الامن الاستراتيجي للربط وهو كل من[7]:

العقل الاستراتيجي الامني
الخطة الاستراتيجية الامنية
البيئة الاستراتيجية الامنية[8]
ونقصد هنا بالعقل الاستراتيجي الامني، بطبيعته ان يكون استراتيجيا و مدربا وكذلك في عمليات تفكيره، ان ما يتعلق بالربط هنا يستلزم التفكير الاوسع في الجسر و موقعه وتداعياته السياسية والعسكرية والاقتصادية و الاجتماعية والامنية والبيئية، ومن هنا التداخل الذي يحصل في منظومة الامن، ولذا يتسرعي تخطيطاً متكاملاً، من أجل الا يتم حل مشكلة تأمين الجسر مثلا، مع عدم حل مشكلة توزيع و تنظيم تدفق الحشود له في اوقات الذروة، والا يغفل كذلك بنية الجسر وهندسته، على حساب البيئة المحيطة والاحياء المائية، والثروات السمكية، وكذلك تطوير المداخل والمحيط الخاص به، في وقت يقبع السكان المجاورون في المجتمعات القريبة، بمستوى تنمية اقل.

اما الخطة الاستراتيجية، فوجود خطط مكتوبة و يتم تدريب العاملين عليها تعتبر كذلك من الاولويات التي ينبغي العمل على صياغتها نظرا لدور الجسر من جهة وكذلك لموقعة الجيوستراتجي، وتشمل على سبيل الذكر لا الحصر: استراتيجيات النقل واستراتيجيات التعامل مع الحشود، ادارة الازمات، استراتيجيات وخطط الاخلاء، استراتيجيات الطورائ، سيناريوهات الهجمات الارهابية، مستويات الردع والرفض والتأخير.[9]

شكل واحد: منهجية حماية المنشآت. المصدر :

ttp://www.securitymagazine.com/articles/82833-the-5-d-s-of-outdoor-perimeter-security

وفيما يتعلق بالبيئة، فدراسة الظواهر الاقتصادية والاجرامية، والديموغرافية الخاصة بالبلدين، و نوع التبادل التجاري والثقافي القائم ومدى احتمالية زيادته، وعلى الرغم من التحديات الامنية فيما يتعلق بالبيئة الى انه كذلك سيكون هذا الجسر دعما هاماً للترابط و تعزيزه وتعزيز التبادل والتنقل.

تحليل الجريمة في المملكة العربية السعودية وفرضية اثر الجسر عليها

وبالنظرة لانعكاسات ذلك على الجسر تحديدا: فالاحتمال الأكثر حدوثا هو خطر أمني في مسألة تهريب البضائع والأشخاص، والاحصائيات تختلف من مرجع لآخر بخصوص عدد المصريين المتواجدين في المملكة، بعض الاحصائيات تشير الى 985 الف مصري، واخرى تشير الى مليون وستة آلاف، وتشير هيئة الاستعلامات المصرية الى مليون ونصف مصري مشكلة اكبر جالية خارج المملكة.[10]

وبالنظر الى مستوى الجريمة من هذه الجالية فنجد انه بحسب دراسة امنية اجريت من قبل وزارة الداخلية، ونظراً لكثرة جرائم العمالة الوافدة، وقد احتلت الجالية المصرية المركز الخامس بعد الجالية اليمنية والهندية والباكستانية والبنجلاديشية، وقد اشارت الدراسة ان اجمالي النسب الأربع للجنسيات: اليمانية، الباكستانية، الهندية، والبنجلاديشية بلغت “60.4%” وعددهم “2807” أشخاص وشكلوا ثلثي العينة المرتكبة للجرائم من اجمالي العينة والبالغة “4682” شخصاً.[11]

ولذا نستنتج انه من خلال الربط بين البلدين ستزيد عدد الجاليات بين البلدين و كذلك عدد العمالة المصرية بالمملكة لسهولة الوصول، وانتفاء الخطر الذي كانت تشكله العبارات وحوادث الغرق.

وكذلك ستدفع بعض المصريين، الى من ذوي الدخول المحدودة الى محاولة التسلل للوصول الى المملكة بشكل غير نظامي لمحاولة كسب العيض نظراً للاوضاع الاقتصادية المتردية في مصر.

