مقال قانوني حول سوق الأسهم السعودي

أ.د. صالح الرشيد


كثيرون من ضحايا سوق الأسهم يسقطون في البدايات، المعرفة المحدودة التي تتحول الى إرتباك واضح ينعكس على سلوك المستثمر المبتدئ في سوق الأسهم ويجعله في حيرة من أمره لتنتهي الحيرة باتخاذ قرارات متسرعة وخاطئة تكون فيها نهايته المبكرة والمحزنة. يقدم الخبراء ببواطن أسواق الأسهم توجيهات متعددة لهؤلاء المستثمرين.

بداية ينصحونهم بالبداية المبكرة في سوق الأسهم قبل أن تحاصرهم متطلبات الحياة الأسرية ومن ثم عندما يدخل المستثمر سوق الأسهم وهو مازال في بداية العشرينات سيختلف الأمر عما لو بدأ وهو في الأربعينات أو الخمسينات، البداية المبكرة تعني توافر مسؤوليات أقل ودخل أعلى، وتحمل فرد واحد للمخاطرة تعني أنه وحده يتحمل نتائجها بدلاً من أن تضرب النتائج المحبطة أسرة كاملة فتفتت عضدها وتهدد استقرارها.

لا يجب أن يبدأ المستثمر نشاطه في سوق الأسهم مقترضاً، هذه البداية عواقبها وخيمة حيث تتضاعف الخسائر في حال حدوثها وتجعل عودته مرة أخرى للسوق أمراً مشكوكاً فيه.

عدم إدراك مفاهيم وأدوات التداول في سوق الأسهم يضاعف احتمالات الفشل، لا يمكن تصور مستثمر في سوق الأسهم لا يعرف الفرق بين السهم والسند أو بين شهادات الايداع وصناديق الاستثمار، لا يطلب الخبراء التعمق ومعرفة كل التفاصيل أو معظمها لكن معرفة تشبه معرفة أي منتج ملموس نشتريه فنعرف خصائصه ومميزاته وسعره وطريقة الحصول عليه وبدائله المتاحة في السوق.

تحديد الهدف من الاستثمار هو الخطوة الأساسية في عالم جديد على مستثمر مازالت أظفاره ناعمة وجلده قابل للخدش بسهولة، لماذا هو هنا في هذا السوق؟ سؤال يجب الاجابة عليه بوضوح، هل هو هنا ليصبح مستثمر دائم في السوق أو ليحقق ربحاً سريعاً يحتاجه للوفاء بمتطلبات معينة وطارئة؟ أو هو موجود للتجربة؟ إذا كان هذا المستثمر يخطط لاستثمارات طويلة الأجل فهو لا تهمه المكاسب الصغيرة بقدر ماتهمه المكاسب الكبيرة لاحقاً.

هذا المستثمر على استعداد لتقبل خسائر محدودة في البداية يتعلم منها الدروس ويخرج من أحشائها قوياً وواعداً. أما إذا كان الاستثمار قصير الأجل وسريع فعليه ألا يغامر كثيراً ويقبل بنفس راضية ربح محدود يغطي متطلباته. بالطبع مخاطرة الثاني ستكون أعلى من الأول، لأنه وفقاً لتصورات الخبراء يكون عرضة لتقلبات سوق لا يرحم أحياناً الصغار ولا الكبار.

المستثمر الأول من وجهة نظري أفضل كثيراً من الثاني، لأنه يؤسس نشاط استثماري ويصنع مستقبل ولا ينظر تحت قدميه. بناءاً على تحديد الهدف يحدد المستثمر المبلغ المستثمر في شراء الأسهم وتداولها. الربح المتحقق من الاستثمار لا يجب إنفاقه بعيداً عن الاستثمار، هذا بالطبع موجه لمن سيستمرون في السوق ويتحولون الى مستثمرين دائمين فيه.

لا تضع كل البيض في سلة واحدة ومن ثم لا تستثمر أموالك كلها في شركة واحدة ولا تربط مستقبلك كله بسهم واحد، نصيحة مهمة وبديهية في عالم الاستثمار.

جمع معلومات وفيرة عن الشركات وأسهمها قبل إتخاذ القرار هو أمر في غاية الأهمية وهي مهارة يجب تعلمها مهما كانت تكلفتها من وقت وجهد، المستثمر الكسول لا يصلح لسوق الأسهم، من البداية يجب أن يكون نشيطاً ويقظاً ومغرماً بجمع المعلومات.

تحديد مبلغ للاستثمار المنتظم حتى ولو كان صغيراً يعني التقدم بثبات نحو مزيد من الأرباح على المدى البعيد. هناك بدائل متاحة أمام المستثمر الجديد لإدارة أسهمه مثل شركات الوساطة والصناديق الاستثمارية والثانية يعتبرها البعض هي الأنسب للمستثمر المبتديء لأنها تقبل مبالغ مستثمرة صغيرة، هنا المستثمر المبتديء يبحث عن الثقة في نقطة البداية ومن ثم يستعين بأصحاب الخبرات حتى يقف على قدميه.

في سوق الأسهم وفي غيره دائماً البدايات صعبة وإذا صلحت البدايات صلحت النهايات.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت