«بصمة المخ فى الإثبات الجنائى فى القضايا».. عنوان رسالة الدكتوراة الأولى من نوعها فى جامعة القاهرة، حصل عليها

الباحث هانى طايع

بتقدير جيد جداً من كلية حقوق بجامعة القاهرة، وأشرف عليها الدكتور الراحل مأمون سلامة، رئيس الجامعة الأسبق، وشملت لجنة المناقشة كلاً من الدكتور حسنين عبيد، أستاذ القانون الجنائى، نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، مشرفاً ورئيساً، والدكتور حسن ربيع، عميد حقوق بنى سويف، والدكتور عمر سالم، أستاذ القانون الجنائى بحقوق القاهرة.

قال الدكتور طايع: إن الله سبحانه وتعالى أحسن خلقه، ومن العقل يمكن معرفة المذنب والبرىء دون تحكم أو تدخل من البشر، فاستجابة العقل للمؤثرات تكون لا إرادية،

حتى إن الشخص نفسه لا يستطيع أن يؤثر فيها، وعن طريق المخ يجرى اختبار بصمة المخ، التى تستخدم كدليل إثبات فى المجال الجنائى، وحتى عهد قريب ظل استخدام البصمات التقليدية، حتى اكتشف العالم الأمريكى فارويل بصمة المخ، وهى لا تعتمد على الأثر البيولوجى DNA، الذى يتركه الجانى على مسرح الجريمة، وإنما على المعلومات المخزونة فى عقل المجرم، وما يحويه من تفاصيل وأحداث، ووقائع الجريمة التى ارتكبها، بعد معرفة أن المخ هو المصدر الأساسى المسؤول عن جميع أعمال الإنسان، وأنه هو الذى يقوم بالتخطيط والتنفيذ وتسجيل ما حدث فى الجريمة، وأن مرتكبها الفعلى يخزن أحداث الجريمة فى ذاكرته.

وأضاف «طايع»: بصمة المخ عبارة عن موجات، وإشارات مخية تسمى P300 للمعلومات عن الجريمة الموجودة فى الذاكرة (MERMER الذاكرة الداخلية للإنسان) التى يتم تسجيلها وتحليلها عند استرجاع المعلومات عن طريق الحاسب الآلى، وبالتالى يمكن التعرف على الشخص الفاعل الحقيقى، فعندما يتم وضع المشتبه فيه أمام شاشة كمبيوتر تعرض أمامه حدثاً ما،

وليكن مثلاً كلمة أو جملة أو أداة الجريمة كالسكين الذى استخدمه فى القتل، فإن النشاط العصبى فى دماغه يكون متزامناً، ويصدر موجة كهربائية يمكن قياسها عن طريق وضع مجسات أو أجهزة إحساس على الرأس، وتكبير هذه الأجهرة ويطلق على هذه الموجة الكهربائية P300.

وأشار «طايع» إلى أنه بجانب الأدلة المادية التى يمكن الحصول عليها من مسرح الجريمة، ومن أى مكان آخر، هناك مكان آخر يوجد فيه تسجيل كامل عن الجريمة هو ذهن المجرم الذى ارتكبها، وبواسطة الجهاز الجديد الذى اخترعه الدكتور Farwell يمكن استخدام تسجيل هذا المخزون المعلوماتى عن الجريمة، والاستفادة منه فى البحث، والتحقيق الجنائى،

وتحقيق الأمن، ومواجهة الاستخبارات الخارجية المعادية، ولذلك فإن هذا دفع إلى اليقين، والوثوق من أن هذا الاختراع العلمى الجديد والتكنولوجى، يعتبر دليلاً معقولاً أمام القضاء.

وأوضح أن اختبار بصمة المخ حكم بقبوله، واقتنعت المحكمة بمقاطعة pottawattamie وأخذت به كدليل، وحكمت ببراءة تيرى هارينجتون Terry Harrington فى قضية قتل جون شوير John Schweer، وحصل المتهم فيها على البراءة بعد أن قضى 25 عاماً فى السجن، والآن يتمتع بالحرية،

بعد أن ظهرت براءته بعدالة القانون وبفضل بصمة المخ التى ساعدت فى وقوع القاتل السفاح جميس ب. جريندر فى قبضة العدالة، وأخذت بها المحكمة كدليل إدانة وعوقب بالسجن مدى الحياة، وهذه التقنية ليست مصممة للاستخدام أثناء الاستجواب، فهى لا تتطلب أى أسئلة أو إجابات، لأنها تكشف، وبموضوعية ما إذا كانت معلومات معينة موجودة فى مخ المتهم أم لا، بغض النظر عن كذب، أو صدق الأقوال التى يدلى بها، فالمخ هو الذى يتحدث فهو بمثابة الشاهد الذى لا يخطئ.

واعتبر «طايع» أن كل التجارب أثبتت أنه من الممكن الحصول على أدلة من المخ، أو العقل بأسلوب دقيق يمكن الاعتماد عليه فى الإجراءات الجنائية دون اللجوء إلى إجراءات معقدة وعديدة أو أساليب محرجة للإنسان أو تنتهك كرامته الإنسانية، ومن أهم مميزات بصمة المخ أنها قليلة التكاليف، ولا تحتاج إلى وقت فى إجرائها والحصول على نتائج فورية، وتعد وسيلة فعالة فى إثبات الجرائم، والكشف عن مرتكبيها حتى إنه يمكن الوقاية من الجرائم.