العلامات التجارية وبراءات الإختراع
تشرفت خلال اليومين الماضيين بحضور ورشة عمل العلامات التجارية والحقوق الفكرية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة
وبالواقع كانت الورشة ثرية جدا خاصة مهنية المتحدثين وإختيار الوزارة الموقر والسيرة الذاتية العالية للمتحدثين وأرجو أن أقدم من خلال مقال لاحق ملخص بشكل عام عن ورشة العمل والمتحدثين فيها ومالها وما عليها
ولكن وددت خلال هذا المقال التقديم للعلامة التجارية والتفريق بينها وبين براءة الإختراع أو حفظ الحقوق الفكرية ونظام الإيداع للمنتجات الفكرية الأخرى كالكتب والرسوم وغيرها
وما دعاني إلى ذلك هو تحديد المطلوب واللبس لدينا ومنه أحد الإستفسارات أثناء الندوة من أحد اﻷخوات حول أي الوسائل أو كيفية التسجيل لمنتج منزلي من تصميمها

وبالواقع فإن الإجابة المباشرة هو إيداع وتسجيل براءة الإختراع من خلال مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية

إلا أن للبدء في التسجيل بحاجة إلى متطلبات عامة قبل الوثول إلى مرحلة التسجيل وبالمناسبة ﻻ أدعي أن لي أي خبرة أو ممارسة في تسجيل براءة الإختراع إلا أنني أتحدث من منظور تطوير الأعمال وهو ساحتي وخبرتي

وهنا أتحدث عن جاهزية المنتج وتقييمه وحجم البحث والتطوير الذي بذل فيه

ومدى فاعليته وحسن تصميمه وتوفير التصميم الصحيح له
وقد رأيت في السابق مثلا بعض التصاميم التي قدمها بعض من الزملاء أو العملاء وكانت إجتهادات فردية لا علاقة لها بالواقع أو المهنية وإن كانت عبارتي هذه مصدر إحباط فعليك قارئي الكريم قراءة العبارات التالية:
إن مستوى الإبداع ومساحته لا حدود لها ولا تعترف بالمكان أو الزمان لذلك علينا أن نطلق العنان ﻷنفسنا وفي قناعتي أننا نمتلك الكثير والكثير إلا أننا بحاجة إلى الظروف المناسبة وتهيئتها لذلك أدعو الجميع إلى فتح الأفاق ﻹطلاق كل أفكاركم وإبداعاتكم
ولكم أن تقرءوا سبر المبدعين والمصممين والمخترعين لتتأكدوا أن لديكم الكثير
المهم هنا هو الإطار الذي تعملون فيه ومنه وعليه
وهنا أدعو إلى التالي:
– تنظيم أفكاركم وتحديد أهدافكم
– أن نتأخر في تقديم منتج خير من أن نقدمه بشكل خاطئ وهذا لا يعني أن نستهلك كل وقتنا وما نستطيع عمله في شهر ننفذه بعام مثلا
– الإستشارات مطلوبة ضمن التخصص المطلوب وفي مجال عملي أبشروا ( الفواتير جاهزة )
– النظر إلى الظروف المحيطة بالمنتج وتقييمها ومعرفة أسس التكاليف والميزانية التقريبية
– قد نكون بحاجة إلى تطوير الفكرة من خلال مظلة علمية أو عملية من الجهات غير الربحية أو مظلة العمل التي نعمل بها
دراسة المواد الأولية ووفرتها
– قراءة مبدأية للمستهدفين من المنتج
كيف نطور علامة تجارية
ﻷكثر من 30 عاما قضيتها في جنبات القطاع الخاص والمنشآت الشبه حكومية وأكثر المواضيع إثارة كان موضوع الشعار والعلامة التجارية
ولا أبالغ أن العديد من التجارب في تصميم أو تطويرىالشعار والتي خضت تجارب عدة فيها سواء لمنشآت عملت بها أو عملاء تشرفت بالعمل معهم ولهم
مرة أخرى أقول أن البعض منها أقصد التصاميم كانت أقل مما يمكن لطالب في الصغوف الأولى أن يعمله أو يتقبله لدرجة أني رفضت تسجيل علامة تجارية ﻷحد العملاء وأبلغته نصا ” لو تركت هذه العلامة مائة عام فلن يأخذها أحد أو يقتبسها ” وبلغت الحدة في النقاش لدرجة أني طلبت منه عدم وضعها على واجهة مركز خدمته ” تخيلوا تكلفة المشروع أكثر 4 ملايين ريال وذو مستوى عال جدا”
لذلك أقول
العلامة مستقلة عن شعار الشركة وهويتها ولكن هذا لا يمنع في العديد من الحالات
وبالواقع أن الهوية قد تبنى على العلامة التجارية أو الشعار
في المقابل قد تمتلك المتشأة مئات أو ألاف العلامات التجارية إضافة إلى الشركة الأم وعلامتها الرئيسة مثل شركات الأغذية العالمية مثل نستله أو كوكا كولا
كما أن العلامة قد تكون نصا أو رسما أو شخصية كما هو الحال مثلا لسخصية فيدوديدو المعروف عربيا بدعاية سفن أب وعبارة يالذيذ يارايق وغيرها
والأمثلة لا نهائية
لكن من المهم أن نغهم قيمة العلامة التجارية على المدى القصير والطويل وأن هذه العلامة تمثل أصولا وذات قيمة تحدد وتدخل في ميزانية الشركة وتقييمها
وقد يكون سؤالك المباشر قارئي الكريم هو كيف نطور العلامة التجارية
أقول بكل رفق سنتحدث عن ذلك لاحقا وحتى ذلك الوقت سأعطيك الفرصة قارئي الكريم لتحديد أهدافك أولا لعلامتك التجارية
دمتم بود
عبالعزيز

إعادة نشر بواسطة محاماة نت