بحث و دراسة عن الدور القانوني لهيئة الامم المتحدة

مقدمة

بدأت الأمم المتحدة بمصافحات أيدٍ، تحدوها آمالٌ عِراضٌ في تحقيق الحلم، الذي طالما راود المجتمع الدولي، بالاتحاد لمنع الحروب، وحل مشكلات العالم بطريقة سلمية. إلا أنه، وبعد مرور ما يزيد عن نصف قرن على إنشاء المنظمة الدولية، بدا أن هناك تبايناً كبيراً في وجهات النظر، حول ما آلت إليه هذه المنظمة، وفي مدى نجاحها في تحقيق الهدف، الذي قامت من أجله.

عديد من الآراء، ترى أن الأمم المتحدة، ما هي إلا رجل البوليس المكلف، بتحقيق السلم والأمن العالميين. غير أنها لم تكن مؤثرة، في هذا السياق، على الدوام. وجهات نظر أخرى تُبَوِّئُ الأمم المتحدة منزلة الحكومة العالمية، التي تتدخل، في كثير من الأحيان، في شؤون حكومات الدول الأعضاء، بما قد يعقد الأمور أحياناً. إلا أن كثيراً من المحللين السياسيين، يرون أن الأمم المتحدة، تقوم بدورها الحقيقي، بوصفها منظمة عالمية تنشر السلام، وتقوم بحل النزاعات بطريقة سلمية.

وعلى الرغم من كل هذا التباين، وكل هذه الانتقادات، صارت الأمم المتحدة، في عصرنا هذا، واقعاً مرئياً يقتحم علينا عالمنا السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، واقعاً صامداً بين عالم مليء بالمتناقضات السياسية، وتعدد القوى والمصالح والأهواء. ومن بين نجاح وفشل، وتقارب وتباعد وتجاذب وتنافر، اتفق العالم، بكل تكتلاته السياسية، وأهوائه، وأيديولوجياته الفكرية، على ضرورة بقاء الأمم المتحدة، إن لم تكن بوصفها أداة حسم في إيقاف الحروب الدامية، وفض الاشتباكات، وحل المنازعات، فبوصفها رمزاً للأمل، وللسلام القائم على العدل، ولنصرة المغلوب على أمره، وصوتاً يعلو فوق صوت أسلحة الدمار.[hr]f-law2
06-25-2007, 09:53 PM

ميلاد هيئة الأمم المتحدة

أولاً: الأمم المتحدة “مدخل تاريخي”:

يعجب الناظر في تاريخ العلاقات الدولية من كثرة الحروب، التي نَشِبَتْ بين الدول. هذه الحروب التي جلبت الموت، والخراب، والدمار، على ملايين البشر، على مدى عصور متطاولة. ويشتد العجب حينما نجد المنتصر، في زهوه وخيلائه، يتفاخر بالدمار الذي أوقعه بعدوه المنهزم، ويزهو بأَنْ دمر آلته العسكرية، وحطم منازل الأبرياء، وانتهك دور العبادة، ومناهل الثقافة. ويحتار الدارس، حين يجد أن معظم هذه الحروب، كان من الممكن تفاديها، والحيلولة دونها، بالحلول السلمية التي تكفل الكرامة لكل جانب. لماذا، إذن، حاربت الدول بعضها بعضاً؟ الإجابة تكمن في تضارب المصالح، بين القوى المتحاربة، وتباين وجهات نظرها في تفسير الأحداث، وعدم السعي إلى تفاهم عادل، بدلاً من دق طبول الحرب.

وكان المفكرون، والفلاسفة، والمُحَنَّكُون، من الساسة، من أمثال: بيير ديبوا، ودانتي، وايراسموس، وكروشيه، أول من نادى بتكوين هيئة عالمية، تعرض فيها الدول وجهات نظرها في النزاع، بطريقة سلمية متحضرة، وعلى أساسٍ من احترام القانون. على أن يتضمن الرجوع إليها تعهداً بالخضوع لحكمها، على أي وجه كان. ويذكر التاريخ للمفكرين المسلمين، الفارابي، والكواكبي، دعوتيهما إلى فكرة تجميع شعوب العالم كله، تحت قيادة واحدة، ولا بأس أن تكون هذه القيادة على هيئة رئاسة جماعية.

وفي الواقع، بدأت دول العالم تأخذ خطوات حثيثة، لإيجاد صيغ للتعاون فيما بينها، منذ أمد بعيد. ففي القرن التاسع عشر، أقيمت المؤتمرات العالمية، لفض النزاعات، وللاتفاق على صيغة، تنظم المصالح الدولية المتعارضة. وبناءً على توصيات هذه المؤتمرات، أنشئت عديد من الاتحادات الدولية، مثل: اتحاد التلغراف الدولي (اتفاقية باريس في 17 مايو 1865)، واتحاد البريد العام (اتفاقية برلين في 10 أكتوبر 1874)، والاتحاد الدولي لحماية الملكية الصناعية (اتفاقية برن في 9 سبتمبر 1886)، وهيئة الإذاعة الدولية (اتفاقية روما في 7 يونيه 1903)، والاتحاد الدولي للتعريفة الجمركية (اتفاقية بروكسل في 5 يونيه 1890)، ومكتب الصحة الدولي (اتفاقية باريس في 9 ديسمبر 1907). كما أنشئت هيئة التحكيم الدولية (عرفت فيما بعد باسم: محكمة العدل الدولية)، بناءً على توصيات مؤتمر عقد في هولندا عام 1899.

وعلى الرغم من قصور هذه المؤتمرات والمنظمات، ومحدوديتها آنذاك، فإنها تُعَدّ اللبنات الأولى في مشروع إنشاء عصبة الأمم، ثم منظمة الأمم المتحدة بعد ذلك.

ثانياً: عصبة الأمم League of Nations

في يناير عام 1918، وبعد مرور ما يقرب من أربعة أعوام من القتال المرير في الحرب العالمية الأولى، تقدم الرئيس الأمريكي “ويلسون” (اُنظر صورة وودر ويلسون) بورقة ضَمَّنَها مجموعة من الآليات والمقترحات، لإحلال السلام العالمي، وقد بلغت هذه المقترحات 14 مقترحاً. ودعا في المقترح الرابع عشر إلى إنشاء رابطة أممية لدعم السلام، وحمايته، وردع الدول المعتدية. وبالفعل، وفي 11 نوفمبر 1918، وقعت حكومات الدول المتحاربة، آنذاك، هدنة لوقف إطلاق النار. ثم تلا ذلك الإعداد لمؤتمر السلام، في باريس، عام 1919 (اُنظر صورة معاهدة فرساي).

واستمرت المحادثات، التي اشتركت فيها وفود 32 دولة، في قصر فرساي، بالقرب من باريس، قرابة 6 أشهر، ورأس الوفد الأمريكي، آنذاك، الرئيس “ويلسون”؛ إذ أسهم، إلى حد كبير، في إخراج معاهدة فرساي، في صورتها النهائية. وقد تم التوقيع على معاهدة فرساي في 28 يونيه 1919، ثم أصبحت سارية المفعول في 10 يناير 1920. وتضمن البند الأول من المعاهدة الموافقة، لأول مرة، على إنشاء عصبة الأمم (اُنظر صورة اجتماع عصبة الأمم). إلا أن الغريب في الأمر، أن مجلس الشيوخ الأمريكي، آنذاك، رفض التصديق على المعاهدة، على الرغم من أن فكرة إنشاء العصبة كانت ترجع في المقام الأول إلى الرئيس الأمريكي “ويلسون”.

وهكذا أنشئت عصبة الأمم دون أن تنضم إليها الولايات المتحدة الأمريكية. غير أن جهود الرئيس “ويلسون”، في هذا الصدد، قوبلت بالتقدير اللائق بها، في وقت لاحق، حين حصل على جائزة نوبل للسلام لعام 1919، تقديراً لجهوده المتميزة في دعم السلام العالمي.

وقد بلغ عدد الأعضاء الأصليين للعصبة 42 دولة، ثم انضم إليهم عدد آخر، حتى بلغ عدد الأعضاء في بعض الأوقات إلى 58 دولة، من بينها دولتان عربيتان، هما: مصر، والعراق. وقد تنازع العصبةَ عند إنشائها تياران؛ أحدهما: أخلاقي مثالي غذته مبادئ الرئيس ويلسون، والآخر: واقعي، تزعمته الدول الأوروبية، بقيادة بريطانيا وفرنسا. ويطالب هذا التيار بأن تكون العصبة إطاراً قوياً لنظام الأمن الجماعي العالمي، والأوروبي، على وجه الخصوص. تحمي ما أفرزته معاهدة فرساي التي أمعنت في فرض شروط المنتصر على المنهزم، واستهدفت إدامة تعجيزه في النظام الجديد.

وقد بدأت المبادئ المثالية للعصبة تتهاوى بشدة، عندما تعرضت لأول اختبار حقيقي، وحدث ذلك حينما احتلت إيطاليا الحبشة في 5 مايو عام 1936، غير أن الدول الأوروبية لم تقم بواجبها برفض الاحتلال، وغضت الطرف عن التجاوزات الإيطالية وتخاذلت عن نصرة مبادئ العصبة، وغلبت ـ في الوقت نفسه ـ مبادئ السياسات الأوروبية المشبعة بالمصالح والأهواء الاستيطانية، أملاً في كسب إيطاليا إلى صفها في مواجهة ألمانيا النازية الصاعدة بقوة وإلحاح إلى سماء السياسة العالمية. لكن هذه السياسة المتخاذلة تجاه إيطاليا أصيبت بلطمة شديدة أطاحت بكل حساباتها، عندما انضمت إيطاليا إلى ألمانيا واليابان في محور الحرب العالمية الثانية التي وقعت بعد ما يقرب من عشرين عاماً على إنشاء عصبة الأمم. وأفرزت هذه التجربة المحبطة أسباباً قوية تشكك في قدرة عصبة الأمم على حفظ السلم والأمن الدولييْن، الأمر الذي دعا إلى التفكير جدياً في إيجاد منظمة بديلة، تتلافى عيوب العصبة. وفي الواقع كانت هناك أسباب سياسية واقتصادية أخرى عديدة، تدفع إلى التخلص من عصبة الأمم؛ فقد خُوِّلَت العصبة اختصاصاتٍ واسعةً في المجال السياسي، ومجال التعاون الدولي؛ إذ كانت تختص بفض المنازعات بالطرق السلمية، وتشرف على برامج خفض التسلح، وتتخذ كل الإجراءات اللازمة لرد أي عدوان على دولة عضو، كما خُوِّلَت آليات توثيق العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، بين الدول، والإشراف على إدارة بعض الأقاليم، والنهوض بها، ومع ذلك بدت السلطات الفعلية للعصبة متهافتة جداً. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أهمها:

1. عدم امتلاك عصبة الأمم ـ طبقاً لعهدها وتحت تأثير الاتجاه الأنجلو ـ سكسوني ـ سلطات حقيقية، تتناسب مع حجم المهام المنوطة بها، وكذا مع ما كانت تتمتع به من مساندة الرأي العام العالمي، وتضامنه معها.

2. استوجب كل ما صدر عن العصبة، ولو في صورة توصية، إجماع كل الدول الأعضاء، الأمر الذي أخضعها لأهواء الدول الكبرى ورغباتها الذاتية، بما أدى إلى تهافت حركة العصبة، وضعف تأثيرها.

3. لم ينص عهد العصبة صراحة على تحريم الحرب تحريماً مطلقاً.

4. أن الإجراءات الجماعية التي كانت تتخذها العصبة ضد الدولة المعتدية في حالة الحرب، لم تكن كافية، سواء أكانت إجراءات اقتصادية أم عسكرية، كما أن التدخل كان يأتي متأخراً في كثير من الأحيان.

5. لم تنجح عصبة الأمم في تحقيق صفة العالمية، ذلك أنها لم تضم، في أي وقت من الأوقات، كل دول العالم. كما ظل الطابع الأوروبي غالباً عليها. ففي السنوات الأولى، استبعد أعضاؤها المؤسسون ـ بناءً على رغبة الحلفاء المنتصرين ـ الدول المنهزمة في الحرب العالمية الأولى، كما ظل نشاط العصبة محروماً من مشاركة الدول الكبرى، إذ رفضت الولايات المتحدة الأمريكية الاشتراك فيها، ولم ينضم الاتحاد السوفيتي إلا عام 1934، وتم فصله عام 1939 بسبب اعتدائه على فنلندا، وانسحبت ألمانيا واليابان عام 1933، ثم تلتهما إيطاليا عام 1937. بما أدى إلى عدم تعاون هذه الدول في حالات اتخاذ إجراءات جماعية ضد دولة عضو.

وقد تفاعلت جميع هذه الأسباب بعضها مع بعض، لتقوم بتكبيل المنظمة بعدد من القيود جعلتها عاجزة عن حل عديد من النزاعات التي تحدث في العالم، الأمر الذي دفع دولاً أخرى إلى الانسحاب من المنظمة، أو الامتناع عن الإسهام في نشاطها.

هذا، فضلاً عن تهاون العصبة في الرقابة على تنفيذ برامج تحديد التسلح، بما أدى إلى زيادة تسلح بعض الدول، بصورة أخلت كثيراً بتوازن القوى في العالم.

وعلى الرغم من إخفاق “عصبة الأمم” في تحقيق معظم أهدافها، نجحت – من وجه آخر – في إفراز عديد من المبادئ الهامة التي مهدت الطريق لإقامة هيئة عالمية، عملت على أن تأخذ بكثير من المبادئ التي أقرتها عصبة الأمم، وأن تتلافى – في الوقت نفسه – أوجه القصور التي عانت منها. فكانت “هيئة الأمم المتحدة” “United Nations”، التي أُعلن عنها عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية في 26 يونيه 1945. وفي الفترة من 8 إلى 18 أبريل سنة 1946، عقدت الجمعية العامة لعصبة الأمم آخر دورة لها (الدورة الحادية والعشرين) في جنيف، وأُعلن في نهايتها عن تصفية عصبة الأمم رسمياً، وقررت جمعيتها العامة أن تؤول أموالها وممتلكاتها إلى الهيئة البديلة “هيئة الأمم المتحدة”.

ثالثاً: ميلاد هيئة الأمم المتحدة

كانت الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية من القسوة بمكان، بحيث لا يمكن تجاهلها أو نسيان ما خلفته. إذ تركت هذه الحرب ويلات لا يزال العالم يعاني من آثارها حتى الآن. استمرت هذه الحرب قُرَابَة ست سنوات (1939- 1945)، وتُعَدّ الخسائر التي خلفتها هي الأكبر في تاريخ البشرية على الإطلاق؛ إذ فقد العالم في هذه الحرب قرابة 50 مليون قتيلٍ. ولم يكن القتلى من العسكريين فحسب، وإنما عانى المدنيون كذلك من خسائر فادحة في الأرواح. فعلى سبيل المثال حصدت القنبلتان الذريتان اللتان أسقطتا على هيروشيما (Hiroshima) وناجازاكي (Nagazaki) أرواح 250.000 (مائتين وخمسين ألفاً) من المدنيين الأبرياء في ثوانٍ معدودة (اُنظر صورة القنبلة الذرية على هيروشيما).

كما كان لويلات الحرب العالمية الثانية (اُنظر صورة آثار الحرب العالمية الثانية)، وللفشل الذريع الذي صاحب عصبة الأمم، الأثرُ الكبير لتحرك العالم نحو تكوين هيئة دولية للمحافظة على السلم والأمن الدولييْن، فكانت “هيئة الأمم المتحدة” (United Nations). وقد مر إنشاؤها بعدة مراحل نسردها فيما يلي:

1. تصريح لندن (12 يونيه 1941):

اجتمع ممثلو أربع عشرة دولة من الدول الغربية ودول الكومنولث، في الثاني عشر من يونيه عام 1941، للتوقيع على وثيقة عرفت باسم “تصريح لندن” وقد تضمنت هذه الوثيقة حث دول العالم على التعاون لمنع الحروب ونشر السلم، ونصت على: “إن الأساس الحقيقي الوحيد الذي يرتكز عليه السلام هو التعاون الحر لشعوب حرة في عالم لا يخضع للتهديد أو العدوان، عالم يتاح للجميع فيه أن ينعموا بالأمن والاطمئنان، من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية. إننا عازمون على أن نعمل معا متعاونين مع الشعوب الحرة، في الحرب وفي السلم، في سبيل تحقيق هذا الهدف”.

2. ميثاق الأطلسي Atlantic Charter (14 أغسطس 1941):

وقد صدر هذا الميثاق عقب اجتماع الرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” (Franklin D. Roosevelt)، ورئيس وزراء بريطانيا “ونستون تشرشل” (Winston Churchill) في 14 أغسطس عام 1941 على ظهر البارجة البريطانية “برنس أوف ويلز” (Prince of Wales) (اُنظر صورة توقيع ميثاق الأطلسي).

ونص ميثاق الأطلسي على: “أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والوزير الأول السير/ تشرشل، ممثلاً لحكومة صاحب الجلالة في المملكة المتحدة، بعد لقائهما، يقرران وجوب التعريف لبعض المبادئ المشتركة للسياسة الوطنية لبلديهما، وهذه المبادئ هي التي يبنيان عليها آمالهما في مستقبل أفضل للعالم كله، وتلخص فيما يلي:

أ. أن بلديهما لا تحاولان القيام بأية عملية توسعية، أو غيرها.

ب. أنهما غير راغبين في رؤية أي تغيير يجري في كيان أي بلد لا يكون متفقاً مع الإرادة الحرة للشعوب ذات العلاقة.

ج. أنهما يحترمان حق كل الشعوب في اختيار نظام الحكم الذي يلائمها، ويتمنيان عودة السيادة والاستقلال لكل الشعوب التي حرمت منها بالقوة.

د. أنهما سيبذلان كل جهودهما، مع احترامهما الفائق لالتزاماتهما القائمة، لوضع التسهيلات الكافية أمام كل الدول، كبيرها وصغيرها، المنتصر فيها والمنهزم، وعلى مستوى من المساواة في الحقوق بالنسبة للتجارة، وحقوقها في المواد الأولية الضرورية لرفاهيتها الاقتصادية.

هـ. أنهما يتمنيان إقامة أوثق تعاون اقتصادي بين كل الأمم لتوفير أحسن ظروف للعمل من أجلها جميعاً، وضمان وضع اقتصادي أكثر ملائمة وتحقيق الضمان الاجتماعي.

و. أنهما يأملان في إقامة سلام يزود الأمم كلها بوسائل العيش في طمأنينة تامة ضمن حدودها السياسية، ويوفر لسكان كل البلاد التأكيدات اللازمة للأمان من الخوف والحاجة بعد التخلص من الطغيان النازي.

ز. على مثل هذا السلام أن يسمح لكل الناس باجتياز البحار والمحيطات دون أية عقبة.

ح. أنهما يعتقدان أن على كل أمم العالم، لأسباب مادية وروحية، أن تتوصل إلى التخلي نهائياً عن استعمال القوة. علما بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلم دائم إذا بقيت الأسلحة أداة تستعمل على الأرض، أو في البحر، أو في الجو، من قبل أمم تهدد أو تستطيع أن تهدد باللجوء إلى عمليات عدوانية خارج حدودها، وهما مقتنعان ـ بانتظار إقامة نظام أكثر اتساعاً واستمراراً لتحقيق الأمن العام ـ بأن تجريد مثل هذه الأمم من السلاح هو شرط أساسي. وأنهما سيشجعان على اتخاذ كل الإجراءات التي تنتهي عمليا إلى تخفيف الأثقال المرهقة لعملية التسلح بالنسبة للشعوب المحبة للسلام”.

وبعد فترة وجيزة من صدور ميثاق الأطلسي اشترك الاتحاد السوفيتي وتسع حكومات أخرى في التوقيع عليه.

3. تصريح الأمم المتحدة (أول يناير 1942):

هو بيان صدر في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية عقب اجتماع ممثلي ست وعشرين دولة، بهدف تشكيل جبهة عالمية ضد دول المحور. وقد نص التصريح على ضرورة إنشاء منظمة عالمية في أقرب وقت ممكن لتحقيق الأمن والسلام في جميع دول العالم (اُنظر صورة تصريح الأمم المتحدة).

والدول الموقعة على هذا التصريح كانت هي:

الولايات المتحدة الأمريكية ـ الاتحاد السوفيتي ـ المملكة المتحدة ـ الصين ـ أستراليا ـ كندا ـ بلجيكا ـ كوستاريكا ـ كوبا ـ تشيكوسلوفاكيا ـ الدومينيكان ـ بنما ـ السلفادور ـ اليونانـ جواتيمالاـ هاييتي ـ هندوراس ـ الهند ـ لوكسمبورج ـ هولندا ـ نيوزيلندا ـ نيكاراجوا ـ النرويج ـ بولندا ـ يوغسلافيا ـ جنوب أفريقيا.

وكانت هذه أول مرة يظهر فيها اسم “الأمم المتحدة”. وفي خطابه الذي ألقاه في 21 أكتوبر 1942، أمام مجلس العموم واللوردات البريطانيين، اقترح الرئيس الأمريكي روزفلت (اُنظر صورة فرانكلين روزفلت)، إطلاق اسم “الأمم المتحدة” على المنظمة المزمع قيامها. وقد لاقت هذه التسمية ترحيباً بين الأوساط البريطانية المسؤولة آنذاك.

وانضم في التوقيع على هذا التصريح بعد ذلك إحدى وعشرون دولة، من بينها خمس دول عربية هي: العراق، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وسورية، ولبنان.

4. تصريح موسكو (30 أكتوبر 1943):

وقد صدر هذا التصريح عقب اجتماع ممثلو الدول الأربع الكبرى، وهى: المملكة المتحدة (ومَثَّلَها السياسي الشهير أنتوني إيدن Anthony Eden)، والاتحاد السوفيتي (ومَثَّله فيينشسلاف مولوتوف وزير الخارجية)، والولايات المتحدة الأمريكية (ومَثَّلها وزير خارجيتها كوردل هول Cordell Hull)، ودولة الصين (ومَثَّلها سفير الصين في موسكو).

ومن النقاط المهمة التي نص عليها تصريح موسكو، ما يلي:

أ. استمرار القتال حتى تسلم القوات النازية دون قيد أو شرط.

ب. ضرورة إقامة دعائم للسلام.

ج. ضرورة إقامة تنظيم عالمي للمحافظة على السلم والأمن الدولييْن قائما على:

(1) مبدأ المساواة في السيادة بين كل الدول المحبة للسلام.

(2) أن تكون عضوية هذا التنظيم مفتوحة لجميع الدول المحبة للسلام صغيرها وكبيرها للمحافظة على الأمن والسلم الدوليين.

(3) العمل على توطيد القانون والنظام القائم على ضمان العدل.

(4) أن تتشاور الدول الأعضاء عند الضرورة للقيام بعمل مشترك لمصلحة الأسرة الدولية.

(5) كما أكد التصريح رغبة الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والاتحاد السوفيتي، والصين في إنشاء الأمم المتحدة والانضمام إليها.

5. تصريح طهران (أول ديسمبر 1943):

وقد صدر هذا التصريح بعد اجتماع كل من روزفلت وستالين وتشرشل بمدينة طهران في الفترة من 28 نوفمبر إلى أول ديسمبر 1943 لدراسة عدد من الموضوعات الملحة آنذاك، منها الخطط النهائية للهجوم على دول المحور في الحرب العالمية الثانية، ووضع الخطوط العريضة لمرحلة ما بعد الحرب.

وقد أكد هذا التصريح على عزم هؤلاء الرؤساء على التعاون مع جميع الشعوب الراغبة في السلام في السيطرة والقضاء على الاستعباد، وعلى ضرورة إقامة نظام للسلام العالمي، وفقاً لمبادئ تصريح الأطلسي.

6. مقترحات مؤتمر دمبرتون أوكس Dumbarton Oaks Conference (7 أكتوبر 1944):

عقد هذا المؤتمر بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية التي رأت أن يتم التشاور لإنشاء منظمة دولية تخلف عصبة الأمم بين الدول الكبرى أولاً. وقد قامت الولايات المتحدة بدعوة كل من المملكة المتحدة، والاتحاد السوفيتي، والصين إلى الاجتماع في دار دمبرتون أوكس بضاحية جورج تاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ولما كان الاتحاد السوفيتي لم يعلن الحرب على اليابان، فلم يكن ممكناً أن يجتمع ممثلوه مع ممثلي الصين التي كانت في حرب مع اليابان. ولذلك فقد عُقد المؤتمر على مرحلتين، الأولى بدأت في 21 أغسطس واستمرت حتى 28 سبتمبر عام 1944، واجتمع فيها ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والاتحاد السوفيتي، ثم أعقبها المرحلة الثانية في الفترة من 29 سبتمبر إلى 7 أكتوبر عام 1944، واجتمع فيها ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والصين. (اُنظر صورة مؤتمر ديمبرتون أوكس).

وقد مَثَّل الولايات المتحدة الأمريكية وفد تَرَأَّسَهُ إدوارد استيتينس (Edward Stettinius) نائب وزير الخارجية، ومَثَّل الاتحاد السوفيتي وفد تَرَأَّسَهُ أندريه جروميكو (Andrei Gromyko)، سفير الاتحاد السوفيتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومَثَّل المملكة المتحدة وفد برئاسة نائب وزير الشؤون الخارجية البريطانية، أما الصين الوطنية التي انضمت في المرحلة الثانية فقد مُثِّلت بوفد تَرَأَّسَهُ “كو” (V.K. Welling Koo)، سفير الصين لدى المملكة المتحدة. وقد تضمنت مقترحات دمبرتون أوكس ما يلي:

أ. قيام تنظيم دولي يعرف باسم “الأمم المتحدة” يكون من أهدافه حفظ السلم والأمن الدولييْنْ، وتحقيق التعاون الدولي في الشؤون الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية. على أن يعمل التنظيم على تحقيق هذه الأهداف طبقاً للمبادئ الآتية:

(1) المساواة بين الدول.

(2) حسن النية في تنفيذ الالتزامات الدولية.

(3) فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية.

(4) عدم استعمال القوة في العلاقات الدولية.

(5) مساعدة التنظيم الدولي، إذا اضطر إلى استعمال القوة.

(6) الامتناع عن مساعدة أي دولة يتخذ إزاءها أي عمل من أعمال القمع.

ب. يتكون التنظيم من الأجهزة (الفروع) الآتية:

(1) جمعية عامة: تتألف من مندوبي جميع الدول، وظيفتها النظر في المبادئ العامة للتعاون في حفظ السلم والأمن الدولييْن، والتعاون في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية.

(2) مجلس أمن: يتألف من الدول العظمى، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والاتحاد السوفيتي، والصين، وفرنسا، وستة أعضاء آخرين تنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين. ويختص هذا المجلس بالنظر في كل المشكلات الدولية التي من شأنها تهديد السلم والأمن الدولييْن، أو تعريضهما للخطر، كما أن للمجلس حق استخدام القوة ضد أي دولة تعمل على تهديد السلم، ووضع الخطط اللازمة لتخفيض التسلح.

(3) محكمة عدل دولية: وتقام على غرار محكمة العدل الدولية الدائمة التابعة لعصبة الأمم.

(4) أمانة عامة: تشمل أميناً عاماً، وعدداً من الموظفين.

ج. ليس في مقترحات دمبرتون أوكس ما يحول دون قيام تنظيمات إقليمية، وهذا ترضية للنزعة الإقليمية التي كانت مسيطرة على بعض أعضاء لجنة شؤون ما بعد الحرب.

د. حتى يقوم التنظيم الجديد تتشاور الدول التي اشتركت في تصريح موسكو، ووقعته بتاريخ 30 أكتوبر عام 1943، للقيام، نيابة عن التنظيم المزمع إنشاؤه، بالأعمال القهرية التي قد تلزم لحفظ السلم والأمن الدولييْن.

7. مؤتمر يالتا Yalta(4-11 فبراير 1945):

عقد الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، وهم: بريطانيا، والاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية، مؤتمراً في مدينة يالتا (Yalta) على ساحل البحر الأسود بمقاطعة كريميا السوفيتية، وكان ذلك في الفترة من 4 إلى 11 فبراير عام 1945(اُنظر صورة مؤتمر يالتا). وفيه تشكلت الصورة النهائية للهيئة الدولية. فبعد أن اتفق رؤساء الدول الثلاثة المجتمعة روزفلت (Roosevelt)، وستالين (Stalin)، وتشرشل (Churchill) على مجموعة من البنود الخاصة بإنهاء الحرب العالمية الثانية، وضعوا الصيغة النهائية لهيئة الأمم المتحدة، وتمثلت فيما يلي:

أ. دعوة الحكومات المحبة للسلام التي أعلنت الحرب على دول المحور، وقبلت تصريح الأمم المتحدة، ووافقت عليه في أول مارس عام 1945 لحضور مؤتمر سان فرانسيسكو لإبرام ميثاق التنظيم الدولي الجديد على أساس مبادئ مؤتمر دمبرتون أوكس.

ب. وضع قواعد التصويت في مجلس الأمن، ومنح الدول الخمس العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن (Big Five)، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، والصين مبدأ حق الاعتراض (الفيتو Veto).

ج. فيما يتعلق بالمستعمرات والدول غير المتمتعة بالحكم الذاتي، اتفق على أن: توضع الأراضي التي كانت تحت الانتداب في ظل نظام العصبة تحت نظام الوصاية في المنظمة الدولية الجديدة، ويضاف إليها الأراضي التي سوف تنتزع من الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية، ثم المستعمرات التي توضع تحت الوصاية بمحض إرادة الدولة المسؤولة عن إدارتها.

د. اتفقت الدول الثلاث على وضع نظام لمحكمة العدل الدولية.

8. مؤتمر سان فرانسيسكو وميثاق الأمم المتحدة (أبريل ـ يونيه 1945):

وجهت الدعوة لحضور هذا المؤتمر، إلى جميع الدول التي أعلنت الحرب على دول المحور، وقَبِلَت تصريح الأمم المتحدة.

وقد بلغ عدد الدول التي أعلنت الحرب على دول المحور آنذاك، ستاً وأربعين دولة، منها: لبنان، وسورية، والعراق، والمملكة العربية السعودية.

ثم انضمت إلى هذه الدول بعد ذلك أربع دول أخرى هي: الأرجنتين، والدانمارك، وأوكرانيا، وبيلاروسيا، بعد موافقة مؤتمر يالتا على تمثيل الأخيرتين بوصفهما جمهوريتين مستقلتين.

وبحضور ممثلي الدول الخمسين، عُقد مؤتمر سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 25 أبريل إلى 26 يونيه عام 1945. وتَكوّن المؤتمر من أربع لجان عامة، تفرعت عنها أربع لجان خاصة، وهذه بدورها تفرع عنها لجان فنية. واتُّخِذَت مقترحات دمبرتون أوكس أساساً لهذا الاجتماع. فكان يُعْرَضُ كل اقتراح من اقتراحات دمبرتون أوكس على لجنة فنية، وبعد المناقشات وإدخال التعديلات، تُصاغ هذه المقترحات من الناحية القانونية، ثم تُعرض للتصويت في عدة لجان أخرى، وبعد إقرارها من قِبَل هذه اللجان، تُعرض على المؤتمر لأخذ الموافقة عليها، حتى اكتملت الوثيقة النهائية، ووُفِق عليها بالإجماع في 26 يونيه 1945 (اُنظر صورة مؤتمر سان فرانسيسكو)، وتلا ذلك توقيع الدول الخمسين على هذه الوثيقة التاريخية التي سميت بـ “ميثاق الأمم المتحدة” (اُنظر صورة ميثاق الأمم المتحدة). وقد احتوى هذا الميثاق على مائة وإحدى عشرة مادة، وأصبحت المنظمة حقيقة واقعة في 24 أكتوبر سنة 1945، حينما أودعت كل من: فرنسا، والصين، والاتحاد السوفيتي، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وغالبية الدول الموقعة على الميثاق، وثائق التصديق على الميثاق؛ ولذا عُدّ يوم 24 أكتوبر من كل عام “يوم الأمم المتحدة”.

وفي الفترة من 24 نوفمبر إلى 22 ديسمبر من عام 1945، عُقِدَت اجتماعات اللجنة التحضيرية في لندن، وشارك فيها ممثلو خمسين دولة؛ إذ بحثت اللوائح الداخلية الخاصة بالجمعية العامة (General Assembly)، ومجلس الأمن (Security Council)، والمجلس الاقتصادي الاجتماعي (Economic and Social Council)، ومجلس الوصاية (Trusteeship)، ومحكمة العدل الدولية (International Court of Justice)، ومشروع المزايا والإعفاءات التي تمنح لهيئة الأمم المتحدة وموظفيها.

وقد عقدت أول دورة “للجمعية العامة” للأمم المتحدة بمدينة لندن يوم 10 يناير عام 1946 (اُنظر صورة الدورة الأولى)، ووُفِق، في هذه الدورة، على المشروعات التي تقدمت بها اللجنة التحضيرية، كما انْتُخِب الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، وأعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وأعضاء محكمة العدل الدولية، وكذلك انْتُخِب في هذا الاجتماع “تريجف لي” “Trygve Halvdan Lie”، أَوَّل أمين عام للأمم المتحدة، بالإجماع.

أما أول اجتماع لمجلس الأمن، فقد انعقد في نفس الشهر، وبالتحديد في 17 يناير عام 1946، وكان عدد الأعضاء الدائمين وغير الدائمين، في مجلس الأمن آنذاك، 11 عضواً (اُنظر صورة أول اجتماع لمجلس الأمن).

وبتأليف مجلس الوصاية، في القسم الثاني من الدورة، في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر، من عام 1946، تكون الأمم المتحدة بذلك قد استكملت جميع أجهزتها الرئيسية.

رابعاً: مقر هيئة الأمم المتحدة:

بعد توقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو وخروج المنظمة الدولية إلى النور، كان إيجاد مقر دائم لهذه المنظمة من الأمور التي كان لها الأولوية في ذلك الوقت. فأثناء الفترة ما بين 1945-1952، اتخذت المنظمة الدولية مقرات مؤقتة وغير دائمة، ففي السنوات الأولى، كان المقر الرئيسي هو فندق مانهاتن وسط مدينة نيويورك(Midtown Manhattan Hotel)، ثم نقل المقر الرئيسي للمنظمة بعد ذلك إلى كلية هانتر في برونكس (Hunter College in The Bronx)، ثم نُقِل إلى مصنع سابق لصناعة أدوات ملاحة الطائرات والسفن (Speny Gyroscopic Plan) في لونج آيلند (Long Island). وظل هذا المقر هو المقر الرئيسي للأمم المتحدة لمدة أربع سنوات قبل انتقالها أخيراً إلى مقرها الحالي. وكان من المفارقات العجيبة أن يصير مقر صانعي السلام هو المكان الذي كان قد تخصص في صناعة أدوات الحرب في زمن سابق.

وأثناء هذه الفترة لم تأل المنظمة جهداً في البحث عن مقر رئيسي نهائي لها؛ فتكونت لجنة بحث عن المكان المناسب للمنظمة، وكانت مدينة سان فرانسيسكو من المدن المقترحة لذلك، إلا أنه لبعدها البالغ رفض السوفيت هذا الاقتراح. كما اقترحت مدينة فيلاديفيا، لكن الاقتراح لم يلق قبولاً كذلك. غير أن العرض السخي الذي قدمه الثري الأمريكي الشهير جون روكفلر (John D. Rockefeller, JR) حسم الأمر نهائياً لصالح مدينة نيويورك، إذ تبرع روكفلر بمبلغ 8.5 مليون دولار لشراء قطعة أرض مساحتها 18 فداناً بمدينة نيويورك، ثم قامت مدينة نيويورك كذلك بتقديم أراض أخرى لإكمال مشروع إنشاء مقر هيئة “الأمم المتحدة” (اُنظر صورة مقر المنظمة في الأربعينات) و(صورة المجلس الاستشاري المعماري) و(صورة حجر الأساس) و(صورة إنشاء مقر المنظمة). ويُعد المكان الذي تقع فيه الهيئة الدولية خارجاً عن الحدود الأمريكية، على الرغم من وجوده في قلب مدينة نيويورك؛ حيث يمثل “ملكية دولية”، لا “ملكية أمريكية”. ثم صدر عن اجتماع الجمعية العامة في دورتها الأولى بلندن، في 14 فبراير 1946، قرار يقضي باتخاذ مدينة نيويورك مقراً مؤقتاً للمنظمة الجديدة. ولم يمض على هذا القرار 10 أشهر حتى تقرر اتخاذ مدينة نيويورك مقراً دائماً للمنظمة، إعمالاً للقرار الصادر عن الجمعية في القسم الثاني من نفس الدورة بتاريخ 14 ديسمبر 1946.

ويتكون المركز الرئيس للهيئة الدولية من أربعة مبان:

1. مبنى الجمعية العامة ذو القبة الصغيرة.

2. مبنى الأمانة العامة، ويتكون من 39 طابقاً من الألومنيوم والزجاج.

3. مكتبة داج همرشولد.

4. مبنى المؤتمرات المطل على النهر.

وقد تكلف بناء هذا المشروع، من دون حساب تكلفة إنشاء المكتبة، مبلغ 67 مليون دولار. وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بدفع هذا المبلغ تقريباً. أما مكتبة داج همرشولد، فقد تكلف إنشاؤها وحدها مبلغ 6.6 مليون دولار، غير أنها كانت هديـة من مؤسسة فورد (Ford Foundation)، وهي مؤسسة خيرية أسسها هنري فورد (Henry Ford) صاحب مصانع عربات فورد الأمريكية الشهيرة.

خامساً: ميزانية هيئة الأمم المتحدة:

تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على ميزانية هيئة الأمم المتحدة كل سنتين، على ألا تتضمن هذه الميزانية مخصصات الوكالات الخاصة، وبرامج الأمم المتحدة.

ويقوم الأمين العام بتقديم الميزانية التي تراجعها لجنة التوصيات في المسائل الإدارية والمالية (Advisory Committee Administrative and Budgetary Questions)

وتتكون هذه اللجنة من 16 خبيراً مرشحين من قبل حكوماتهم، وينتخبون من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. أما الجوانب البرامجية (Programmatic Aspects)، فتراجع من قبل لجنة التخطيط والتنسيق (Committee For Programmed and Coordination)، التي تتكون من 34 خبيراً، ينتخبون من قبل الجمعية العامة، ويمثلون وجهات نظر حكوماتهم. وقد قدرت الميزانية المرصودة للهيئة في عامي 1998- 1999 بحوالي 2532 مليون دولار أمريكي؛ أي أقل من ميزانية عامي 1996-1997 بحوالي 10.1 مليون دولار أمريكي.

وتقوم ميزانية الأمم المتحدة بتغطية نفقات برامج الأمم المتحدة المختصة بالعلاقات السياسية والقانون الدولي، والتعاون الدولي، والتنمية، والمعلومات العامة، وحقوق الإنسان، والعلاقات الإنسانية.

وتُعد مساهمات الدول الأعضاء المصدر الرئيسي لميزانية هيئة الأمم المتحدة. إلا أنه في الآونة الأخيرة تعرضت ميزانية الهيئة الدولية لموقف حرج نتيجة عدم مقدرة الدول المساهمة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الهيئة، غير أن إسهامات بعض الأعضاء التطوعية قد نجحت، إلى حد كبير، في تحسين وضع ميزانية الهيئة الدولية. ففي 31 ديسمبر 1997، ومن مجموع 185 دولة “الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة”، قامت 100 دولة فقط بالوفاء بالتزاماتها المالية تجاه هيئة الأمم المتحدة، في حين عجزت الـ85 دولة الأخرى عن تسديد ما عليها من التزامات مالية تجاه الهيئة.

وفي 15 يونيه 1998 بلغ مجموع المبالغ التي لم تُسَدَّد إلى ميزانية هيئة الأمم المتحدة من قبل الأعضاء المساهمين قرابة 990 مليون دولار، منها ما يقرب من 638 مليون دولار لم تُسَدَّد عن عام 1998، و352 مليون دولار متأخرة السداد عن ميزانية عام 1997.

وفضلاً عن الميزانية العادية لهيئة الأمم المتحدة، هناك تكاليف عمليات حفظ السلام في العالم، التي يُسهم فيها كذلك الدول الأعضاء. ومما لاشك فيه أن هذه التكاليف تزيد أو تنقص تبعاً لتأجج مناطق الصراع في العالم أو خَبْوِها. فعلى سبيل المثال ارتفعت تكاليف عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عام 1995 إلى 2.8 مليار دولار، الأمر الذي يعكس حجم التكاليف التي تكبدتها المنظمة لحفظ السلام في يوغسلافيا السابقة. وقد انخفضت تلك التكاليف إلى 1.4 و 1.3 بليون دولار في عامي 1996 و1997 على التوالي.

وقد بلغت الميزانية العامة لهيئة الأمم المتحدة لعام 1997 مبلغ 3.165 مليار دولار أمريكي متضمنة مخصصات البرامج، والمكاتب المختلفة، والوكالات العاملة، فيما عدا البنك الدولي World Bank، وصندوق النقد الدولي (The International Monetary Fund)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (International Fund for Agricultural Development

مبادئ وأهداف وتنظيم هيئة الأمم المتحدة

أولاً: مبادئ هيئة الأمم المتحدة

تقوم هيئة الأمم المتحدة على عدد من المبادئ الهامة والمذكـورة في الميثاق (اُنظر ملحق ميثاق الأمم المتحدة). وتلتزم بهذه المبادئ كل من: الهيئة، والدول الأعضاء في علاقاتها بعضها ببعض، وهذه المبادئ هي:

1. مبدأ المساواة في السيادة:

تنص ديباجة ميثاق الأمم المتحدة على المساواة بين جميع الدول، بغض النظر عن التفاوت في إمكاناتها، من حيث الثروات الطبيعية، والبشرية، والتقدم، إذ تقرر الفقرة (2) من ديباجة الميثاق أن “والأمم كبيرها وصغيرها متساوية في الحقوق”. ونصت المادة (2) الفقرة (1) من الميثاق على أن “تقوم الهيئة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها”. أما إعلان مؤتمر سان فرانسيسكو، فينص على “المساواة بين الدول قانوناً، وأن تتمتع كل دولة بالحقوق التي تتضمنها السيادة الكاملة، وأن شخصية الدولة مصونة، وكذلك سلامة إقليمها واستقلالها السياسي، كما يجب على كل دولة في ظل النظام الدولي أن تلتزم بتأدية واجباتها والتزاماتها الدولية”.

وعلى هذا، تُعَدّ كل الدول الأعضاء سواسية أمام القانون الدولي؛ إذ تطبق عليها قواعد قانونية واحدة، على أن هذا لا يعني أنها متساوية في مركزها الداخلي في الهيئة؛ إذ إن هناك بعض الدول (الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية) تتمتع بحقوق لا تتمتع بها سائر الدول الأعضاء الأخرى.

2. مبدأ فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية:

ويطبق هذا المبدأ فقط في حالة النزاعات التي تنشب بين الدول الأعضاء، حيث لا تتدخل الأمم المتحدة في المنازعات التي تحدث داخل الدولة. وقد نصت المادة (2) الفقرة (3) من الميثاق على هذا المبدأ بقولها: “يفض جميع أعضاء الهـيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعـل السلم والأمن والعـدل الدولي عرضـة للخـطر”. وقد تم النص على الوسـائل التي يلجأ إليها المتنازعون حينما يَعِنُّ نزاع ما، في المادة (33) على النحو التالي:

“1- يجب على أطراف أي نزاع من شأن استمراره أن يعرض حفظ السلم والأمن الدوليين للخطر أن يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة، والتحقيق، والوساطة، والتوفيق، والتحكيم، والتسوية القضائية، أو أن يلجأوا إلى الوكالات، والتنظيمات الإقليمية، أو غيرها من الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارهم.

2- ويدعو مجلس الأمن أطراف النزاع إلى أن يسووا ما بينهم من نزاع بتلك الطرق إذا رأى ضرورة لذلك”.

3. مبدأ حسن النية في أداء الالتزامات الدولية:

يُعد مبدأ حسن النية في تنفيذ الالتزامات والاتفاقات الدولية من أهم مبادئ الأمم المتحدة؛ إذ نصت المادة (2) الفقرة (2) من الميثاق على أنه “لكي يكفل أعضاء الهيئة لأنفسهم جميعاً الحقوق والمزايا المترتبة على صفة العضوية، يقومون في حسن نية بالالتزامات التي أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق”.

4. مبدأ منع استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية:

ورد هذا المبدأ الهام في ديباجة الميثاق، ونصه “نحن شعوب العالم …، اعتزمنا …، ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة”. كما نصت المادة (2) الفقرة (4) من الميثاق على أن: “يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة، أو استخدامها ضد سلامة الأراضي، أو الاستقلال السياسي لأية دولة، أو على وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة”.

إلا أن الميثاق ترك لمجلس الأمن أن يقرر استخدام القوة في حل المنازعات الدولية، طبقاً للظروف والملابسات المحيطة بكل حالة على حدة، حيث نصت المادة (39) من الميثاق على أن “يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم، أو إخلال به، أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته، أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين (41، 42) لحفظ السلم والأمن الدولييْن، أو إعادته إلى نصابه”.

كما نصت المادة (40) من ميثاق الأمم المتحدة على أنه “منعاً لتفاقم الموقف، لمجلس الأمن، قبل أن يقدم توصياته، أو يتخذ التدابير المنصوص عليها في المادة (39)، أن يدعو المتنازعين للأخذ بما يراه ضرورياً ومستحسناً من تدابير مؤقتة. ولا تخل هذه التدابير المؤقتة بحقوق المتنازعين ومطالبهم وبمركزهم، وعلى مجلس الأمن أن يحسب لعدم أخذ المتنازعين بهذه التدابير المؤقتة حسابه”. كما أعطت المادة (41) لمجلس الأمن الحق في “أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب إلى أعضاء “الأمم المتحدة” تطبيق هذه التدابير، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية”. وفي حالة التأكد من أن التدابير التي نصت عليها المادة (41) لم تف بالغرض، فإن المادة (42) قد أجازت لمجلس الأمن أن يتخذ إجراءات عسكرية عن طريق القوات الجوية والبحرية والبرية، كما يجوز لمجلس الأمن كذلك اتخاذ إجراءات أخرى تتضمن المظاهرات والحصار. وعلى الرغم من أن مبدأ منع استخدام القوة قد جاء ذكره في الديباجة، أباح ميثاق الأمم المتحدة استخدام القوة في حالات معينة منها:

أولا: في حالة قيام المجلس بإجراءات القمع والقهر لحفظ الأمن والسلم الدولييْن، كما ورد في المادتين (48) و(53). فالمادة (48) من الميثاق تشير إلى:

“1- الأعمال اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن لحفظ السلم والأمن الدولييْن يقوم بها جميع أعضاء “الأمم المتحدة”، أو بعض هؤلاء الأعضاء، حسبما يقرره المجلس.

2- يقوم أعضاء “الأمم المتحدة” بتنفيذ القرارات المتقدمة مباشرة، وبطريق العمل في الوكالات الدولية المخصوصة التي يكونون أعضاء فيها”.

أما المادة (53) الفقرة (1)، فقد سمحت لمجلس الأمن أن يستخدم التنظيمات والوكالات الإقليمية في أعمال القمع، كلما رأي ذلك ملائماً. ويكون عملها حينئذ تحت مراقبته وإشرافه، على أنه لا يجوز لهذه التنظيمات والوكالات من نفسها القيام بأي عمل من أعمال القمع.

وعندما يعجز مجلس الأمن عن العمل بسبب تعذر الحصول على إجماع أصوات الأعضاء الدائمين، فإن للجمعية العامة سلطة بحث المشكلة بصورة عاجلة، بهدف إصدار توصياتها للدول الأعضاء باتخاذ إجراءات جماعية، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لحفظ الأمن والسلم الدولييْن، وإعادتهما إلى نصابهما، وذلك إعمالاً لقرار الاتحاد من أجل السلم الصادر في 3 نوفمبر 1950.

ثانياً: عند رفض إحدى الدول قبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها، وفقاً لما نصت عليه المادة (25) من الميثاق، فإن للدول الأعضاء في الأمم المتحدة الحق في إرغامها على قبول هذه القرارات، وتنفيذها مباشرة، أو عن طريق العمل في الوكالات الدولية المخصوصة التي يكونون أعضاء فيها، كما نصت على ذلك المادة (48) الفقرة (2) “يقوم أعضاء “الأمم المتحدة” بتنفيذ القرارات المتقدمة مباشرة، وبطريق العمل في الوكالات الدولية المخصوصة التي يكونون أعضاء فيها”.

ثالثاً: في حالة استخدام الدول الأعضاء القوة ضد دولة كانت أثناء الحرب العالمية الثانية من الدول المعادية لإحدى الدول الموقعة على الميثاق على نحو ما نصت عليه المادتان (53) و(107).

رابعاً: في حالة الدفاع الشرعي. وقد نصت عليه المادة (51) من الميثاق “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء “الأمم المتحدة”، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء، استعمالاً لحق الدفاع عن النفس، تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال، فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمدة من أحكام هذا الميثاق – من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من أعمال لحفظ السلم والأمن الدولييْن، أو إعادته إلى نصابه”.

5. مبدأ معاونة الأمم المتحدة في الأعمال التي تقوم بها، والامتناع عن مساعدة الدول التي تعاقبها:

وقد نصت على هذا المبدأ المادة (2) الفقرة (5) من الميثاق بقولها: “يقدم جميع الأعضاء كل ما في وسعهم من عون إلى “الأمم المتحدة” في أي عمل تتخذه وفق هذا الميثاق”. ويتضح من هذا المبدأ، ومن نص الميثاق أنه يتحتم على الدول أن تلتزم إيجابياً بالمعاونة، وتقديم المساعدة “للأمم المتحدة” في أي عمل تتخذه، طبقاً لنصوص الميثاق، ووفقاً لأحكام الفصل السابع الذي أعطى لمجلس الأمن صلاحية اتخاذ إجراءات، وتدابير قهرية جماعية في حالة تهديد الأمن والسلم الدولييْن، أو وقوع عدوان. ومن هذا الالتزام الإيجابي أن تضع هذه الدول تحت تصرف مجلس الأمن، وبناء على طلبه، وطبقاً لاتفاق أو اتفاقات خاصة، ما يلزم من القوات المسلحة، والمساعدات، والتسهيلات، ومنها حق العبور لحفظ السلم والأمن، على نحو ما أشارت إليه المادة (43) من الميثاق، كما يجب كذلك على هذه الدول أن تلتزم التزاماً سلبياً، وذلك بالامتناع عن تقديم أي مساعدة لأي دولة عضو اتخذت الأمم المتحدة ضدها عملاً من أعمال المنع أو القمع، كما نصت عليه المادة (2) الفقرة (5) “كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ “الأمم المتحدة” إزاءها عملاً من أعمال المنع أو القمع”.

6. مبدأ التزام الدول غير الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة بالعمل وفقاً لمبادئها

نصت المادة (2) الفقرة (6) من الميثاق على أن “تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير الأعضاء فيها على هذه المبادئ، بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم والأمن الدولييْن”. ويتضح في هذا النص وجود بعض القيود على هذا المبدأ؛ إذ قضى النص باتباع الدول غير الأعضاء لمبادئ “الأمم المتحدة” بالقدر الذي تقتضيه ضرورة المحافظة على السلم والأمن الدولييْن، كما أنه- إلى وقتنا الحالي- لم يتم الاستقرار على رأي أو حل واحد فيما يتعلق بالتزام الدول غير الأعضاء بأحكام المادة الثانية من الالتزام بالحلول السلمية لفض المنازعات الدولية، والامتناع عن استخدام القوة في العلاقات الخارجية. ولا ينبغي إغفال ما كفله الميثاق من حقوق للدول غير الأعضاء في قبول التزامات الحل السلمي في أي نزاع مشار إليه، على نحو ما ورد في المادة (35) الفقرة (2)، كما أعطت المادة (93) الفقرة (2) لهذه الدول الحق في “أن تنضم إلى النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية (الملحق الرقم 2) بشروط تحددها الجمعية العامة لكل حالة بناء على توصية مجلس الأمن”، وأشارت المادة (35) الفقرة (3) من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية (اُنظر ملحق النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية) إلى كيفية تحديد المحكمة لمقدار ما يجب أن تتحمله هذه الدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة من نفقات المحكمة عندما تكون طرفاً في الدعوى.

7. مبدأ عدم تدخل الأمم المتحدة في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

وقد نصت على هذا المبدأ المادة (2) الفقرة (7) بقولها: “ليس في هذا الميثاق ما يسوغ “للأمم المتحدة” أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما، وليس فيه ما يقتضي الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق؛ على أن هذا المبدأ لا يخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع”. ويُقصد بالاستثناء الذي ورد في هذه الفقرة ترك الحرية لمجلس الأمن في اتخاذ الإجراءات التي يراها في حالات تهديد السلم، أو الإخلال به، أو وقوع العدوان، والتي نصت عليها أحكام الفصل السابع من الميثاق، حتى لو كان هذا الإجراء تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

كما أنه لا ينبغي إغفال أنه في معاهدات التحكيم الدولية التي تبرم بين الدول، قد جرت العادة على استثناء المسائل التي تُعَدّ من صميم الاختصاص الداخلي لكل منها.

ثانياً: أهداف هيئة الأمم المتحدة ومقاصدها من الميثاق

تسعى الأمم المتحدة إلى تحقيق عديد من الأهداف السامية، من أهمها: فض النزاعات التي قد تشكل خطراً على السلم والأمن الدولييْن، ومنع استخدام القوة، وتحقيق السلام العادل بين دول العالم. وقد جاء ذكر مقاصد الأمم المتحدة في أماكن متعددة من الميثاق على النحو التالي:

1. حفظ السلم والأمن الدولييْن:

وقد ورد هذا المقصد في عديد من الفقرات من الميثاق، لما له من أهمية خاصة، فقد ورد ذكره في الفقرة الأولى من الديباجة “نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف”. كما ذكرت كذلك الديباجة “وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولييْن”.

كما نصت المادة (1) الفقرة (1) من الميثاق على “حفظ السلم والأمن الدولييْن، وتحقيقـاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، ولقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وتتذرع بالوسائل السلمية وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها”.

وقد خَصَّت الهيئة مجلس الأمن بسلطة تحقيق السلم والأمن الدولييْن، لما يملكه من سلطات وفعاليات واسعة، وعهدت الهيئة لمجلس الأمن بتحقيقه، سواء بالطرق السلمية، أم باستخدام القوة. وعلى هذا نجد أن المجلس ينفرد بسلطة كبيرة في فرض التسويات.

2. تنمية العلاقات الودية بين الدول:

وهو مقصد ورد في ديباجة الميثاق الذي نص على “أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار”. كما ورد ذكره في المادة (1) الفقرة (2) من الميثاق التي حثت على “إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الملائمة لتعزيز السلم العام”.

3. تحقيق التعاون الدولي في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية:

وقد ورد ذكر هذا المقصد في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة كذلك بقولها: “وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره، وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية “، وأضافت الديباجة: “وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح”، كما ورد ذكر هذا المقصد في المادة (1) الفقرة (3) من الميثاق التي دعت إلى “تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء”.

ولما لهذا الهدف من أهمية كبرى، تضمن هيكل الأمم المتحدة جهازاً رئيسياً متخصصاً في المسائل الاقتصادية والاجتماعية، هو “المجلس الاقتصادي والاجتماعي”، الذي أُنشِئ لدعم التعاون بين الدول الأعضاء لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي بينها. كما تعمل “الأمم المتحدة” على:

أ. تحقيق مستوى أعلى للمعيشة، لتوفير أسباب الاستخدام المتصل لكل فرد، والنهوض بعوامل التطور، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.

ب. تيسير الحلول للمشاكل الدولية، والاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، وما يتصل بها، وتعزيز التعاون الدولي في أمور الثقافة والتعليم.

ج. أن يشيع في العالم احترام حقوق الإنسان، والحريات الأساسية للجميع، بلا تمييز بسبب الجنس، أو اللغة، أو الدين، بلا تفريق بين الرجال، والنساء، ومراعاة تلك الحقوق والحريات فعلاً، كما تنـص المادة (56) على أن “يتعهد جميع الأعضاء بأن يقوموا منفردين أو مشـتركين، بما يجب عليهـم من عمـل بالتعـاون مع الهـيئة لإدراك المقاصـد المنصـوص عليهـا في المادة الخامسـة والخمسين”.

4. اتخاذ هيئة الأمم المتحدة مرجعاً لتنسيق أعمال الدول الأعضاء، وتوجيهها نحو إدراك الغايات المشتركة:

وقد جاء ذكر هذا المقصد في المادة (1) الفقرة (4) من الميثاق، حيث نصت على: “جعل هذه الهيئة مرجعاً لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة”. ويجب ملاحظة أنه لا يقصد بهذا النص المركزية، على نحو ما كان عليه الحال بالنسبة “لعصبة الأمم”، وإنما المقصود من هذه المرجعية هو تحقيق التعاون بين الدول والمنظمات، والتنسيق بينها، حتى لا يكون ثمة تضارب وتنافر فيما بينها، وبالتالي جعل “الأمم المتحدة” بمثابة المحور الذي تدور حوله أوجه النشاطات المختلفة في مجال العلاقات الدولية، بهدف تحقيق التفاهم الدولي بين الأمم والشعوب.

ثالثاً: الأجهزة الرئيسية لهيئة الأمم المتحدة Principal Organs of United Nations

يتألف الهيكل التنظيمي لهيئة الأمم المتحدة من ستة أجهزة رئيسية، منها أربعة أنشئت بناءً على نص اتفاقية “دمبرتون أوكس”، وهي:

1. الجمعية العامة General Assembly (http://www.f-law.net/law/showthread.php?t=2341)

2. مجلس الأمن Security Council (http://www.f-law.net/law/showthread.php?t=2342)

3. المجلس الاقتصادي والاجتماعي Economic and Social Council (http://www.f-law.net/law/showthread.php?t=2345)

4. الأمانة العامة Secretariat (http://www.f-law.net/law/showthread.php?t=2344)

وتم إضافة الجهازين الآخرين بناءً على ميثاق “سان فرانسيسكو”، وهما:

5. مجلس الوصاية Trusteeship

6. محكمة العدل الدولية International Court of Justice (http://www.f-law.net/law/showthread.php?t=2346

عائلة منظمات الأمم المتحدة “منظومة الأمم المتحدة”

تتكون عائلة منظمات الأمم المتحدة “منظومة الأمم المتحدة” UN Family of Organizations (UN System) من الأمانة العامة (السكرتارية) (اُنظر الأمانة العامة)، وبرامج الأمم المتحدة، والهيئات الأخرى، والوكالات المتخصصة. وترتبط جميع هذه الهيئات بالأمم المتحدة من خلال معاهدات خاصة، وتقوم برفع التقارير إلى الجمعية العامة أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي. كما أن لكل منها ميزانيتها الخاصة، وكيانها الإداري المتنقل، ويحق لها وضع الخطوط العريضة والمعايير الخاصة بها. وتقوم هذه الجهات بتقديم المساعدات الفنية، وكل أنواع المساعدات التطبيقية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

وقد تشكلت لجنة تسمى “اللجنة الإدارية للتنسيق” The Administrative Committee on Coordination (ACC)، وتتكون من الأمين العام للأمم المتحدة، ورؤساء الوكالات المتخصصة، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة. ووظيفتها التنسيق بين جميع الهيئات والوكالات العاملة داخل منظومة الأمم المتحدة.

والآتي بعد الترتيب الهجائي لهيئات منظومة الأمم المتحدة:

(أ)

• اتحاد البريد العالمي Universal Postal Union (UPU)

أنشئ في التاسع من أكتوبر عام 1874 بمقتضى “اتفاقية البريد العالمية” أو “اتفاقية برن (Bern) بسويسرا. ويرجع الفضل في إنشائه إلى الارتباك والفوضى اللتين سادتا تبادل البريد الدولي بين دول العالم، منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، نتيجة لعدم توحيد الإجراءات والرسوم البريدية بين الدول المختلفة. وبعد سلسلة من المداولات والمفاوضات في مدينة برن بسويسرا، تقرر إنشاء هذا الاتحاد، بناءً على اتفاقية وقع عليها اثنتان وعشرون دولة، إلا أن هذه الاتفاقية لم تصبح سارية المفعول إلا في أول يوليه عام 1875.

وقد انضم الاتحاد إلى هيئة الأمم المتحدة وأصبح وكالة متخصصة، تعمل تحت مظلتها، وذلك طبقاً لنصوص اتفاقية دخلت حيز التنفيذ في أول يوليه عام 1948. ونتيجة للتغييرات والتيسيرات العديدة التي أدخلها الاتحاد على إجراءات البريد العالمي، أصبح البريد الدولي سهلاً وميسراً وجري حفظ حقوق جميع الدول، وصيغت في شكل اتفاقيات سارية المفعول.

ويقوم الاتحاد بتنظيم الخدمات البريدية المختلفة، وتحسينها، ووضع رسوم تقديرية تحدد أقصى وأقل وزن للمظاريف البريدية، مع تحديد أبعاد أحجامها، وجميع المواصفات المتعلقة بها، مثل: البريد السريع، وغير السريع، والبطاقات البريدية، والشحنات البريدية، ونحو ذلك.

ويُعد “مؤتمر البريد العالمي”، هو الهيئة المسؤولة عن أعمال اتحاد البريد العالمي، ويجتمع كل خمسة أعوام، لوضع برنامج الاتحاد، وتحديد ميزانيته. وقد كان آخر اجتماع له في بوخارست برومانيا عام 2004.

وللاتحاد مقر رئيسي في مدينة برن، بسويسرا.

• الاتحاد الدولي للاتصالات International Telecommunication Union (ITU)

يرجع تاريخ إنشاء هذا الاتحاد إلى القرن التاسع عشر، وبالتحديد في باريس بفرنسا، بمقتضى “اتفاقية باريس” في 17 مايو عام 1865. وقد أنشئ، في البداية، تحت اسم “اتحاد التلغراف (البرق) الدولي”. وفي عام 1934، عُدِّل الاسم، ليصبح “الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية”، وذلك حينما حلت “اتفاقية مدريد للمواصلات السلكية واللاسلكية” المبرمة عام 1932، محل اتفاقيات التلغراف والراديو. وفي عام 1947 انضم الاتحاد إلى هيئة الأمم المتحدة، حيث صار إحدى الوكالات المتخصصة المنضوية تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة. ومن المهام التي يضطلع بها هذا الاتحاد، تعزيز التعاون الدولي للخدمات الهاتفية السلكية واللاسلكية، وتوسيع استخدامها بواسطة الجمهور، وتسهيل استخدامها بأقل الأجور. كما أنه يسهم في تطوير إمكانات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتوزيع الموجات اللاسلكية. كما يقوم الاتحاد بتقديم التوصيات الخاصة، والدراسات الفنية المتخصصة في الاتصالات اللاسلكية، وجمع المعلومات، ونشرها.

وفضلاً عن الدول الأعضاء (188 دولة)، يضم الاتحاد 450 عضواً من الشركات العلمية والصناعية، العاملة بالقطاعين العام والخاص، والمنظمات الدولية والإقليمية. ويشرف على هذا الاتحاد مؤتمر له صلاحيات مطلقة، يطلق عليه اسم “المؤتمر المفوض” ويجتمع مرة كل أربع سنوات. ويقوم المؤتمر بانتخاب “مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية”، الذي يتكون من 46 عضواً ويجتمع سنوياً. ويعمل الجميع معا لاستحداث نظم اتصالات تكون أفضل وأرخص وفي متناول أكبر عدد ممكن من سكان العالم.

وللاتحاد مقر رئيسي في جنيف، بسويسرا.

• اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (نص الاتفاقية وبرتوكول كيوتو) ـ بون، ألمانيا.

• اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ـ بون، ألمانيا.

• الاجتماع المشترك بين الوكالات بشأن الترجمة بمساعدة الحاسوب والمصطلحات (جيامكات) ـ جنيف، سويسرا.

• الاجتماع المشترك بين الوكالات المعني بتسيق الأنشطة الإحصائية (اللجنة الفرعية سابقاً) ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• الاجتماع المشترك بين الوكالات المعنية بالتنمية المستدامة (اللجنة المشتركة بين الوكالات سابقا) ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• إدارة بريد الأمم المتحدة ـ فيينا، النمسا.

• الإستراتيجية الدولية للحد من الكوراث (اُنظر القرار A/RES/56/195) ـ جنيف، سويسرا.

• أطلس الأمم المتحدة للمحيطات ـ واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية.

(ب ت ث)

• برنامج الغذاء العالمي World Food Programme (WFP)

أُنشئ هذا البرنامج عام 1963، ويعد من أكبر البرامج الموجودة لتقديم المساعدات الغذائية في العالم، حيث يقوم بتوزيع، حوالي 3 ملايين طن سنوياً من المساعدات الغذائية، لشعوب الدول النامية والفقيرة، في مناطق متعددة من العالم. ويقوم هذا البرنامج كذلك بتقديم المساعدات الغذائية في حالات الكوارث الطبيعية والحروب، للمشردين والمنكوبين في المناطق المختلفة من العالم، حيث يستخدم ما يقرب من 70% من مصادر البرنامج للإغاثة الإنسانية في أوقات الطوارئ والكوارث. ويبلغ الموظفون التابعون لبرنامج الغذاء العالمي حوالي 4115 موظفاً، منهم 1525 في المواقع المختلفة وأماكن الكوارث والمناطق الفقيرة في العالم، و583 في المقر الرئيسي. أما باقي الوظائف فهي مؤقتة، يتم التعيين فيها في أوقات الأزمات، والطوارئ، والكوارث.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، بلغ ما وُزِّعَ من مساعدات غذائية في عام 1997م حوالي 2.7 مليون طن، تم توزيعهم على حوالي 53 مليون فرد، في حوالي 84 دولة.

ويقوم الصندوق -على الرغم من تلقيه تبرعات غذائية كبيرة من مصادر مختلفة- بشراء كميات أخرى من الأغذية، تقدر سنويا بـ 300 مليون دولار، عن طريق الموارد المالية للأطراف المتعددة المشاركة في البرنامج. (اُنظر صورة مساعدات برنامج الأغذية)
وللبرنامج لجنة تتكون من 42 عضواً، تسمى “لجنة البرامج وسياسات المساعدات الغذائية”. ويُعَيَّنُ نصفهم من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والنصف الأخر من قِبَل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وتجتمع اللجنة مرتين كل عام. وللبرنامج مقر رئيسي في روما بإيطاليا.

• برنامج الأمم المتحدة الإنمائي United Nations Development Programme (UNDP)

ويُعد أكبر مصدر متعدد الأطراف لتمويل مشاريع التنمية البشرية. وقد أنشئ هذا البرنامج عام 1965 لتحقيق ثلاثة أهداف، هي:

– مساعدة الأمم المتحدة لتصبح قوة مؤثرة في مجال التنمية البشرية المستدامة.

– التركيز على الثروات الذاتية للأمم المتحدة في تمويل مشاريع التنمية البشرية المستدامة، وذلك عن طريق محاربة الفقر، والنهوض بالمرأة، وزيادة الاهتمامات بالبيئة، وزيادة فرص العمل

– زيادة التعاون الدولي في مجال التنمية البشرية المستدامة.

ويعمل برنامج الأمم المتحدة التنموي مع الحكومات، والهيئات، والمنظمات، والأفراد، في 174 دولة، من خلال شبكة كبيرة في جميع أنحاء العالم تضم ما يقرب من 132 مكتباً. ويتركز ما يقرب من 85% من هؤلاء الموظفين والعاملين في هذا البرنامج في البلدان النامية.

وتعتمد ميزانية البرنامج بصفة أساسية على الإسهامات والتبرعات المالية. وقد بلغت هذه الإسهامات في عام 1997 حوالي 710 مليون دولار، إضافة إلى حوالي 1.4 مليار دولار قام البرنامج بتحصيلها نظير الإشراف على عديد من البرامج، ومشاريع التنمية.

ويقوم البرنامج على إدارة عديد من الصناديق والبرامج، منها:

1. متطوعي الأمم المتحدة United Nations Volunteers (UNV)

2. صندوق الأمم المتحدة التنموي للمرأة United Nations Development Fund for Woman (UNIFEM)

3. مكتب مكافحة التصحر والجفافOffice to Combat Desertification and Drought (UNSO)

4. صندوق الأمم المتحدة للعلوم والتقنية من أجل التنمية United Nations Fund for Science and Technology for Development (UNFSDT)

5. صندوق الأمم المتحدة الدائر للثروات الطبيعية United Nations Revolving Fund for Natural Resource (UNRFNRE)

6. صندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال United Nations Capital Development Fund (UNCDF)

وللبرنامج مجلس تنفيذي يتكون من 36 عضواً يمثلون الدول النامية والمتقدمة. ويصدر المؤتمر سنوياً عدداً من الإصدارات المختلفة، منها: تقرير التنمية البشرية (Human Development Report). ويقع المقر الرئيسي للبرنامج في نيويورك ـ بالولايات المتحدة الأمريكية.

• برنامج الأمم المتحدة للبيئة United Nations Environment Programme (UNEP)

أنشئ تنفيذاً لتوصيات مؤتمر ستوكهولم عام 1972. وذلك، لتنسيق عمليات مراقبة الأرض، عن طريق شبكة مراقبة دولية لرصد التغيرات المناخية ومواجهتها، ومواجهة كل ما يطرأ على البيئة من تغيرات طبيعية أو تغيرات من صنع الإنسان، واتخاذ التدابير اللازمة حيالها . وتمد هذه الشبكة كذلك بمصادر معلومات عن الكيماويات السامة، التي تشكل خطراً على الصحة والبيئة، من خلال شبكة من المراسلين المنتشرين في معظم الأقطار. ويتصل بهذه الشبكة الدولية “برنامج الحدود القصوى” التابع لبرنامج البيئة. ويقوم بتحديد تركيز هذه الكيماويات التي تسبب أضراراً للبيئة لا يمكن تدارك آثارها. ويهتم البرنامج كذلك بتنسيق السياسات البيئية، ودعم القانون البيئي، والتعليمي، والتدريبي، لإدارة البيئة. وقد تركز عمل البرنامج في عام 97-98 على الإدارة المستدامة، واستخدام المصادر الطبيعية، واستغلالها الاستغلال الأمثل، مع محاولة المحافظة على البيئة لضمان بيئة نقية وصحية للأجيال المقبلة.

ويُمَوَّل برنامج الأمم المتحدة للبيئة من خلال “صندوق البيئة”، الذي يتكون من: إسهامات وتبرعات من الحكومات المختلفة، وصناديق أمانة، مع بعض الاستقطاعات الصغيرة من الميزانية الرئيسية للأمم المتحدة. وقد بلغت ميزانية الصندوق عن الفترة 96- 97 حوالي 100 مليون دولار أمريكي.

ويتكون الجهاز التنظيمي للبرنامج من: مجلس محافظين، يتكون من الدول الأعضاء في برنامج البيئة، وعددها 85 دولة، ومجلس تنسيق البيئة، ويرأسه مديرو وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وصندوق الأمم المتحدة للبيئة، وسكرتارية يرأسها مدير تنفيذي.

ويوجد مقر البرنامج في العاصمة الكينية نيروبي، وهي تُعد أول دولة نامية، تختارها الأمم المتحدة مقراً لإحدى برامجها.

• برنامج الأمم المتحدة للمراقبة الدولية للمخدرات ـ فيينا، النمسا.

• برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) United Nation Center for Human Settlements (Habitat)[/CENTER]

أنشئ هذا المركز عام 1978، ليقود العمل في تنسيق الأنشطة العاملة في مجال الاستيطان البشري، داخل عائلة الأمم المتحدة. ويقوم المركز بالتركيز في المجالات الآتية:

1. الشؤون الاجتماعية والمأوى.

2. إدارة المناطق المدنية.

3. البنية التحتية، والبيئة.

4. التقييم، والمراقبة، والمعلومات.

ويقوم المركز بالتعاون مع الهيئات الحكومية، وغير الحكومية، والقطاع الخاص في مجال الاستيطان البشري.

وفي عام 1998، كان للمركز ما يزيد عن 200 برنامج ومشروع، فيما يزيد عن 80 دولة مختصة بإدارة: المناطق الحضرية، والإسكان، والخدمات الأساسية، وتنمية البنية التحتية. وكانت غالبية هذه البرامج تدار بالتعاون مع عديد من الهيئات، والوكالات المختلفة.

ويرأس المركز لجنة تضم 58 عضواً، تجتمع كل عامين. ويقع المقر الرئيسي في نيروبي بكينيا.

• برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ـ جنيف، سويسرا.

• البرنامج العالمي المعني بالعولمة والتحرير والتمية البشرية المستدامة (الأونتكاد ـ البرنامج الإنمائي) ـ جنيف، سويسرا.

• البنك الدولي للإنشاء والتعمير International Bank for Reconstruction and Development (IBRD)

جاء إنشاء هذا البنك نتيجة مثمرة لاجتماع بيرتون وودز(Bertton Woods)، بولاية نيو هامبشير، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في يوليه عام 1944، وقد أُطلق رسمياًّ على هذا الاجتماع “مؤتمر شؤون النقد والمالية”، وحضره ممثلو 44 حكومة.

وقد أسفرت أعمال المؤتمر عن توقيع اتفاقية “بريتون وودز”، في 22 يوليه 1944، متضمنة إنشاء “البنك الدولي للإنشاء والتعمير” و”صندوق النقد الدولي”. وقد أصبحت اتفاقية البنك نافذة بعد تصديق 28 دولة عليها، بداية من 27 ديسمبر 1945. وبدأ البنك مباشرة مهامه وممارسة أعماله من مقره الرئيسي في “واشنطن” بدءاً من 25 يناير 1946. وقد أصبح البنك أحد الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، بمقتضى اتفاق في 15 نوفمبر 1947.

