حق المرأة في اختيار ورفض الزوج

جاء الإسلام لينظم جوانب الحياة، الدينية والاجتماعية والاقتصادية، ولقد اهتم الإسلام بالزواج وأحكامه، حيث إن الزواج أساس الأسرة وهو القاعدة التي يقوم عليها بناء المجتمع، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في حق اختيار كل منهما للآخر، ولم يجعل للوالدين سلطة الإجبار عليهما.

فللمرأة حق اختيار الزوج، وما للولي إلا التوجيه والإرشاد، ولا يملك وليها أن يجبرها على الزواج ممن لا ترضى عنه، فالزواج يعتبر من خصوصيات المرء، ولا يجوز لأحد الوالدين إجبار ابنته على الزواج بمن لا تريد، لأنه ظلم وتعد على حقوق المرأة، وهذا يتناقض مع ما جاء به الإسلام بين الزوجين من مودة ورحمة.

فقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن تزويج البكر حتى تستأذن، وجعل إذنها الدال على رضاها هو سكوتها، فإذا لم تستأذن أو استؤذنت ورفضت فقد وقع ما نهى عنه الرسول، وكان مخالفا لمقاصد الإسلام العامة التي توجب التراضي في العقود، وفي رواية لهذا الحديث أنه جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: “إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، قال: فجعل الأمر إليها – يعني خيرها بين القبول وعدمه-

فقالت: قد أجزت ما صنع أبي. ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء” وفي هذه الأحاديث دلالة على تحريم إجبار الأب ابنته على زواج لا ترضاه، وفيها أيضا دلالة على أن المرأة المكرهة على الزواج مخيرة فيه بين أن تقره وتمضيه وبين أن تبطله وتفسخه، وهذا يبين أن الإسلام أعطى للمرأة حق اختيار الزوج، فلا يجوز للرجل حتى لو كان الأب، أن يجبر ابنته على الزواج من رجل لا تحبه.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت