أخذ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك اوباما على عاتقه السبت الماضي، اكبر واخطر رهان حين قرر التوجه للكونغرس لأخذ مصادقته وموافقته على العملية العسكرية المزمع تنفيذها ضد سوريا .

قريبا سيكتفي اوباما بان مهمة قصف سوريا والهجوم على تلك الدولة العربية التي مزقتها الحرب هي أسهل، بما لا يقارن من مهمته إقناع الكونغرس خاصة وأن مجلس النواب محكوما من قبل خصومه الجمهوريون الذي سيسرون كثيرا بتعكير حياته .

يمتلك الرئيس الأمريكي صلاحيات واسعة ومتعددة فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية لكن الكونغرس هو الذي يصادق على الميزانيات وتعيين الوزراء والسفراء .

وتمتع الرئيس الأمريكي سابقا بالصلاحية الحصرية والمطلقة بإعلان الحرب حتى قرر الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عشية دخول الولايات الحرب العالمية الثانية التوجه للكونغرس ومشاركته باتخاذ القرار، وبهذه السابقة وجد قانون الطوارئ المعروف باسم ” War Powers Act ” والذي صادق عليه الكونغرس عام 1941 ويمنح الكونغرس الصلاحية القانونية التي تخوله وحده إعلان الحرب.

لم يكن اوباما الوحيد بين رؤساء أمريكا الذي توجه للكونغرس بطلب المصادقة على الحرب بل سبقه روزفلت الذي شكل قراره حينها مشاركة للكونغرس وليس طلبا للمصادقة وتلقى في أخر الأمر الضوء الأخضر ومنحه الكونغرس كافة الميزانيات المطلوبة لإدارة الحرب.

وطلب بوش الأب عام 1991 مصادقة الكونغرس على خوض الحرب ضد العراق بما عرف لاحقا باسم حرب الخليج الثانية وكذلك فعل بوش الابن عام 2003 حين طلب من الكونغرس المصادقة على غزو العراق لكن حين تعلق الأمر بعمليات عسكرية وليست حروبا وهجمات تصنف تحت مستوى الحرب الشاملة مثل عملية بنما وغرينادا والسودان والصومال وغيرها قرر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وبيل كلينتون دون استشارة الكونغرس أو طلب مصادقته .

===========

هل يمكن للرئيس الأمريكي اتخاذ قرار دون الرجوع للكونجرس حسب القانون

ج: خلافا للبرلمان البريطاني الذي يمكنه من خلال التصويت منع رئيس الحكومة من الاشتراك او الخروج لعملية عسكرية كما حدث خلال التصويت الاخير على ضرب سوريا، كما يمتلك البرلمان البريطاني صلاحية عزل رئيس الحكومة في حال قرر المشاركة بالحرب خلافا لقرار البرلمان لا يمتلك الكونغرس صلاحية عزل الرئيس الأمريكي ولا يمكن للكونغرس عزل الرئيس سوى في حالة واحدة تدعى ” Impeachment ” والتي تتطلب سوق نادلة قاطعة على عمل الرئيس بما يخالف القانون او ارتكابه جناية الخيانة العظمى او تلقي الرشوة وارتكاب جرائم خطيرة .

مثلا طلب بيل كلينتون من الكونغرس المصادقة على العملية العسكرية التي كانت تجري في منطقة البلقان لكن الكونغرس رفض المصادقة وهذا الرفض لم يمنع كلينتون من مواصلة الحرب عبر أوامر رئاسية “مراسيم” لكن من الصعب مشاهدة اوباما يعمل في سوريا اذا رفض الكونغرس بمجلسيه المصادقة على الطلب ويبقى السؤال الهام ماذا سيفعل اوباما إذا صادق مجلس الشيوخ على الطلب ورفضه مجلس النواب ؟ يبدو ان اوباما نفسه لا يعرف في هذه اللحظة الإجابة عن هذا السؤال .

على كل حال سبق لوزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” ان المح خلال مقابلات صحفية عديدة أجراها الأسبوع الماضي إلى صلاحية وقدرة الرئيس اوباما للعمل في سوريا وضدها حتى وان رفض الكونغرس المصادقة على طلبه .

منقول عن وكالات