معلومات قانونية حول نظام الانتخاب على أساس التمثيل النسبي

ا/ عبد الله كامل محادين

في الواقع إنّ نظام الانتخاب على أساس التمثيل النسبي أخذ يعم معظم الدول الأوربية الديمقراطية، و من الدول التي لا تعتمد هذا النظام الانتخابي فرنسا و بريطانيا . و السبب في هذا التعميم لنظام الانتخاب على أساس التمثيل النسبي، هو أن هذا النظام يسمح بانتخاب برلمان يمثل قدر الإمكان الاتجاهات المعبر عنها من قبل الهيئة الناخبة. فالأخذ بنظام الانتخاب على أساس التمثيل النسبي يؤدي إلى تلافي بعض العيوب و الانحرافات الموجودة في نظام الانتخاب بالأغلبية.

-فنظام الانتخاب على أساس التمثيل النسبي يحقق قدر الإمكان العدالة في توزيع المقاعد على الأحزاب أو اللوائح المتنافسة، بحيث يحصل كل حزب أو لائحة على عدد من المقاعد البرلمانية بشكل متناسب مع عدد الأصوات التي حصل عليها. و بالتالي يكون البرلمان المنتخب معبراً عن كل الاتجاهات و التيارات المتنافسة.

-و من أهم مزايا الانتخاب على أساس التمثيل النسبي أنه يسمح بدخول الأحزاب الصغيرة إلى البرلمان، دون حاجة لأن تعقد هذه الأحزاب اتفاقات انتخابية قد تكون في بعض الأحيان شاذة.

-إن توزيع أو تقسيم الدوائر الانتخابية لا يمكن أن يلعب أي دور في تحديد اتجاه البرلمان المنتخب لأن الدوائر الانتخابية تكون كبيرة.
و لكن على الرغم من كل هذه الإيجابيات لهذا النظام فهو لا يخلو من العيوب. و أهم هذه العيوب هو التشجيع على كثرة عدد الأحزاب و خاصة وجود عدة أحزاب لها نفس الأهداف و البرامج مما يؤدي إلى تشتيت الأصوات داخل البرلمان و صعوبة إيجاد أغلبية برلمانية قوية تمكنها من تشكيل حكومة. و هذا بدوره يؤدي إلى تشكيل حكومات ائتلافية ينتج عنها أزمات سياسية و بالتالي حالة عدم استقرار سياسي في الدولة (كما يحدث في إيطاليا فمنذ الحرب العالمية الثانية حتى نهاية القرن العشرين تشكلت في إيطاليا سبع و خمسون حكومةا) .

وأيضاً يمكن أن يعاب على نظام الانتخاب على أساس التمثيل النسبي تعقيد و صعوبة عملية فرز الأصوات مما قد يؤدي إلى التلاعب في نتائج الانتخابات، و لكن يمكن أن يرد على ذلك ببساطة بوجود المعلوماتية. و لكن الذي تجدر الإشارة إليه في هذا المجال هو أن طريقة حساب الأصوات قد تؤثر على نتائج الانتخابات.