مذهب العلم والصياغة عند جيني

نشأ هذا العلم في القرن العشرين على يد جيني وهذا العلم عبارة عن جملة من الآراء الصحيحة من النظريات السابقة ويرى جيني أن علم القانون علم معقد و أن فكرة تحليل هذا العلم يكون على أوجه رئيسية عنصر العلم من جهة وعنصر الصياغة من جهة أخرى فعنصر العلم يقدم الحقائق التي يمكن أن تصبح أساسا لبناء قواعد قانونية ملائمة أما عنصر الصياغة فهو الذي يتيح لنا أن نصيغ هذه القواعد التي دلنا عليها العلم ونجد أن الصياغة لها شكل معين يجعلها صالحة للتطبيق في المجتمع ويرى جيني أن عنصر العلم يتضمن أربعة أنواع من الحقائق وهذه , وهذه الحقائق استمدها من أحد المذاهب المذكورة سابقا وبالتالي أخذ هذه الحقائق من مبادئ و أسس ويعتبر بمثابة عوامل التي تؤثر في تكوين القواعد القانونية وتؤثر على المشرع ليصوغ القاعدة القانونية وهذه الحقائق تتمثل في

الفرع الأول : الحقائق الواقعية

وتتضمن جميع الظروف الطبيعية أو المادية أو المعنوية التي تحيط بنا وعلى سبيل المثال الأحوال الفزيولوجية الاقتصادية الاجتماعية الدينية …الخ ولكنها أمور يجب على المشرع أن يراعيها ويتبناها ويتأثر بها عند وضعه للقواعد القانونية فمثلا الجزائر كانت تعمل على أساس الحزب الواحد والنظام الاشتراكي وبتغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية تحولت الى التعددية الحزبية والنظام الرأسمالي وهذه العوامل تشكل القاعدة القانونية هنا كما أن هناك ظواهر تشبه الظواهر المادية من حيث خضوعها للقانون السببية وقد تكون ظروفا خاصة بالتكوين العضوي التي يمكن ردها على عوامل طبيعية.

الفرع الثاني : الحقائق التاريخية

تتضمن معرفة التطورات المختلفة التي مرت بها القواعد القانونية وكذلك المؤسسات القانونية ويمكن الاستفادة منها ومثال ذلك الأحزاب السياسية كما يؤخذ بعين الاعتبار هذه الحقائق.

الفرع الثالث : الحقائق العقلية :

تتضمن معرفة المبادئ التي توحي لنا بها العقل ويدلنا على صحتها .

الفرع الرابع : الحقائق المثالية

تتضمن الأهداف التي يطمح اليها كل مجتمع من المجتمعات مثل شخص يريد التعرف على أهداف المجتمع الجزائري و الأسس والحقائق التي يطمح للوصول إليها (العدل -المساواة –الحرية) فالدولة تتكفل بهذه المسائل ومع أخذ بعين الاعتبار المسائل الفيزيولوجية لذلك كما أن المجتمع هو الذي يتكفل بهذه الأهداف فمثلا حكم الزواج فالقانون لا يسمح بزواج الرجل قبل 21 سنة والمرأة قبل 18 سنة وهذا مراعاة لاعتبارات فيزيولوجية واجتماعية فالحقائق التاريخية تهدف إلى التطور التاريخي ومعرفة المراحل التي مر بها هذا الزواج أما الحقائق التاريخية تهدف إلى التطور التاريخي ومعرفة المراحل التي مر بها هذا الزواج أما الحقائق المثالية هدفها تبيان أن للزواج قيمة اجتماعية واقتصادية هدفهه بناء أسرة كأساس المجتمع.

والحقائق العقلية تدفعنا الى التنفكير في أن الزواج هدفه استمرار البقاء كما أن القانون يخضع الى غاية مرسومة يجب السعي اليه .