جريمة التعرض للآداب العامة

حلب
المحامي حنا مراد 3|3
يعاقب على التعرض للآداب العامة بإحدى الوسائل المذكورة في الفقرة الأولى من المادة /208/ بالحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات .

– العناصر المكونة لجريمة التعرض للآداب العامة هي :‏
1ـ الركن الأول : أي الفعل المادي‏
2ـ الركن الثاني : العلنية‏
3ـ الركن الثالث : القصد الجرمي‏
فيما يخص العقد الجرمي فقد فرق المشرع السوري بين حالتين :‏

الأولى : ارتكاب الفعل في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرض للأنظار . ففي هذه الحالة يعتبر القصد متوافراً بمجرد ارتكاب الفعل بإرادة الفاعل ، ما لم يثبت حسن نيته بانعدام القصد السيئ في عمله‏
مثال : من يقوم بالتبول في مكان عام إذا اثبت أن ذاك الفعل كان بدافع المرض فلا جريمة في فعله لانعدام القصد الجرمي فيه .‏
مثال آخر : الأفعال التي ترتكب في حالات الضرورة أو القوة الـقاهرة التي لا يمكن معها الاحتياط ، كالمرأة التي تخلع ملابسها علناً تحت تأثير التهديد أو التنويم المغناطيسي .‏

أو الشخص الذي يخلع ملابسه تجنباً لحريق أو فيضان أو ما شابه ذلك .‏
الثانية : إذا شاهد الفعل بسبب خطأ الفاعل من لا دخل له به.‏

كمن قام بالاحتياط اللازم لستر فعله عن أنظار الناس فإذا بها تدركه عن طريق التلصلص وحب الاستطلاع فتفضحه .‏
– والملاحقة تتم من قبل أي فرد من أفراد الضابطة العدلية اطلع على الجريمة أو علم أو سمع شيئاً عنها أو أمر بالتحقيق فيها ضمن الأصول الجزائية القانونية .‏
– والاختصاص ينعقد لمحكمة بداية الجزاء بالنظر للحد الأعلى للعقوبة ( ثلاث سنوات )‏
– والشروع بأعمال التحضير غير معاقب عليه في هذه الجريمة إذا ما ظل دون الفعل الذي يتكون منه الركن المادي .‏
– والسؤال الذي يخطر على بال كثير من الناس : وهو ( هل الإفطار في شهر رمضان مخالف للآداب العامة ) .‏
– الجواب عليه : يتعلق بتحقيق العلنية في الفعل‏
– كما رأينا : أن العلنية تتحقق بارتكاب الفعل المخالف للآداب العامة في المحال العامة أو المباحة للجمهور . أو المعرضة للأنظار . أو يشاهد الفعل من لا دخل فيه بخطأ من الفاعل .‏

– ولما كان من طبيعة فعل الإفطار في رمضان ألا يكون مخالفاً للآداب العامة إلا في بلاد معينة ، أو أن يكون أمام الصائمين لما فيه من امتهان لشعور السواد الأعظم من المواطنين .‏
فالفعل الذي يقع في مجتمع بعاداته وآدابه يكون مخالفاً للآداب العامة .‏
وكذلك الفعل الذي يقع في مطاعم معرضة لأنظار المارة .‏
– أما إذا كان الفعل واقعاً في مطعم غير معرض للأنظار ويوجد فيه غرف خاصة مفصولة بحواجز أو في أماكن خاصة مفصولة بحواجز أو في أماكن خاصة أو في البيوت والمنازل فلا يشكل جرم التعرض للآداب العامة .‏

– وأخيراً : تشير إلى أن جريمتي التعرض للآداب العامة (والأخلاق العامة ) تجمعهما فكرة واحدة هي حماية الشعور العام من أن يتأذى من الجرأة على القواعد والآداب والفضائل التي تعارف الناس على احترامها .‏
– إلا أنهما تتميزان عن بعضهما من حيث وسائل العلنية المرتكبة بها .‏

– فإذا كانت الوسيلة قد تمت ( بالأعمال والحركات ) فقط كانت الجريمة من نوع التعرض للآداب العامة .‏
– أما إذا كانت الوسيلة قد تمت ( بالكـلام أو الصراخ أو بوسائل التعبير الأخرى كتابة أو رسماً وما شابه ) كانت الجريمة من نوع التعرض للأخلاق العامة .‏