أولاً : أهمية تحديد حدود الاقليم : 

تتضح هذه الأهمية من ناحيتين :

الأولى : أهمية تحديد حدود الاقليم بالنسبة لاختصاص الدولة الاقليمى :

حيث أن الاقليم هو المحدد لاختصاص الدولة طبقاً لنظرية الاختصاص حيث أن العلاقة بينهما لا تقبل التجزئة ، أى أن عند حدود الاقليم الخارجية تنتهى سلطات وصلاحيات الدولة بما لها من اختصاص اقليمى .

الثانية : أهمية تحديد حدود الاقليم بالنسبة لمنع المنازعات الدولية :

حيث أن ترك حدود الاقليم دون تحديد أو تحديدها بطريقة غير صحيحة يعد مصدراً رئيسياً للنزاعات الدولية مثل دولة ” شمال العراق وجنوبه ” ويجب ملاحظة أن عدم تحديد حدود الاقليم أو تحديدها بطريقة غير واضحة لا يؤثر فى قيام ونشأة الدولة .

ثانياً : المقصود بحدود الاقليم : 

يقصد بحدود اقليم الدولة تلك الخطوط الوهمية التى تفصل اقليم الدولة بعناصره الثلاثة عن أقاليم الدول المجاورة أو عن المناطق التى تخرج عن سيادة الدولة .

ثالثاً : مراحل تحديد حدود اقليم الدولة : 

1- الطريق الاتفاقى لتحديد حدود الاقليم : 

يمر الطريق الاتفاقى لتحديد حدود اقليم الدولة بالمراحل التالية :

_ المرحلة الأولى : وهى الاتفاق على مسألة الحدود : 

وهذه المرحلة تتصف بالطبيعة القانونية والسياسية ، فالتحديد عادة ما يتم عن طريق ابرام اتفاقية ما بين الدولتين أو الدول المعنية توضح الأسس والقواعد التى بناء عليها سوف يتم رسم الحدود على الطبيعه بين هذه الدول ، ويخضع هذا الاتفاق _ باعتباره تصرفاً قانونياً _ لشروط صحة التصرفات القانونية من حيث :

_ الأهلية الكاملة وسلامة الرضا من العيوب :

فالدولة التى تكون طرفاً فى مثل هذا الاتفاق يجب أن تتمتع بأهلية ابرامه وأن يكون رضاها خالياً من عيوب الرضا “الغلط أو التدليس أو الاكراه ” ولكن ينبغى ملاحظة أنه بالنسبة للاكراه لا يعتد الا بالاكراه الواقع على ممثل الدولة ، أما الاكراه الواقع على الدولة ذاتها فانه لا يعتد به .

_ محل وسبب الاتفاق مشروعين :

أى لا يتعارض أى منهما مع قاعدة آمره من قواعد القانون الدولى العام والا كان هذا الاتفاق باطلاً بطلاناً مطلقاً . مثال : أن يتضمن الاتفاق الاعتداء على السيادة الاقليمية لدولة مجاورة أو يتضمن الاعتداء على مناطق لا تخضع لسيادة أى من الدول .

_ المرحلة الثانية : اتفاق الترسيم أو التخطيط : 

يتم ابرام اتفاق آخر يستهدف وضع الاتفاق الأول موضع التنفيذ ويسمى هذا الاتفاق الثانى باتفاق الترسيم أو التخطيط . وهذا الاتفاق له طابع فنى أكثر منه قانونى .

_ المرحلة الثالثة : عملية مادية : 

حيث يتم وضع علامات على هذه الحدود وهى عملية ذات طبيعة مادية ، وتهدف الى وضع علامات متعارف عليها على الحدود لتحديدها تحديداً لا لبس فيه .

ويلاحظ أن الطريق الاتفاقى فى مسألة الحدود يضع نهاية حقيقية لهذه المسألة من ناحية ويؤدى من ناحية آخرى الى استقرار قانونى فى هذا المجال . ولا يشترط أن يتم ابرام اتفاق الترسيم أو التخطيط بعد اتفاق التحديد مباشرة فيمكن أن يمر وقت طويل بين الاتفاقيتين . مثال : كتحديد الحدود الفرنسية الأسبانية .

2- الطريق غير الاتفاقى لتحديد حدود الاقليم : 

_ التقادم : 

يمكن أن يكون أساس مشروعية الحدود فيما بين الدول ” التقادم الطويل المكسب ” اذا ما توافرت شروطه وأهمها الحيازة الهادئة غير المتنازع فيها والمستمرة لمدة كافية لا يتخللها الانقطاع .

_ القضاء : 

اذا لم تتوصل الدول المعنية الى اتفاق أو اذا اختلفت فى تفسيره أو حدث اختلاف حول توافر شروط التقادم فان الطريق الطبيعى هو اللجوء الى القضاء الدولى ” المحاكم الدولية أو التحكيم الدولى “، مثال : قضية طابا التى انتهت بالتحكيم الدولى بحصول مصر عليها عام 1989 .

رابعاً : أنواع الحدود : 

استقر الفقه والقضاء على نوعين من الحدود هما : الحدود الطبيعية و الحدود الصناعية أو المصطنعة .

وفيما يتعلق بالحدود الطبيعية :

هى تلك التى توجدها الطبيعة مثل سلاسل الجبال أو الأنهار أو البحيرات .

أما بالنسبة للحدود الصناعية :

فيقصد بها تلك الحدود التى لا تتحكم فيها معالم الطبيعة وانما يتم الاتفاق عليها . ومن بينها ما قامت به الدول المستعمرة من وضع خطوط ادارية تفصل ما بين مستعمراتها وقد اعتبرتها الدول الجديدة المستقلة حدوداً دولية فيما بينها الا أن الحدود ” الادارية ” لم تراع الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية والدينية والحضارية ولذا فانها تعد من الاسباب الرئيسية للنزاعات ما بين هذه الدول حتى الأن .

_ قواعد تحديد الحدود البحرية والحدود الفضائية : 

وغنى عن البيان أنه فيما يتعلق بقواعد تحديد الحدود البحرية والحدود الفضائية فهى لا تخرج كأصل عام عن قواعد تحديد الحدود البرية ويمكن القول أن :

_ الاقليم البحرى للدولة قد حددته اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار بمسافة لا تتجاوز اثنى عشر ميلاً من خط الأساس العادى أو مجموع خطوط الأساس المستقيمة .

_ الاقليم الجوى يتحدد بطبقات الجو التى تعلو كل من الاقليم اليابس والاقليم البحرى الى الحد الذى يبدأ معه الفضاء .