تحدي تهريب المخدرات في المنطقة واثر الجسر على ذلك:

يعتبر نقل البضائع من اعلى الوسائل نقلاً للمواد المخدرة عن طريق النقل البري والبحري، وقد يساهم الجسر في “الاستساغه النفسية” لعمليات تهريب المخدرات وتحديدا الادوية المخدرة والتي شهدت قبل ذلك سوابق من مصر بجلب حبوب مخدرة والعكس كذلك.

والجدير بالذكر هنا حول تهريب المخدرات والذي قد يدخل عن طرق مصر، ان تقرير صادر عن لجنة غرب أفريقيا لمكافحة المخدرات أن دول غرب أفريقيا لم تعد منطقة عبور لتجار المخدرات فحسب، وإنما تحوَّلت إلى مركز لهذه التجارة غير الشرعية، ومن ابرز المواد التي تنتشر في تلك المنطقة هي الافيون القادم من ايران[12]، حيث تعتبر اكبر دولة مصدرة للافيون في العالم، بحسب تقرير الامم المتحدة للمخدرات، وكذلك يمكن الحديث عن نبات القنب والحشيش الذي يزرع في بعض الدول العربية، و اعتبار شرق افريقيا من اهم الدول لعبور الكوكايين الى اوروبا.

وجهة نظر ميدانية حول المنافذ الحدودية

للمنافذ الحدودية البرية إشكالاتها الأمنية تكاد تنحصر في عمليات التهريب، ولكون الجسر سينتهي بمنفذ بري في منطقة سيناء، يتوجب علينا حصر وتوقع ما قد يكون رائجاً للتهريب في هذه المنطقة، ومبدئياً سيتصدر القائمة السلاح والمخدرات. [13]

أيضاً لا يمكن عزل المشهد الإسرائيلي والفلسطيني عن الموضوع، وذلك لما لدى الفلسطينيين من شبكات تهريب ممتدة في الداخل المصري، إضافة إلى امتلاكها للخبرة الكبيرة في هذا المجال، والدوافع السياسية الخاصة بها.

ويمكن تصنيف عمليات التهريب بنوعين هما:

التهريب ذو الآثار الاقتصادية:

وسيكون هذا النوع موجهاً إلى مصر من المملكة (بضائع وخلافه).

التهريب ذو الآثار الجنائية:

وسيكون موجهاً إلى المملكة من مصر (سلاح ، مخدرات).

لا بد أن يكون المنفذ الجديد مجهز بأحدث التجهيزات الأمنية والتقنية، وذلك على صعيد الجانبين السعودي والمصري، حتى وإن استلزم الأمر أن تتولى المملكة تجهيز وتدريب الجانب المصري في هذا الخصوص.

ولذا لا بد أن يكون المنفذ السعودي متكامل من جميع الدوائر الأمنية والخدمية بالحد الأعلى من الطاقة التشغيلية البشرية والفنية.

ولا بد من دراسات مسحية لمعرفة الحجم المتوقع من المرور البشري والتجاري للمنفذ، للتمكن من الإعداد الجيد المبني على أسس علمية حتى لا يكون المنفذ معضلة أمنية جديدة على مستوى المنافذ البرية.

الارهاب خطر متعدي ومتعدد (استراتيجياً وامنياً)

وانتقالا الى ما يتعلق بالشأن الامني والارهاب فإن الاحتمالات الأخطر تتعلق بالشأن الدفاعي ومكافحة الإرهاب: هنا تأتي احتمالية نقل خلايا لداعش، أو استهداف الجسر بعمليات انتحارية أو مدافع هاون أو حتى صواريخ تكتيكية.

وبالإضافة للاعتبارات الأمنية في إجراءات ضبط المرور والتفتيش، فلاشك أن وجود حرم أمني على مدخل الجسر بما يكفي لامتصاص أي استهداف انتحاري مطلوب، وكذلك مهم وجود وسيلة للدفاع الصاروخي.

المشكلة أن بطاريات كباتريوت قد لاتكفي في مواجهة الصواريخ شديدة القصر إذا أطلقت بكمية كثيفة (التشبع) لافتقاده القدرة الفنية على الاختيار السريع تبعا للأهداف الحيوية، فضلا عن الثمن المرتفع للصاروخ، وهذا يطرح خيار آخر بالمقابل الوحيد المتاح هو القبة الحديدية الإسرائيلية، وإن كان الروس في معرض الانتهاء من تطوير نظام آخر مثل نظام (الأستاد) الكندي ومثيله جيد كذلك ولكن مداه لايتجاوز 10 كم.[14]

التنقل والتهريب، واوقات الذروة

تعتبر المملكة العربية السعودية في حال أمنية أفضل بالمقارنة مع المنطقة المقابلة لها في الجسر وهي منطقة سيناء، ومع ذلك قد يتجلى عدد من الاخطار الامنية مثل تهريب البشر خاصة[15]، مثل تهريب الافراد المتواجدين بالمملكة بشكل غير نظامي، او كذلك من اصحاب الفكر المتطرف من الراغبين للانضمام لداعش.

