مقال قانوني بخصوص المساكنة في القانون السوري

غير مسموح بها في القانون السوري المساكنة 

يأتي الزواج ليحقق للزوجين حاجات ومتطلبات مهما تعددت إلا أنها تدور في النهاية في فلك الاستقرار ، وبناء العائلة ، والحب ، وتلبية حاجات جسدية ونفسية ..إذاً لماذا (المساكنة) وهل هو بحث عن بديل بدأ فعلياً بالتحول إلى ظاهرة أم أنه مجرد حالة مستوردة تتلمس مبررات وجودها في مجتمعاتنا .

المساكنة – بتعريف بسيط – هي أن يعيش الشاب والفتاة مع بعضهما ويشتركان في ممارسة الحياة الجنسية دون زواج شرعي ، ورغم أنها ظاهرة غير مألوفة أو علنية إلا أنها موجودة ولا يمكن نكران وجودها ، والجنس هنا قد لا يكون سبباً للمساكنة بل نتيجة لها. ويقول بعض المغتربين العرب الذين يعيشون في دول غربية أن هذا المصطلح مأخوذة من مصطلح قريب منه وهو “بوي فريند boy friend” بالنسبة للبنت ، أو”girl friend بالنسبة للشاب”.

شام برس استطلعت آراء مجموعة من الناس والطلاب بشكل خاص حول هذا الموضوع ومنهم ((م)) الذي تحدث عن تجربته:”أنا أعيش مع الفتاة التي أحبها منذ سنتين ونحن متفاهمان جداً وبحكم أننا ندرس ولانريد مصاريف إضافية والسكن في المدينة الجامعية نوعاً ما غير مريح لذا قررنا السكن في منزل واحد من أجل التمهيد للزواج فأنا أحب هذه الفتاة ولا أظن أن هذا الموضوع قابل للنقاش فهو أمر شخصي بحت ويحتاج إلى الفكر التحرري فقط ، وأضاف :“سأتزوج هذه الفتاة فأنا لا انظر لها إلا نظرة حب لأنها أعطتني أغلى ما تملك وأنا سأكرم هذا العطاء بالزواج عند تحسن الأحوال ، وبالنهاية المساكنة طريق لنجاح الزواج فلقد مللنا العادات البالية وزواج الأقارب وغيرها من المنغصات “.

وبدوره يقول ((و)):“نحن لم نلجأ إلى المساكنة إلا بسبب المصاريف التي يحتاجها الزواج ، وما نقوم به ليس بالأمر السيئ بما إن علاقتنا مبنية على الحب والتفاهم وقبل أن يلومنا المجتمع يجب أن نلومه نحن “.

أما ((م)) فتضيف :“الزمن الذي نعيش فيه مخيف ، والفتاة أصبحت تقوم بكل ما يحلوا لها وبعد ذلك تجري عملية صغيرة وتعود فتاة ، ومن يتزوجها يقول ونعم التربية فلم يعد لدينا رادع إلا الرادع الأخلاقي ، وبالنسبة للمساكنة يجب أن نبحث عن السبب ثم نلقي اللوم على الشباب فالمساكنة مفيدة لأنها تظهر عيوب ومحاسن الطرفين ومن ثم هي وسيلة لتقليل حالة الطلاق الناتجة من سوء التفاهم بين الزوجين “.

بالمقابل يرى كثيرون في المساكنة فترة تخريبية وليست تجريبية ، ومجرد اقتباس من الغرب .

حيث ترى ((م)) أن المساكنة تعني وجود علاقة جنسية بين الرجل و المرأة في سكن واحد دون زواج أو عقد وتقول : ” وهذه الفترة بنظري فترة تخريبية وليست كما يقال عنها أنها فترة تجريبية وأقصد بالتخريب كافة جوانب هذه العلاقة التي مصيرها بالنهاية الفشل المؤكد”.

أما نسرين فلا تختلف معها بالرأي : ” بما أننا لا نقتبس من الغرب إلا الأمور السلبية فلقد جئنا بمصطلح “المساكنة”من عالم الأفلام الأجنبية والسيديات الغير أخلاقية ، وكوني فتاة شرقية ومؤمنة بالقيم العربية أرفض المساكنة بشكل قاطع لأنها مخالفة للشرع والدين “.

ويضيف ((م)) :” لم نعد نستغرب هذه الكلمة لأن الحالة موجودة وبكثرة لكنها تتم في الخفاء وبسرية خوفاً من ردة فعل المجتمع الذي لا يرحم من يخرج عن عاداته وتقاليده ، والمساكنة هي أن يعيش شاب وفتاة مع بعضهما ويشتركان في ممارسة الحياة الجنسية دون زواج شرعي وهذا هو الحرام بعينه “.

