ثقافة الطلاق الإيجابي الناجح
هناء الفواز
إعادة نشر بواسطة محاماة نت

يتحدث الكثير من الإحصائيات والتقارير عن ازدياد متنام في عدد حالات الطلاق مقارنة بعدد حالات الزواج. تشمل تلك الإحصائيات والتقارير صكوك الطلاق على إثبات الطلاق، دعاوى الفسخ، دعاوى الخلع. تلك المعضلة الجسيمة ليست حكرا على السعودية فقط، بل هي ظاهرة عامة في كل بلاد العالم، لكن الفارق، أن الطلاق لدى المجتمعات المتقدمة بداية حياة لكلا الطرفين لأن الحقوق فيه واضحة ومحفوظة للجميع بالنظام، والطلاق في مجتمعاتنا العربية بداية النهاية للزوجة ولأبنائها، لأن الحقوق فيه خاضعة لقصور التطبيق ولصحة الزوج النفسية ولمدى ما يتمتع به من مروءة تجاه طليقته وأبنائه!

هنا، يجب السعي على إحداث خطوات جادة ورسمية تتبناها وزارة العدل قبل إتمام الطلاق، ليكون قائما على أسس نفسية وتربوية وقانونية واضحة، كتفعيل دور الحكمين، وإجبار الزوجين -خاصة عند وجود أبناء- على الخضوع لجلسات تقييم نفسي عند مختصين نفسيين، وجلسات إصلاح عند مختصين اجتماعيين. وعند إتمام الطلاق لا بد معه من إغلاق كل الفروع المتعلقة به، فتتسلم الزوجة ملفا يحوي مع صك الطلاق، صك النفقة والإعالة والسكنى والحضانة إن كانت لها.

أما على المستوى الشخصي، فلا بد أن يتجه المجتمع إلى التسامح والرفق عند رغبة الطرفين في الانفصال، وعند حدوثه. فليس من العدل أن يتحول الانفصال إلى عداوة وثأر وانتقام، ولا من حق أحد الطرفين إجبار الآخر أو التحايل عليه للبقاء أو لدفعه على الفراق.

لا بد أن تسود ثقافة الحقوق بيننا إلى ما هو خارج النظام، وأن يكون ذلك القرار، نهاية الصراع لكل الأطراف فيه وليس بداية المعاناة لهم. ومهما قصر النظام والمتابعة عن تلبية حق أحد الأطراف، فالإنسانية هنا هي الدافع لإحلال الحقوق وأداء الواجبات. ينفسخ عقد الشراكة لكن يظلون جميعا على قيد الاحترام مع بعضهم بعضا للحفاظ على أسر سليمة داعمة للأفراد فيها.