ويُعد البنك أحد الركائز الكبرى في تنمية الاقتصاد القومي للدول، إذ يقوم بضمان استثمار رأس المال الأجنبي والوطني في المشروعات العملاقة. ولما كان هذا الضمان هو العقبة الكئود التي تواجه عديداً من الدول حال تطوير اقتصادها، فإن البنك الدولي للإنشاء والتعمير عمل على تحقيق هذا الضمان. ويسهم هذا البنك في تشجيع الاستثمارات الدولية، ويقدم القروض بشروط ميسرة للإسهام في مشروعات الإنتاج المتوسطة. ويكون منح هذه القروض غالباً من موارد البنك الخاصة، إلا أن هذا لا يمنع البنك من الاقتراض من البنوك الأخرى، أو الحكومات، للوفاء بالتزاماته الاقتراضية. كما يسهم البنك كذلك في المساعدة على استثمار رؤوس الأموال في المشاريع الإنتاجية، وإعادة بناء اقتصاديات الدول التي نُكبت بنزف اقتصادياتها إبان الحرب العالمية الثانية، أو سواها من الحروب. ويقوم البنك كذلك بمساعدة الدول على الاحتفاظ بتوازن ميزان المدفوعات، وتحقيق النمو المتوازن الطويل الأجل للتجارة الدولية، عن طريق تشجيع الاستثمارات الدولية، وتنمية الموارد الإنتاجية.

ومن أوجه أنشطة البنك الأخرى إعداد برامج تدريبية، للرقي بالمستوى العلمي والفني للمختصين في الدول الأعضاء، والمنتخبين، والمرشحين، من قِبَل البنوك المحلية، والإدارات الحكومية. وذلك، لدراسة تنظيمات البنك الدولي، ووسائل إداراته، والطرق الفنية التي تتم بها القروض. وجدير بالذكر أن كثيراً من القروض التي يمنحها البنك الدولي، تكون لأغراض البنية التحتية في البلاد المعنية، مثل: مشروعات مصانع الصلب، وتحسين مستوياتها، ومشروعات الموانئ، والتنمية الزراعية، وإنشاء محطات القوى الكهربائية، كما أنه يخصص جزءاً آخر من القروض للصناعات الخفيفة، والمشروعات التنموية والإنتاجية الخاصة.

ويقوم على إدارة شؤون البنك وأعماله، “مجلس المحافظين”، و”المديرون التنفيذيون”، و”الرئيس”. ويتكون “مجلس المحافظين” من المحافظين والمناوبين؛ الذين يتم ترشـحيهم من قبل الدول الأعضاء، حيث ينوب عن كل دولة محافظ ومناوب واحد، وتتركز كل صـلاحيات البنك في هذا المجلس، ويـجتمع مرة كل عام. أما “المديرون التنفيذيون”، فعددهم 20 مديراً، يُعَيّن 5 منهم من قِبَل الدول ذات النصيب الأكبر في أسهم البنك، وينتخب الـ15 الآخرون من قِبَل المحافظين الممثلين لبقية الأعضاء. ويُفَوَّض المديرون التنفيذيون من قِبَل مجلس المحافظين في كل الصلاحيات المخولة للبنك، عدا الصلاحيات التي استثنتها مواد الاتفاقية لتظل من اختصاص مجلس المحافظين. ويقوم “المديرون التنفيذيون” باختيار “الرئيس”. ويكون بحكم منصبه مسؤولاً عن تعيين مرؤوسيه، وسير العمل في البنك.

وللبنك مقر رئيسي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

(ج ح خ)

• جامعة الأمم المتحدة United Nations University (UNU)

أُنشئت جامعة الأمم المتحدة في عام 1973، وبدأت نشاطها عام 1975. وقد أنشئت هذه الجامعة بغرض إجراء الأبحاث والتدريبات البحثية، بعد الحصول على الدرجات الجامعية، ونشر المعلومات الخاصة بالتنمية لتحقيق التقدم والرفاهية الإنسانية، وهي في ذلك كله لا تمنح درجات علمية، وإنما تقدم أبحاثها لخدمة البشرية. وتدار جامعة الأمم المتحدة من خلال مجلس يضم 26 عضواً، ويجتمع سنوياً. ويقع مقر الجامعة الرئيسي في طوكيو باليابان.

وللجامعة خمسة معاهد بحثية تابعة لها هي:

1. المعهد العالمي لبحوث التنمية الاقتصادية، ويقع في هلسنكي بفنلندا.

UNU World Institute for Development Economics Research (UNU-WIDER)

2. معهد التقنيات الحديثة، ويقع في ماسترخت بهولندا.

UNU Institute of New Technologies (UNU-INTECH)

3. المعهد الدولي لتقنية برامج العقل الإلكتروني، ويقع في ماكاو.

UNU International Institute for Software Technology (UNU-IIST)

4. معهد المصادر الطبيعية في أفريقيا، ويقع في أكرا بغانا.

UNU Institute for Natural Resources in Africa (UNU-INRA)

5. معهد الدراسات المتقدمة، ويقع في اليابان UNU Institute of Advanced Studies (UNU-IAS)

كما يتبع الجامعةَ كذلك ثلاثةُ برامج هي:

1. برنامج الأمم المتحدة للتقنية الحيوية لأمريكا اللاتينية والكاريبي، ومقره كاركاس بفنزويلا.

UNU Programme for Biotechnology for Latin America and the Caribbean (UNU-BIOLIC)

2. الشبكة الدولية للمياه، والبيئة، والصحة، ومقرها أونتاريو بكندا.

The International Network on Water, Environment and Health (UNU-INWEH)

3. الأكاديمية الدولية للقادة، ومقرها عمان بالأردن. The International Leadership Academy (UNU-ILA)

وتعتمد ميزانية جامعة الأمم المتحدة، بصفة رئيسية، على الإسهامات والتبرعات من الحكومات، والهيئات، والمنظمات، والأفراد؛ إذ إنها لا تتلقى أي دعم مادي من ميزانية الأمم المتحدة العادية.

• جامعة السلم ـ سان خوسية، كوستاريكا.

• حافلة الأمم المتحدة المدرسية الإلكترونية ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

(د ذ ر ز)

• دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• دائرة الأمم المتحدة للاتصال بالمنظمات غير الحكومية:

United Nations Non-Governmental Liaison Service (UN/NGLS)

أنشئت “خدمات الأمم المتحدة للاتصال بالمنظمات غير الحكومية”، عام 1975، لزيادة التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في مجالات التعليم والمعلومات ووضع السياسات المتعلقة بالتنمية المستدامة في العالم.

وتقوم مكاتب “خدمات الأمم المتحدة للاتصال بالمنظمات غير الحكومية”، في جنيف ونيويورك، بتدعيم برامج النشر، والاستشارات، والعلاقات المتبادلة. وتقوم، كذلك، بالتعاون مع كل منظمات الأمم المتحدة وبصفة خاصة المنظمات العاملة في مجال التنمية.

وتقوم “خدمات الأمم المتحدة للاتصال بالمنظمات غير الحكومية” برفع تقارير سنوية إلى “لجنة تنسيق برامج الأمم المتحدة”، و”لجنة معلومات الأمم المتحدة المشتركة”. ويُعد “مؤتمر الأمم المتحدة والتجارة” هو العضو التنفيذي لهذه الخدمات، في حين يُعد “برنامج الأمم المتحدة للتنمية” هو العضو الإداري.

ويقع المقر الرئيسي لـ”خدمات الأمم المتحدة للاتصال بالمنظمات غير الحكومية”، في جنيف بسويسرا.

(س ش ص ض)

• السلطة الدولية لقاع البحار ـ كنجستون، جامايكا.

• شبكات المعلومات الإقليمية المتكاملة ـ نيروبي، كينيا.

• شبكة الإغاثة ـ جنيف، سويسرا.

• شبكة الأمم المتحدة للمنسقين المقيمين ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• الشبكة المشتركة بين الوكالات لخفض الطلب على المخدرات ومراقبتها ومنع الجريمة

Inter-Agency Network for Demand Reduction, Drug Control and Crime Prevention

وتضم مكتب مراقبة العقاقير ومنع الجريمة، وأنشأ في الأول من نوفمبر عام 1997 لزيادة مقدرة الأمم المتحدة على مراقبة العقاقير ومنع الجريمة والإرهاب الدولي، ويتكون هذا المكتب من:

1. برنامج الأمم المتحدة الدولي لمراقبة العقاقير

The United Nations International Drug Control Programme (UNDCP)

2. مركز منع الجريمة الدولية The Center for International Crime Prevention (CICP)

ويُعد “برنامج الأمم المتحدة الدولي لمكافحة المخدرات” الكيان المسؤول عن التنسيق في كل أنشطة الأمم المتحدة المتعلقة بمكافحة المخدرات.

كما يُعد هذا البرنامج كذلك مرجعاً في الخبرات الفنية المتعلقة بهذا المجال؛ إذ يقوم بتقديم الاستشارات الفنية للدول الأعضاء، بشأن مراقبة العقاقير. ويقوم هذا البرنامج، كذلك، بالعمل على المستوى الأهلي، والإقليمي، والدولي، من خلال شبكة من المكاتب التابعة.

أما “مركز منع الجريمة الدولية”، فيُعد الجهة المسؤولة داخل الهيئة عن الأنشطة المتعلقة بمنع الجريمة. ويقوم المركز بتوجيه اهتمام خاص لمكافحة الجريمة الدولية المنظمة، وتجارة الرقيق الأبيض، وجرائم الأموال، والإرهاب الدولي.

وقد قدرت ميزانية مكتب مراقبة العقاقير ومنع الجريمة عن عامي 98-1999 بحوالي 168.8 مليون دولار. وقد قُسَّم هذا المبلغ إلى جزأين؛ الجزء الأول 161.1 مليون دولار لبرنامج الأمم المتحدة الدولي لمكافحة المخدرات. أما الجزء الآخر فبلغ 7.7 مليون دولار، تم رصده لميزانية مركز منع الجريمة الدولية.

ويقع مقر المكتب الرئيسي في فيينا-النمسا.

• الشبكة المشتركة بين الوكالات المعنية بالمرأة والمساواة بين الجنسين – نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• شبكة منظومة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية الريفيّة والأمن الغذائي – روما، إيطاليا.

• صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة United Nations Development Fund for Women (UNIFEM)

يقوم صندوق “الأمم المتحدة لتنمية المرأة” بتشجيع المرأة في الحصول على حقوقها السياسية والاقتصادية في البلاد النامية. ويقوم الصندوق في هذا السياق بالعمل على ضمان مشاركة المرأة في كل الأصعدة التخطيطية، والعملية للتنمية.

ويقوم الصندوق كذلك بالاشتراك مع “برنامج الأمم المتحدة التنموي” برفع التقارير المختلفة عن تنمية المرأة إلى لجنة استشارية تتكون من ممثلين من كل المناطق والمجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة التنموي. ويعمل الصندوق في ثلاث مجالات إستراتيجية مهمة للمرأة هي:

1. تقوية المقدرة الاقتصادية للمرأة، بوصفها شريكاً وعضواً فاعلاً في المجتمع.

2. العمل على مشاركة المرأة في عملية صنع القرار.

3. العمل على حفظ حقوق المرأة وإزالة كل أنواع العنف ضدها.

ومنذ انعقاد المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين عام 1995، قام الصندوق بالعمل على تنفيذ خطة العمل التي انبثقت عن المؤتمر، وتهدف إلى زيادة حقوق المرأة في كل مناحي الحياة.

وللصندوق ميزانية تبلغ حوالي 20 مليون دولار في العام. ويقع مقر الصندوق في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

• صندوق الأمم المتحدة للسكان United Nations Population Fund (UNFPA)

أنشئ عام 1969 بناءً على مبادرة من الجمعية العامة. ويعد هذا الصندوق أكبر مصدر دولي لمساعدة الأقطار النامية في مجال النشاطات السكانية. وهناك ثلاثة محاور رئيسية يعمل من خلالها هذا الصندوق:

1. المرأة، وبصفة خاصة ما يتعلق بتنظيم الأسرة، والصحة الإنجابية، والمساعدة في تنظيم حجم الأسرة بما يتناسب مع دخلها.

2. وضع استراتيجيات التنمية والسكان.

3. تحقيق المساواة للمرأة في الحقوق والواجبات.

ويخصص ما يقرب من 63% من ميزانية الصندوق، للمساعدة في برامج الصحة الإنجابية، والصحة الجنسية، وتنظيم الأسرة، وخفض وفيات الأمهات، وتحسين المساعدات الطارئة للاجئين، والمساهمة في برامج دراسة مرض أعراض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). كما يخصص ما يقرب من 31% من ميزانية الصندوق للإسهام في النشاطات السكانية، وخطط التنمية، وذلك لضمان تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جانب، والأنشطة السكانية من جانب آخر.

بينما يوجه الباقي من إسهامات الصندوق (وتبلغ حوالي 6%) للبحث عن مصادر تمويل جديدة له، ولضمان التأييد السياسي لأنشطته.

ولصندوق الأمم المتحدة للسكان مجلس تنفيذي، ويقع مقره الرئيسي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

• صندوق الأمم المتحدة للشّراكات الدولية ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• صندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)

International Fund for Agricultural Development (IFAD)

أُنشئ هذا الصندوق عام 1977، تنفيذاً لقرار “مؤتمر الغذاء العالمي”، الذي عقد في 1974، وذلك للإسهام في التنمية الزراعية في الدول الأعضاء، وبصفة خاصة النامية منها.

ومن أهم أهداف هذا الصندوق، جمع الأموال اللازمة لتمويل مشروعات التنمية الزراعية والريفية في الدول النامية، وتقديم قروض ميسرة للمزارعين وسكان الريف.

كما يقوم الصندوق بتقديم العون للدول الأعضاء من أجل استخدام ثرواتها في زيادة إنتاجها الغذائي، وتوفير فرص العمل، وزيادة الدخل للمزارعين الفقراء.

ويقوم الصندوق بتقديم قروض ميسرة للتنمية الزراعية والريفية في البلدان النامية، لإقامة مشروعات، وبرامج، تساهم في رفع مستوى المعيشة في هذه المناطق، مع الوضع في الاعتبار، أن هذه القروض يجب أن توجه للمشروعات، التي يتوفر فيها ثلاثة عناصر مجتمعة: هي زيادة الإنتاج الغذائي، وإيجاد العمالة، ورفع الدخل الإضافي للمزارعين الفقراء.

ويقوم الصندوق بالعمل مع عديد من الهيئات المالية الأخرى، مثل: “البنك الدولي”، وبنوك التنمية الإقليمية، وعديد من هيئات التمويل الإقليمية. ويبلغ متوسط نفقات الصندوق السنوية المستثمرة في القروض، والمشاريع، والبرامج البحثية حوالي 323 مليون دولار.

ويقوم بإدارة شؤون الصندوق “مجلس المحافظين” المكون من جميع الدول الأعضاء، ويجتمع هذا المجلس مرة كل سنة. أما مراقبة شؤون عمليات الصندوق، فيقوم بها “المجلس التنفيذي” الذي يتكون من 18 عضواً.

وللصندوق مقر رئيسي في روما، بإيطاليا.

• الصندوق المشترك للمعاشات التقاعدية لموظفي الأمم المتحدة – نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• صندوق النقد الدولي International Monetary Fund (IMF)

نشأت فكرة تكوين صندوق النقد الدولي بمقتضى اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods) في 22 يوليه عام 1944، وقد أصبحت نافذة في 27 ديسمبر عام 1945، بعد تصديق 28 دولة عليها. ويهدف صندوق النقد الدولي إلى تحقيق عدد من الأهداف والأغراض، منها:

1. تنمية التعاون الدولي النقدي، والإسهام في نمو التجارة الدولية، والموارد الإنتاجية لجميع الأعضاء.

2. تدعيم الاستقرار في شؤون تبادل العملات الأجنبية، من طريق العمل على تحقيق ثبات أسعار الصرف، وتجنب التسابق لخفض قيمة النقد وأسعار العملات.

3. الحد من القيود الموضوعة على التبادل الخارجي، التي تعوق نمو التجارة الخارجية.

4. وضع موارد الصندوق تحت تصرف الأعضاء في وجود ضمانات كافية، الأمر الذي يتيح لهم موازنة خلل ميزان المدفوعات، من دون اللجوء إلى اتخاذ تدابير اقتصادية، قد تخل، أو تعوق، أو تهدم التقدم والرخاء الاقتصادييْن الوطنييْن.

ويقوم الصندوق، كذلك، بتقديم استشاراته إلى حكومات الدول الأعضاء لمساعدتها في حل مشكلاتها المالية والاقتصادية، مع تقديم التوصيات اللازمة لمواجهة، وتشجيع الاستثمار. ويعمل الصندوق في الوقت نفسه، على وضع نظم النقد والإجراءات المالية، التي تحد من وضع قيود على عمليات تداول النقد الأجنبي.

ويتكون الجهاز التنظيمي لصندوق النقد الدولي من “مجلس المحافظين”، الذي يتألف من مندوبين عن كل الدول الأعضاء، يجتمعون مرة كل عام. ويقوم بإدارة أعمال الصندوق طوال العام “المجلس التنفيذي” الذي يتكون من 24 عضواً. ويقوم بالعمل في الصندوق حوالي 2600 موظف من 110 دولة، يرأسهم مدير إداري منتخب من قبل المجلس التنفيذي.

ويتكون رأس مال الصندوق من حصص الأعضاء التي يقومون بسدادها إلى الصندوق. ويتم تحديد هذه الحصة، بناءً على الحجم الاقتصادي النسبي للدول الأعضاء. ويجوز إعادة النظر فيها كل 5 سنوات، وتقوم كل دولة بدفع جانب من حصتها ذهباً، والباقي بعملتها الوطنية.

ويقوم الصندوق بإقراض الدول الأعضاء التي تعاني من عجز في ميزان مدفوعاتها. وتعتمد قيمة هذه القروض على حجم ما تدفعه هذه الدول للصندوق من حصص مالية. لبعض الدول أن تقترض من الصندوق قروضاً لمدة أربعة أو خمسة سنوات، لضبط ميزان مدفوعاتها واقتصادها، بما يعادل 4 أو 5 أضعاف حصتها المالية في الصندوق.

وللصندوق مقر رئيسي في مدينة واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية.

(ط ظ ع غ)

(ف ق ك)

• فرقة عمل الأمم المتحدة المعنية بتكنولوجيات المعلومات والاتصالات ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• فريق الأمم المتحدة للاتصالات – نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالمعلومات الجغرافية ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• الفريق العامل المشترك بين الوكالات المعني بالتقييم – نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• فريق المراجعين الخارجيّين لحسابات الأمم المتّحدة والوكالات المتخصّصة والوكالة الدولية للطّاقة الذّرّيّة ـ نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• قاعدة البيانات الموحّدة لمورّدي الأمم المتحدة ـ أوسلو، النّرويج.

• كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة ـ تورينو، إيطاليا.

(ل)

• اللجنة الاقتصادية لإفريقيا ـ أديس أبابا، إثيوبيا.

• اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ـ سانتياجو، شيلي.

• اللجنة الاقتصادية لأوروبا ـ جنيف، سويسرا.

• اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ـ بانكوك، تايلاند.

• اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) ـ بيروت، لبنان.

• لجنة الأمم المتحدة للتعويضات:

تأسست لجنة الأمم المتحدة للتعويضات طبقا لقرار مجلس الأمن الرقم 692 (1991) الصادر في 20 مايو 1991. وتتولى اللجنة مسؤولية مراجعة ومعالجة وتقييم المطالبات ودفع التعويض عن الخسائر والأضرار التي لحقت بأفراد ومؤسسات وحكومات ومنظمات دولية كنتيجة مباشرة للغزو والاحتلال غير المشروعين للكويت بواسطة العراق.

وتؤدي لجنة الأمم المتحدة للتعويضات عملها في إطار قرارات مجلس الأمن رقم 687 (1991)، ورقم 692 (1991)، ورقم 705 (1991).

وتعتبر اللجنة جهازا فرعيا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتتشكل اللجنة من ثلاثة أجهزة: مجلس الإدارة، وفرق المفوضين، والأمانة.

يمثل مجلس الإدارة جهاز صنع القرار باللجنة، وعضويته دائما متطابقة مع عضوية مجلس الأمن المكون من 15 دولة.

ويعطي مجلس الإدارة توجيهات السياسات العامة كما يبت في توصيات تقدمها فرق المفوضين إليه بشأن منح تعويضات للمطالبين. ولا تصبح هذه التوصيات نهائية إلا بعد إقرار مجلس الإدارة لها.

وعقد مجلس الإدارة أول اجتماع له في 22 يوليو 1991، أي بعد أربعة أشهر ونصف فقط من انتهاء الاحتلال العراقي للكويت. وقد اتخذ المجلس في دورته الأولى ثلاثة قرارات أساسية: أنه لن يكون هناك حق نقض في المجلس، وأن كافة الدول المتقدمة بمطالبات ستحظى بمعاملة متساوية، وأن الأولوية على مستوى المعالجة والدفع ستكون لمطالبات الأفراد قبل مطالبات المؤسسات والحكومات. ويمثل هذا القرار الإنساني الخاص بمنح الأولوية لمطالبات الأفراد الحالة الأولى من نوعها في تاريخ عمليات التعويضات.

وقد قسم مجلس الإدارة المطالبات إلى ست فئات: أربع فئات تخص الأفراد، وفئة خامسة للمؤسسات، وفئة أخيرة للحكومات والمنظمات الدولية وللمطالبات عن الخسائر البيئية.

وقد اتخذ مجلس الإدارة حتى الآن 57 قرارا صدرت جميعها بتوافق الآراء.

وينتخب المجلس رئيسا ونائبين للرئيس لفترة عامين. وقد تولت الرئاسة كل من بلجيكا (1992-1991) وأسبانيا (1994-1993) وإيطاليا (1996-1995) والبرتغال (1997-1998). كما تولت أحد منصبي نائب الرئيس كل من زيمبابوي، رومانيا، المغرب، البرازيل، المجر، جمهورية التشيك، أندونيسيا، بولندا، كينيا وسلوفينيا.

وقد شغلت 49 دولة عضوية مجلس الإدارة منذ يوليو 1991. و منذ ذلك التاريخ خاطبت 20 دولة من غير الأعضاء المجلس في جلساته العامة بناء على طلب حكومات هذه الدول، بالإضافة إلى ممثلي حكومتي الكويت والعراق الذين خاطبوا المجلس في كل دوراته. وكانت آخر دورة عقدها المجلس هي دورته التاسعة والعشرين التي انعقدت خلال الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر 1998.

تقوم فرق المفوضين بمراجعة المطالبات المقدمة من الحكومات بالنيابة عن نفسها أو عن مواطنيها أو شركاتها، بالإضافة إلى المطالبات المقدمة من المنظمات الدولية بالنيابة عن أفراد ليسوا في وضع يمكنهم من تقديم مطالباتهم عبر حكومة. وعلى أساس هذه المراجعة للمطالبات التي تتم على دفعات، توصي فرق المفوضين بأحكام تعويض إلى مجلس الإدارة.

ويقوم الأمين التنفيذي للجنة باقتراح أسماء مرشحين لشغل مناصب المفوضين إلى الأمين العام

للأمم المتحدة الذي يقوم بدوره بترشيح هذه الأسماء رسميا لمجلس إدارة اللجنة الذي يقرر تعيينهم.

ويتم اختيار المفوضين من سجل للأمين العام للأمم المتحدة – تحتقظ به أمانة لجنة الأمم المتحدة للتعويضات – ويضم أسماء بارزة في مجالات الفقه القانوني الدولي والمحاسبة وتقييم الخسائر والهندسة المدنية وشؤون البيئة.

وقد تم تعيين فرق مفوضين حتى الآن لكل فئات المطالبات: الفئة “أ” (فريق واحد)، الفئة “ب” (فريق واحد)، الفئة “ج” (فريق واحد)، الفئة “د” (فريق واحد)، الفئة “ه‍” (سبعة فرق)، الفئة “و” (ثلاثة فرق). وبالإضافة إلى هذه الفرق، فقد شكل مجلس الإدارة فريق مفوضين منفصل لمراجعة المطالبات المجمعة التي تمثل 1.2 مليون مطالبة فردية مقدمة من عاملين مصريين بالعراق عن عدم تحويل إيداعات من مرتباتهم بواسطة مصارف عراقية إلى منتفعين في مصر. كذلك شكل المجلس أيضا فريق مفوضين منفصل آخر لحسم مطالبة شركة نفط الكويت عن نفقات إطفاء حرائق آبار النفط التي تركت مشتعلة عقب انسحاب العراق من الكويت.

