الاغتصاب

هو مواقعة رجل لأنثي ضد رغبتها ودون رضاها. فتنص المادة 407 من قانون العقوبات الليبي المعدلة بالقانون رقم 70 لسنة 1973 في شأن اقامة حد الزنا وتعديل بعض أحكام قانون العقوبات على أنه :

1- كل من واقع آخر بالقوة أو التهديد أو الخداع يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن عشر سنوات .

2- وتطبق العقوبة ذاتها على من واقع ولو بالرضا صغيراً دون الرابعة عشرة أو شخصاً لا يقدر على المقاومة لمرض في العقل أو الجسم فاذا كان المجني عليه قاصراً أتم الرابعة عشرة ولم يتم الثامنة عشرة فالعقوبة بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات .

3- واذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان خادماً عنده أو عند من تقدم ذكرهم يعاقب بالسجن ما بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة .

4- وكل من واقع انساناً برضاه يعاقب هو وشريكه بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات .

ويعتبر الإيلاج هو الركن المادي في الاغتصاب سواء كان كام ً لا أو جزئيًا ، أما دون ذلك من أي احتكاك خارجي يعتبر من قبيل هتك العرض .

شروط الرضا التام والكامل و التي في حالة توافرها  ينتفي معها قيام جريمة الاغتصاب :

1- السن :
سن الرضا الكامل بالنسبة للإناث 18  سنة أما  أقل من ذلك فيعتبر الرضا ناقصًا لا يخلي المتهم من المسئولية، وتعتبر المواقعة في هذه الحالة اغتصابًا ، وتشدد العقوبة إذا كانت اﻟﻤﺠني عليها أقل من 7 سنوات .

2- النضوج العقلي :
لابد أن تكون اﻟﻤﺠني عليها بحالة عقلية سليمة فإذا كانت تعاني من أي آفة عقلية مثل الضعف العقلي أو البله أو العته أو الجنون فلا يعتبر الرضا في هذه الحالة كام ً لا ، ويعتبر من هذا القبيل أيضًا الرضا في الفترة ما بعد النوبة الصرعية فإنه يعتبر رضا ناقصًا يجعل المتهم مسئولاً  إذا كان يعرف ظروف اﻟﻤﺠني عليها وإصابتها ﺑﻬذا المرض .

3- القوة الجسمانية :
إذا كانت اﻟﻤﺠني عليها بصحة معتلة هزيلة نحيلة البنية ، فإﻧﻬا في هذه الحالة تكون غير قادرة على المقاومة مما يفقدها الرضا .

4- الإكراه المعنوي :
إذا وقعت اﻟﻤﺠني عليها تحت تأثير ضغط مثل الخوف أو التهديد ، فقد يؤثر ذلك علي إرادﺗﻬا ويجعلها ترتكب الفعل مستسلمة لهذه الظروف ، مثل التهديد بسلاح مصوب إليها أو بقتل شخص عزيز عليها أو التهديد بإفشاء سر خاص ﺑﻬا ، أو استعمال السلطة أو النفوذ لإجبارها علي الموافقة .

5- الغش والخداع :
استعمال الغش أو الخداع بقصد تضليل اﻟﻤﺠني عليها مما يحملها علا الاستسلام يبطل عامل الرضا ، إذ ان رضاها و إن كان متوافرًا إلا أنه رضاء فاسد صادر عن الغش ولو علمت بحقيقة الأمر لما قبلت بممارسة الفعل ، ومن أمثلة هذه الحالات :

– مواقعة أنثي بعقد زواج صوري .

– مواقعة زوجة طلقت طلاقًا بائنًا وكانت جاهلة بوقوعه .

– مواقعة امرأة بالخديعة وهي نائمة لا على صورة تجعلها تظنه زوجها .

– مواقعة طبيب لمريضة أثناء الكشف عليها موهما إياها أنه لصالحها في العلاج .

6- المباغتة :
تعتبر المواقعة التى تتم عن طريق المباغتة أو أثناء النوم أو أثناء حالات الغيبوبة المرضية ، أو الأمراض التى تعجز عليها عن المقاومة كالشلل مث ً لا اغتصابًا . و نحن نري أن مثل هذه الحالات يجب ان تؤخذ بتحفظ لاحتمال أن يكون هذا الادعاء رغبة
في إنكار الرضا ، ويجب التحقق من ذلك بالكشف علي اﻟﻤﺠني عليها لبيان ما إذا كان ﺑﻬا أعراضًا نتيجة لتعاطيها مواد مخدرة بالإضافة لفحص عينة من الدم والبول فثبات وجودها .

علامات الاغتصاب : العلامات التي تشير إلي وقوع هذه الجريمة :

-1 آثار العنف أو المقاومة بجسم اﻟﻤﺠني عليها أو المتهم أو كلاهما .
-2 تمزق غشاء البكارة إذا كانت اﻟﻤﺠني عليها بكرا .
-3 العثور علي حيوانات منوية باﻟﻤﺠني عليها إما بالفرج أو المهبل او بملابسها .
-4 حصول الحمل نتيجة للمواقعة الجنسية .
-5 العدوي بالأمراض التناسيلة من المتهم إذا كان مريضًا ﺑﻬا .

الكشف علي المجني عليها :

يتم بعد أخذ موافقتها و يبدا بالاستماع على روايتها تفصيليًا عن كيفية حدوث الواقعة وتاريخها ، مع ملاحظة طريقة حديثها وسردها للأحداث ، ويتم تحديد سنها وما إذا كانت أقل من 7 سنوات حيث يتم تشديد العقوبة في هذه الحالة أو في سن الثامنة عشر وهي سن الرضا والقبول ، و اثناء مناقشتها يتم الحكم علي حالتها العقلية وما إذا كانت بحالة عقلية سليمة ام تعاني من أي ضعف أو نقص عقلي ، كما يتم فحصها لبيان حالتها الجسمانية وقوﺗﻬا البدنية بالإضافة إلي فحص عينة من البول و الدم .

الكشف العام :

يتم فحص عموم الجسم للبحث عن أي سحجات أو تسلخات أو رضوض أو حتي جروح خاصة حول الفم لمنعها من الاستغاثة ، أو بالمعصمين لشل حركتها ، أو بانسية أعلي الفخذين في محاولة إبعداها أو بالظهر نتيجة طرحها علي الأرض .
و لكن هناك تباين في هذه المظاهر السالفة الذكر تبعًا لحالة اﻟﻤﺠني عليها :

– ففي حالات الأطفال فإنه لا يوجد ﺑﻬم هذه المظاهر بالنسبة لعدم قدرﺗﻬم علي المقاومة وبراءة أفكارهم .
– وفي حالات الفتيات الأبكار فإﻧﻬن يقعن تحت تأثير الرعب والفزع ، وبالتالي تشل إرادﺗﻬن ومظاهر العنف العام ﺑﻬن تكون أقل مما في المتزوجات .
– في حالات السيدات المتزوجات فإن مظاهر العنف العام تكون علي أقصي مداها عادة ، إلا أنه قد يحدث أحيانًا خاصة في السيدات المرفهات اللاتي يتم اغتصاﺑﻬم برجال أشداء ، عدم وجود عنف نتيجة للرعب .

الكشف الموضعي

يتم فحص الأعضاء التناسلية الخارجية عن أي تسلخات او كدمات و أحيانًا يساهد سحجات ظفرية تحدث من أصابع المتهم ، وقد لا توجد أحيانًا أي أثار إصابية سوي احمرار بالفرج و تورم بالبظر نتيجة الاحتكاك .
ويتم فحص غشاء البكارة ويشاهد به تمزقات إذا كانت اﻟﻤﺠني عليها بكرا ، وفي هذه الحالة من المهم تحديد عدد هذه التمزقات ومكاﻧﻬا ، وما إذا كانت واصلة لجدار المهبل من عدمه ، وما إذا كانت حديثة ودامية أو قديمة ، وإذا وجد غشاء البكارة سليمًا يلزم وصفه وبيات اتساع فتحته ، وما إذا كانت تسمح بحدوث إيلاج دون تمزقه من عدمه .
كما يتم فحص منطقة العانة فقد يتم العثور بفتحة الفرج ، او بين شعر العانة علي شعرة فريبةقد تكون للمتهم .