وقد يتزايد هذا التهريب كذلك بشكل موسمي لا سيما في موسم الحج[16]، باستغلال الاعداد المتزايدة للنقل في الجسر من ناحية و كذلك الرغبة في اداء مناسك الحج دون تصاريح رسمية، او باستغلال تلك الاوقات للخروج من المملكة.

ولذا يتسوجب التفكير من خلال منظومة قبل واثناء و بعد وجراء الاحترازات الامنية اللازمة.

شكل 2 من عمل الباحث

من جهة اخرى يشكل كذلك تهريب الممنوعات وعلى رأسها المواد المخدرة والاسلحة، خطر كبير من والى المملكة، لا سيما مع النظر الى الطبيعة الاستراتيجية الامنية التي يشكلها الجسر والمتمثلة بالربط بين آسيا وافريقيا.

ومن ضمن الاخطار كذلك تعرض الجسر نفسه لعمليات تخريب او هجمات ارهابية بسبب مواقف سياسية او عسكرية لكلا البلدين، او استهداف اوقات الذروة من دول عدوة.

الاعتبارات البيئية لمنطقة الجسر

تعتبر منطقة بناء الجسر، من المناطق الغنية بالاحياء البحرية الحياة الفطرية البكر، وتشتهر كذلك بمزاولة هواية الغوص والاستكشاف البحر نظراً لصفاء المياه، و وجود الشعاب المرجانية[17]، والاسماك الملونة والفريدة، والاحياء البيئية، وقد يتشكل خطر يتعلق بعملية البناء ، وتلك الصعوبات والتحديات تتعلق بخسارة الحياة الفطرية والاضرار بها اذا لم يتم مراعاة الطبيعة المتميزة، والتكوين البيئي “البكر” لتلك المناطق، فمن الممكن ان يحدث اخطار تدمر البيئة والطبيعة وبالتالي اخطار على الامن البيئي ومنه الى السياحة، والدخل الاقتصادي، حيث لا تقدر تلك الثروات البيئية بثمن خاصة في البحر الاحمر لتميز طبيعته ومكوناته من الحياة الفطرية.[18]

الخطر الامني في سيناء

تواجه منطقة سيناء عديد من التحديات التي تم فرصها بسبب الموقع الجغرافي و نوعية الجرائم، وكذلك، عدم ادماج المجتمع في سيناء في الشرطة والجيش. وتواجه الحكومة المصرية عدد من التحديات في التعامل مع تلك المنطقة لا سيما و ان اهلها حاصلين على عدد من اوسمة المقاومة، وتشهد تباينا فيما تتعرض له من خسائر بشرية بسبب العمليات العسكرية من الجيش والشرطة.[19]

والحالة بالنسبة للوضع في سيناء، فهي تعتبر بوضعها الحالي هي مسرح حرب فعلية، وكذلك مستودع أساسي لشبكات التهريب ويمكن الحديث عن الخطر الامني كالتالي:

صحيح أن قضية الإرهاب والتمرد هي غالبا حاصلة في النصف الشمالي (الملاصق لإسرائيل وقطاع غزة، لأسباب التوزع السكاني لقبائل البدو، وسهولة الطرق ممايضعف السيطرة الأمنية، وضعف التواجد العسكري والأمني عموما، تبعا للوثيقة الأمنية الخاصة بمعاهدة السلام، وإن كان هذا تحسن بموافقة إسرائيلية تبعا لتمدد حركة التمرد، وكذلك ملاصقة الحدود الإسرائيلية وقطاع غزة والتي تمثل محطة وصول لشبكات التهريب)؛ إلا أن عملية تفجير الطائرة الروسية المقلعة من مطار شرم الشيخ توضح إمكانية تمديد التهديد الأمني لجنوب سيناء، (مع ملاحظة أن اختراق شرم الشيخ مع إحكام السيطرة الأمنية التامة على مداخلها يُعد أسهل كثيرا من التحرك في الطرق والمضارب والممرات غير الممهدة).[20]

كذلك سيناء منذ أعوام هي منطقة ذات توتر عالي فيما يتعلق بشبكات التهريب، سواء تهريب الأسلحة والبضائع (لغزة) وتهريب البشر (لإسرائيل). واللافت – أن خط التهريب تقريبا واحد في بداياته وأوسطه وحتى نهاياته في شمال سيناء مابعد مدينة العريش وبعد ذلك يحصل الافتراق: غزة (أنفاق)، إسرائيل (الحدود البرية).

