تأثير الطلاق على الزوجة والأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم

الحقيقة التي لا يعرفها الكثير هي أن نصف حالات الزواج على مستوى العالم تنتهي بالطلاق وسواء حدث الطلاق في منزلك أو لأحد أصدقائك فإن الإنسان يتأثر بذلك بطريقة أو بأخرى، لذلك فمن الواجب أن نتساءل: ما هو تأثير الطلاق علينا كأشخاص وكعائلة أو حتى كمجتمع؟

أثره على المرأة

من وجهه نظر المطلقات من النساء فإن مشاعر الغضب تجتاحهن في البداية وقد لا يكون الغضب بسبب الطلاق نفسه، بل أحياناً بسبب إدراك المرأة مدى سوء اختيارها لشريك حياتها، والذي تبين أنه غير مناسب على الإطلاق، كذلك تشعر المرأة بأن جميع المحيطين بها يعتبرونها ضعيفة، وتمر بأزمة نفسية، حيث تحيط بها مشاعر الشفقة أينما ذهبت، مما يولد لديها مشاعر بالدونية، وبأنها أصبحت مخلوقا ضعيفاً مهما بلغت درجة استقلاليتها وقوة شخصيتها.

أثره على الأطفال
بالنسبة للأطفال فالأمر مختلف، فحال حدوث الطلاق يبدأ الطفل بالشعور بأنه مدار منافسة بين الأبوين للفوز به، مما يعني أن كلا منهما في محاولة السعي لكسبه إلى جانبه، وسيحاول إرضائه بجميع الطرق، مما يؤثر سلباً على صحته النفسية، ويبدأ بالتصرف بانعزالية بالنسبة لأقرانه، لأنه سيشعر بأنه مختلف بطريقة لا يمكنه إدراكها.

الطفل يكون دائم التساؤل حول السبب الذي يمنع والديه من أن يعيشا في المنزل نفسه، وأحياناً قد يشعر بالذنب لاعتقاده بأنه قد يكون السبب في هذا النزاع.

دراسة
وبحسب الأطباء النفسيين فإن الخاسر الأكبر في أي حالة طلاق يكون الأطفال، إذ تشير الدراسات إلى أن نسبة عالية من الأطفال الذين ينشأون في أسر مفككة ( الأبوان فيها مطلقان) يكونون غير قادرين على الحفاظ على حياتهم الزوجية وعادة ما تنتهي علاقاتهم الزوجية بالطلاق أيضاً.

هذا ومن جانب آخر، تشكل رعاية الأطفال بعد طلاق ذويهم مشكلة صعبة بالنسبة للمحاكم.. وتحتار المحاكم بين أن تعهد بالمسؤولية عن هؤلاء إلى الآباء أو تسمح للأم بنقلهم إلى الأماكن التي ستقيم فيها.. وينبغي على الآباء والقضاة إدراك آثار الطلاق على الأطفال، بحسب ما يقول الخبراء.

يقول الباحث وليام فابريكس، عالم نفس في جامعة ولاية أريزونا، إنها أصعب مشكلة تواجه المحاكم..
اسألوا أي قاض وسيقول لكم ذلك. وقد نشرت الدراسة في مجلة علم النفس العائلي.

جرس إنذار
ويصف الباحث دراسته هذه بمثابة جرس الإنذار بالنسبة للآباء والأمهات الذين يعتقدون أن بإمكانهم الانفصال دون التأثير على أطفالهم، فالأطفال الذين ينتقلون من منازلهم بسبب الطلاق حزينون.

اشتملت الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها على طلاب السنة الأولى، قسم علم النفس، حيث ملأ الطلاب استمارة مفصلة، وسئل الطلاب بالإضافة إلى أشياء أخرى حول ما إذا انتقلوا إلى أماكن تبعد بالسيارة ساعة واحدة عن منزلهم الأصلي.

كذلك وجهت أسئلة عدة إلى الطلاب لتحديد درجة العدوانية لديهم، والسعادة أو عدمها، وحول الصحة التي يتمتعون بها، بالإضافة إلى مدى تأثير الطلاق على نظرتهم إلى الحياة بشكل عام.

وكان حوالي 600 طالب من أصل 2067 شملتهم الدراسة لأبوين مطلقين.. وأفاد هؤلاء بأن الانفصال بين آبائهم وأمهاتهم كان ضاراً بهم في معظم مناحي حياتهم.

وكان هؤلاء الطلاب مختلفين عن غيرهم بما يلي:
· زيادة صفة العدوانية لديهم.
· وصفهم المسؤولون الجدد عنهم بأنهم سيئون ولا يشكلون مصدر دعم لهم.
· أفاد الطلاب بأن آباءهم كانوا لا يطيقون أمهاتهم.
· وصف الطلاب حياتهم بشكل عام بأنها أقل كفاية من حياة الأطفال الآخرين الذين بقوا مع آبائهم وأمهاتهم.

* كانت صحة هؤلاء الطلاب أسوأ من زملائهم.
وأضاف الباحث: إنه حين انتقل الأب من المنزل بعد الطلاق، فإن أثر ذلك على الأطفال كان مثل الأب تماماً.

شيء صعب
قال فابريكس: ومع ذلك لم يكن لدى المحاكم وسائل يستطيعون بها وقف الآباء غير الأوصياء على أبنائهم عن الرحيل عن المنزل.

وتقول نادين كاسلو، أستاذة علم النفس والعلوم السلوكية في جامعة إيموري ” إن الطلاق شيء صعب على الأطفال مهما كانت الظروف”.

وأضافت، ” يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا متنبهين لردود الفعل العاطفية لدى أطفالهم.. وعلى افتراض عدم وجود عنف أو إساءة للأطفال في المنزل، فكلما كان هؤلاء قريبين من آبائهم وأمهاتهم، كلما كان ذلك أفضل.