كل ما تريد معرفته عن الطلاق الشفوي.. بين البيت والمحكمة والشرع
في ظل تصاعد حالات الطلاق في مصر ليصل في آخر رصد لجهاز الإحصاء 40% من حالات الزواج فى الخمس سنوات السابقة لعام 2017.

وبين حديث متداول عن الطلاق الشفوي والحد منه وتوثيقه ووقوعه من عدمه، نرصد رأي القانون والشرع في هذا النوع من الطلاق، مع استحضار حكايات لسيدات مررن بهده التجربة.

الطلاق الشفوي معاناة

المدير التنفيذي بمركز المرأة للإرشاد والتوعية رضا الدنبوقي، يحكي لـ«شبابيك» عن سيدة تزوجت عن قصة حب من شاب يصغرها بأعوام، واكتشفت بعد الزواج أنه مستهتر، وكان يحلف يمين الطلاق عند وقوع أي مشكلة بينهما، ويعود ليراضيها حتى وصلت إلى 3 طلقات.

أرادات الزوجة أن تثبت الطلاق لكن زوجها رفض بدعوى تمسكه بها، وأنه حلف اليمين في أوقات الغضب.

لجأت السيدة إلى المحكمة لرفع دعوى ثبوت طلاق، وهنا أنكر الزوج الطلاق، واستعان «بشهود زور» يثبتون أنها تمر بحالات نفسية مضطربة، إلا أن المحكمة اقتنعت بكلام الزوجة وأثبتت وقوع الطلاق.​​​​​​​
رأي الشرع في الطلاق الشفوي
أستاذ الفقه المقارن، الدكتور سيف رجب، يوضح أن الطلاق الشفوي هو الذي يقع دون شهود أو مأذون ويكون فيه الزوج بكامل وعيه، ومن حق الزوج أن يرد زوجته في فترة العدة، وهذا الطلاق لايضمن للزوجة حقوقها الشرعية.

ويضيف بأنه من حق الزوجة أن ترفع دعوى تثبت فيها وقوع الطلاق، كي تضمن حقوقها.

متى يقع الطلاق ؟
في حالة الغضب
رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد موافي، يقول إن الغضب هنا ينقسم إلى 3 أقسام:
-غضب يذهب العقل، فلايكون الزوج مدرك لما يقوله ويفعله، وهنا لايقع الطلاق.
-غضب لايذهب العقل، يكون الزوج مدرك وقاصد لما يقول، وهنا يقع الطلاق.
– غضب قوي، يذهب بعض العقل، ويكون الزوج غير مسيطر على انفعالاته، ولكن واعي، وهنا انقسم جمهور الفقهاء إلى رأين، أما الأول، فيقع الطلاق، والثاني، فلايقع، ويعود إلى ابن تيميه، وابن القيم، وهذا ما يميل إليه الفقهاء.​​​​​​​
في حال الحلف
ويسمى اليمين المعلق، وفيها يعلق الزوج الطلاق على أمر ما، كأن يقول: «لو خرجتي هتبقي طالق»، وهنا يوضح الدكتور أحمد موافي، أن الزوج يلجأ إلى هذا الحلف، كنوع من الإجبار أو التهديد، وأوضح أن هذا الحلف يكون عبث، لأن نتائجه غير محموده، وأشار إلى قول الرسول الكريم، «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت».
أما عن وقوع اليمين فيقول «موافي»، إن جمهور الفقهاء أجمعوا على قوع الطلاق في حالة وقوع المحلوف عليه، أي إذا حلف على عدم فعل شيء، وفعلته الزوجة، أما المحققين من أهل العلم فقالوا إنه لايقع، وعلى الزوج هنا كفارة يمين، وذلك بإطعام 10 مساكين، أو صيام 3 أيام.

ويرى الدكتور سيف رجب، أن اليمين، إذا كان بنية التهديد فقط، فلا يقع، أما إذا كان بقصد وقوع اليمين، فيقع.

الطلاق في وقت الحيض
يقول «رجب»، إن هذا الطلاق يسمى الطلاق البدعي، ولايقع، وهو مخالف للسنة، موضحا أنه من أراد أن يطلق زوجته، عليه أن يطلقها في طهر لم يمسها فيه، وبالتالي لايقع الطلاق.
وأشار إلى فتوى بعض الفقهاء التي تنص أن الطلاق يقع في الحيض، ولكنه يرى أن الفيصل في هذه الحالة هو الزوج، فإن كان يريد التطليق فيقع، أما إذا كان قرار انفعالي فلا يقع.

طلاق الغائب
وهنا يطلق الزوج زوجته، وهو غائبا، أو مسافرا، وهي لا تدرك ذلك، وهنا الطلاق يقع، ويجوز للزوج أن يوكل شخص ليطلقها منه، ويكون للزوجة في هذه الحالة الحق في الحصول على كافة حقوقها الشرعية، وفقا لما قاله المحامي بالنقض شعبان سعيد.