في هذا دلالة على تعقد وتشابك العلاقة والدعم المتبادل، بين مساحات الجريمة المنظمة والإرهاب، وأيضا بين شبكات التهريب (على المستويين التكتيكي والاستراتيجي)، ليس فقط بسبب وجود البدو كعامل مسهّل مشترك، ولكن لطبيعة العلاقة العضوية التي تنشأ مع الوقت والاستفادة المتبادلة (توفير حاجيات من قبل شبكات التهريب، ضرب السيطرة النظامية والإشغال الأمني من قبل التمرد والإرهاب).[21]

يمكن الوصول اذا الى نتيجة فيما يتعلق بالخطر الأولي بخصوص الجسر، ان يكون في استخدامه كأداة نقل لبيئة مطلوبة من قبل شبكات التهريب (بشر وبضائع وسلاح)، وأيضا كوسيلة لنقل خلايا داعشية للسعودية.

داعش واستهداف الجسر واختراق

ويمكن القول أن استراتيجية داعش في المرحلة المقبلة (بعد تصفية مركزها المؤقت في العراق والشام وهذا سيحصل بالتأكيد) هو العودة لفكرة (الخلايا) النويات اللامركزية وتكتيكات الإرهاب (لا التمرد) خصوصا في بيئات جديدة ولكن هامة في نفس الوقت (استراتيجيا وأيديولوجيا).

ومن الاهمية بمكان الاشارة الى خطر استهداف الجسر في عمليات تخريب، وهذا لأنه لايعتمد على القدرة في اختراق السياسة الأمنية على الجسر ومنافذه، بل هو يعتمد على القدرة على تمدد شبكات العمل الإرهابي في جنوب سيناء، وليس حتى بدرجة كبيرة، فمجموعة صغيرة قادرة على إحداث إيذاء كبير.

الخاتمة

يرى الباحث ان الخطر على الجسر يتشكل قبل عملية الوصول له، فيما يتعلق بالبيئة الامنية في كلا البلدين واهمية علاجها، وهي ترتكز على تهريب البشر والسلاح و المخدرات، علاوة على الاخطار الاقليمية التي تتعلق بالاهارب و داعش، و كذلك دور البدو في سيناء بالتهريب و امكانية استخدام الجسر، كادعم لوجستي، وجدير بالاشارة أن بقاء وضع سيناء كما هي عليه، هو خطر أمني كبير بلاشك على المملكة في حال بناء الجسر.

الجسر قد يمثل فرصا كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وله كذلك مخاطر وآثار جانبية محتملة أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية وثقافية، فهل سعى أي من الطرفين أو كليهما معا للقيام بأي دراسات جدوى في هذه المساحات، وهل حصلت دراسات معمارية وإنشائية وبيئية؟ خصوصا مع تحفظات بعض الخبراء الهندسيين على فكرة وتطبيقية الجسر وتفضيلهم مثلا النفق؟

و خطر مشابه دفع إسرائيل أن تتساهل كثيرا وتسمح للمصري بخرق بنود الاتفاقية الأمنية وإدخال قوات عسكرية للمنطق ج – مع الدلالة الكبيرة استراتيجيا لهذه النقطة في نظرية الأمن القومي الإسرائيلي – على الأقل لأربعين سنة مضت، والسبب الوحيد هو تصاعد التهديد الأمني في سيناء.

المشكلة – أن سياسات واستراتيجيات جمهورية مصر العربية، تحتاج لمزيد من العمل و التطوير في تلك المنطقة، كي يتم تحييد ذلك الخطر، حيث ما تقوم به احيانا قد يسبب نتائج عكسية بالنسبة للوضع الامني في سيناء.

قام عدد من الخبراء الامنيين الأمريكيين والغربيين قد اشارو على ضرورة تحسين التكتيكات والاستراتيجيات الامنية فيما يتعلق بسيناء، (على الأقل لتحسين تكتيكاته فضلا عن تحول استراتيجي يقوم به) ليس حبا في تطور وضع إيجابي في مصر، وإنما لخطورة الأوضاع على مصالح وحلفاء أكثر أهمية، خصوصا مع ظاهرة التلاقح الإقليمي لداعش.

