التشبه بالنساء جريمة أم حرية شخصية!
إن السلوك الذي وقع من قبل شبان في محافظة جدة أخيرا بتشبههم بالنساء والتميع في الشارع العام يعد نمطا من السلوك جديدا وخارجا على أعراف المجتمع والمروءة التي هي خلق عربي أصيل!

وإن أي سلوك مضطرب يظهر بطريقة غير أخلاقية وشاذة عن قواعد الضبط الاجتماعي لا يعد حرية شخصية إطلاقا، فمن غير المقبول أن نتعامل مع الشذوذ الجنسي بأنه حرية شخصية، لأن آثاره لا تقف عند مرتكب ذلك السلوك المخزي، إنما يتعدى أثره إلى تفكيك مركبات المجتمع.

ويتفق المجتمع السوي على أن ما قام به هؤلاء الفتية في محافظة جدة يعد جريمة في حق المجتمع، وليس حرية شخصية كما ينظر إليها في المجتمعات الأخرى.

وإن التميع والتشبه بالنساء في اتباع سلوك مرفوض يأباه كل أفراد المجتمع وينأى عنه الجميع يعد كبيرة من كبائر الذنوب، فقد ورد فيها الوعيد باللعن كما جاء في حديث ابن عباس عند البخاري من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال»، فهذا نص شرعي يجرم السلوك الذي يصدر من أي فرد، ويدخل في مدلوله التميع ولبس ما اعتادت النساء لبسه، والسير وافتعال حركات وإشارات تمثل سلوك المرأة في الشارع العام، وقد جاء في النظام الأساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ/90 وتاريخ 27/8/1412 هـ في المادة الـ 38 «لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على نص شرعي أو نص نظامي»، وقد ذكرنا أن هنالك نصا شرعيا يبين الوعيد في مرتكب هذه الأفعال.

لكن السؤال الذي لربما يحيرنا جميعا هو: ما الذي دفع هؤلاء الشباب لفعل هذا التصرف؟ هل وجدوا ثغرة في المجتمع؟ أم إن هنالك عوامل أخرى دفعتهم إلى السلوك الشاذ، مثل التربية أو انفتاح التقنية التي لم تبق بيت مدر ولا وبر في المجتمع إلا دخلته، ونقلت كل ما هو جديد وغريب وشاذ عن قواعد المجتمع إلى أبنائنا؟ هذا ما أظن أنه من الواجب أن يجيبنا عنه أصحاب الاختصاص في المجتمع والجهات المختصة، فأين دورهم في إدارة سلوك أفراد المجتمع بطريقة لا تخرج عن القيود الاجتماعية.

في تقديري أنه لا بد أن يكون هنالك أنشطة يتولاها النخبة على مستوى الأفراد، وتتولاها مؤسسات المجتمع لتحمي سلوك الأفراد من الشذوذ عن القواعد العامة التي تربى عليها المجتمع السعودي، من خلال برامج إعلامية وثقافية واجتماعية ودينية تحمي الهوية أو الشخصية السعودية من الاختراق. أتمنى ألا نرى هذه المشكلة مرة أخرى في مجتمعنا.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت
عبدالله قاسم العنزي