وقد قام مجلس الإدارة حتى الآن بتعيين 46 مفوضا من 37 دولة. وبحلول نهاية أكتوبر 1998، كانت فرق المفوضين قد قدمت 26 تقريرا لمجلس الإدارة تضمنت توصيات بأحكام تعويض لمطالبات ناجحة. وتدير لجنة الأمم المتحدة للتعويضات صندوق الأمم المتحدة للتعويضات. ويفترض أن يحصل صندوق التعويضات على نسبة 30% من عائدات صادرات النفط العراقية. إلا أن الصندوق – وخلال أغلب الفترة التي مرت منذ نشأته – لم يتحصل على هذا المورد المفترض لأن تصدير النفط العراقي لم يبدأ إلا مؤخرا.

وخلال الفترة من يناير 1994 وحتى ديسمبر 1996، دفعت لجنة الأمم المتحدة للتعويضات مبلغ 000 450 13 دولارا إلى 40 حكومة وثلاث منظمات دولية لتوزيعها على 945 3 أصحاب مطالبات ناحجة في الفئة “ب”.

وفي 12 مارس 1997، دفعت اللجنة مبلغ 000 955 136 دولارا إلى 60 حكومة ومنظمة دولية واحدة لتوزيعها على 782 54 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الأولى من مطالبات الفئة “أ”. وفي نفس التاريخ، دفعت اللجنة مبلغ 945 064 7 دولارا إلى 19 حكومة لتوزيعها على 854 2 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الأولى من مطالبات الفئة “ج”.

وفي 8 أكتوبر 1997، دفعت اللجنة مبلغ 000 145 416 دولارا إلى 63 حكومة ومنظمتين دوليتين لتوزيعها على 458 166 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الثانية من مطالبات الفئة “أ”. وفي نفس التاريخ، دفعت اللجنة مبلغ 563 827 152 دولارا إلى 68 حكومة ومنظمتين دوليتين لتوزيعها على 117 62 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الثانية من مطالبات الفئة “ج”.

وفي 25 مارس 1998، دفعت اللجنة مبلغ 000 555 338 دولارا إلى 17 حكومة لتوزيعها على 422 135 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الثالثة من مطالبات الفئة “أ”. وفي نفس التاريخ، دفعت اللجنة مبلغ 535.31 246 159 دولارا إلى حكومتين لتوزيعها على 065 64 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الثالثة من مطالبات الفئة “ج”.

وأخيرا في 30 سبتمبر 1998، دفعت اللجنة مبلغ 000 520 519 دولارا إلى 67 حكومة وثلاث منظمات دولية لتوزيعها على 808 207 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الرابعة من الفئة “أ”. وفي نفس التاريخ، دفعت اللجنة مبلغ 083.73 255 171 دولارا إلى 50 حكومة وثلاث منظمات دولية لتوزيعها على 557 70 أصحاب مطالبات ناجحة في الدفعة الرابعة من مطالبات الفئة “ج”.

ومقر لجنة الأمم المتحدة يوجد في جنيف، بسويسرا.

• لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (الأونسيترال) ـ فيينّا، النّمسا.

• لجنة التّنسيق الإداريّة [سابقا] (اُنظر مجلس الرؤساء التنفيذيين) ـ نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• لجنة الخدمة المدنية الدولية ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكيّة.

• اللجنة الدائمة المعنية بالتغذية التابعة لمنظومة الأمم المتحدة – جنيف، سويسرا.

• اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالإدارة ـ جنيف، سويسرا.
عائلة منظمات الأمم المتحدة “منظومة الأمم المتحدة” (من حرف م إلى حرف ي)

(م ن)

• متطوعي الأمم المتحدة United Nations Volunteers (UNV)

تَأَسَّس هذا البرنامج عام 1970، من قِبَل الجمعية العامة، ليكون برنامجاً عاملاً في شؤون تنسيق التنمية. ولما كان البرنامج تطوعياً، فقد شغل مكانة متميزة داخل الأمم المتحدة، وعلى الصعيد الدولي على حدٍّ سواء.

ويقوم البرنامج بتقديم التقارير للمجلس الإداري “لبرنامج الأمم المتحدة التنموي” و”صندوق الأمم المتحدة للسكان”. ويمارس نشاطه من خلال مكاتب “برنامج الأمم المتحدة التنموي” في جميع أنحاء العالم.

وهناك ما يقرب من 4000 متخصص، واستشاري، وعامل، يعملون تحت برنامج متطوعي الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، ويمثلون أكثر من 140 جنسية. ويشترط في الالتحاق بالعمل ببرنامج متطوعي الأمم المتحدة، الحصول على شهادة جامعية، وعدد من سنوات الخبرة في مجال العمل. ويتم إبرام عقود مدتها، في الغالب، سنتان لمتطوعي الأمم المتحدة، الذين يتلقون، نظير ذلك رواتب رمزية. ويُمَوَّل هذا البرنامج، من خلال برنامج الأمم المتحدة التنموي، والتبرعات. وقد اُختير “برنامج متطوعي الأمم المتحدة” ليكون بؤرة الاهتمام في العام العالمي للمتطوعين عام 2001.

ويوجد مقر البرنامج الرئيسي في بون – ألمانيا.

• مجلس الرُّؤساء التنفيذيين لمنظومة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• مجلس مراجعي حسابات الأمم المتحدة ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية ـ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.

• مجموعة البنك الدولي World Bank Group

تضم مجموعة البنك الدولي 4 مؤسسات:

وتشترك هذه المؤسسات الأربعة في هدف نبيل، هو توطيد الدعائم الاقتصادية للدول الفقيرة. وتهدف، كذلك، إلى تحسين المستوى الاقتصادي، عن طريق تدعيم التنمية الاقتصادية.

1. البنك الدولي للإنشاء والتعمير

International Bank for Reconstruction and Development (IBRD)

جاء إنشاء هذا البنك نتيجة مثمرة لاجتماع بيرتون وودز (Bertton Woods) (اُنظر صورة مؤتمر النقد والمالية)، بولاية نيو هامبشير، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في يوليه عام 1944، وقد أُطلق رسمياًّ على هذا الاجتماع “مؤتمر شؤون النقد والمالية”، وحضره ممثلو 44 حكومة.

وقد أسفرت أعمال المؤتمر عن توقيع اتفاقية “بريتون وودز”، في 22 يوليه 1944، متضمنة إنشاء “البنك الدولي للإنشاء والتعمير” و”صندوق النقد الدولي”. وقد أصبحت اتفاقية البنك نافذة بعد تصديق 28 دولة عليها، بداية من 27 ديسمبر 1945. وبدأ البنك مباشرة مهامه وممارسة أعماله من مقره الرئيسي في “واشنطن” بدءاً من 25 يناير 1946. وقد أصبح البنك أحد الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، بمقتضى اتفاق في 15 نوفمبر 1947.

ويُعد البنك أحد الركائز الكبرى في تنمية الاقتصاد القومي للدول، إذ يقوم بضمان استثمار رأس المال الأجنبي والوطني في المشروعات العملاقة. ولما كان هذا الضمان هو العقبة الكئود التي تواجه عديداً من الدول حال تطوير اقتصادها، فإن البنك الدولي للإنشاء والتعمير عمل على تحقيق هذا الضمان. ويسهم هذا البنك في تشجيع الاستثمارات الدولية، ويقدم القروض بشروط ميسرة للإسهام في مشروعات الإنتاج المتوسطة. ويكون منح هذه القروض غالباً من موارد البنك الخاصة، إلا أن هذا لا يمنع البنك من الاقتراض من البنوك الأخرى، أو الحكومات، للوفاء بالتزاماته الاقتراضية. كما يسهم البنك كذلك في المساعدة على استثمار رؤوس الأموال في المشاريع الإنتاجية، وإعادة بناء اقتصاديات الدول التي نُكبت بنزف اقتصادياتها إبان الحرب العالمية الثانية، أو سواها من الحروب. ويقوم البنك كذلك بمساعدة الدول على الاحتفاظ بتوازن ميزان المدفوعات، وتحقيق النمو المتوازن الطويل الأجل للتجارة الدولية، عن طريق تشجيع الاستثمارات الدولية، وتنمية الموارد الإنتاجية.

ومن أوجه أنشطة البنك الأخرى إعداد برامج تدريبية، للرقي بالمستوى العلمي والفني للمختصين في الدول الأعضاء، والمنتخبين، والمرشحين، من قِبَل البنوك المحلية، والإدارات الحكومية. وذلك، لدراسة تنظيمات البنك الدولي، ووسائل إداراته، والطرق الفنية التي تتم بها القروض. وجدير بالذكر أن كثيراً من القروض التي يمنحها البنك الدولي، تكون لأغراض البنية التحتية في البلاد المعنية، مثل: مشروعات مصانع الصلب، وتحسين مستوياتها، ومشروعات الموانئ، والتنمية الزراعية، وإنشاء محطات القوى الكهربائية، كما أنه يخصص جزءاً آخر من القروض للصناعات الخفيفة، والمشروعات التنموية والإنتاجية الخاصة.

ويقوم على إدارة شؤون البنك وأعماله، “مجلس المحافظين”، و”المديرون التنفيذيون”، و”الرئيس”. ويتكون “مجلس المحافظين” من المحافظين والمناوبين؛ الذين يتم ترشـحيهم من قبل الدول الأعضاء، حيث ينوب عن كل دولة محافظ ومناوب واحد، وتتركز كل صـلاحيات البنك في هذا المجلس، ويـجتمع مرة كل عام. أما “المديرون التنفيذيون”، فعددهم 20 مديراً، يُعَيّن 5 منهم من قِبَل الدول ذات النصيب الأكبر في أسهم البنك، وينتخب الـ15 الآخرون من قِبَل المحافظين الممثلين لبقية الأعضاء. ويُفَوَّض المديرون التنفيذيون من قِبَل مجلس المحافظين في كل الصلاحيات المخولة للبنك، عدا الصلاحيات التي استثنتها مواد الاتفاقية لتظل من اختصاص مجلس المحافظين. ويقوم “المديرون التنفيذيون” باختيار “الرئيس”. ويكون بحكم منصبه مسؤولاً عن تعيين مرؤوسيه، وسير العمل في البنك.

وللبنك مقر رئيسي في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

2. المؤسسة المالية الدولية International Finance Corporation (IFC)

أُنشئت هذه المؤسسة في شهر يوليه عام 1956. وأصبحت وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة في 20 فبراير 1957. وكان الغرض من إنشاء هذه المؤسسة هو دعم نمو الاقتصاد في الدول الأعضاء، بطريق تشجيع المشروعات الإنتاجية التنموية الخاصة. وللمؤسسة الحق في إقراض الشركات الخاصة في الدول الأعضاء في البنك الدولي، بكميات وفيرة وبشروط ميسرة، من دون ضمانات سداد من حكومات هذه الدول. وذلك، عند عدم توافر سيولة مالية لهذه الشركات. ويسمح لهذه الشركات أن تحصل على نصيب من الأرباح التي تحققها هذه المشروعات الخاصة؛ لذا، تعمل المؤسسة على تجميع فرص الاستثمار، ورأس المال الخاص الوطني والأجنبي، إلى جانب الخبرة الإدارية، بغرض تنمية في القطاع الخاص وتطويره، بالدول النامية.

ولهذه المؤسسة “مجلس محافظين”، و”مجلس مديرين”، و”رئيس”، و”نائب رئيس”. ويتولى مجلس المحافظين جميعَ السلطات والصلاحيات للمؤسسة؛ إذ يتكون من محافظي البنك الدولي، ومناوبيهم الممثلين للدول الأعضاء في المؤسسة.

ويتألف “مجلس المديرين” من المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، الذين تشترك دولهم في عضوية المؤسسة. ويقوم المجلس بالإشراف على سير العمليات العامة للمؤسسة، والتأكد من التزام العمل بالسياسات العامة للبنك، ويعد “رئيس البنك الدولي” رئيساً لمجلس المديرين في المؤسسة، بحكم منصبه في البنك.

3. المؤسسة الإنمائية الدولية International Development Association (IDA)

أُنشئت هذه المؤسسة في 24 سبتمبر عام 1960، بوصفها مؤسسة تابعة للبنك الدولي، تهدف إلى الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية، والزيادة الإنتاجية، في دول العالم النامية، التي لا ليست لديها القدرة على الاقتراض مباشرة من البنك الدولي للإنشاء والتعمير. وتتحقق هذه الأهداف عن طريق تقديم قروض للمشروعات التنموية، بشروط أقل تعقيداً، أو أكثر مرونة، وأقل عبئاً على ميزان مدفوعات الدول، مقارنة بقروض البنك الدولي للإنشاء والتعمير. وتمتد هذه القروض من 35 إلى 40 عاماً بدون فوائد، فيما عدا بعض المصاريف الإدارية القليلة. وتبدأ الدول المقترضة في سداد هذه القروض، بعد فترة سماح تصل إلى 10 سنوات، وفقاً لشروط هذه القروض. وتُعد الإسهامات الحكومية هي المصدر الرئيسي لتمويل هذه المؤسسة. وغالباً ما تكون إسهامات من الدول الغنية، إلا أن هذا لا يمنع أن تشارك بعض الدول الأخرى بنصيب في تمويل المؤسسة، وتقترض منها في الوقت نفسه.

وتقوم المؤسسة كل 3 سنوات بتنبيه الدول المانحة، وتذكيرها بتمويل المؤسسة بإسهاماتها، وذلك لضمان توافر السيولة المالية اللازمة لاستمرارية أنشطتها. وقد بلغ مجموع ما أسهمت به المؤسسة في المشروعات التنموية عن عام 1997 فقط، ما يقرب من 6 مليار دولار، في مشروعات زراعية وبيئية وصحية وتعليمية في حوالي 50 دولة.

ويتكون الجهاز التنظيمي للمؤسسة من: مجلس المحافظين، والمديرين التنفيذيين؛ وهو نفس الجهاز التنظيمي للبنك الدولي، حيث إن المؤسسة ليس لها جهاز تنظيمي مستقل. ويعد رئيس البنك الدولي بحكم منصبه رئيساً للمؤسسة، ولمجلس المديرين التنفيذيين، مع الوضع في الاعتبار أن العمل في المؤسسة، من قبل موظفي البنك، يتم دون تعويض إضافي، بحكم أن المؤسسة تابعة ومنبثقة عن البنك الدولي.

ويقع مقر المؤسسة في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.

4. وكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف Multilateral Investment Guarantee Agency (MIGA)

أنشئت هذه الوكالة في عام 1988، لتشجيع رأس المال الأجنبي على الاستثمار في الدول النامية؛ وعملت هذه الوكالة على تذليل العراقيل، وتهدئة المخاوف من المخاطر السياسية في هذه البلدان، وذلك بتقديم ضمانات كافية لرأس المال الأجنبي الخاص، ضد المخاطر السياسية لتداول العملات، والحروب، والاضطرابات الأهلية في البلدان النامية. وقد بلغ رأس مال الوكالة من مشاركة الدول الأعضاء (145 دولة)، ما يزيد عن مليار دولار. كما أن هناك 19 دولة نامية لا تزال في طور التحول الاقتصادي، ومرحلة استيفاء الشروط اللازمة لانضمامها ومشاركتها في الوكالة. وقد نجحت الوكالة في منذ نشأتها وحتى الآن في تشجيع استثمار ما يزيد عن 15 مليار دولار في 40 دولة نامية.

• المحكمة الجنائيّة الدوليّة لرواندا ـ أروشا، تنزانيا.

• المحكمة الجنائيّة الدوليّة ليوغسلافيا السابقة ـ لاهاي، هولندا.

• المدرسة الدولية التابعة للأمم المتّحدة ـ نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• مرصد شؤون المرأة ـ نيويورك، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• مركز الأمم المتحدة للاستيطان البشري United Nation Center for Human Settlements (Habitat)

أنشئ هذا المركز عام 1978، ليقود العمل في تنسيق الأنشطة العاملة في مجال الاستيطان البشري، داخل عائلة الأمم المتحدة. ويقوم المركز بالتركيز في المجالات الآتية:

1. الشؤون الاجتماعية والمأوى.

2. إدارة المناطق المدنية.

3. البنية التحتية، والبيئة.

4. التقييم، والمراقبة، والمعلومات.

ويقوم المركز بالتعاون مع الهيئات الحكومية، وغير الحكومية، والقطاع الخاص في مجال الاستيطان البشري.

وفي عام 1998، كان للمركز ما يزيد عن 200 برنامج ومشروع، فيما يزيد عن 80 دولة مختصة بإدارة: المناطق الحضرية، والإسكان، والخدمات الأساسية، وتنمية البنية التحتية. وكانت غالبية هذه البرامج تدار بالتعاون مع عديد من الهيئات، والوكالات المختلفة.

ويرأس المركز لجنة تضم 58 عضواً، تجتمع كل عامين. ويقع المقر الرئيسي في نيروبي بكينيا.

• مركز التّجارة الدوليّة للأونكتاد/ منظّمة التّجارة العالميّة

International Trade Center (ITC) UNCTAD WTO

ويُعد هذا المركز محصلة للتعاون الفني “لمنظمة التجارة العالمية” (WTO)، و”مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية” (UNCTAD)، في مجالات تنمية التجارة الدولية.

ويقوم هذا المركز بالعمل مع الأقطار النامية، وذلك لوضع سياسة تجارية لدعم هذه الدول في زيادة صادراتها، وترشيد عملياتها الاستيرادية.

وتمول العمليات الفنية لبرامج المركز، من خلال “برنامج الأمم المتحدة التنموي “فضلاً عن تبرعات الأفراد، والحكومات، والمنظمات.

ويقع مقر هذا المركز في جنيف بسويسرا.

• المركز الدوليّ لتسوية المنازعات في مجال الاستثمار ـ واشنطن، الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

• المركز الدولي للتدريب التابع لمنظمة العمل الدولية ـ تورينو، إيطاليا.

• المركز الدولي للحساب الإلكتروني ـ جنيف، سويسرا.

• المركز الدولي للعلم والتكنولوجيا الراقية ـ ترييستا، إيطاليا [اليونيدو].

• المركز الدولي للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الأحيائية ـ ترييستا، إيطاليا [اليونيدو].

• مركز عبدالسّلام الدولي للفيزياء النظرية ـ ترييستا، إيطاليا [اليونسكو/ وكالة الطاقة الذرية].

• معهد الأمم المتّحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة

United Nations Interregional Crime and Justice Research Institute (UNICRI)

أنشئ هذا المعهد عام 1968 ليقوم بإجراء الأبحاث والتدريبات والأنشطة الآتية:
بدء وتعضيد الأبحاث بالتعاون مع الدول المختلفة الرامية إلى:

أ. إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات عن الجريمة المنظمة.

ب. عمل إستراتيجية لمنع انتشار الجريمة، والتحكم فيها، وذلك عن طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحماية حقوق الإنسان.

ج. إنشاء أنظمة عملية تقوم بدعم سياسة التطبيق والتقييم.

2. تنظيم دورات تدريبية عن أحدث أساليب مكافحة الجريمة، على المستوى الإقليمي والوطني.

3. تعضيد تبادل المعلومات في مجال علم الجريمة، من خلال “مركز التوثيق الدولي” التابعة للمعهد.

وتقوم ميزانية المعهد، بصفة أساسية، على الإسهامات والتبرعات الخيرية من الأعضاء، والهيئات الحكومية، وغير الحكومية فضلاً عن المعاهد البحثية.

ويقع مقر المعهد الرئيسي في روما بإيطاليا.

• معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية

United Nations Research Institute for Social Development (UNRISD)

تأسَّسَ هذا المعهد عام 1963، ويقوم بإجراء أبحاث عن البعد الاجتماعي للمشاكل المؤثرة في التنمية.

ويعمل المعهد على تقديم مفهوم أفضل حول سياسات التنمية، والطرق الاقتصادية، والاجتماعية المؤثرة في المجتمعات المختلفة، للحكومات، ومؤسسات التنمية، والباحثين.

ويعتمد المعهد، بصفة أساسية، على الإسهامات والتبرعات الخيرية لتمويل أنشطته. وقد بلغت الإسهامات التي تلقاها المعهد عام 1997، ما يقرب من 1.5 مليون دولار، من: الدانمارك، وفنلندا، والمكسيك، وهولندا، والنرويج، والسويد، وسويسرا.

وذلك فضلاً عن التمويلات التي يحصل عليها من المشاريع البحثية الخاصة، التي يقوم المعهد بإجرائها. وللمعهد مجلس يضم 11 عضواً يقوم بالموافقة على الميزانية والبرامج البحثية.

وللمعهد مقر رئيسي في جنيف بسويسرا.

• معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح (اليونيدير)

United Nations Institute for Disarmament Research (UNIDIR)
أنشئ هذا المعهد عام 1980، بغرض إجراء أبحاث مستقلة على قضايا نزع السلاح، والمسائل المختصة بالأمن الدولي. ويعمل بالمعهد عدد قليل من الموظفين الأساسين؛ إذ يعتمد، بصفة أساسية، على العقود قصيرة الأجل المتعلقة بمشاريع خاصة، لإنفاذ برامجه البحثية.

وللمعهد مجالات عدة للبحوث، هي:

– برنامج نزع السلاح، ومنع انتشاره، الذي يغطي مشاريع مختلفة، مثل السياسات النووية في جنوب آسيا.

– العمل على إنشاء سياسة أمنية شاملة من خلال أنشطة حفظ السلام في أفريقيا.

– برامج أمنية إقليمية تغطي مشاريع عديدة، مثل بناء الثقة في الشرق الأوسط، وغرب أفريقيا، وأمريكا اللاتينية.

– العمل بكافة الطرق والأشكال، لإظهار خطورة التأثيرات المدمرة، لنقل الأسلحة الخفيفة وتخزينها. وتعتمد ميزانية المعهد على إسهامات من الدول والمؤسسات الخاصة والعامة، وتبرعاتها وقد بلغت ميزانية المعهد عام 1997 ما يوازي حوالي 1.2 مليون دولار.

للمعهد مقر رئيسي يقع في مدينة جنيف بسويسرا.

• معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (اليونيتار)

United Nations Institute for Training and Research (UNITAR)

أنشئ هذا المعهد عام 1965 بوصفه معهداً مستقلاً قائماً بذاته، يعمل تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة لزيادة فعالياتها التدريبية والبحثية. ويقوم المعهد، كل عام، بتنظيم ما يزيد عن 70 برنامجاً تدريبياً لحوالي ما يقرب من 3000 متدرب من كل أنحاء العالم، وبصفة خاصة من الدول النامية، عن كيفية عمل الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة ومجالات التعاون الدولي.

وللمعهد مجلس أمانة يرأسه مدير تنفيذي، وتقوم ميزانية المعهد على الإسهامات والتبرعات الخيرية من الحكومات، والهيئات، والمنظمات غير الحكومية.

ويقع مقر المعهد الرئيسي في جنيف بسويسرا.

• المعهد الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة

International Research and Training Institute for the Advancement of Women

أنشئ هذه المعهد في عام 1976 لعمل سياسات بحثية وبرامج تدريبية، تهدف إلى تطوير المرأة على الصعيد الدولي. وترنو هذه الأبحاث والبرامج التدريبية إلى تحقيق عدة أهداف في هذا المضمار، منها:

1. زيادة فاعليات الخطوات المتخذة تجاه المساواة.

2. زيادة معرفة الرأي العام بحقوق المرأة.

3. إنشاء شبكة عالمية للعمل على تحقيق المساواة.

ويقوم المعهد، بالتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية، بنشر نتائج هذه الأبحاث والخبرات التدريبية، وذلك لنشر الوعي وتعميم الفائدة المرجوة من هذه الأعمال. ويُعد هذا المعهد من الهيئات المستقلة المنضوية تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة، ويُدار من خلال مجلس وصاية، يضم 11 عضواً، ويمول عن طريق الإسهامات والتبرعات الخيرية المقدمة من الدول الأعضاء، والهيئات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الخيرية، والأفراد.

وللمعهد مقر رئيسي يقع في سانتو دومنجو بجمهورية الدومنيكان.

• المعهد الدولي لتخطيط التربية – باريس، فرنسا [اليونسكو].

• المعهد الدولي للشيخوخة – فاليتا، مالطة.

• معهد وسائط الإعلام والسلم (جامعة السلم) – باريس، فرنسا.

• مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان

Office of the UN High Commissioner for Human Rights (OHCHR)

أنشئ هذا المكتب من قِبَل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1993، ليأخذ على عاتقه القيام بمسؤوليات حقوق الإنسان في المنظمة الدولية. ويعد المكتب مسؤولاً عن حماية وحفظ كافة الحقوق المدنية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. وكان المكتب يعرف من ذي قبل باسم “مركز الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”.

ويقوم المكتب بإعداد التقارير عن حالة حقوق الإنسان، بناءً على طلب من الجمعية العامة ومراكز اتخاذ القرار في الهيئة الدولية. كما يقوم المكتب بالتعاون مع الحكومات، والهيئات الدولية الإقليمية، والمنظمات غير الحكومية في مجال حقوق الإنسان، وحمايتها. كما يعمل المكتب بحسبانه أمانة عامة للاجتماعات التي تعقدها الهيئات المعنية بحقوق الإنسان، والتابعة للأمم المتحدة في الوقت نفسه.

