تجاوزات سلطات القضاء

من موقعي كمحام وكقاض سابق , ومن موقعي كمواطن مقهور من الحول الذي يصيب بعض القيادات في شتى المجالات باردننا العزيز وخاصة مما يحدث للجهاز القضائي الذي نجله ونحترمه , والذي لم يعد من الممكن السكوت عما يجري لافساد الجهاز القضائي من بعض المسؤولين القضائيين الذين يصرون على تقويض مصداقية القضاء والقانون أمام المجتمع والتعريض بنزاهة السلطة القضائية بحرمان المواطنين من حقهم الأساسي في احقاق الحق ونصرة المظلومين وردع الظالمين .

فانني أرى ان محاولات أفساد القضاء يعني أن صوت الابرياء سيصبح غير مسموع , بينما المذنبون يتحركون دون خشية من العقاب وكانهم يتمتعون بحصانة , فالنفوذ القضائي في المحاكم يكمن بالإجراءات غير الفعالة في محاسبة بعض القضاة الذين يصرون على أفساد سمعة الجهاز القضائي الطيبة , واستمرار هؤلاء على منصة القضاء يقوض احد ركائز الدولة القائمة على أساس ان العدل هو اساس الملك .

إن شعور بعض مسؤولي السلطة القضائية بأنهم معفون من المساءلة والحساب، جعل البعض منهم ينتهك القانون عن طريق سوء استغلال السلطة من أجل تحقيق مكاسب شخصية , ويخل بشرف المهنة التي اقسم اليمين على احترامها , متوهما بقدرته على إخفاء معالم جريمة انتهاكه للقانون.

وبعبارة اخرى فان الفشل في تعيين القضاة في مناصب قضائية قيادية على أساس الجدارة يمكن أن يؤدي الى اختيار أشخاص يسهل التأثير عليهم وإفسادهم , وكذلك من طرق الافساد نقل القضاة “المزعجين ” أو نقل القضايا الهامة للقضاة الأكثر تساهلاً .

أطالب المجتمع المدني والسلطة الرابعة الجليلة في التحرك عن طريق الرصد والتعليق على اختيار القضاة والسلوك القضائي وانضباط قضاة المحاكم، وكيفية معالجة القضايا وكيفية إصدار الأحكام.

لقد تشرفت بالخدمة في الجهاز القضائي الموقر مدة احد عشر عاما , وسأظل ادافع عن قدسية الجهاز القضائي , ويستطيع من كان مسؤولا قضائيا مهما علا منصبه ممن يريدون أفساد الجهاز القضائي قد يزعجهم كلامي , فليتقدم بشكوى للمحكمة المختصة لنثبت ببينات خطية وشخصية ما لدينا عن حالات الافساد في محاكمات علنية .
ان جهازنا القضائي بناه قضاة عظام كموسى الساكت وعلي مسمار وعبد الكريم معاذ ونجيب الرشدان وعلي النعسان وغيرهم بعرق جبينهم , فكيف نسكت عن محاولات افساد ما بناه الرواد الاوائل من سمعة طيبة لهذا الجهاز

نقلا عن مركز عدالة للمعلومات القانونية