ديوان المراقبة العامة يعد خطة لمحاربة الفساد

نشر يوم الأربعاء الماضي خبر في إحدى الصحف المحلية مفاده أن ديوان المراقبة العامة يعكف حاليا على ترجمة التوجيهات السامية التي جاءت في خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى عن محاربة الفساد إلى خطة عمل تعنى بكل مفاهيم الرقابة. (انتهى الخبر).

هذا التوجه من ديوان المراقبة العامة يفترض أن يكون دائماً غير متوقف على مرحلة زمنية أو مناسبة ما. ولكن مع التوجيهات السامية فالأمر يعني أن هناك خللاً ما في عمل ديوان المراقبة العامة أو في آلية عملها، فالاعتراف بوجود الفساد أمر لا يستطيع أحد نكرانه مهما كانت صورته، فمن قراءة للخطاب الضافي لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله أمام مجلس الشورى نستطيع أن نجزم بالرغبة الصادقة من القيادة الحكيمة في ضرورة محاربة الفساد في الأجهزة الحكومية، فالاعتراف بوجود الفساد هو البداية الصحيحة لمحاربته، فنحن نؤمن بأننا لسنا مجتمعاً ملائكياً بل مجتمع كباقي المجتمعات يعم فيه الخير والشر لذا فوجود الفساد أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي ان يتحول إلى ظاهرة، وحين نقول الفساد فنحن نعني المفهوم الواسع لهذه الكلمة، فصور الفساد لا يمكن تعدادها ولكن يمكن إجمالها بأنه كل إنحراف عن ما تنص عليه الأنظمة والمقاصد التي تسعى إليها.

لذا حرياً بديوان المراقبة العامة الإسراع بتطوير آليات عمله والبعد عن الأساليب البيروقراطية في الرقابة، ونتمنى التطوير المستمر فالمسؤولية الملقاة على عاتق الديوان ليست بالمهمة السهلة وندرك مدى حجم العمل، ولكن الوطن والمواطنين ينتظرون منكم الكثير فلا تخذلوهم.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت