الجاهزية الأمنية وسرعة الاستجابة

تلعب مراكز الاتصالات والنجدة التابعة لوزارة الداخلية دورا رئيسيا في تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية وسرعة الاستجابة والفاعلية في الأداء وسرية المعلومات التي يتم التعامل معها وفق طبيعيتها، حيث تبذل غرفة العمليات الرئيسية 999 بالتعاون مع الإدارات الأمنية الأخرى كالإدارة العامة للدفاع المدني، وقيادة خفر السواحل والإدارة العامة للمرور وغيرها من الإدارات الأمنية المختصة، جهودا أمنية مشتركة تحرص من خلالها على أن تكون الاستجابة على مستوى واحد من الأداء وبنفس الجاهزية والحرفية، فالعاملون في هذه الإدارات يستخدمون أنظمة متطورة على مدار الساعة، كالنظام الجغرافي الأمني، ونظــام كاميرات المراقبة الأمنية، ونظام اتصالات على مستوى المملكة ليتمكن طاقم غرفة العمليات من إدارة الواقعة وتوجيه دوريات الشرطة إلى موقع البلاغ لإجراء اللازم.

وبعد تلقي الاتصال يتم تصنيفه والتعامل معه بحسب أهميته وتعيين الجهات التي ستستجيب له ومتابعته الى حين الانتهاء من الاجراء الأمني والقانوني اللازم، ويكون الهدف من ذلك حماية الأرواح والحد من الإضرار عبر الاستجابة السريعة واحتواء الموقف، والأهم من ذلك سرعة التعافي وعودة الأمور للوضع الطبيعي.

وفيما يتعلق بالأنشطة الإجرامية المشتبه فيها، فإن وزارة الداخلية تدعو كل من لديه معلومات حول أي نشاط إجرامي يشتبه فيه الى أن لا يتوانى في الاتصال بالجهات الأمنية المختصة أو على الرقم 80008008 بما يضمن السرية وزيادة التواصل بين المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، ولما لذلك من دور فاعل في ضبط الجريمة، وباعتبار هذه الشراكة تشكل نهجا ثابتا في منظومة الأداء الأمني للوصول إلى مجتمع آمن ومستقر يضمن حفظ أمن وسلامة الجميع وصون المنجزات والمكتسبات الوطنية.

ومع تطور الوعي بأهمية الدور الاجتماعي لأجهزة الأمن بمختلف الدول، وما نلاحظه من عمليات نوعية في ضبط الشبكات الإرهابية ومستودعات الذخائر والأسلحة والمتفجرات ذات الخطورة العالية، تظهر هنا أهمية دور أولياء الأمور والأهالي والمؤسسات الاجتماعية في تثقيف أفرادها على التعاون والتواصل مع المؤسسات الأمنية باعتبار ذلك مطلبا شرعيا وواجبا وطنيا، يهدف بالدرجة الأولى إلى منع الجريمة ومكافحتها بنسبة عالية لتحقيق الأمن للفرد والمجتمع مما يتضح معه أهمية دور المجتمع في معاونة رجل الشرطة.

وتمضي شرطة البحرين انطلاقا من دورها الوطني المتمثل في حماية أمن واستقرار الوطن والحفاظ على منجزاته، في أداء مهامها التي حددها القانون والدستور، فقد أصبح من المعلوم أن للمواطن والمقيم دورا بارزا في مجال مكافحة الجريمة على اختلاف أنواعها والمشاركة في منع وقوعها، وذلك من خلال اليقظة والإبلاغ عن رؤية الجريمة ومرتكبيها، حيث إن المجرمين قد يتواجدون في أي مكان وفي أي منطقة وغالبا ما تكون تحركاتهم مثيرة للشك والريبة، ومن الملاحظ أن هناك العديد من القضايا التي تم كشفها والقبض على المجرمين قبل تنفيذهم لجريمتهم بسبب تعاون المواطن مع الشرطة والإبلاغ عن هؤلاء المجرمين.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت