مضامين خطاب العرش

وجه صاحب الجلالة الملك سيدي محمد السادس نصره خطابه للأمة بمناسبة الذكرى 19 لإعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين. ومن مضامينه :

أولا : الحفاظ على الوطن

دعا صاحب الجلالة إلى الوحدة، والتلاحم والوفاء لثوابت المغرب ومقدساته، وللتضحية في سبيل وحدته وإستقراره، لأن المغرب هو وطننا وبيتنا المشترك، لذا يجب حمايته من كل المناورات والتهديدات بخاصة من أعداء الوحدة الترابية للمملكة، وأن نساهم جميعا في تنميته وتقدمه وإزدهاره.

وأكد جلالته أن المغاربة لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف بالرغم من قساوتها في بعض الأحيان، ولن يسمحوا لأي كان التطاول على أمن المغرب وإستقراره، لكونهم يتمتعون بالروح الوطنية، ويدركون جيدا أن مصلحة الوطن والمواطن فوق كل شيء.

ثانيا : العمل المشترك لتحقيق المنجزات وتجاوز الصعوبات

قال صاحب الجلالة ومن أجل مواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم، ومعالجة أي مشكل يجب العمل سويا، من خلال التخطيط والتنسيق بين مختلف المؤسسات والفاعلين، واعتماد مقاربة تشاركية.

ثالثا : إشراك الشباب في العمل السياسي

في جل الخطب الملكية نلاحظ أن جلالة الملك دائما يوجه رسائل قوية للأحزاب السياسية ويدعوها للقيام بدورها القوي بخاصة المنصوص عليه دستوريا. الملاحظ هو أن الأحزاب السياسية تعمل للمصلحة الخاصة، ونسوا دورهم الذي يهدف بالأساس إلي خدمة المواطن وتأطيره والدفاع عن حقوقه وتنمية مجتمعه، وتفعيل السياسات العامة للبلاد.

اليوم يؤكد جلالته على ضرورة إستقطاب نخب جديدة، بإشراك الشباب في العمل السياسي لاستفادة من خبرتها، لأن بلادنا تتوفر على طاقات بشرية جيدة يمكنها مواجهة الصعوبات التي يتعرض لها المغرب، فأبناء اليوم هم القادرون على إيصال مشاكلهم ومشاكل المجتمع، وبالتالي يجب تشبيب الأحزاب، وترك النخب القديمة التي أصبحت متجاوزة، كما يدعوا جلالته الأحزاب لتجديد أساليبها واليات إشتغالها، بغية مسايرة الوضع بالمغرب، ولاستكمال بناء دولة الحق والقانون ودولة المؤسسات.

رابعا : الإهتمام بالمجال الإجتماعي وتنافسية المقاولات

ما من شك في أن الشأن الاجتماعي من اهتمامات جلالة الملك نصره الله، لهذا دعا جلالته الحكومة وجميع الفاعلين المعنيين إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية التي يعيشها المواطنين،والعمل على اصلاحها .

وفي هذا الصدد اعتبر جلالة الملك المبادرة الجديدة لإحداث “السجل الاجتماعي الموحد” بداية واعدة، باعتباره نظام وطني لتسجيل الأسرالمعوزة، واستفادتها من الدعم الاجتماعي، ولكونه مشروع اجتماعي يهم فئات واسعة من المغاربة.

إلى جانب ذلك، يدعو جلالة الملك الى ضرورة محاربة الهدر المدرسي، من خلال الدعم المالي للتمدرس، والنقل المدرسي، والمطاعم المدرسية والداخليات. مع اصلاح الاختلالات التي يعرفها تنفيذ برنامج التغطية الصحية RAMED، وإلى اعادة النظر في المنظومة الصحية التي تعرف ضعفا على مستوى التدبير، واطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي منذ اعطاء انطلاقتها سنة 2005 وهي تقوم بالدور المنوط بها، الذي يتجلى في دعم الفئات في وضعية صعبة،والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل (…)، وكذلك الاسراع الى انجاح الحوار الاجتماعي، و دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، لتسهيل ولوجها، والرفع من انتاجيتها، للارتقاء بتنافسية المقاولة المغربية، وكدا العمل على اصلاح المراكز الجهوية للاستثمار.

وفي ذات السياق، يقول جلالته يجب العمل على انجاح ثلاثة أوراش أساسية وهي كالتالي:

أولا: إصدار ميثاق اللاتمركز الاداري، داخل أجل لا يتعدى نهاية شهر أكتوبر

ثانيا: الإسراع باخراج الميثاق الجديد للاستثمار

ثالثا : اعتماد نصوص قانونية، تنص على تحديد أقصاه شهر لعدد من الادارات للرد على الطلبات المتعلقة بالاستثمار، وعلى عدم طلب الادارة من المستثمر وثائق او معلومات تتوفر لدى ادارة عمومية اخرى.

كل هذا قصد تحفيز وتشجيع الاستتمار ببلادنا، وخلق فرص الشغل، وتحسين جودة الخدمات، واصلاح الادارة.

حميد ملاح

باحث في القانون

إعادة نشر بواسطة محاماة نت