وختاما يجدر الإشارة ان الايجابيات الاقتصادية، والتجارية والتبادلية لكلا الطرفين، قد تكون عامل ايجابي و مؤثر في تحييد كثير من الاخطار الامنية اذا ماكانت مكاسب لا سيما حول البيئة المحيطة بالجسر والمناطق المجاورة له من جهة، وكذلك تسهيل الوصول و الربط بين البلدين، مع التركيز على الاجراءات الامنية، المباشرة والمتمثلة في نقاط التفتيش و تأمين الجسر والمنافذ والمداخل عبر منهجيات الردع والكشف والرفض والتأخير و الدفاع.

وكذلك الاجراءات الامنية غير المباشرة مثلا تغيير السياسات الامنية لجمهورية مصر فيما يتعلق بسيناء، و دفع المملكة كذلك تلك المناطق المجاورة للجسر من كلا البلدين لمناطق تبادل تجاري و تطوير، يسهم في تنميتها ويعمل على رفع دورها في التنمية و التبادل بين البلدين.

ختاما، يشكل الجسر ربط بين الشرق و الغرب وليس فقط، بين مصر و السعودية، ولذلك سيسهم في ربط الشرق العربي بالدول العربية في المغرب العربي عبر طريق بري، علاوة على تقصير وقت النقل بين الدول العربية، و تحقيق جزء من الامن العربي في ربط الدول العربية ببعضها، لا سيما كذلك السودان والتي تعتبر مخزن للأمن الغذائي، وتعزيز التجارة البينية بين دول المغرب العربي ودول الخليج، ويجدر كذلك الاشارة الى ان الجسر سيعزز العمل العسكري بين مصر و السعودية و يحقق جزءاً هاماً من الامن الاقتصادي بين الدول العربية.

المراجع:

بول روبنسون، قاموس الأمن الدولي، (ابو ظبي:مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، 2009)
تيري دي مونبريال، جان كلين، موسوعة الإستراتيجيا، (بيروت: مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 2011)
جايمس غليك، نظرية الفوضى، ،( بيروت: دار الساقي ، 2008)
جمال السويدي، آفاق العصر الامريكي السيادة و النفوذ في النظام العالمي الجديد، (ابو ظبي: مركز الامارات للدراسات و الابحاث الاستراتيجية ، 2014)
هاري آر يارغر، الإستراتيجية ومحترفو الأمن القومي، التفكير الإستراتيجي وصياغة الإستراتيجية في القرن الحادي والعشرين. (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، 2011)
يحيى الزهراني، التربلوماسي، صعود دور المؤسسات غير الحكومية في دارة العلاقات الدولية، مفاهيم المستقبل، ، (ابو ظبي: مركز المستقبل للابحاث و الدراسات المتقدمة ، 2014)
يوسف زيدان، اللاهوت العربي و اصول العنف (القاهرة: دار الشروق، الطبعة السابعة ، 2013)
الندوات والمؤتمرات

وليد عبدالحي، ورقة بعنوان النظام الاقليمي العربي: استراتيجية الاختراق وإعادة التشكيل،المؤتمر السنوي لمراكز الدراسات السياسية و الإستراتيجية في الوطن العربي، تحولات جيوستراتيجية في سياق الثورات العربية(المركز العربي لدراسة السياسات و الابحاث، الدوحة،2012).
المراجع الاجنبية

Anthony Cordesman, Securing the Gulf: Key Threats and Options for Enhanced Cooperation. Center for Strategic and International Studies. New York. 2013
Huyghe, François-Bernard, “Terrorisme et medias”, Visited on 5 July 2015
مواقع الانترنت

http://www.start.umd.edu/gtd/search/Results.aspx?page=1&casualties_type=&casualties_max=&country=173&count=100&charttype=line&chart=overtime&ob=GTDID&od=desc&expanded=no#results-table
https://www.gcc-sg.org/indexd2c3-2.html?action=Sec-Show&ID=351
https://www.unodc.org/documents/wdr2015/World_Drug_Report_2015.pdf
http://www.alriyadh.com/339969
http://www.ginad.org/ar/info?id=7159
http://henryjacksonsociety.org/wp-content/uploads/2014/05/HJS-Terror-in-the-Sinai-Report-Colour-Web.pdf
http://www.strategicstudiesinstitute.army.mil/pdffiles/PUB1249.pdf
http://www.eepa.be/wcm/dmdocuments/Small_HumanTrafficking-Sinai2-web-3.pdf
http://understandingwar.org/sites/default/files/ISIS%20Global%20Strategy%20–%20A%20Wargame%20FINAL.pdf
http://www.securitymagazine.com/articles/82833-the-5-d-s-of-outdoor-perimeter-security
[1] يحيى مفرح الزهراني، مستقبل منظومة امن الخليج: التحاد والحلفاء والاخطار(اسطنبول: مجلة رؤية تركية ، العدد 15، 2016)

