الإنسانوية القانونية

الفقرة الأولى: تعريف

ندرج في هذا الإطار جملة من المفكرين القانونيين الذين يرفضون التقسيم الصارم والمصطنع برأيهم بين المثالية والوضعانية. كأننا بالمنتمين لهذا التقسيم يعتمدون تحديداً أحاديا للإنسان البشري. الإنسان هو روحاني؛ الإنسان هو مادي؛ الإنسان هو كذا. فيما الحقيقة أكثر تعقيداً لأن الإنسان مزيج من المثالية والمادية، هو روح وجسد. من هنا دقة مُهِمة فلسفة القانون: على فلسفة القانون تناول هاتين الوجهتين المثالية والمادية بآفاق إنسانية، من أجل إرساء توازن دقيق بين واجبات الناس وحقوقهم، بين مصالحهم الذاتية والمصلحة العامة..

الفقرة الثانية:الانتقائية

– فرانسوا جيني François Geny

هو الأكثر شهرة بأعماله الانتقائية. بحث جيني عن رؤية كاملة للقانون، ما جعله يبرز وجهتين في عمل القانوني: المُعطى والمَبني.

الفقرة الثالثة: ما يتجاوز الوضعانية

– ريبير Ripert

يخلص المفكر القانوني الفرنسي الكبير ريبير إلى الاستنتاج بأن تراجع القانون يعود سببه إلى فقدان القيم الأخلاقية التي تتفوق على القواعد القانونية. ولكن في البداية كان ريبير وضعياً بامتياز ومن هنا نقده للمفكر جيني وللقانون الطبيعي معلناً التزامه المذهب الوضعاني وضرورة الفصل بين القانون والأخلاق.

– جان دابين Jean Dabin

يندرج أيضاً ضمن هذا المفهوم المفكر دابين الذي يرى من ناحية أن الدولة المعاصرة تحتكر خلق القواعد القانونية والتي يجب تطبيقها إكراهياً ومن ناحية ثانية يرى في أن جوهر القانون يقع خارج القانون الدولاني: إنه يتجاوز الوضعانية، خارق للوضعانية إذا صحت ترجمة عبارة transpositif.

الفقرة الرابعة: المؤسساتية

– موريس هوريو Maurice Hauriou

فقيه كبير في القانون العام. ترك موريس هوريو أثراً هائلاً ولكن متناقض. وهذا التناقض لا يفلت منه إلا بقدرته الخاصة على التوليف. هو ينتمي بحسب قوله إلى الوضعانية المسيحية وفكره مزيج من القانون الطبيعي والفردانية والسوسيولوجيا.