بحث عن ماهية قانون مورفي

للوهلة الأول لربما يكون أول ما يجول في بالكم عن قانون مورفي هو كونه أحد القوانين الخاصة بالقضاء والمحاكمات أو ربما أنه يتبع لأحد العلوم المختلفة ربما الفيزياء أو الكيمياء، لكن في الحقيقة هو بعيد تمام البعد عن هذه الأمور .

هو يجسد ببساطة بعض الأمور في الحياة ويضع قانون لكيفية سيرها وكيفية تعامل الناس معها، بدأ بمقولة واحدة ومن بعدها تراكمت تحت رايته العديد من المقولات التي تسير على نفس النمط وتستهدف نفس النتيجة .

وتم تقسيمه للعديد من الفرعيات فنجد قانون مورفي للحب وقانون مورفي للتكنولوجيا وقانون مورفي للفضاء وغيرها الكثير، حتى صار اليوم قانوناً شعبياً يتداول الناس استخدامه بمثابة أمثال شعبية وحكم خاصة في الدول الغربية حيث ظهر للمرة الأولى ، لذا من خلال هذا المقال سنوافيكم بكافة التفاصيل المتعلقة بقانون مورفي نشأته ونبذة عن صاحبه وغيرها فتابعونا.
من هو صاحب قانون مورفي

في البداية علينا أن نتعرف على صاحب هذا القانون، وفيما يلي نوافيكم بنبذة عنه:
صاحب هذا القانون هو إدوارد مورفي كان يعمل كنقيب مهندس في القاعدة الشمالية للقوات الجوية التابعة للقوات المسلحة الأمريكية، وقد توفي عام 1990م.

كان مورفي جزء من مشروع تقيمه القوات الجوية يقيس مقدار ما يمكن للإنسان تحمله من قوى الجاذبية على أمل أن يساعد هذا الأمر في تطوير صناعة الطائرات مستقبلاً، وقد أجريت العديد من الاختبارات خلال هذا المشروع التي كان مورفي جزء منها.[1]

نشأة قانون مورفي
نشأة قانون مورفي جاءت بالصدفة البحتة فلم يخطط لها مورفي ولم يلقي بالاً لأن مقولة له ستصبح قانوناً فيما بعد يتداوله العديد من الناس، فخلال الاختبارات ، التي كان مورفي يجريها على مشروع القوات الجوية كان يحدث بعض الأخطاء التي تفسد التجربة ، وفي كل مرة كان مورفي يلقي باللوم على الفني المسئول، وذات مرة قال مورفي له :”أنه إن كان يوجد طريقتين للقيام بأمر ما، فإنه حتماً سيقوم به بالطريقة التي ستسبب كارثة”.

نسي مورفي أمر ما قاله للفني وانتهت التجربة وعاد لموقعه، أما الطبيب جون بول ستان والذي كان جزء من التجربة لم ينسه وفي المؤتمر الصحفي المخصص للتحدث عن هذا المشروع أطلق دكتور جون قانون مورفي للعالم وقال أن سلامة التجارب كانت نتيجة لوعيه الكامل بهذا القانون والذي لخصه بقوله بأن :”كل ما يمكن أن يخطئ، سوف يخطئ”، أي كل ما تتوقعون وقوعه بشكل خاطئ سوف يحدث بشكل خاطئ بالضرورة.

بعدها اشتهر قانون مورفي كثيراً وظهر المنشورات الخاصة بالفضاء، وقليلاً قليلاً تسرب للثقافة الشعبية حتى انتهى به الأمر خلال السبعينات موجود ككتاب يمكن للقراء مطالعته.

تفسير قانون مورفي
يتمحور قانون مورفي بشكل عام حول شقين الأول هو القدر والثاني هو الحرية التي يتمتع بها المرء ومقدار تحكمه فيما يحدث حوله من أشياء، بمعني أن هناك أشياء تكون مقدرة لا داخل للمرء بها مهما حاول تبديلها أو الوقوف في وجهها لن يلفح لذا ببساطة عليه الخضوع لها، وعلى النقيض الآخر تأتي الحرية المطلقة التي تزعم أن الإنسان هو المسئول عن كافة احتياراته بالتالي هو المسئول على ما يترتب على هذه الاختيارات من نتائج.

