_ أولاً : حق اكتساب العضوية : الأصل أن ممارسة هذا الحق تقتصر على الدول : 

الأصل أن للدول وحدها الحق في اكتساب العضوية في المنظمات الدولية وذلك باعتبارها الأشخاص الأولى للقانون الدولي . ويقصد بالدولة تلك التي تتكون من عناصر ثلاثة هى الشعب والاقليم والسيادة ولكي تكون سيادة الدولة كاملة ينبغي أن تتوافر لها فرصة ممارستها على المستوى الداخلي وذلك بتمتعها بسلطة ممارسة اختصاصاتها في مواجهة رعاياها ، وعلى المستوى الخارجي وهذا ما يتمثل في استقلالها عن غيرها من الدول . ومن المشاكل التي لفتت الأنظار مشكلة انضمام الدول الصغيرة جداً للمنظمات الدولية ، فبالرغم من تمتع تلك الدول بوصف الدولة فان حجمها لا يؤهلها لتنفيذ الالتزامات التي ينص عليها ميثاق انشاء هذه المنظمة . ومن الجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي قام بتشكيل لجنة من الخبراء لبحث هذه المشكلة الا أن هذه اللجنة لم تستطع أن تصل الى حل . الا أن اتجاه منظمة الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة هو قبول الدول الصغيرة جداً في عضويتها .

واذا كان الأصل أن العضوية في المنظمات الدولية تقتصر على الدول فانه يمكن لكيانات أخرى غير الدول أن تكتسب هذه العضوية على سبيل المثال تعترف جامعة الدول العربية بحق العضوية لمنظمة التحرير الفلسطينية . ويمكن لمنظمة دولية أن تكتسب كمبدأ عام عضوية منظمة أخرى وان كان ذلك نادراً وقوعه كعضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مركز الشرق الأوسط الاقليمي للنظائر المشعة للدول العربية . والدولة باعتبارها الشخص الأول والرئيسي للقانون الدولي العام وبدونها لا تولد المنظمة الدولية فان صفتها كدولة ليست شرط ابتداء فقط وانما شرط بقاء كذلك وتبعاً اذا زالت هذه الصفة وذلك بفقد عنصر من عناصر تكوينها فانها تفقد بالتبعية عضويتها في المنظمة الدولية . مثال : فقدت مصر وسوريا مقعديهما في منظمة الأمم المتحدة نتيجة لاندماجهما معاً فيما عرف بالجمهورية العربية المتحدة لتحصل هذه الأخيرة على مقعد واحد .

_ ثانياً : شروط اكتساب العضوية : 

لكي تكتسب دولة معينة عضوية احدى المنظمات الدولية لابد من توافر مجموعة من الشروط الموضوعية والشكلية .

_ الشروط الموضوعية : 

كقاعدة عامة يجب أن تكون الدولة كاملة السيادة بأن يكون لها سلطة ادارة شئونها الداخلية وأن تكون كذلك مستقلة في ادارة شئونها ، وفيما عدا ذلك تشترط كل منظمة دولية شروطاً خاصة تتفق مع الهدف من انشائها .

وهكذا نجد أن ميثاق الأمم المتحدة يشترط في الدولة راغبة الانضمام اليها أن تكون دولة محبة للسلام وأن تأخذ نفسها بالالتزامات التي ينص عليها هذا الميثاق وأن تكون قادرة على تنفيذ هذه الالتزامات راغبة فيها . ومن الجدير بالذكر في هذا الشأن أن الأمم المتحدة قد تساهلت عند تقدير صفة الدولة خاصة فيما يتعلق بعنصر السيادة فيمن يطلب العضوية وذلك انطلاقاً من سلطاتها التقديرية في هذا الشأن هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نتيجة لتأثرها بالاعتبارات السياسية ، مثال اعتبرت الأمم المتحدة الهند من الأعضاء الأصليين برغم أنها لم تكن قد حصلت على استقلالها بصورة رسمية .

ومن المنظمات الدولية ما يشترط صفة معينة فيمن يرغب في عضويتها كما هو الشأن في جامعة الدول العربية . فاشترط ميثاق هذه الأخيرة فيمن يطلب العضوية أن يكون دولة مستقلة عربية ، ويلاحظ أولاً في هذا الشأن أن جامعة الدول العربية قد توسعت في مفهوم الاستقلال كما فعلت منظمة الأمم المتحدة فقبلت في عضويتها دولاً لا تتمتع باستقلال كامل مثل سوريا ولبنان وشرق الأردن بل أن الجامعة قد خرجت عن المفهوم القانوني للدولة عندما منحت منظمة التحرير الفلسطينية العضوية الكاملة ولا يخفى علينا مدى تأثر الجامعة بالاعتبارات السياسية في هذا الشأن . ويلاحظ ثانياً أن صفة العروبة تعد شرطاً لقبول الدولة عضواً في الجامعة .

وقد تشترط بعض المنظمات الدولية شروطاً جغرافية كمنظمة الوحدة الأفريقية .

_ الشروط الشكلية : 

وكمبدأ عام فان المنظمات الدولية تتفق فيما بينها على مسألة أولية في هذا الشأن وهى أن كل دولة ترغب في الحصول على عضويتها يجب أن تتقدم بطلب عضوية .

وفيما عدا هذه المسألة الأولية وهى تقديم العضوية نلاحظ أن المنظمات الدولية تختلف فيما بينها في بقية الشروط الاجرائية ، فمن المنظمات الدولية ما يشترط مواثيق انشائها موافقة كافة أعضاء المنظمة على قبول العضو الجديد ، مثال الانضمام الى جامعة الدول العربية وحلف الأطلسي . كذلك قد يشترط الميثاق المنشئ للمنظمة أن يصدر قراراً اجماعياً من الجهاز المختص بمسألة العضوية . مثال ذلك معاهدة روما المنشئة للسوق الأوروبية المشتركة . وقد يكتفي لقبول الانضمام الى المنظمة الدولية موافقة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت . مثال ذلك منظمة الأمم المتحدة بعد توصية صادرة من مجلس الأمن بأغلبية 9 أصوات من بينها الدول الخمس الدائمة العضوية أو على الأقل عدم اعتراض احداها .