ويرأس “القائم بأعمال المفوضية العليا” ما يقرب من 200 موظف، يقومون بأداء وظائف المكتب في ثلاثة فروع رئيسية، هي:

1. فرع البحوث وحق التنمية: يقوم بعمل بحوث في مجال حقوق الإنسان، كما يقوم بمراقبة تطبيق استراتيجيات معرفة حق التقدم والتنمية.

2. فرع شؤون التأييد: يقوم بضمان التأييد والمساعدة لفروع الأمم المتحدة العاملة في حقوق الإنسان.

3. فرع البرامج والأنشطة: يقوم بتقديم المساعدات التقنية للدول النامية في مجالات حقوق الإنسان.

ويقع المقر الرئيسي للمكتب في جنيف بسويسرا.

• مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

Office of the UN High Commissioner for Refugees (UNHCR)

أنشئت هذه المفوضية في أول يناير عام 1951، وقامت بمساعدة ما يزيد عن 30 مليون لاجئ، في جميع أنحاء العالم لبدء حياة جديدة. ويوجد هناك ما يزيد عن 5475 عاملاً وموظفاً، يعملون في 246 مكتباً في 122 دولة، لحل المشكلات التي تواجه اللاجئين، كما أن هناك ما يزيد عن 453 هيئة ومنظمة غير حكومية، تعمل بالمشاركة مع المفوضية في هذه الأعمال الخيرية (اُنظر صورة اللاجئون في أفريقيا).

وتخضع أعمال المكتب الإنسانية لسياسات مقررة سلفاً، من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وللمفوضية لجنة تنفيذية، تتكون من 53 عضواً، يجتمعون سنوياً لإقرار الميزانية. وتعتمد المفوضية بالكامل على الإسهامات والتبرعات الخيرية لبرامجها الإنسانية، إلا أن هناك بعض المصاريف التنفيذية الأساسية، يتم تغطيتها بالميزانية العادية للأمم المتحدة. وقد بلغت ميزانية المفوضية عام 1997 حوالي 1.22 مليار دولار أمريكي.

وتقوم المفوضية بمهمتين رئيسيتين، هما:

1. الحماية: والمقصود بها الحماية القانونية للاجئين، وتعزيز حقوقهم، والمحافظة عليها في مجالات العمالة، والتعليم، والإقامة، وحرية الحركة، والأمن ضد إعادتهم إلى بلد، تكون حمايتهم أو حريتهم فيها معرضة للخطر بسبب الاضطهاد.

2. المساعدة المادية: وتقوم المفوضية بمساعدة البلدان، التي قامت بتوفير ملجأ لهؤلاء اللاجئين مادَّياً، بناءً على طلب حكوماتها، أو الأمين العام للأمم المتحدة، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتهدف هذه المساعدات المادية إلى الإسراع بعودة هؤلاء اللاجئين إلى أوطانهم، أو سرعة الاندماج في المجتمعات الجديدة، أو الانتقال إلى بلد آخر. كما يجب ملاحظة أن هذه الإعانات تقدم مباشرة إلى اللاجئين، وليس إلى الحكومات؛ حيث ترتبط المفوضية مباشرة باللاجئين دون سواهم (اُنظر صورة مساعدات المفوضية العليا).

وتصدر المفوضية كل عامين تقريراً يحتوي على تحليل شامل عن حالة اللاجئين في العالم (The State of the World’s Refugees)، ويتضمن المشاكل والسياسات التي تتعلق باللاجئين في العالم.

وتقديراً للأعمال الخيرية العظيمة التي تقوم بها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، مُنحت جائزة نوبل للسلام عامي 1954، و1981.

ويقع المركز الرئيسي للمفوضية في جنيف ـ بسويسرا.

• مكتب الأمم المتحدة في جنيف ـ جنيف، سويسرا.

• مكتب الأمم المتحدة في فيينا ـ فيينا، النمسا.

• مكتب الأمم المتحدة في نيروبي ـ نيروبي، كينيا.

• مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع United Nations Office for Project Services (UNOPS)

يقوم مكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع، بإدارة مصادر التمويل للمشاريع، وذلك لمساعدة الأقطار النامية في التحول الاقتصادي لضمان الاستقرار الاقتصادي، والاجتماعي، والسلام، والتنمية.

ويقوم المكتب بتقديم عديد من الخدمات المشاريعية، متضمنة كيفية الإدارة، ودراسات الجدوى، وكيفية تطبيق نتائج هذه المشاريع، بما ينهض باقتصاديات البلاد. ويقوم المكتب بتقديم كل هذه الخدمات بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة التنموي وهيئات الأمم المتحدة الأخرى.

وللمكتب فرع رئيسي يقع في نيويورك.

• مكتب التربية الدولي ـ جنيف، سويسرا ]اليونسكو[.

• مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ـ جنيف، سويسرا.

• مكتب خدمات المشريات المشتركة بين الوكالات – كوبنهاجن، الدانمارك.

• مكتب شؤون الفضاء الخارجي – فيينا، النمسا.

• منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)

Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO)

أنشئت هذه المنظمة في 16 أكتوبر عام 1945، بهدف تكريس الجهود لرفع مستويات التغذية، والمعيشة، وتنظيمهما. ومنذ عام 1981، بُدِئ الاحتفال بهذا اليوم المنظمة، إذ أُطلق عليه “يوم الغذاء العالمي”. وللمنظمة عديد من الأهداف السامية، منها؛ تقديم المساعدات الفنية متمثلة في متخصصين في مجالات التغذية، والزراعة، وتربية الحيوان، وشؤون الغابات، وحفظ الأغذية، وجمع المعلومات. كما تهدف المنظمة إلى زيادة الإنتاج، وحسن توزيع المواد الغذائية الزراعية، والعمل على تحسين أحوال سكان الريف، وفي سبيل ذلك تعمل المنظمة على تنمية الموارد الأساسية الزراعية لدول العالم. وتشجع المنظمة كذلك على إيجاد سوق عالمية ثابتة لمنتجاتها، ومكافحة الأمراض الوبائية التي تصيب الحيوان، وتنمية ثروات البحر، واستخدامها (اُنظر صورة تشجيع الفاو للمبيدات) و(اُنظر صورة مقاومة الآفات الزراعية).

كما تزود المنظمة الدول الأعضاء، بالحقائق والأرقام المتعلقة: بالتغذية، والزراعة، والغابات، والصيد، وكل ما يتعلق بالتنبؤات الخاصة بإنتاج المنتجات الزراعية وتوزيعها، واستهلاكها. فضلاً عن نشر طرق التقنية الفنية الحديثة في المجال الزراعي، لتمكين الدول الأعضاء من استصلاح أراضٍ جديدة، وزراعتها، وتحسين المحاصيل الزراعية، وخفض تكاليف الإنتاج، وتحسين فعالية التوزيع، وأحوال المعيشة الزراعية.

وتدير المنظمة عديداً من المشاريع الزراعية والتنموية الريفية في العالم. ويبلغ ما تديره المنظمة من مشاريع زراعية وتنموية في ما يقرب من 1800 مشروع. كما يبلغ ما تجذبه المنظمة من استثمارات من الوكالات المختلفة والحكومات، في لتمويل هذه المشاريع ما يقرب من 2 مليار دولار سنوياً.

ويدير المنظمة “مؤتمرٌ”، يضم مندوبين من الدول الأعضاء. ويجتمع المؤتمر مرة كل عامين، ليرسم السياسة العامة للمنظمة، ويقر ميزانيتها. كما أن لهذا المؤتمر “مجلساً”، يضم 49 عضواً عاملاً، ويشرف على سير العمل بين دورات انعقاد المؤتمر، كما يعاون على تنسيق أعمال السلطة المسؤولة عن تبادل السلع بين الحكومات. ويوجد لهذا المجلس هيئة من الموظفين يرأسهم مدير عام.

وهناك مكاتب إقليمية لهذه المنظمة في جميع المناطق التي تمارس فيها نشاطها. وللمنظمة مقر رئيسي يقع في روما بإيطاليا.

• منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)

United Nations Educational Scientific and Cultural Organization (UNESCO)

أنشئت منظمة اليونسكو في الرابع من نوفمبر عام 1946، وذلك تنفيذاً لبنود الميثاق التأسيسي لإنشائها (اُنظر ملحق الميثاق التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، بهدف زيادة التعاون بين الشعوب عن طريق التربية، والعلوم، والثقافة، لكي يزداد احترام العالم وتقديره، للعدالة، ولحكم القانون، ولحقوق الإنسان، وحرياته الأساسية في كل مكان، دون تفرقة بسبب العنصر، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين. لذلك، تعمل المنظمة على محو الأمية، ونشر الثقافة، وزيادة التفاهم بين الشعوب، عبر وسائل الإعلام المختلفة. ومجالات أنشطة منظمة اليونسكو متعددة، وواسعة ومترامية الأرجاء، إذ تقوم المنظمة بنشر: الكتب، والمؤلفات، والصحف، والمجلات، بمختلف اللغات، فتناقش فيها المسائل الفنية، والقضايا الفلسفية، والعلوم البشرية. كما تعمل المنظمة على تكوين المنظمات المتخصصة مثل المجلس الدولي للدراسات الفلسفية والإنسانية، ورابطة العلوم الدولية. كما تقوم بتنظيم المؤتمرات، وتشجيع تنظيم حلقات البحث؛ حيث يجتمع المتخصصون في المجالات الثقافية من جميع دول العالم. كما تقوم المنظمة بإيفاد عديد من البعثات إلى كثير من الدول، للمساعدة على تخطيط برامجها التعليمية، وخفض نسبة الأمية، وتزويد سكانها بالمعرفة.

وقد أقامت اليونسكو مشروع التربية الأساسية لمحو الأمية (اُنظر جدول تطور الأمية في العالم) في البلاد المختلفة، وهو برنامج يسمح بتعلم القراءة، والكتابة، والحساب بطريقة تسمح باستخدامها مباشرة، بوصفها وسيلة فعالة لتحسين الغذاء، والصحة، ومستوى المعيشة. وفي هذا الصدد، تتعاون المنظمة مع عديد من المنظمات الأخرى، مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة التغذية والزراعة، ومنظمة العمل الدولية، لضمان تحقيق هذا الهدف.

وعلى الرغم مما تبذله المنظمة من جهود حثيثة في مجال محو الأمية على مستوى العالم، وتراجع النسبة المئوية للأمية من 28% عام 1950 إلى 14.7 في العام 2000، فإن عدد الأميين في العالم في ازدياد مطرد، نتيجة ازدياد التعداد السكاني في العالم.

ولممارسة أنشطتها الهامة، ورسالتها الإنسانية، تتعاون المنظمة مع أكثر من 395 منظمة ومؤسسة غير حكومية، فضلاً عن الشبكة الدولية والإقليمية، من خلال مكاتبها المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

ويقوم بإدارة المنظمة “المؤتمر العام”، الذي يتكون من كل الدول الأعضاء، ويجتمع كل عامين. و”للمؤتمر العام” “مجلس تنفيذي”، يتكون من 58 عضواً، ينتخبون بواسطة المؤتمر ويقوم بالإشراف على البرامج التي أقرها المؤتمر العام.

ويقع المقر الرئيسي للمنظمة في مدينة باريس بفرنسا.

• منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)

United Nations Industrial Development Organization (UNIDO)

أُنشئت هذه المنظمة، من قبل الجمعية العامة عام 1966. وصارت وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة عام 1985. ومن أهم أهداف هذه المنظمة:

– خدمة البلدان النامية والصناعية. وذلك، من طريق إنشاء الصناعات المختلفة، وتشغيلها، بما في ذلك الصناعات المرتبطة بالزراعة، والصناعات الأساسية المستغلة للموارد الطبيعية والبشرية لهذه البلدان، على الوجه الأمثل.

– المساعدة في استحداث منهج كامل، للنهوض بالصناعة في البلدان النامية.

– إجراء الدراسات والبحوث بقصد وضع أساليب عمل جديدة، تستهدف التنمية الصناعية، مع حل المشكلات الناتجة عن التنمية الصناعية.

– وضع مناهج ومفاهيم جديدة للتنمية الصناعية على المستوى الدولي، والإقليمي، والوطني.

– دعم، وتشجيع استخدام التقنيات الفنية الحديثة، للتخطيط والتصنيع في القطاعات: العامة والخاصة والتعاونية.

– تبادل المعلومات الصناعية من خلال جمعها ورصدها، على أساس انتقائي بطريق التحليل العلمي، والاستنباط، والاستقراء، ثم نشرها على الصعيدين الدولي، والإقليمي.

– المساعدة على تبادل الخبرات والتقنيات الفنية الحديثة، في المجال الصناعي، بين البلدان المتقدمة صناعياً، والبلدان النامية.

– اتخاذ تدابير خاصة لمساعدة البلدان النامية، وبصفة خاصة البلدان التي تعاني من الأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية، مع عدم إغفال مصالح البلدان النامية الأخرى.

– تنظيم برامج للتدريب الصناعي، بهدف مساعدة البلدان النامية في تدريب فئات متخصصة من العاملين في مراحل التصنيع المختلفة.

– تقديم الاستشارات اللازمة بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة الأخرى، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بقصد استغلالها لصيانة الموارد الطبيعية للبلدان النامية، وتطبيقها محلياً لتعزيز التصنيع فيها.

– مد البلدان المتخلفة صناعياً، والبلدان النامية، بالخدمات: الإرشادية، والتنظيمية، والاستشارية، والإنمائية، وتوفير المقومات الأساسية للصناعة.

– مساعدة حكومات البلدان النامية في الحصول على تمويل خارجي للمشاريع الصناعية المحددة، وبشروط عادلة ومقبولة، لدى جميع الأطراف.

تضم المنظمة في عضويتها 171 دولة، يجتمعون مرة كل عامين في “المؤتمر العام”. ويقوم هذا المؤتمر بإقرار الميزانية وبرنامج العمل، واختيار “المدير العام”. كما يقوم بانتخاب “مجلس التنمية الصناعية” الذي يتكون من 53 عضواً على النحو التالي: 33 عضواً من الدول النامية، و15 عضواً من دول اقتصاديات السوق، وخمسة أعضاء من دول شرق أوروبا. ومدة العضوية في المجلس أربع سنوات. كما يقوم “المؤتمر العام”، كذلك، بانتخاب “لجنة البرنامج والميزانية”، التي تتكون من 27 عضواً يتم انتخابهم لمدة سنتين.

للمنظمة مقر رئيسي في فيينا، بالنمسا.

نشاط هيئة الأمم المتحدة في حفظ السلام
السلام العالمي هو الغاية الكبرى التي من أجلها أُنشئت هيئة الأمم المتحدة. وذلك، على نحو ما ورد في ديباجة الميثاق، وفيها: “أن نضم قوانا كي نحافظ على السلم والأمن الدولييْن”، وتتضمن جهود الأمم المتحدة، للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ثلاث مهام رئيسية، هي: صنع السلام، وحفظ السلام، وفرض السلام.
أولاً: صنع السلام:
وهو هدف يتطلب إنجازه استخدام الدبلوماسية، والمباحثات، لتحقيق السلام والأمن الدوليين. وتتبنى الأمم المتحدة، في ذلك، دبلوماسية وقائية، للحد والتقليل من عوامل النزاع، في أماكن التوتر، في العالم. كذا تتضمن هذه الدبلوماسية الوقائية، إجراء وساطات دولية، في الصراعات القائمة، للبحث عن قاعدة لإرساء دعائم السلام. ويتضمن مفهوم صنع السلام، آفاقاً أوسع للتطبيق منها: تقنين التسلح، ومراقبته، وإزالة أسلحة الدمار الشامل.
ثانياً: حفظ السلام:
تتطلب عمليات حفظ السلام، غالباً، استخدام القوة العسكرية لفرض النظام وحفظ السلام في أماكن النزاعات. وتستلزم هذه العمليات، أولاً موافقة حكومات الدول، التي تجرى فيها عمليات حفظ السلام. ويشارك جنود حفظ السلام[1]، في عديد من أنشطة هذه العمليات، منها إنشاء مناطق منزوعة السلاح، ومراقبتها، ومراقبة عمليات نزع السلاح، والحفاظ على النظام، في بعض المناطق المدنية، ومراقبة الانتخابات، وتقديم مساعدات إنسانية.
وفي الفترة من 1948 إلى 1998، أجرت الأمم المتحدة 49 عملية حفظ سلام، في جميع أنحاء العالم. وتصنف هذه العمليات إلى نوعين رئيسيين؛ هما: مهام المراقبة، ومهام حفظ السلام. وتسلح قوات الأمم المتحدة التي تقوم بمهام المراقبة بأسلحة خفيفة فقط للدفاع عن النفس. أما مهام حفظ السلام، فتعد من العمليات الخطرة؛ إذ فقدت هذه القوات ما يزيد على 1400 فرد، أثناء القيام بمهامها. ونتيجة لهذه المعاناة التي تلاقيها قوات حفظ السلام، وجهودها في مجال السلام والأمن الدوليين، فقد مُنحت جائزة نوبل للسلام عام 1988
وكانت أول عملية حفظ سلام، في تاريخ الأمم المتحدة، قيام قوات الأمم المتحدة، بمراقبة الهدنة، في فلسطين عام 1948، بين القوات العربية من جانب، والقوات الإسرائيلية من جانب آخر. حيث أنشأت هيئة الأمم المتحدة هناك، “هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة” United Nations Truce Supervision Organization, UNTSO. ونتيجة لاستمرار التوتر في المنطقة، منذ ذلك الحين، حرصت الأمـم المتحدة على بقاء هـذه الهيئـة (UNTSO)، في الشرق الأوسط، إلى الآن. لذا، تُعد هذه المهمة أطول عملية حفظ سلام، في تاريخ الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من كل ما قدمته هذه العمليات، من جهود وتضحيات، في سبيل إقرار الأمن والسلم، في المناطق الملتهبة، لم تخل بعض عملياتها من تجاوزات عديدة. الأمر الذي حدا بالمجتمع الدولي، إلى توجيه كثير من الانتقادات لهذه العمليات. ففي عملية الأمم المتحدة في الكونغو United Nations Operation in the Congo-UNOCO، عام 1960، قامت الأمم المتحدة بإرسال قوات حفظ سلام، للمساعدة العسكرية والإدارية، لحكومة الكونغو، عقب أعمال العنف التي اندلعت إثْرَ الحرب الأهلية هناك. وقد سُمح لهذه القوات باستصحاب السلاح، دفاعاً عن النفس فقط، مع الالتزام بالحياد التام، وعدم الدخول طرفاً في الصراع الدائر. إلا أنه بمرور الوقت، شرعت قوات حفظ السلام في الانحياز إلى بعض الأطراف المتصارعة في الكونغو. الأمر الذي دعا الهيئة الدولية، في نهاية المطاف، إلى سحب قواتها، وإنهاء عملية الكونغو، في يونيه 1964.
كذا، كانت عملية حفظ السلام، في يوغسلافيا السابقة، مسرحًا آخر للانتقادات الدولية؛ حيث لم تستطع قوات حفظ السلام، هناك، أن توقف، أو تسيطر، على عمليات القتل الجماعي، والفظائع الإنسانية، التي ارتكبها الصرب ضد المسلمين. بل إن بعض جنود هذه القوات، قد شارك في ارتكاب مخالفات وانتهاكات إنسانية، مثل: اغتصاب النساء المسلمات.
وفي تقريرٍ من 155 صفحة، نشرته الأمم المتحدة، في نوفمبر 1999، اعترف كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، بالدور السلبي، الذي لعبته قوات حفظ السلام في البوسنة والهرسك، وأنحى باللائمة على الأمم المتحدة، وأقر بمسؤوليتها الجزئية، عن عمليات القتل الجماعي، التي أسفرت عن مصرع 20000 مسلم في المناطق الآمنة، التي حددتها الأمم المتحدة، وتعهدت بحمايتها. وكانت أبشع هذه المذابح ما حدث في سربرينيشيا (Srebrenica) عام 1995، حيث تم ذُبح 8000، أغلبهم من النساء، والشيوخ، والأطفال، في أسبوع واحد، فيما يُعد أسوأ مذبحة عرفتها أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد أوردت شبكة CNN الإخبارية، في نوفمبر 1999، أن البرلمان الهولندي بصدد مساءلة قائد القوة الهولندية، التي كانت مكلفة بحماية هذه المنطقة. وذلك بعد أن عُرض الفيلم البريطاني

الوثائقي “صرخة من المقبرة” (A Cray From the Grave)؛ إذ ظهر الجنود الهولنديون، بعد انسحابهم من سربرينيشيا، يرقصون ويغنون ويسكرون، في حين كان الصرب هناك، يمارسون عمليات القتل الجماعي، ضد المدنيين العزل.

ولم يختلف الأمر كثيراً في كوسوفا في عامي 1998و 1999. وعلى الرغم من قيام قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتوجيه ضربات جوية متلاحقة ضد الصرب، أدت في النهاية إلى انسحاب الشرطة الصربية، التي ارتكبت عديداً من المذابح الجماعية، ومنع عمليات التطهير العرقي، التي حدثت للمسلمين في هذه الأثناء
على الرغم من هذه المخالفات الجسيمة، فإن عمليات حفظ السلام قد تكون ضرورية في بعض الأحيان؛ إذ يشكل حضورها صمام الأمان، الذي يعمل على نزع فتيل المعارك والحروب المدمرة. وبشكل عام، تُعد سلبيات هذه العمليات، أقل بكثير من الإيجابيات المرجوة منها.