[2] مصطفى ابو الفتوح، التخطيط لأمن المنشآت، القاهرة (غير منشور، ، 2010،ص 10)

[3] مصطفى احمد سيد، تحديات العولمة والتخطيط الاستراتيجي، القاهرة (دار النهضة العربية، 2000 ص57)

[4] بو روبنسون، قاموس الامن الدولي، ابو ظبي (مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2009 ص75)

[5] مرجع سابق، ص9

[6] James F. Dunnigan, Austin Bay. From Shield to Storm: High-Tech Weapons, Military Strategy and Coalition Warfare in the Persian Gulf. iUniverse, 2009 p51.

[7] هاري آر يارغر، الاستراتيجية و محترفو الامن القومي التفكير الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي و العشرين، ابو ظبي (مركز الامارات للدرسات والبحوث الاستراتيجية، 2011، ص 56-86)

[8] المرجع السابق ص86

[9] http://www.securitymagazine.com/articles/82833-the-5-d-s-of-outdoor-perimeter-security

[10] المصدر جريدة الرياض

[11] http://www.alriyadh.com/339969

[12] https://www.unodc.org/documents/wdr2015/World_Drug_Report_2015.pdf

[13] مقابلة مع خبير امني

[14] http://www.strategicstudiesinstitute.army.mil/pdffiles/PUB1249.pdf

[15] إن أحد أكبر تحديات هذه الجريمة تتمثل في سهولة تكيفها مع الظروف المتغيرة للعرض والطلب و أيضا مع إختلاف قدرات العدالة الجنائية في بلدان المنشأ والعبور والمقصد. فالجهود تركز بشكل كبير على اعتقال وترحيل المهاجرين وتولي اهتماماً أقل لتفكيك الجماعات الإجرامية المنظمة المتورطة. يجب القبض على هؤلاء الذين يجنون الأرباح الحقيقية ومحاكمتهم. فتعزيز مراقبة الحدود قد يؤدي لوحده إلى زيادة الطلب على خدمات التهريب لدخول البلاد بطريقة غير قانونية.

إن تهريب المهاجرين جريمة عبر وطنية عابرة للحدود و المناطق. وما لم تتوحد جهود الدول للتصدي لها فلن يتأثر تواصل صناعة التهريب. ولمعالجة هذه الجريمة بنجاعة يجب أن يكون هناك تعاون بين الشرطة والقضاء في بلدان المنشأ والعبور والمقصد وكذلك تحقيقات مالية، واستهداف أرباح عصابات التهريب، واتخاذ موقف صارم ضد الفساد.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أنه في الأشهر التسعة الأولى من عام 2014، مات 4077 مهاجراً على الأقل أثناء تهريبهم إلى الخارج بزيادة تفوق 70% عن حالات الوفاة المسجلة في عام 2013 بالكامل. وهذه الأرقام لاتزال غير قادرة على عكس العدد الحقيقي للضحايا بسبب حالات الاختفاء وصعوبة الإبلاغ عن حالات الوفاة والتأكد منها.

[16] تقدر اعداد الحجاج سنويا حوالي مليوني حاج

[17] تعتبر المنطقة خصوصا والبحر الاحمر عموما من المناطق التي تجذب ممارسي رياضة الغوص.

[18] http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/ModoatAma1/naturallif/sec01.doc_cvt.htm

[19] اسماعيل الاسكندراني الحرب في سيناء: مكافحة إرهاب أم تحوّلات إستراتيجية في التعاون والعداء؟، الدوحة (المركز العربي لدراسة السياسات والابحاث،2014 ص 27)

[20] http://www.eepa.be/wcm/dmdocuments/Small_HumanTrafficking-Sinai2-web-3.pdf

[21] عبدالرحيم علي، سيناء.. إلى أين؟ دلائل ومؤشرات: خريطة الجماعات الجهادية، القاهرة (المركز العربي للدراسات والبحوث ص1)

http://www.acrseg.org/2306/bcrawl