القانون المصري والطلاق الشفوي

​​​​​​​
رغم أن الشرع يعترف بالطلاق الشفوي، ويحسب طلاقا، إلا أن القانون لايعترف سوى بعقد الطلاق الموثق، وهو أضمن طريقة تضمن للزوجة حقوقها الشرعية، وهذا وفقا لما قاله «سعيد»، فقد يطلق الزوج زوجته 3 مرات شفويًا، وتصبح محرمه عليه أمام الله، ولكن في نظر القانون هي زوجته، وليس لها أي حقوق شرعية، طالما لايوجد عقد يوثق ذلك.

والحل هنا يكون في يد الزوجة، وينصحها شعبان سعيد، أن تتوجه إلى المحكمة لإثبات وقوع الطلاق، وتقوم الأخيرة، بالتحقق من وقوع الطلاق، إما عن طريق شهادة الشهود، أو إقرار الزوج بوقوع الطلاق بيمين حاسم.

ويوضح «سعيد»: في هذه الحالة تقوم المحكمة بالطلب من الزوج أن يقسم أنه طلق، وإذا أقسم تنجح الدعوى، أما إذا أنكر، ورفض أن يقسم فهنا تحسب القضية لصالحها، ولكن إذا لم تقسم هي على وقوع يمين الطلاق فهذا يحسب لصالح الرجل، وقد تخسر الدعوى.
وبإثبات الطلاق، يضمن لها العقد الحصول على كافة حقوقها الشرعية، ويوضحها المحامي شعبان سعيد فيما يلي:
– نفقة عدة، وتكون 3 شهور.
– نفقة متعة، وتكون بمثابة تعويض للزوجة عن الفترة التي قضتها الزوجة مع الزوج، ويختلف التعويض باختلاف طول فترة الزواج، وتقدرها المحكمة، وتكون من 24 شهر كحد أدنى : 60 شهرا كحد أقصى.
– مؤخر الصداق، ويكون المبلغ المتفق عليه بين الزوجين، ويستحق في أقرب الأجلين، إما بالطلاق أو الوفاه.

ولكن إن لم تستطع إثبات وقوع الطلاق، هنا تلجأ الزوجة، إلى الخلع أو الطلاق على الإبراء، أما الأخير، فيوضح شعبان سعيد، أن من خلاله تقوم الزوجة بتبرأة الزوج من كل الأمور الملزم بها، ومن حقوقها، كالنفقة المتعة، العدة، ومؤخر الصداق.
ويتشابه الطلاق على الإبراء مع الخلع، ولكن الأخير، تلزم فيه الزوجة بدفع مقدم الصداق، والذي قد يكون مبلغ كبير، مع التنازل عن كل حقوقها.​​​​​​​

الطلاق أفضل للزوجين إذا وصلت الأمور لهذا الحد​​​​​​​​​​​​​​

ما الفرق بين دعوى إثبات الطلاق والتطليق؟
المحامي شعبان سعيد، يقول إن دعوى إثبات الطلاق، تختلف عن دعوى التطليق، فالأولى هي إثبات لطلاق حدث بالفعل، أما الأخيرة، فهي دعوى ترفعها الزوجة على زوجها للحصول على الطلاق لوقوع ضرر عليها، مع تقديم ما يثبت ذلك، وهنا تسمع المحكمة للطرفين، وتضمن للزوجة حقوقها.​​​​​​​

جميلة عمر «اسم مستعار» اكتشفت أن زوجها «سليط اللسان وبخيل» فضلا عن ترديده للفظ الطلاق، وحين وصل للمرة الثالثة، أرادت «جميلة» إثبات طلاقها وحين رفض الزوج رفعت دعوى نفقة زوجية لتلزمه بالإنفاق عليها. وألزمن المحكمة الزوج بمبلغ 1500 جنيه شهريا للزوجة.

خشي الزوج من عبء النفقة الشهري، فاتفق مع زوجته على «الطلاق على الإبراء»، أي أن يطلقها مقابل أن تتنازل عن كافة حقوقها، ووافقت.

وهذه المسائل جميعا خاصة بحقوق الزوجة، ولا علاقة لها بحقوق الأطفال، فهم لهم الحق في المصاريف المعيشية، والدراسية.

متضيعيش حق ابنك.. اعرفي الطرق القانونية «المضمونة» لإثبات النسب

حالات رد المطلقة لزوجها مرة أخرى
يحق للزوج أن يرد زوجته، في فترة العدة، التي تكون 3 قروء، أي ثلاث حيضات، ويكون الرد إما بالقول، فيقول انا رديتك، ويفضل أن يكون بوجود شهود.
وله أن يردها بالمعاشرة أيضا، وتسمى مراجعة ضمنية، أما إذا ردها بعد انتهاء العدة، يجب أن يكون بعقد ومهر جديدين.
وفي حال الطلاق 3 مرات، لايجوز أن يردها إلا بعد الزواج من آخر «وجود محلل».

 إعادة نشر بواسطة محاماة نت

المحامي شعبان سعيد