ثالثاً: فرض السلام:

أما عمليات فرض السلام، فتعد ـ على العكس من عمليات صنع وحفظ السلام ـ من العمليات العسكرية البحتة، التي تقوم بها الأمم المتحدة، لرد عدوان. وتُعد عملية الأمم المتحدة في كوريا في عام 1950، أول عملية فرض سلام في تاريخ المنظمة. فعقب غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية عام 1950، فوض مجلس الأمن أعضاءه لإنهاء العدوان. إلا أن الاتحاد السوفيتي عارض هذا القرار، مستخدماً حق الفيتو. فما كان من مجلس الأمن، إلا أن وضع القوات التابعة للأمم المتحدة، تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وأصدرت الجمعية العامة، في هذا الصدد، قرارها العام “الاتحاد من أجل السلم”، والذي يتيح للأمم المتحدة أن تتخذ ما تراه إجراءً حاسماً، لرد العدوان، وفرض الأمن والسلم الدوليين، في حالة ما إذا اعترضت، أو استخدمت، دولة من الدول الدائمة العضوية حقها في النقض أو (الفيتو)، بما يعرقل عمليات الأمم المتحدة. وقد انتهى الصراع الكوري في 1953، بتوقيع معاهدة الهدنة بين الكوريتين، في قرية بانمونجوم Panmunjom على الحدود بين الدولتين.
ومن عمليات فرض السلام المميزة، في تاريخ الهيئة الدولية، ما قامت به القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة، عقب الغزو العراقي للكويت، في أغسطس عام 1990. فعقب هذا الغزو، أصدر مجلس الأمن عديداً من القرارات، التي تتضمن مطالبة العراق سحب قواته من الكويت، وإنهاء الغزو. غير أن العراق لم يستجب لهذه القرارات. وفي 29 نوفمبر عام 1990، شَرَّعَ مجلس الأمن استخدام كل الوسائل الممكنة لإنهاء الغزو العراقي، إذا لم يستجب العراق للقرارات السابقة، الداعية إلى الانسحاب، بحلول 15 يناير 1991. إلا أن العراق رفض الإذعان لهذه المهلة. وعلى هذا، قامت قوات الحلفاء التابعة للأمم المتحدة، بعملية عاصفة الصحراء (Desert Storm)، لإنهاء الغزو العراقي للكويت.
وفي عام 1992، أصدر بطرس غالي السكرتير العام للأمم المتحدة آنذاك، تقريراً عن جهود الأمم المتحدة، لإقرار السلم والأمن الدوليين، تحت عنوان “خطة السلام” (Agenda for Peace)، محدداً فيها أربعة أهداف رئيسية، هي: “الدبلوماسية الوقائية”، و”صنع السلام”، و”حفظ السلام”، و”بناء السلام” عقب الصراعات. وتشتمل “الدبلوماسية الوقائية” وضع إجراءات وقائية، لمنع نشوب النزاعات، في بعض الأماكن، في العالم. وتتضمن هذه الإجراءات بناء جسور الثقة بين الدول، والحث على تقصي الحقائق، وإنشاء جهاز أو نظام إنذار مبكر، لتحديد المشاكل والأزمات المتوقعة، قبل حدوثها، وتتضمن كذلك إرسال قوات وقائية تابعة للأمم المتحدة وذلك لتخفيف حدة التوتر في أماكن النزاعات، أو المتوقع حدوث نزاع فيها.
أما “صنع السلام”، فيتضمن العمل مع الأطراف المتنازعة جميعاً، لحل أسباب النزاعات، ويتضمن أنشطة عديدة، منها: الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية، أو استشارتها، وتقديم مساعدات إنسانية، أو استخدام الحظر. كذا تتضمن استخدام القوة المسلحة في بعض الأحيان. لذا، حث الأمين العام الدول الأعضاء على إنشاء قوة مسلحة، ومساعدة مجلس الأمن، لتطبيق المادة (43) من الميثاق، وبناء قوات لفرض السلام، تكون مسلحة تسليحاً جيداً، مقارنة بتسليح قوات حفظ السلام المعتاد. أما عمليات “حفظ السلام”، فتعمل على إرسال قوات عسكرية تابعة للأمم المتحدة، وموظفين مدنيين تابعين لها كذلك، بموافقة الأطراف المتصارعة، وذلك لإنشاء مناطق منزوعة السلاح، ومراقبة معاهدات نزع السلاح، ومعاهدات السلام، وتقديم مساعدات إنسانية، ومراقبة الانتخابات.
وفي يناير 1995، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة “ملحق خطة للسلام”، وذلك لتقييم “خطة للسلام”، عقب الفشل الذريع لعمليات حفظ السلام في الصومال ويوغسلافيا السابقة. وفي هذا التقييم، حث الأمين العام الدول الأعضاء، تقديم المزيد من المعونات السياسة، والعسكرية، والمالية، لعمليات حفظ السلام للإسهام في إنجاحها.
أما “بناء السلام” عقب الصراعات، فيتضمن تعضيد الدعائم التي تقوي السلام، من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مثل: مشاريع التنمية الزراعية بين الدول، وتبادل الثقافات، وبرامج التعليم، والشباب.
ومن خلال كل ما سبق، تناضل المنظمة الدولية لتحقيق أهداف الميثاق، وإحلال السلام والأمن العالمييْن، باتخاذ خلال خطوات حاسمة، لإزالة المعوقات والعقبات، التي تهدد السلام، ولمنع العدوان. وإحلال السلام يعنى تأكيد مبادئ العدل، وإرساءها، لتشمل العالم.
بعض الأمثلة لنشاط الأمم المتحدة في مجال حفظ السلم والأمن الدولييْن:

1. الصراع في كشمير:
عقب انفصال الهند وباكستان عام 1947، أصبحت جامو وكشمير ضمن الولايات التي نالت استقلالها طبقاً لخطة التقسيم. وقد قرر حاكم ولايتي جامو وكشمير الهندوسي، في ذلك الوقت، عدم الانضمام إلى أي من البلدين. إلا أن بعض رجال القبائل البتهانية[2] قاموا بغزو ولايتي جامو وكشمير من ناحية باكستان، الأمر الذي حدا بالمهراجا الهندوسي حاكم ولايتي جامو وكشمير إلى الانضمام إلى الهند في 24 أكتوبر 1947، وعلى الفور، قامت القوات العسكرية الهندية بالتدخل لنصرته.
وفي يناير عام 1948، تقدمت الهند بشكوى إلى مجلس الأمن بأن رجال القبائل الباكستانيين قاموا بغزو كشمير بدعم من باكستان، وأن قتالاً عنيفاً يدور هناك. وقد قامت باكستان بنفي هذه التهم، وعدت انضمام كشمير إلى الهند إجراء غير قانوني.
وبناء على ذلك أصدر مجلس الأمن بياناً دعا فيه الجانبين إلى ضبط النفس، وحثهما على البدء في محادثات مشتركة لحل المشكلة سلمياً. ثم قام المجلس بتكوين “لجنة الأمم المتحدة إلى الهند وباكستان” للتحقيق في الأزمة. وقد تكونت هذه اللجنة، في البداية، من ممثلين، من: الأرجنتين، وتشيكوسلوفاكيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ثم أضيف إليها ممثلون من: كندا، وبلجيكا. وفي 21 أبريل من العام نفسه، قام مجلس الأمن بإصدار القرار (47)، الذي يتضمن عدة إجراءات، أبرزها وقف إطلاق النار بين الجانبين، وإجراء استفتاء عام في جامو وكشمير، لإعطاء الولاية حق تقرير مصيرها.
ولإنفاذ هذه الإجراءات، قام مجلس الأمن بإرسال لجنة إلى المنطقة على الحدود بين الجانبين المتنازعين. وقد شرعت هذه اللجنة في إنفاذ مشروع وقف إطلاق النار، وعمل خطة لإجراء استفتاء في كشمير لتقرير المصير.
وفي 1 يناير 1949، بدأ وقف إطلاق النار الفعلي. وفي الوقت نفسه، أرسلت قوات الأمم المتحدة للمراقبة في الهند وباكستان United Nations Military Observer Group in India & Pakistan – (UNMOGIP).
وفي 18 يوليه، حدَّدَ خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة. وفي البداية وافق الجانبان على وقف إطلاق النار، والبدء في إجراء استعدادات للاستفتاء العام في كشمير، إلا أن الجانبين لم يتوصلا إلى خطة لنزع الأسلحة من جامو وكشمير قبل البدء في استعدادات الاستفتاء.
وفي 14 مارس عام 1950، أصدر مجلس الأمن قراره رقم (80) بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة هناك. ثم عُين ـ في الوقت نفسه ـ ممثل للأمم المتحدة في الهند وباكستان هو السير أوين ديكسون. وعلى الرغم من الوساطات التي قامت بها الأمم المتحدة بعد ذلك، ظل اختلاف وجهات النظر قائماً، وظلت المشكلة تطفو على السطح حيناً بعد حين في مجلس الأمن لمدة بلغت 14 عاماً، من 1950-1964.
وفي أغسطس 1965، اندلع النزاع مرة أخرى بين الهند وباكستان حول جامو وكشمير. الأمر الذي حدا بمجلس الأمن في الرابع من سبتمبر 1965، إلى إصدار قراره رقم (209) الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقرر الأمين العام للأمم المتحدة يو ثانت إرسال بعثة أخرى للأمم المتحدة إلى الهند وباكستان United Nations India-Pakistan Observation Mission UNIPOM لمراقبة وقف إطلاق النار بوصفه إجراءً مؤقتاً.
وفي يناير عام 1966، جرت مباحثات بين المسئولين من الجانبين: الباكستاني، والهندي. وفي 10 يناير عام 1966، وافق الرئيس الباكستاني، ورئيس الوزراء الهندي، على سحب القوات إلى الأماكن التي كانت عليها قبل 5 أغسطس عام 1965. وقد انسحبت هذه القوات بالفعل، في فبراير عام 1966، تحت إشراف المراقبين العسكريين التابعين إلى UNMOGIP وUNIPOM. وبحلول مارس 1966، كانت بعثة المراقبة في الهند وباكستان UNIPOM قد أتمت مهمتها. وفي يوليه عام 1972، وقعت الهند وباكستان معاهدة سيملا (Simla Agreement)، التي حددت أُطُر الإدارة في كشمير. وتشبه هذه المعاهدة إلى حد كبير الخطوط العريضة لمعاهدة كراتشي، التي تم توقيعها عام 1949، وكانت تهدف إلى تقريب وجهات النظر، وحل مشكلة جامو وكشمير حلاً نهائياً. وفي يوليه عام 1990، بدأت الهند وباكستان مباحثات حول عديد من الموضوعات المشتركة، من ضمنها مشكلة جامو وكشمير. وفي يناير عام 1994، أخفقت مباحثات أخرى على مستوى وزراء الخارجية، في تحقيق أي نجاح. وفي ظل غياب أي تقدم ملموس، أو توقيع أي اتفاق، ظلت قوات المراقبة التابعة للأمم المتحدة UNMOGIP هناك لمراقبة الموقف على جانبي خط وقف إطلاق النار، الذي حُدد وفق معاهدة سيملا. ولا تزال المشكلة قائمة حتى الآن، إذ يتفجر الموقف من آن لآخر بسبب المشكلة نفسها. وآخر هذه الأزمات وقعت عام 1999، حيث تراشق كل من الهند وباكستان الاتهامات حول التدخل في كشمير، وكاد الوضع بالفعل أن يتطور إلى حرب شاملة بين البلدين.

2. الصراع في كوريا:
أول عملية لـ “فرض السلام” في تاريخ الأمم المتحدة
لم يحالف النجاحُ الجهودَ التي بذلتها الأمم المتحدة لإعادة توحيد الكوريتين، وانتهى الأمر بتكوين دولتين لكوريا عام 1948، الأولى، في الشمال، وهي كوريا الشمالية، أو جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، والثانية، في الجنوب، وهي كوريا الجنوبية أو جمهورية كوريا. وفي العام نفسه، تكونت لجنة، من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نوفمبر 1947، لدراسة مشكلة كوريا، والبت في الاستفسارات والموضوعات، التي طُرحت بصددها.
وفي 25 يونيه 1950، أُبْلِغَتْ هيئة الأمم المتحدة، بأن كوريا الشمالية قد قامت بغزو كوريا الجنوبية. في اليوم نفسه، دعا مجلس الأمن الطرفين إلى وقف إطلاق النار، وسحب قوات كوريا الشمالية إلى خط عرض 38. ثم ناشد مجلس الأمن ـ بسبب احتدام القتال واستمراره ـ (اُنظر صورة نزوح المدنيين من كوريا). الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى المسارعة بتقديم كل المساعدات الممكنة لكوريا الجنوبية لرد العدوان. وفي التوقيت نفسه أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها قد أصدرت أوامرها إلى قواتها الجوية والبحرية، لتقديم الغطاء الجوى، لدعم قوات كوريا الجنوبية. ثم صدرت بعد ذلك أوامر وتصريحات باستخدام القوات البرية كذلك.
وفي يوليه من العام نفسه، ناشد مجلس الأمن الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة أن يقوموا بتقديم الدعم العسكري، وتكوين فرقة عسكرية، طبقاً للقرار السابق، بحيث تخضع هذه القوة لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استجابت 16 دولة لهذا الطلب، ومن ثم تكونت قوة عسكرية دولية، تعمل تحت قيادة التحالف.
في تلك الأثناء، صرح الاتحاد السوفيتي بعدم قانونية هذا القرار، لصدوره في غياب عضوين دائمين في مجلس الأمن؛ هما: الاتحاد السوفيتي الذي كان غائباً لمدة 6 شهور، احتجاجاً على عضوية شيانج كاي شيك (Chiang Kai Shek) ممثل الصين في الأمم المتحدة، والصين التي قد رفضت هذا القرار، وعدته قراراً غير ساري.
وفي نوفمبر 1950، دخلت قوات صينية متطوعة بالحرب بجانب كوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية. وتلا ذلك اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع، إلا أن الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كان قد عاد للمجلس، أجهض كل محاولات مجلس الأمن لاتخاذ أي قرار، بما أدى إلى استمرار القتال حتى 27 يوليه عام 1953، حتى تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار. وأُرسلت لجنة هدنة عسكرية لمراقبة تطبيق الاتفاقية، وتسجيل أي انتهاك لها، وتذليل أي صعوبات قد تعن من خلال المباحثات. واستُبدلت لجنة الأمم المتحدة في كوريا، بلجنة أخرى من الأمم المتحدة، هي “لجنة الأمم المتحدة للاتحاد والإصلاح”، وظلت هذه اللجنة في كوريا حتى عام 1973، إلى أن صدر قرار بالإجماع من الجمعية العامة، بحل هذه اللجنة، عقب صدور بيان مشترك من الكوريتين، في يوليه عام 1972.
وفي عام 1974، حثت الجمعية العامة الكوريتين، على استئناف المباحثات بشأن إعادة الوحدة بينهما. وفي سبتمبر من عام 1991، أصبحت كُلٌّ من الكوريتين عضواً في هيئة الأمم المتحدة. وفي ديسمبر عام 1991، وُقِّعت معاهدتان بينهما، هما:
أ. معاهدة الصلح، وعدم الاعتداء، والتعاون، والتبادل بين الشمال والجنوب.
ب. الإعلان المشترك لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وذلك، لضمان أن تظل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي.

3. أزمة الكونغو:
ربما تكون هذه العملية من أكثر العمليات التي قامت بها هيئة الأمم المتحدة، تعقيداً من الناحية السياسية والقانونية. ففي عام 1960، وبعد فترة قصيرة من حصول الكونغو (ليبولدفيل) على استقلالها من بلجيكا، حدث تمرد عسكري هناك. الأمر الذي أدى إلى عودة القوات البلجيكية إلى الكونغو مرة أخرى. وصاحب ذلك زيادة التوتر، وعموم الفوضى. فما كان من الأمين العام، (داج همرشولد) في ذلك الوقت، بتأييد من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن استصدر قراراً بتدخل الأمم المتحدة، لإعادة، وفرض السلام والأمن في الكونغو. وقد حُشِدَ ما يقرب من 20 ألف جندي تابعين للأمم المتحدة في هذه العملية، التي لم تقتصر مهمتها على محاولة فرض السلام، بل تعدت إلى إدارة البلاد. فقد أدار آلاف العاملين بالأمم المتحدة الكونغو، بما في ذلك الوزارات، والمرافق الرئيسية، والبنوك، والمطارات. وقد استأنف مسؤولو الأمم المتحدة، بعد ذلك، محادثات لسحب القوات الأجنبية من الكونغو، وللضغط على الأطراف المتنازعة هناك، للموافقة على شروط ضمان لاستتباب الأمن والسلام.وتُعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ المنظمة كله، التي تقوم فيها بالمجازفة بإدارة بلد كامل، فيما سمي بعد ذلك بعملية “بناء أمة”. كما أنها كانت المرة الأولى، كذلك، التي تقوم فيها قوات من الأمم المتحدة باستخدام القوة. ونتيجة لهذه العملية، وطبيعتها، ومع حلول عام 1964، مُنيت قوات الأمم المتحدة بخسائر في الأرواح بلغت 234 قتيلاً، فيما يعد أكبر خسارة تشهدها المنظمة، في عملية تجرى تحت لوائها، في الخمسين سنة الأولى من تاريخها.
وعلى الرغم من نجاح قوات فرض السلام في الحفاظ على وحدة الكونغو، فإنها انزلقت في هاوية الصراع هناك، إذ لم تستطع الحفاظ على حيادها. فبينما كان الاتحاد السوفيتي يؤيد رئيس الوزراء باتريك لومبا (Patrice Lumumba) الذي أطيح به، كانت الدول الغربية تؤيد كاتنجا (Katanga). أما وجهة نظر الأمين العام للأمم المتحدة داج همرشولد (اُنظر صورة زيارة همرشولد للكونغو)، فكانت تأييد الحكومة المركزية في الكونغو. وبعد مصرع داج همرشولد في حادث تحطم الطائرة عام 1961، إبان قيامه بمهمة رسمية تابعة للأمم المتحدة لإحلال السلام في الكونغو، انتقلت تبعات المسؤولية الثقيلة إلى الأمين العام الجديد يو ثانت. ثم بدأت المشاكل تطفو على السطح مرة أخرى، حين رفضت فرنسا، والاتحاد السوفيتي، ودول أخرى دفع تكاليف عملية الكونغو، التي بلغت في ذلك الوقت حوالي 600 مليون دولار؛ إذ كانت لهما مطالب خاصة تتمثل في نقل إدارة عملية الأمم المتحدة من سلطة الأمين العام إلى سلطة مجلس الأمن.
وقد أدى هذا الخلاف إلى تصدع الأمم المتحدة في الفترة من 1964-1965. بما ترتب عليه عدم إنفاذ أي عملية جديدة من عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة حتى عام 1973.

4. اليمن:
في سبتمبر 1962، اندلعت الحرب الأهلية في اليمن، التي أدت إلى تدخل أطراف في صراعٍ استمر إلى عام 1969/1970.
ففي 19 سبتمبر 1962، توفي الإمام أحمد بن يحيى، وخلفه ابنه الإمام محمد البدر. وبعد استخلافه بأسبوع، قام الثوار في اليمن بالإطاحة بالإمام محمد البدر، وإعلان قيام (الجمهورية العربية اليمنية). وقامت مصر بالاعتراف بها، ثم أتبعها الاتحاد السوفيتي في اليوم التالي، غير أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لم يقدموا على أي إجراء، حتى يتعرفوا على طبيعة النظام الجديد في اليمن.
هرب الإمام محمد البدر، بعد الإطاحة به، من صنعاء، ومعه عائلته الملكية، إلى شمال اليمن حيث قام هناك بتجميع رجال القبائل حوله، وحشدهم، وبدأ شن حرب العصابات على الحكومة الجديدة. عند ذلك قامت الحكومة الجديدة باتهام المملكة العربية السعودية بدعم النظام الملكي المخلوع، وهددت بشن حرب على المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي أعلن فيه الإمام محمد البدر أن الثوار المسلحين الذي أطاحوا به، وأقاموا الحكومة الجديدة، قد تم دعمهم وتدريبهم في مصر (الجمهورية العربية المتحدة) آنذاك. وفي بداية أكتوبر، أرسلت مصر قوات عسكرية للقتال بجانب قوات الحكومة الجديدة، ضد النظام الملكي، بناءً على طلب من الحكومة اليمنية الجديدة.
وفي 27 نوفمبر من العام نفسه، تقدمت البعثة الدائمة لليمن في الأمم المتحدة (كانت لا تزال الموالية للنظام الملكي السابق) بطلب لإرسال لجنة للتأكد من وجود قوات عسكرية مصرية تقاتل في اليمن. وقد رحب الوفد اليمنى الممثل للحكومة الجديدة، الذي كان قد وصل آنفاً إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الأمم المتحدة، بإرسال هذه اللجنة والتأكد من حقيقة الموقف. تلا ذلك أن قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بوفد واحد فقط لليمن لدى الأمم المتحدة، وكان هو وفد الحكومة الجديدة.
وفي 27 مايو 1963، قرر الأمين العام للأمم المتحدة إرسال مراقبين للأمم المتحدة إلى اليمن. وفي 11 يونيه، أصدر مجلس الأمن القرار (179)، الذي نص على إنشاء بعثة مراقبة للأمم المتحدة United Nations Yemen Observation Mission UNYOM. وقد تكونت هذه البعثة من ستة مراقبين عسكريين، ووحدة استطلاع يوغوسلافية مكونة من 114 موظفاً، ووحدة طيران كندية، مشكلة من 12 طائرة عادية، وست طائرات عمودية فضلاً عن عدد 28 عضواً دوليًّا، وأعضاء عسكريين، تم تعيينهم في مركز التعبئة. ومثلت قوات الطوارئ الدولية في العريش بمصر قاعدة إمداد لوحدة الطيران الكندية. وقد قام الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين الجنرال السويدى فون هورن (General Von Horn) قائداً لهذه البعثة. ومع وصول الجنرال فون هورن، وبشائر قوات بعثة المراقبة، بدأت البعثة مهمتها في اليمن في الرابع من يوليه 1963. وقد تحددت مهام هذه البعثة استناداً إلى معاهدة التحرير التي صاغها الأطراف الثلاثة للمشكلة، وهم: المملكة العربية السعودية، والجمهورية العربية اليمنية، والجمهورية العربية المتحدة. وقد كانت مهمة بعثة المراقبة ـ حسبما وردت في هذه المعاهدة ـ أكثر تقييداً، عكس ما كانت عليه مهمات المراقبة للأمم المتحدة في عمليات سابقة. فعلى سبيل المثال، أنشئت هذه البعثة، دونما التوقيع على أي اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين لم يكن ثمة وقف لإطلاق النار، حتى يمكن أن يراقب. وانحصرت مهام هذه البعثة في تدوين الأحداث. ولم يكن داخلاً في مهمة البعثة العمل على حفظ السلام، أو فرضه، أو مراقبة تطبيق المعاهدة. غير أن الأحوال أخذت في التحسن بعد أن وعدت المملكة العربية السعودية بإنهاء دعمها للنظام الملكي المخلوع، وتعهدت الجمهورية العربية المتحدة بسحب قواتها من اليمن.
وفي الثاني من سبتمبر 1964، قدم السكرتير العام للأمم المتحدة تقريره النهائي عن بعثة مراقبة الأمم المتحدة في اليمن (UNYOM)، مرفقاً به الحالات، التي مثلت خرقاً من جميع الأطراف لبنود معاهدة التحرير، والصعوبات التي واجهتها البعثة هناك أثناء مراقبتها لتطبيق المعاهدة. وعلى الرغم من أنه كانت ثمة دلائل واضحة على انسحاب القوات المسلحة المصرية من اليمن، فلم يكن هذا دليلاً على الالتزام بتطبيق معاهدة التحرير، بقدر ما كان دليلاً على استتباب الأمن، وتحسن الأحوال بالنسبة لحكومة اليمن الجديدة. كما كانت هناك دلائل على استمرار تلقي النظام الملكي المخلوع لإمدادات خارجية.
وفي الرابع من سبتمبر عام 1964، صدر قرار بإنهاء مهمة بعثة مراقبة الأمم المتحدة في اليمن، وسحب جميع أفرادها.

5. الأزمة الكوبية:
لم يكن العالم قط على حافة هاوية الحرب النووية، في وقت ما، قدر ما كان في أكتوبر عام 1962. ففي ذلك الوقت، نصب الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية في كوبا الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ بعض الخطوات الحاسمة، للرد على هذا الإجراء السوفيتي المستفز. وقد وصف الرئيس السوفيتي آنذاك، نيكيتا خروشوف (Nikita Khrushof) ، (اُنظر صورة نيكيتا خروشوف)، هذا الوضع بقوله: لقد قام الأمريكان بإحاطتنا بقواتهم العسكرية، وتهديدنا بالأسلحة النووية. لذا فالآن سوف يعلمون ماذا يعني هذا الإحساس.
وفي 16 أكتوبر 1962، تلقى الرئيس الأمريكي جون كيندي (John Kennedy) (اُنظر صورة جون كيندي)، دلائل مؤكدة، على قيام الاتحاد السوفيتي ببناء قواعد لصواريخ نووية في كوبا، وعلى الفور قرر كيندي إزالة هذه الصواريخ من كوبا، حتى لو أدى ذلك إلى اندلاع حرب بين أمريكا والاتحاد السوفيتي. وعلى الرغم من أن كيندي قد اقتنع بوجهة نظر وزير الدفاع روبرت ماكنمارا (Robert McNamara) ، في ذلك الوقت، من أن تلك الصواريخ لن تغير شيئاً من توازن القوى الإستراتيجية في المنطقة، فقد أصر على موقفه بحتمية إزالة هذه الصواريخ؛ حيث يعرض نصبها الأمن الأمريكي للخطر.
وفي 22 أكتوبر، أرسل كيندي خطاباً شديد اللهجة مع السفير السوفيتي إلى (خروشوف). وقد حذر فيه من أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تغيير لميزان القوة في المنطقة، كما أنها تصر على إزالة هذه الصواريخ، وعلى الفور، بسبب ما تمثله من تهديد للأمن في المنطقة. وعقب ذلك الخطاب بساعات قليلة، وجه الرئيس الأمريكي خطاباً إلى الشعب الأمريكي، أخبرهم فيه أنه ـ وفقاً لمصادر وثيقة ـ قد وردت إليه معلومات تفيد أن الاتحاد السوفيتي يقوم ببناء قواعد للصواريخ النووية في كوبا، وأن هذه الصواريخ التي يَجْري نصبها يمكنها إصابة أي مدينة في المنطقة الواقعة بين بيرو (Peru) وخليج هيدسون (Hudson Bay)؛ لذا، أعلن الرئيس الأمريكي عن قيامه باتخاذ ثلاث خطوات حاسمة، هي:
أ. فرض حصار اقتصادي وسياسي حول كوبا.
ب. تحذير من أن الولايات المتحدة سوف تقوم باتخاذ إجراءات أخرى أشد، إذا لم يفلح هذا الحصار في إنهاء التهديد للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب.
ج. تعهد الرئيس الأمريكي بالرد بضربات انتقامية، في الاتحاد السوفيتي نفسه، إذا ما تعرضت أي دولة غربية لهجوم، أو ضربة عسكرية من كوبا.
وأصدر الرئيس الأمريكي كيندي أوامره إلى 56 سفينة حربية أمريكية لمحاصرة كوبا، و12 غواصة حاملة لصواريخ نووية بالتوجه إلى سواحل الاتحاد السوفيتي، ووضع قاذفات القنابل الجوية على أُهْبة الاستعداد، وإعداد أكثر من مائتي صاروخ باليستي (صاروخ ذاتي الدفع) للإطلاق. ونتيجة لهذا الخطاب وللهجته الحاسمة، سُقِطَ في أيدي الدول، وأصبح العالم في ذهول خشية تدهور الأمور بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل.
وعلى الفور، عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً، وفي ذلك الاجتماع تبادل السفير الأمريكي آنذاك أدلاي ستيفنسون (Adlai Stevenson)، والسفير السوفيتي فاليرين زورين (Valerin Zorin) الاتهامات، والإشارة إلى الطرف الآخر بأنه السبب في تدهور الوضع. فاتهمت الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتي بأنه السبب في تفاقم الأحداث، نتيجة قيامه بنصب صواريخ نووية في كوبا، وألقى الاتحاد السوفيتي اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب حصارها كوبا.
وقد تدخل الأمين العام للأمم المتحدة (يو ثانت)، مناشداً الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية لتهدئة الأوضاع، وإيقاف الاستعدادات العسكرية، وإلغاء الحظر، والحصار المفروضين على كوبا، لمدة تراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وذلك لإعطاء الفرصة لكلا الطرفين لعقد الاجتماعات، وتبادل وجهات النظر، وإيجاد حل سلمي للمشكلة. وقد لَقِيَ هذا الاقتراح قبولاً لدى الرئيس السوفيتي خروشوف، رغبة في الخروج من هذا المأزق العصيب، في حين رفض الرئيس كيندي هذه المناشدة واضعاً الأمين العام في موقف بالغ الحرج مع خروشوف. على أن السفير الأمريكي أعلم الأمين العام بعد ذلك بأن أمريكا سوف تقبل المناشدة وسترضى بخطة يو ثانت لتهدئة الوضع، في حالة إذا ما طلب يو ثانت من خروشوف إبعاد السفن السوفيتية عن المواقع الأمريكية، ولو لفترة قصيرة، لاختبار حسن المقاصد. وبالفعل استجاب خروشوف لهذا الطلب فوراً، الأمر الذي دعا الرئيس الأمريكي كيندي إلى الاستجابة لمناشدة الأمين العام الثانية، وقبول خطته لتهدئة الأوضاع الملتهبة، ومن ثم بدء المحادثات.
وكانت المحادثات، بين الرئيسين خروشوف وكنيدى، تعقد بطريق التراسل. ففي رسالة في 27 أكتوبر من خروشوف إلى كيندي، أفاد الرئيس السوفيتي ” أنه إذا أكدت الولايات المتحدة للاتحاد السوفيتي أنها لن تقوم هي، أو أحد حلفائها، بضرب كوبا، فإن الوضع كله سوف يتغير”. وقبل أن يرد كيندي على هذه الرسالة، وصلت إليه رسالة أخرى من خروشوف، عبر راديو موسكو، الذي كان يذيع خطاباً للرئيس خروشوف، طالب فيها أمريكا بإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا. إلا أن الرئيس الأمريكي فضل في رده أن يركز على الخطاب الأول، فأكد للرئيس السوفيتي، أنه لن يضرب كوبا، وسيفك الحصار عنها عاجلاً، غير أنه ـ من جانب آخرـ تجاهل تماماً الطلب السوفيتي بإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا.
وفي 28 أكتوبر، رد خروشوف على خطاب الرئيس كيندي، بأنه يثق في كلامه وتعهداته، وبالتالي سوف يسحب صواريخه من كوبا. وانتهت المأساة عند هذا الحد، بعد أن أوشك العالم أن يتعرض لحرب عالمية نووية.

