مجلس السلم العالمي

مجلس السلم العالمي World Peace Council منظمة ذات طابع اجتماعي شعبي عالمي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية وما شهدته من دمار ومعاناة لمعظم مجتمعات العالم ولاسيما أوربا، وقد تأسس المجلس في تشرين الثاني/نوڤمبر 1950 في المؤتمر الثاني لأنصار السلام المنعقد في وارسو. وقد أعلن أن مهمته قيادة حركة شعوب العالم للدفاع عن السلام والأمن، ومناهضة التحضير لحرب جديدة وضم ممثلين لجميع شعوب العالم بمن فيهم شعوب المستعمرات التي لم تكن قد نالت استقلالها بعد.

وقد اتجه باتجاه تمثيل مختلف فئات المجتمع وتشكيلاته وهيئاته من أحزاب سياسية وطوائف وأديان وتشكيلات اجتماعية ومهنية وممارسة نشاطه عن طريق المؤتمرات العادية والاستثنائية والندوات إضافة إلى نشاطات المكتب.

انتُخب منذ الجلسة الأولى لرئاسته، العالم الفرنسي جوليو كوري وعدد من الشخصيات الاجتماعية المرموقة أعضاء في مكتب المجلس، وقد أضفى عليه هؤلاء مهابة الاحترام على المستويات الرسمية والشعبية في العالم.

ومنذ دورته الأولى التي انعقدت في برلين بين 21- 26 شباط/فبراير 1951 ظهرت بوضوح اهتماماته بقضايا عالمية ذات طابع خطير على السلم والأمن الدوليين فأقر نداءً لعقد معاهدة للسلم بين الدول الخمس الكبرى وهي: الاتحاد السوڤييتي – الصين الشعبية – إنكلترا- فرنسا – الولايات المتحدة الأمريكية، وأطلق لهذه الغاية حملة شعبية واسعة على المستوى العالمي لجمع تواقيع المواطنين في أنحاء مختلفة من دول العالم.

كذلك أقر المؤتمر قراراً لحل المسألة الألمانية واليابانية والكورية، وآخر يتضمن الدعوة إلى النضال في سبيل السلم في البلدان المستعمرة والتابعة وذلك تحت شعار (السلم لا ينتظر… السلم يكسب بالنضال).

وكان نشاطه الشعبي يحفز الحركات الاجتماعية السلمية للضغط على حكوماتها اليمينية، ويؤيد الرأي العام ضد السياسات الرأسمالية التي تنحو باتجاه العسكرة والاستعداد للحرب وسباق التسلح النووي؛ ولذلك فقد أعلنت هذه الحكومات الحرب عليه، فأصدرت الحكومة الفرنسية قراراً يحظر نشاطه في الأراضي الفرنسية، وذلك في نيسان /إبريل 1951؛ مما أدى إلى نقل مقره من باريس إلى براغ.

ـ انعقدت الدورة الثانية للمجلس في فيينا تشرين الثاني/نوڤمبر 1951 وأقر المؤتمرون عدة قرارات تمثل برنامجاً للنضال اللاحق لتوطيد السلام وتعزيزه. ووجه نداءً إلى الأمم المتحدة وشعوب العالم لبذل الجهود من أجل الحل السلمي للخلافات القائمة بين المعسكرين عن طريق المفاوضات، واقترح عقد معاهدة بين الدول الخمس الكبرى لتحريم السلاح الذري وسائر أسلحة الدمار الشامل وتخفيض التسلح.

وقد رعى مؤتمر الشعوب من أجل السلم الذي انعقد في ڤيينا من 12- 20 كانون الأول/ديسمبر 1952 حيث حضره مندوبون من 85 بلداً… وأقر نداء إلى شعوب العالم للمطالبة بالوقف للأعمال العسكرية في كوريا وڤييتنام والملايو، واقتراحاً إلى الدول الكبرى بالتخلي عن سياسة القوة والشروع بالمفاوضات من أجل وضع حد للتوتر في العلاقات الدولية.

ـ في دورته الثالثة المنعقدة ما بين 15- 20/6/1953 في بودابست اتخذ قراراً بتحديد مهام لجان أنصار السلام في المرحلة الجديدة وهي افتتاح حملة لحل المنازعات بالطرق السلمية..

ـ وانعقدت الدورة الرابعة لمجلس السلم في ڤيينا من 21- 28/11/1953 حيث أقر نداءً إلى العلماء في جميع أنحاء العالم من أجل منع أسلحة الإبادة الجماعية، وعدم المساهمة في نشرها..

ـ في الفترة الواقعة بين 18- 23/11/1954 انعقدت الدورة الخامسة في ستوكهولم وأقر نداء إلى جميع الدول الأوربية لتنظيم أمنها المشترك والتعاون فيما بينها.

وانعقدت دورته السادسة في هلسنكي التي أصبحت مقراً له، في الفترة من 22-29/6/1955 حيث شارك في أعماله 2000 مندوب من 68 بلداً. ونوقشت فيه مسائل نزع السلاح العام وتحريم الأسلحة الذرية واحترام الاستقلال الوطني للدول.

واكب مجلس السلم العالمي التطورات الدولية، وكان يقود نشاط الشعوب من أجل تكوين رأي عام مناهض للحرب والنزاعات، ودعم نضال شعوب آسيا وإفريقيا من أجل الحرية والاستقلال ونضال الشعب الفلسطيني والأمة العربية ونظم لهذه الغاية مؤتمري نصرة الشعوب العربية في نيودلهي والقاهرة بعد عدوان إسرائيل 1967 وساند مؤتمر التضامن مع الشعب العراقي ضد الاحتكارات البترولية في العام 1972..