وتختلف مظاهر العنف الموضعي :
– ففي الأطفال الصغار لا يكون هناك عادة أثر لعنف موضعي ، إذ من المستبعد حدوث إيلاج في مثل هذه السن ، بالنسبة لعدم تناسب الأعضاء التناسلية للطرفين ولكن إذا تصادف وحدث اعتداء جنسي كامل يؤدي عادة إلى ﺗﻬتك بالأعضاء التناسلية ، والعجان مع نزيف ويحتاج إلى تداخل جراحي للعلاج .
– أما في الفتيات الأبكار فتظهر علامات العنف الموضعي بصورة واضحة مع تمزق بغشاء البكارة مصحوبًا بتريف بسيط نتيجة لذلك .
– أما في السيدات المتزوجات تكون علامات العنف الموضعي في أقل صورة بالنسبة لتكرار استعمالهن .

ومن المفيد في حالات الكشف علي اﻟﻤﺠني عليها وصف مظاهر العنف سواء عامًا أو خاصًا ، تحديد تاريخ حدوث هذه الإصابات أيا كان نوعها لبيان ما إذا كانت تتفق وتاريخ واقعة الاعتداء المدعي بحدوثها من عدمه . ويتم في ﻧﻬاية الكشف علي اﻟﻤﺠني عليها أخذ مسحة مهبلية منها لفحصها عن الحيوانات المنوية والدماء الدمية إن وجدت ، كما أنه في حالة العثور علي شعر غريب بمنطقة أعضائها التناسلية يتم التحفظ عليها لمقارنتها بشهر المتهم .

فحص الملابس :

يلزم فحص ملابس اﻟﻤﺠني عليها التى كانت ترتديها وقت الحادث ، لبيان ما إذا كان ﺑﻬا أي أثر لتمزقات أو قطوع أو تنسيل بالأنسجة ، وما إذا كانت هذه الآثار حديثة أو قديمة وكذا البحث عما إذا كان بالملابس أزرار أو حليات مفقودة ، وفحص الملابس للبحث عن أي أثر لأتربة أو رمال أو حشائش نتيجة الرقاد علي الأرض ، وفي النهاية فحصها عن أي بقع مشتبهة للمني أو الدماء .

الفحوص المعملية :

1- التلوثات المنوية :
في جميع القضايا الجنسية يمثل وجود التلوثات المنوية سواء بالملابس أو بمنطقة الأعضاء التناسلية الخارجية أو بالعينات المهبلية دلي ً لا مهمًا . و يتم التعرف علي الملوثات بصفة مبدئية عن طريق :

– الشم و الإحساس بالقوام النشوي عند لمسها .
– الأشعة البنفسجية حيث تحدد بلون بنفسجي فسفوري مضئ موضع البقع المنوية .
– التجارب الكيماوية و من أهمها تجربة فلورنس حيث تعطي نتيجة إيجابية للمني مهما طالت مدة بقائه في المسحة .

2- التلوثات الدموية :
العثور علي بقع د موية مشتبه بملابس اﻟﻤﺠني عليها يفيد في حالات الاغتصاب ، فقد تكون نتيجة لجروح دامية منها اثناء وقوع العنف عليها ، او قد تكون نتيجة لتمزق غشاء البكارة إذا كانت بكرا .

الكشف علي المتهم :

يتم بعد موافقة ، ويبدأ بسماع روايته وتحديد تاريخ الواقعة المدعي بحدوثها ، وبعد ذلك يتم تحديد سنه وفحص حالته الجسمانية والعقلية والصحية .

الكشف العام :

يتم فحص عموم جسمه لبيان ما إذا كان به أي أثر فصابات كسحجات أو تسلخات او كدمات ، أو أي آثار مقاومة خاصة بالوجه أو العنق أو أي آثار عضية في محاولة للمجني عليها للتخلص منه .