المحام دليل العدالة

تمثل لي دور رجل القانون عموما بالدليل لأنه مهما كان محاميا أو فقيها فهو يشبه إلى حد كبير الدليل والمرشد الذي له معرفة جيدة بسبل و ممرات منطقة معينة،ولهذه المهارة يطلب منه عابر السبيل أو الزائر أن يدله على مكان يبتغ الوصول إليه أو وجهة يود السير إليها
فدور الدليل هنا هو تبيان أقرب السبل و أصلحها وأكثرها أمنا و هذه العناية التي يبذلها تشبه الاستشارة القانونية وعلى السائل إن أطمأن لهذه الدلالة أو الاستشارة الأخذ بها،وإن لم يطمئن لها صرف نظره عنها
لكن يحدث في كثير من الأحيان أن يطلب السائل من الدليل مرافقته إلى المكان المراد الوصول إليه لأن شبكة الطرق كثيفة أو أن الدروب المؤدية إلى المقصد وعرة متشابهة ، و يخشى أن يتيه بين جنباتها وفي هذه الحالة إن قبل المأمورية تشبه مهمته مهمة وكيل الدعوى والمحامي
وبين هذه و تلك عمل آخر في الدلالة والإرشاد من غير سؤال ؛ فالأدلة التي نجدها في شكل خرائط و مطبوعات يستدل بها الزائر و السائح و داخل المدينة و المصر تشبه عمل الشراح والفقهاء في القانون نهتدي بعملهم من غير سؤال

ومثلما تتفاوت مراكز الأدلة في المهارة وسعة الإطلاع تتفاوت مستويات رجال القانون فليس كل من حمل إجازة الحقوق رجل قانون
وأعتبر أن دور الدليل ليس في منأى عن الوقوع في المطبات ؛ فقد يصعب الحال على مهرب أو هارب من وجه العدالة و لا يستطيع مغادرة مكان مطوق أو عبور منطقة محروسة فيستدل بالعارفين بدهاليز و مسالك المنطقة و هنا يكون الدليل مساعدا أو عونا في الجريمة لا مجرد دليل