و عن وجهة نظر علم النفس الاجتماعي لمفهوم المساكنة قالت الاخصائية مرفت علي:”المساكنة هي وجود رجل وامرأة يعيشان مع بعضهما البعض خارج إطار مؤسسة الزواج ، حيث يعيشان كزوجين في سكن واحد ولكن خارج الالتزامات والحدود ، كما إن انفجار الثورة الجنسية لم يكن سبباً في ظهور حالة المساكنة بل على العكس نجد أن انفجار الثورة الجنسية كان نتيجة المساكنة وليس سبباً ،

وأضافت : “المساكنة تحمل في مضمونها ثلاث عناصرهي :وجود شخصين لا غير ضمن هذه العلاقة ، وجود علاقة جنسية كونه لا تخلو مساكنه من العلاقة الجنسية ، وأيضا وجود مدة محددة لهذه العلاقة يحددها الطرفين فمثلاً في المكسيك يشترط بالمساكنة أن تكون خمس سنوات كي تأخذ شكلها القانوني في حال الإنجاب والإرث ، كما أن معظم الشباب ممن يقوموا بالمساكنة يرجعون السبب لعدم قدرتهم على تحمل أعباء الزواج الشرعي وما يحتاجه من مسؤوليات لذا نرى معظم الشباب يلجؤون لتلبية حاجاتهم البيولوجية عن طريق المساكنة” ، وأشارت علي إلى أن المساكنة تعد حالة آنية لإشباع الرغبات لكنها تترك على الطرفين آثار سلبية وبخاصة على الفتاة التي ستخسر الكثير ،

عدا أيضاً عن الأمراض التي تنتشر بسبب العلاقة الغير شرعية كالايدز مثلاً وأوضحت من جهتها أن المساكنة تتم بعقد متفق عليه من الطرفين كأن يتفقا على السكن معاً ، أو أن يتفقا على دفع ثمن البيت أو تسيير شؤون ‏البيت ، والخوف من المساكنة إذا نتج حمل ورفض الرجل الزواج أو الاعتراف بالأبوة ، ونلاحظ في مجتمعاتنا العربية إن المساكنة تتم من دون علم أهالي الطرفين ‏وبشكل خاص أهل الفتاة وهذا الإخفاء تترتب عليه آثار سلبية كثيرة منها جرائم الشرف التي أصبحت نسبتها كبيرة في مجتمعنا ، وبالنهاية العلاقة الجنسية قبل الزواج تولد عدم الثقة ،

فالشاب الذي استهوى فتاة ومارس ***** معها سرعان ما يستفيق لنفسه ويندم ، فالعلاقة الجنسية قبل الزواج تعرقل القدرة على التمتع بجمال هذه العلاقة وبمعناها السامي بعد الزواج ، ويجب علينا كوننا مؤمنين ،الابتعاد عما حرم الله وإبقاء العلاقة الجنسية مقصورة على الزواج الشرعي الذي حلله الله فقط “.

فيما يتجه الشرع إلى تحريم المساكنة واعتبارها زنى حيث يقول الشيخ حسان رحيباني :” إن المساكنة في التعريف اللغوي تعني السكن والطمأنينة والحب ، وقد جعل الله الزوجة سكناً لزوجها، أما تسمية هذه الحالة بمساكنه فهو أمر غير صحيح و نستطيع تسميتها مساكنه غير شرعية أو الزنا المغلف بإطار الإسلام ، وأشار ريحباني إلى أن الشباب الذين أقدموا على المساكنة هم أشخاص يعانون من مشاكل عدة ، والإسلام يرفض المساكنة لأنها تنتج أولاد غير شرعيين ، ولا يمكن لنا أن نتصور المساكنة الصحيحة إلا بعد عقد الزواج ، وللمساكنة الكثير من الآثار السلبية على المرأة لأن الرجل لا يخسر شيء ، وفي حال حدوث حمل لا تستطيع المرأة أن تنسب الطفل إليها,كما لا تستطيع أن تفرض على الأب الاعتراف بطفله إن لم يكن لديه رغبة بذلك وبالنهاية المساكنة سرطان ينتشر في جسد الأمة ويجب استئصاله “.

ويذكر أن المساكنة وفق القانون السوري غير مسموح بها، لكن مع عدم وجود قانون صريح وواضح يعاقب على سكن العازيين فإن هذا النوع من الحياة الاجتماعية موجود ولا احد يستطيع أن ينكر أو يغفل ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــ
شام برس