الطلاق للضرّر .. موضة القطريات!
كتبت – رشا عرفه:

كشفت النشرة السنوية للإحصاءات الحيوية عن الزواج والطلاق في قطر عن وقوع 754 حالة طلاق بين القطريين العام الماضي بما يعني وقوع حالة طلاق كل 12 ساعة بمعدل حالتي طلاق يومياً.

وأكدت الإحصائية الصادرة عن جهاز الإحصاء تراجع حالات الطلاق للقطريين بنسبة 1.9% بالمقارنة بعام 2010، فيما يرى خبراء الاجتماع أن النسبة مازالت مرتفعة.

وأشار التقرير إلى أن عقود الزواج للقطريين بلغ 898 عقداً العام الماضي، بمتوسط 5 عقود زواج يومياً، وهو ما يعني أنه مقابل كل 5 عقود زواج تقع حالتي طلاق.

واعتبر التقرير أن الحالة الإنجابية للزوجة من العوامل المؤثرة في الطلاق، حيث إن الزوجات اللائي لم ينجبن أكثر عرضة للطلاق حيث تمثل نسبتهن 67.6% من إجمالي المطلقات، بينما كانت نسبة الزوجات المطلقات اللائي أنجبن 6 أطفال فأكثر 3.1% من إجمالي المطلقات .

ويؤكد مواطنون لـ الراية أن أحد أبرز الأسباب لارتفاع نسبة الطلاق يعود إلى إساءة بعض النساء استخدام قانون الأسرة لعام 2006، حتى صار الطلاق للضرّر موضة بين السيدات!.

وأشاروا إلى أن القانون ظلم الرجال في كثير من مواده، وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا النفقة والحضانة وغيرها من الأمور الأخرى، فيما رأت بعض المواطنات أن الحالة الإنجابية للزوجة من أهم العوامل المؤثرة في الطلاق، حيث إن الزوجات اللائي لم ينجبن يصبحن أكثر عرضة للطلاق.

وأكدن أنه لا يعقل أن تسعى المرأة للطلاق لمجرّد حصولها على بعض المكاسب المادية، خاصة في ظل نظرة المجتمع السلبية للمطلقة، وتحميلها سبب الطلاق، حتى وإن لم تكن هي السبب، وأرجعن السبب وراء الطلاق إلى تعرّض الزوجة للعنف من قبل الزوج، وعدم التوافق النفسي والاجتماعي، وتدخل الأهل، وطالبن بإلزام الزوجين بالخضوع لدورات تدريبية إلزامية بعد عقد القران، يكون هدفها تعريف الزوجين بما لهم وما عليهم، وبكيفية التصرّف إزاء أي مشكلة تقابلهم .

وأظهرت نتائج النشرة أن نسبة شهادات الطلاق قبل الدخول بلغت العام الماضي 21% ، ونصح أساتذة علم الاجتماع الفتيات بالتريث في اختيار شريك الحياة، وشدّدوا على أهمية ألا يتلفظ الزوج بكلمة الطلاق مع كل صغيرة وكبيرة، وأن يتحلى كلا الزوجين بالصبر والمرونة التي تساعدها على تقبل الطرف الآخر، وتصحيح ما يمكن تصحيحه في العلاقة الزوجية .

تؤكد د. منيرة الرميحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر أن هناك مجموعة من الأسباب وراء ارتفاع معدلات الطلاق بين القطريين منها، عدم إدراك الفتاة أن نمط الحياة بعد الزواج يختلف عن ما هو قبل الزواج، فالفتاة تظن أن الزوج سيظل يسمعها كلمات رومانسية، وهو ما لا تجده، وبالتالي تصاب بخيبة أمل، وقد تدفعها لطلب الطلاق، وكذلك استحداث بعض الأمور التي لم تكن متواجدة في السبعينيات، كخروج المرأة للعمل، ومكوثها ساعات طويلة خارج المنزل، وعدم قدرتها على القيام بواجبها من رعاية الأبناء والأسرة، والتي يسبب لها الكثير من المشاكل، والاستقلال المادي للمرأة.

وأشارت إلى أن رواتب بعض الزوجات تفوق رواتب أزواجهن، وقيام البعض منهن بمحاولة فرض رأيهن على أزوجهن، ويرين أنهن لسن في حاجه إليهم، بل وراتبهن تعادل راتبهم بل تفوقه، وارتفاع الإيجارات، الأمر الذي يجعل الشاب يفضل السكن مع الأهل، وارتفاع تكاليف الزواج.

وأضافت: أصبحن الآن نرى كثيرا من الفتيات اللائي يطلقن قبل الدخول بهن، مبينة أنه في السابق كانت العادات والتقاليد تمنع الشاب من رؤية خطيبته إلا ليلة الزفاف، أما الآن فقد تغير الوضع، وأصبح الشاب يرى خطيبته ويزورها في منزل والديها، ويتصل بها هاتفيا، وهذا الأمر كان السبب وراء طلاق بعض الفتيات قبل الدخول، حيث تكتشف الفتاة أن المواصفات التي تريدها في شريك حياتها غير متوفرة، فتفضل الانفصال، أو تطلب الفتاة طلبات تفوق مقدرة الزوج، فيفضل الزوج عدم إكمال الحياة مع هذه الفتاة.

وقالت: قمنا بعمل استطلاع رأي حاولنا فيه التوصل لأسباب الطلاق قبل الدخول، فوجدنا أن هناك بعض الفتيات أرجعن السبب إلى بخل الزوج، والاحتكاك بين الأسرتين، واختلافهما في الرأي، وعدم التوافق بين الأزواج، مشيرة إلى أن سنوات الزواج الأولى تعد من أخطر سنوات الزواج، والتي يحدث فيها الكثير من المشاكل، ففيها يتعرف كل من الزوج والزوجة على شخصية الآخر وطباعه، وخاصة أنهما من أسرتين مختلفتين.

وعن اتهام البعض الزوجة بأنها تفضل الطلاق لتحصل على المكاسب العديدة التي أعطاها قانون الأسرة للمطلقة تقول الرميحي: لا أعتقد أن المرأة تفضل الطلاق مقابل أن تحقق بعض المكاسب المادية، وخاصة أن نظرة المجتمع للسيدة المطلقة نظرة سلبية، أما عن حصول المطلقة على بعض المميزات حال طلاقها فهذا حقها الشرعي، ونحن دولة رعاية، وإذا لم تأخذ المطلقة من طليقها أي مكسب، فالدولة تعطي المطلقة راتبا.

وعن الآثار السلبية للطلاق تقول: الأبناء هم من يدفعون الثمن، فلو ظلوا في حضانة الأم، ومن ثم تزوجت الأم، ينشأ الطفل ولديه نزعة عدوانية، وقد يصاب ببعض الأمراض النفسية، كما أن الطفل يظل حاقدا على والديه حتى عندما يكبر.

ونصحت الفتاة بالتريث عند اختيار الزوج، والتأكد من أن هناك توافقا فكريا وثقافيا بينها وبين من يتقدم لخطبتها، وبأن تعي جيدا أن نمط الحياة بعد الزواج يختلف عنه قبل الزواج، فلن تستطيع العيش في رومانسية دائمة كما كان الوضع قبل الزواج، وبالتكيف مع طباع الزوج، والتحلي بالصبر والمرونة، ومحاولة تقبل الطرف الآخر، وتصحيح ما يمكن تصحيحه في العلاقة الزوجية، والحرص على وجود حوار دائم بينها وبين زوجها من البداية، وألا تتلفظ بكلمة الطلاق مع كل صغيرة وكبيرة، ومحاولة حل مشاكلها بنفسها وعدم السماح بتدخل الأهل، والبعد عن العناد والإصرار على الرأي، وأيضاً النزعة التنافسية الشديدة وحب السيطرة، فالكلمة الطيبة دواء فعال تجعل الإنسان يراجع نفسه، ويعيد النظر في أساليبه، كما نصحتها بأن تتعلم أساليب الحوار الناجحة، وأساليب ضبط النفس، التي تمكنها من حل المشاكل بطريقة سلمية بعيدا عن الطلاق.

وناشدت الأهل بالسماح للفتاة بالرؤية الشرعية لشريك حياتها، والبعد عن التدخل في حياة أبنائهم، وأن يقوموا بدور الرعاية والدعم والتشجيع لأزواج أبنائهم وبناتهم من خلال تقديم العون والمساعدة.

وكانت النشرة السنوية للإحصاءات الحيوية “الزواج والطلاق 2011” التي أصدرها جهاز الإحصاء والتي تعتبر إحدى أهم الإحصاءات الحيوية، قد كشفت عن أن حالات الطلاق والإشهاد عليه بالنسبة للقطريين بلغت في العام الماضي 754 حالة، أي ما يمثل نسبة 68.1% من إجمالي حالات الطلاق في العام 2011، فيما بلغت عقود الزواج للقطريين 1898 عقداً، وهو ما يمثل نسبة 57.6% من إجمالي عقود الزواج العام الماضي، فيما سجلت نسبة إشهادات الطلاق قبل الدخول 21%.

وأشارت النشرة إلى أن نسبة إشهارات الطلاق للقطريين قد انخفضت عن العام السابق 2010 بنسبة 1.9%، فيما انخفضت عقود الزواج للقطريين بنسبة 1.3%، وأن متوسط العمر للذكور القطريين 26.7 سنة وللإناث 24.1 سنة، وهو معدل ثابت في العشر سنوات الأخيرة.

واعتبرت النشرة أن الحالة الإنجابية للزوجة من العوامل المؤثرة في إشهادات الطلاق، حيث إن الزوجات اللائي لم ينجبن يصبحن أكثر عرضة للطلاق حيث تمثل نسبتهن 67.6% من إجمالي المطلقات، بينما كانت نسبة الزوجات المطلقات اللائي أنجبن ستة أطفال فأكثر 3.1% من إجمالي المطلقات.

وبينت النشرة أن أبناء المطلقات القطريات يبلغ عددهم 684 ابناً، يشكلون 70.0% من إجمالي أبناء المطلقات، ومنهم 5.4% لآباء غير قطريين، بينما بلغ عدد أبناء المطلقات غير القطريات 289 ابناً يشكلون 30% من إجمالي أبناء المطلقات، ومنهم 24.6% لآباء قطريين.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت