تعريف العالم الهولندي وليام ادريان بونجير للجريمة

يعرف العالم الهولندي (( وليام ادريان بونجير )) -(1876-1940) الجريمة بانها قعل يقترف داخل جماعه من الناس تشكل وحده اجتماعيه , ويضر بمصلحه الجميع او بالمصلحه الفئة الحاكمه او بواسطه اجهزه تعين لهذا الغرض , بعقوبه اشد قسوه من مجرد رفضها الاخلاقي .)) ومحور تعريف (( بونجير)) هو ان الجريمه فعل ضار بمصالح الجميع او بمصالح الطبقه التي تملك السلطه السياسيه وللتدليل على صحه موقفه هذا يضرب المثال التالي : قام عمال السكك الحديديه في هولندا باضراب جزئي عن العمل فاثار هذا الاضراب نقمه البورجوازيه واعتبرته عملا لا اخلاقيا , يجب ان يواجه بعقوبه قاسيه , مما حدا بالاكثريه البرلمانية ( وهي اكثريه بورجوازيه ) ان تتقدم الي مجلس النواب بمشروع قانون يقضي باضافه ماده جديده الي قانون العقوبات الهولندي , تتضمن تجريم اضراب عمال السكك الحديديه, والمعاقبه عليه بالحبس . ومع ان المشروع اثار نقمه عارمه لدى المنظمات العماليه ولقى معارضه شديده من قبل نواب حزب العمل في البرلمان, الا ان الاكثريه البرلمانية اقرته. ويعقب (( بونجير) على مثاله بقوله : لو كانت البروليتاريا تملك الاكثريه البرلمانية, لما احتوى قانون العقوبات الهولندي, على نص يعتبر اضراب عمال السكك الحديديه جريمه , لان القانون يسن في كل المجتمعات المقسومه الي طبقه حاكمه وطبقه محكومه, طبقا لاراده الطبقه الحاكمه .

يعترف (( بونجير)) بوجود عدد من النصوص في قانون العقوبات , تجرم افعالا موجهه ضد الطبقه الحاكمه والمحكومة معا كالقتل , والاغتصاب, ولكنه يفسر وجود هذه النصوص , بان الجرائم التي تعاقب عليها تهدد الطبقه المسيطره , في نفس الوقت الذي تهدد فيه الطبقه المسيطر عليها. ولو ان السلطه انتقلت الي يدى الطبقه الاخيره فستبقى هذه النصوص في قوانينها , ولن تقدم على الغائهها . ويعترف (( بونجير )) ايضا بوجود بعض النصوص الجزائيه في القوانين البورجوازيه تحمي طبقه البروليتاريا . ولكنه يقول : بان هذه الحاله استثنائية ونادره , وتفسيرها ان طبقه البروليتاريا ليست مجرده من القوه بصوره مطلقه . انها تمتلك قدرا من القوه رغم انه محدوده جدا لا تستطيع الطبقه البورجوازيه اسقاطه من حسابها بصوره تامه .

ويهتم الفقهاء السوفييت والفقهاء في دول الديمقراطيات الشعبيه اهتماما كبيرا بمفهومي ( الخطر الاجتماعي ) و( الضمير الاسشتراكي ) حين تعريفهم للجريمه فالجريمه عموما عندهم هي (( كل فعل ( او امتناع) خطرا اجتماعيا او مخالف للضمير الاشتراكي ))

(( والخطر الاجتماعي )) هو الحاله التي تنشا عن فعل يعرض نظام الدولة الاقتصادي والسياسي واسسه الايديولوجيه للخطر والضرر وعلى هذا الاساس يعد الفعل خطر اجتماعيا اذا كان موجها ضد النظام السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي للدولة, او ضد الملكيه الاشتراكية , او ضد النظام القانوني الاشتراكي , او كان موجها ضد حق المواطن في العمل , او في الحياه او في مممارسه حقه السياسي .

اما (( الضمير الاشتراكي )) فهو المعرفه . او ملكه اصدار الاحكام التي تتكون عند الفرد في المجتمع الاشتراكي , نتيجه تفاعله مع الافكار الاخلاقيه والسياسيه السائده في هذا المجتمع وهو ما يعبر عنه احيانا ب الاخلاق الشيوعيه

والجريمه في مقهوم هذا الضمير , سلوك مدان ومرفوض لانها فعل يضر بالمجتمع ويهدد مصالح العمال والفلاحين ويعرض امن وسلامه سائر افراد الشعب للخطر