في الحقيقة قانون مورفي لا يفسر أي شيئ بالضرورة فبعض الأشياء الخاطئة التي تقع لا يكون للمرء يد فيها، وبعضها الآخر يكون المرء مسئول عنه لذا النظرة التشاؤمية التي يحملها قانون مورفي بين طياته لا يمكن تطبيقها بالضرورة على كل المواقف في الحياة خاصةً إن بذل المرء ما يتطلبه الأمر من جهد كي يتفادى وقوع أية أخطاء، لكن إن وقعت مع ذلك أخطاء هذا يعني أنه كان من المقدر لها أن تقع لذا بدلاً من البحث وراء الأسباب الأفضل أن تبحث عن الجانب الإيجابي مما وقع.

فعلي سبيل المثال واحد من مشتقات قانون مورفي يقول أن قطعة الخبز إن سقطت على الأرض ستهبط دائماً على الجانب المغطى بالزبدة إن نظرنا له بنظرية سطحية سنرى أنه أمر تشاؤمي للغاية، لكنه في الواقعي يبدو أمر منطقي للغاية فالجانب المغطى بالزبدة يمثل الجانب الأثقل من قطعة الخبز بالتالي هو الجانب الذي ستجذبه الجاذبية لأسفل، لذا بالفعل كان روديار كيبلينغ صاحب هذه المقولة محقاً حين قال أن جانب الزبدة سيواجه الأرض دائماً لكن ليس بدافع التشاؤم لكن بدافع الحقيقة البحتة.[2]

قوانين مورفي
لا يقتضي الأمر بالضرورة أن تعبر قوانين مورفي عن التشاؤم ففي كثير من الأحيان يمكننا أن نتعلم منها أن نعيد النظر في كثير من الأمور لنتفادى وقوعها بشكل خاطئ، وأن نتعلم من الأخطاء التي وقعت بالا نكررها مرة أخرى.
لذا نعرض لكم فيما يلي بعض من قوانين مورفي ونحثكم على أخذ الجانب المشرق منها للاستفادة منه في حياتكم:

إن كان من المحتمل أن يحدث شيئ ما بشكل خاطئ، فسوف يقع ذلك.
إن وجدت احتمالية لحدوث العديد من الأشياء الخاطئة، ففي هذه الحالة أكثر هذه الأشياء ضرراً سيكون أول ما يقع.
متى تركت الأمور لتحدث من تلقاء نفسها، فإنها ستتطور سريعاً من سيء لأسوء.

إن كنت تدرك أن هناك أربعة طرق من المحتمل أن تؤدي لحدوث خطًا ما وظننت أنك قادر على التعامل معها كما يجب، فإن الطريقة الخامسة الغير محتملة ستبدأ بالتطور على الفور.
لو سار كل شيء على ما يرام، فعلى الأغلب أنك أغلت شيء ما.
ابتسم، فغداً سيكون أسوء من اليوم.
كل شيء يقع بشكل خاطئ مرة واحدة.
في الطبيعي لا يمكن أن يستمر شيء ما بطريقة صائبة طوال الوقت، لذا إن كان كل شيئ يبدو صائباً فغالباً هناك خطأ ما.
الأمور ليست دائماً سهلة كما تبدو.
كل حل جديد تتوصل إليه، سيولد مشاكل جديدة.
من المستحيل صناعة شيء مضمون تماماً، فالحمقى ماهرين للغاية.
عند العمل على حل مشكلة ما، فمن المهم أن تكون على علم بالإجابة.
يتطلب حدوث كل شيء وقت أطول مما تعتقد عادةً.
دائماً عندما تقرر البدء في فعل شيئ ما، يظهر شيئ يتوجب عليك القيام به أولاً.
فرصة سقوط الخبز على الجانب الذي يغطيه الزبدة، تتناسب دائماً مع مدى تكلفة السجادة.
الأشياء التي تسقط عادةً ستهبط حيث يمكنها أن تحدث أكبر قدر ممكن من الضرر.
يقع الشيء المقاوم للكسر عادةً على السطح الوحيد القادر على كسره.
إن كنت تبحث عن الكثير من الأشياء، فعادةً ستجد أكثرها أهمية متأخراً.
بعدما تقدم على شيء ما فقدته وبحثته عنه في كل مكان، ستجده.
ما تبحث عنه ستجد دائماً في آخر الأماكن التي تنظر إليها.
بغض النظر عما يتطلبه الأمر من جهد ووقت لشراء ما، ففي النهاية عقب اقتنائه ستجده في مكان آخر بسعر أرخص.[3]

إعادة نشر بواسطة محاماة نت