6. مشكلة قبرص:
في 16 أغسطس عام 1960، أصبحت قبرص جمهورية مستقلة، وفق دستور يهدف إلى التوازن بين القبارصة الأتراك، والقبارصة اليونانيين. وفي 20 سبتمبر من العام نفسه، أصبحت جمهورية قبرص Republic of Cyprus عضواً في الأمم المتحدة. وقد ساد الجزيرة هدوء نسبى حتى عام 1963، وذلك حينما تدهور الوضع نتيجة الخلافات السياسية بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين، نتيجة قيام الرئيس “مكاريوس” بهضم حقوق السكان القبارصة الأتراك، الأمر الذي أدى إلى اندلاع القتال بين الطائفتين في ديسمبر من العام نفسه. وفي 14 مارس عام 1964، وبموافقة جميع الأعضاء، تقدم مجلس الأمن بتوصية لتكوين قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص United Nations Peacekeeping Force in Cyprus – UNFICYP ومهمتها منع تجدد القتال والإسهام في إحلال النظام والقانون في الجزيرة، وطالب مجلس الأمن الأمين العام (يو ثانت) إبرام معاهدة مع الحكومات الأربع المعنية، وذلك لإنهاء الوضع المتردي في الجزيرة، وإحلال السلام فيها. وبحلول يونيه من العام نفسه، كانت قوات حفظ السلام، وقوامها 6238 جندياً وموظفاً، تقوم بمهامها في حفظ السلام في الجزيرة، ومنع تجدد أعمال العنف. وكانت تكاليف هذه القوة تدفعها الدول المشاركة فيها بقوات، فضلاً عن الحكومة القبرصية. وقد كانت المدة المحددة لهذه القوات ثلاثة أشهر، إلا أنه تم مُدَّدَت، نظراً إلى المهام الصعبة التي كانت منوطة بها. وكانت قيادة هذه القوة موكلة إلى الأمين العام مباشرة (اُنظر صورة حفظ السلام في قبرص).
وفي 1974، تجدد القتال في قبرص مرة ثانية، إلا أنه في تلك المرة، تدخلت القوات التركية، وقامت باحتلال جزء من الجزيرة. ثم أُبرمت اتفاقية لوقف إطلاق النار، من قِبَل قوات حفظ السلام، حتى يُتمكن من إخلاء الجزيرة من الأجانب، والدبلوماسيين، ونقل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتمركز في مطار نيقوسيا. إلا أن القبارصة اليونانيين لم يرتضوا هذا الوضع نتيجة إحساسهم بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا، فقاموا بأعمال شغب، وهاجموا السفارة الأمريكية في قبرص، وقاموا باحتلالها، وقتل السفير الأمريكي. وفي النهاية أُبرم اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، وقامت قوات الأمم المتحدة بمراقبة خط وقف إطلاق النار، وتسجيل التجاوزات التي كانت تتم.
وعلى الرغم من أن قوات حفظ السلام في قبرص كان قد حُدد لها مدة ثلاثة أشهر، بداية للاضطلاع بمهامها، إلا أنها استمرت في العمل إلى أكثر من 30 عاماً. وفي أثناء هذه المدة، قامت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمراقبة التزام الطرفين المتصارعين بوقف إطلاق النار على جانبي الخط
المحدد لوقف إطلاق النار. وقد مُنيت القوات في تلك المهمة بخسائر تتعدى 165 قتيلاً. ومع ذلك تُعدّ تلك العملية من أنجح عمليات حفظ السلام، التي قامت بها الأمم المتحدة في تاريخها.
وفي النصف الثاني من عام 1996، بدأ الوضع السياسي في قبرص في التدهور مرة ثانية، وبدأت عمليات انتهاك وقف إطلاق النار تتزايد من قِبَل الطرفين، وبالتالي أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بتجديد مهمة قوات حفظ السلام هناك، حتى يونيه 1997.
أنشطة الأمم المتحدة في مجالي المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان
أولاً: أنشطة الأمم المتحدة في مجال المساعدات الإنسانية:
منذ تنسيقها لعمليات الإغاثة الإنسانية في أوروبا، بعد الكوارث الإنسانية التي نجمت عن الحرب العالمية الثانية، أصبحت الأمم المتحدة العضو الرئيسي في آلية المساعدات الإنسانية، التي تسارع إلى الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية، أو تلك التي من صنع الإنسان، والتي لا يقدر على تحمل تبعاتها بلد واحد بمفرده.
واليوم، تُعد هيئة الأمم المتحدة هي القائم الرئيسي بالأعمال الإنسانية في العالم؛ إذ تقوم بإمداد الغذاء، والمأوى، والدواء، والحماية القانونية من خلال وكالاتها العاملة، وهيئاتها الإنسانية المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وبحلول عام 1997، كانت الأمم المتحدة قد قدمت مساعدات إنسانية، لما يزيد على 50 مليون نسمة، ممن أضيروا في حروب أهلية، خلال فترة التسعينات فقط.
وفي عام 1997 فقط، وجهت هيئة الأمم المتحدة ما يزيد على عشرة نداءات للوكالات المختلفة، قامت على أثرها بجمع ما يزيد على 800 مليون دولار أمريكي، لمساعدة ما يزيد على 15 مليون نسمة في 15 دولة. كما قام مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، بتقديم المساعدة والحماية، لأكثر من عشرين مليون لاجئ ومشرد.
هذا، فضلاً عن أن برنامج الغذاء العالمي يقدم ما يزيد على ثلثي المساعدات الغذائية الطارئة في العالم، لإنقاذ الملايين من الموت جوعاً.
وتُعد المساعدات الفورية للضحايا في حالات الطوارئ، هي أول خطوة أساسية تقوم بها الأمم المتحدة، إلا أن دور الأمم المتحدة لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى تقديم المساعدات الإنسانية، على المدى الطويل، للضحايا، ومد يد العون لهم، لمساعدتهم في العودة إلى حياتهم الطبيعية.
ويتزايد العبء الملقى على كاهل المنظمة الدولية سنة تلو الأخرى؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، وفي عام 1997، قتلت الكوارث الطبيعية، من عواصف، وفيضانات، وزلازل، ما يزيد عن 13 ألف نسمة، وسببت خسائر اقتصادية تقدر بما يزيد على 30 مليار دولار أمريكي. وقد وقعت أكثر من 90 في المائة من هذه الكوارث في البلدان النامية، الأمر الذي يُعد مؤشراً خطيراً على مدى تأثير الفقر والتكدس السكاني في توسيع آثار هذه الكوارث، وتضخيمها.
كذلك تقوم الأمم المتحدة بتوعية الأقطار، ومدها بوسائل مواجهة هذه الكوارث؛ حيث عنيت بوضع خطط طوارئ لمواجهة الكوارث داخل برامجها القومية للتنمية.
ونظراً إلى تصاعد الحاجة لإستراتيجية طوارئ لمواجهة الكوارث، أعلنت الجمعية العامة عقد التسعينات “العقد الدولي للتخفيف من الكوارث الطبيعية”. وكان الهدف من هذا الإعلان التخفيف من تأثير الكوارث الطبيعية، على الأرواح، والاقتصاد، والحالة الاجتماعية. وللوصول إلى هذا الهدف، اتخذت مجموعة إجراءات وأساليب علمية، منها تقييم خطورة الكوارث، ومدى التأثر بها، وإنشاء نظام إنذار مبكر، وتبني مفاهيم التنمية المستدامة، ووجود تعهد سياسي، وتبادل معلومات وتقنية حديثة. وقد ساعد المؤتمر العالمي للتخفيف من الكوارث World Conference on Disaster Reduction، الذي عقد في اليابان عام 1994 في تطوير استراتيجيات حديثة للتغلب على الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية.

1. تنسيق المساعدات الإنسانية العاجلة:
ما إن انتهت الحرب الباردة، حتى راحت الصراعات السياسية، والحروب الأهلية، في مختلف بقاع المعمورة، تأخذ بعداً أكثر شراسة وامتداداً، بداية من أفغانستان، ومروراً بكل من العراق وليبريا ورواندا وبوروندي والصومال، وانتهاءً بيوغسلافيا وكوسوفا وتيمور الشرقية والشيشان. وقد استنزفت هذه الصراعات قدرات المجتمع الدولي، وكادت أن تقلص من جهوده الفعالة في المساعدات الإنسانية. الأمر الذي حدا بالأمم المتحدة، إلى أن تطور من استراتيجيتها وقدراتها، في مواجهة هذه المواقف الصعبة، والقيام بعمليات الإغاثة على نحو شبه آمن، لكنه لا يخلو من مخاطر، في المناطق الملتهبة التي تشهد صراعات دامية.
وفي هذا الصدد أُنشئ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية Office for the Coordination of Humanitarian Affairs-OCHA، الذي يعمل بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة المختلفة والهيئات الحكومية وغير الحكومية، لتيسير عمليات الإغاثة الإنسانية، والتنسيق فيما بينها، على نحو يجعلها أكثر فعالية وتأثيراً. ومنذ عام 1992، جمع المكتب بجمع ما يزيد على 11 مليار دولار أمريكي، خُصصت للإغاثة في حالات الطوارئ.
كما يعمل المكتب على تلقي المعلومات المختصة بحالات الطوارئ، في جميع أنحاء العالم، ونشر المعلومات بين المكاتب والوكالات المختصة، والاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، وبخاصة حالات الكوارث الطبيعية.
وعلى الجانب الأخر، أنشأت الجمعية العامة، في عام 1991، اللجنة الدائمة للتنسيق بين لجان الأمم المتحدة Inter-Agency Standing Committee، وذلك لتنسيق الاستجابات الدولية الإنسانية في حالات الطوارئ. ويرأس هذه اللجنة منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وتشرف هذه اللجنة على الاستجابة الفورية لأعمال الإغاثة الإنسانية. ويشارك معها في أعمال الإغاثة الإنسانية عدد من الوكالات والمنظمات التابعة لهيئة الأمم المتحدة، منها: صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الزراعة والأغذية العالمية، والمنظمات الإنسانية الحكومية الرئيسية، والمنظمات الرئيسية غير الحكومية.

2. تقديم المساعدات:
ويقدم المساعدات الإنسانية في حالات الكوارث والطوارئ أربعة أجهزة عاملة رئيسية تابعة للأمم المتحدة، هي: برنامج الغذاء العالمي، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وخلال العقد الماضي، تركت الحروب الأهلية والصراعات المسلحة، ما يقرب من مليون طفل، ما بين: يتيم، وتائه، فضلاً عن 12 مليون طفل فقدوا المأوى، و10 ملايين طفل أصيبوا بجراح مختلفة. وقد أدى صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة رسالته في مد هؤلاء الأطفال، بالغذاء، والمياه النقية، والدواء، والمأوى. ومما هو جدير بالذكر أن هيئة اليونيسيف تسهم في تنمية هؤلاء الأطفال ورعايتهم، من خلال أنشطتها المختلفة، في مجالي الصحة والتعليم، داخل مخيمات اللاجئين. وفي عام 1997، قدمت اليونيسيف بتقديم إسهاماتها إلى 26 دولة تأثرت بالصراعات المسلحة.
كذلك تبنت اليونيسيف فكرة “الأطفال منطقةً للسلام”، وأنشأت ما عرف بـ”أيام السكون” و “بوابات السلام” في كل من: أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا الوسطى. وهي أيام وأماكن، يحظر فيها القتال، وتبادل إطلاق النار تأميناً لسلامة الأطفال والمدنيين في تلك المناطق. وقد لفتت اليونيسيف أنظار العالم لما يعانيه الأطفال في الحروب؛ حيث بلغ عدد ضحايا الحروب من الأطفال، منذ عام 1987 حتى الآن، ما يزيد على 2 مليون قتيل و6 مليون جريح أو معوق. هذا، فضلاً عن آلاف الأطفال الذين زُجَّ بهم في هذه الحروب. وفي هذا الصدد، عين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه الشخصي لشئون الأطفال في الصراعات المسلحة، وذلك لضمان حماية الأطفال أثناء هذه الصراعات.
ويُعد برنامج الأمم المتحدة للتنمية، واحداً من منظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، في حالات الطوارئ. ويعمل هذا البرنامج على ضمان، والتأكد من، تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة، مع استعادة أنشطتها التنموية بأسرع وقت ممكن، وذلك من خلال تقديم مشروعات إصلاحية، والعمل على إعادة تأهيل هذه المناطق مرة ثانية.
كما يقوم برنامج الغذاء العالمي بالاستجابة الفورية لملايين الضحايا في الحروب، والصراعات العرقية، والكوارث الطبيعية، ومدهم بالمساعدات الغذائية والإنسانية، في جميع أنحاء العالم.
وتستنزف هذه المآسي والكوارث، وبخاصة تلك التي من صنع الإنسان، معظم احتياطي برنامج الغذاء العالمي (ما يقرب من 70%). وتساعد منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (FAO) بمساعدة المزارعين، في حالات الكوارث الطبيعية، أو الناشئة عن مهاجمة الأوبئة للثروة الحيوانية والزراعية. وتقوم شؤون العمليات الإنسانية الخاصة بتنسيق تقديم مساعدات الفاو إلى المنكوبين، كما يُصدر جهاز الإنذار المبكر والمعلومات العالمي التابع للفاو، بإصدار تقرير شهري عن حالة الغذاء في العالم، وينبه الحكومات ومنظمات الإغاثة والأقطار المهددة بنقص الغذاء.
ويمُد قسم الطوارئ والعمليات الإنسانية التابع لمنظمة الصحة العالمية WHO Division of Emergency and Humanitarian Action EHA، يد العون في مجال الصحة في حالات الطوارئ، خصوصاً في حالات انتشار الأوبئة. وكذلك، تقديم المعونة في مجال معلومات الصحة العامة، والتدريب في مجال صحة الطوارئ.
كذلك يقوم هذا القسم، بالمراقبة، والإشراف، على إمدادات أدوية الطوارئ والبعثات الصحية، وتقديم المساعدات الفنية في هذا الصدد.

3. الحماية الدولية ومساعدة اللاجئين:
خلال عام 1997، قدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بتقديم الحماية الدولية، لأكثر من 22 مليون نسمة، من الذين شردتهم الحروب، أو هربوا من الاضطهاد؛ منهم 12 مليون لاجئ، وحوالي 4,4 مليون، نزحوا من ديارهم داخل حدود دولهم، لسبب أو لآخر. على أنه تظل الصراعات الداخلية تمثل السبب الرئيسي لمأساة هؤلاء اللاجئين. فبنهاية عام 1997، قدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يد العون، لما يربو على 2.6 مليون لاجئ أفغاني، و631 ألف عراقي، و525 ألف صومالي، و517 ألف بوروندي و487 ألف ليبري. وقد تفاقمت مسؤولية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بعد أن أدرجت، في مهامها، العمل على مساعدة أعداد كبيرة، يعيشون في مثل ظروف اللاجئين، من النازحين والمشردين داخل تخوم بلادهم، حيث صار من الصعوبة بمكان التفريق بين وضع اللاجئين، ووضع هؤلاء الذين يتأثرون بصراعات داخلية تضطرهم إلى ترحال دائم لا يتوقف. وقد زادت، في الآونة الأخيرة، أعداد المشردين زيادة مطردة، حيث فاقت أعدادُ النازحين المشردين، نتيجة الصراع في يوغسلافيا، أعدادَ لاجئي الحرب العالمية الثانية في أوروبا حتى وقت هذه المأساة. وقد ساعدت المفوضية

العليا لشؤون اللاجئين، بوصفها المؤسسة الإنسانية الرئيسية، هؤلاء اللاجئين والمشردين والنازحين. كما مدت المفوضية، يد العون للنازحين في أفريقيا الوسطى ورواندا، وتقديم المساعدة إلى 816 ألف من البوسنة والهرسك، 655 ألف من سيراليون، 586 ألف من بوروندي، 551 ألف من أذربيجان. ومع ذلك، يُعد العدد الكلي للنازحين والمشردين داخل تخوم بلادهم، نتيجة للصراعات الداخلية المسلحة، أكبر من ذلك بكثير.

وقد شهد عقد التسعينات – على الرغم من كثرة صراعاته وكوارثه الدولية – محاولة لوضع حلول إيجابية لمشكلة اللاجئين في العالم. فبنهاية عام 1997، عاد ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ أفغاني، وما يقرب من مليوني لاجئ بوروندي – بعد مأساة عامي 1994، 1996 – و1.5 مليون عراقي، إلى ديارهم. ولضمان عودة هؤلاء اللاجئين والنازحين، إلى حياتهم العادية عودة آمنة، ولتفادي الآثار السلبية الناتجة عن تدافع هؤلاء اللاجئين في العودة، مع عجز البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتهم عن استيعابهم الكامل، قامت المفوضية بالتعاون مع عديد من الوكالات والمنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة لتيسير عودتهم واندماجهم في مجتمعاتهم، واستلزم ذلك تقديم مساعدات عاجلة للمحتاجين، وبدء البرامج التنموية في المناطق المنكوبة، وخلق فرص عمل جديدة. وفي هذا المجال، ساعدت المفوضية .
ثالثاً: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
وردت كلمات حقوق الإنسان، وكرامة الأسرة البشرية، والحريات الأساسية، في جميع عهود ومواثيق إنشاء منظمة الأمم المتحدة وما يتبعها من هيئات. ذلك أن الحروب المتتالية والنزاعات العرقية وأشكال التمييز العنصري أصابت الضمير العالمي بالإحباط نتيجة للويلات التي جرتها تلك الحروب والنزاعات على البشرية.
وقد أدت كل تلك التجارب إلى اعتقاد جميع شعوب الأرض أن التكاتف بين الدول لحماية حقوق الإنسان هي أحد الشروط الأساسية لتحقيق السلم والتقدم لجميع شعوب الأرض.
وقد نص ميثاق الأمم المتحدة في ديباجته وفي كثير من مواده على احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين أو المعتقدات.
ومنذ أن أنشئت الهيئة الدولية في عام 1945 وبدأت جمعيتها العامة في الانعقاد دورة بعد دورة وعاماً بعد عاماً، يتم إدراج بنود حقوق الإنسان في جداول أعمال دورات انعقاد الجمعية العامة.
وقد تبلور العمل في مجال حقوق الإنسان بشكل رسمي حينما شكلت لجنة لإعداد ميثاق لحقوق الإنسان حول العالم. وحملت تلك اللجنة اسم “لجنة إعداد الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان”. وضمت هذه اللجنة عدداً من الشخصيات الدولية والمتخصصين في القانون الدولي.
وفي النهاية، وتحديداً في عام 1948 صاغت اللجنة هذه الوثيقة وعُرضت على الجمعية وحصلت على التأييد اللازم للموافقة عليها، ثم أطلق عليها “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، الذي ظل من يومها ميثاقاً للعمل الدولي من أجل تحقيق مستوى أفضل من الحرية والرفاهية والعدالة لجميع شعوب الأرض.
وبعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان استمر عمل المنظمة الدولية في مجال حقوق الإنسان من طريق عديد من هيئاتها ومنظماتها وبرامجها، وكان من أحد نتائج ذلك العمل الدؤوب المتواصل إصدار العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية. كما قامت وتقوم الأمم المتحدة بكثير من الأعمال الإعلامية لتحقيق الشعور بالكرامة الإنسانية وحقوق الشعوب.

1. الخطوط العريضة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
وأبرز ما جاء فيه ما يلي:

أ. حفظ الحقوق السياسية والمدنية:
وتشمل حق الفرد في الحرية وفي سلامته وحريته في الالتجاء إلى القضاء متى شاء، وحرية التنقل والتمتع بجنسية ما، وحرية التفكير، وحرية العقيدة، والحق في حرية الرأي، والتعبير، وحرية الاشتراك في الجمعيات وعقد الاجتماعات وحق إدارة الشؤون العامة وتقلد الوظائف العامة والاشتراك في انتخابات نزيهة.

ب. حفظ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية:
وتشمل حق العمل، والحصول على أجر عادل مساو لمقدار العمل، وإنشاء نقابات مع الآخرين، والحق في الراحة، والحق في التمتع بمستوى من المعيشة يكفل المحافظة على الصحة والرفاهية للفرد، وأسرته، وحق التعليم، والاشتراك الحر في المجتمع الثقافي، والتمتع بالحماية الصناعية.
ومن هذا المنطلق، واستكمالاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قد أقرت الأمم المتحدة عام 1966 اتفاقيتين، هما:
“العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية”، و”العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” ، وفيهما تم تفصيل مضمون كل حق مشمول بالحماية الدولية مع إضافة أنواع جديدة لم يسبق ذكرها في الإعلان السابق، مثل: حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقها في التصرف في ثرواتها ومواردها. وقد دخلت هاتان الاتفاقيتان حيز التنفيذ اعتباراً من عام 1976م”
وفي هذا الإطار ومنذ إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948م اعتمدت الجمعية العامة إعلانات أو اتفاقيات عديدة ركزت على حقوق الإنسان، وتناولت في جملة أمور إبادة الأجناس، والتمييز العنصري، والفصل العنصري، واللاجئين، وعديمي الجنسية، وحقوق المرأة، والرق، والزواج، والأطفال، والشباب، والأجانب، واللجوء، والأشخاص المعوقين والمتخلفين ذهنيا، والتعذيب، والتنمية، والتقدم الاجتماعي.
2. أعضاء لجنة إعداد الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان
Members of the Commission to Draft the International Bill of Human Rights
كان هناك عديد من الشخصيات العظيمة التي شاركت في إعداد وثيقة حقوق الإنسان ضمن “لجنة إعداد الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان”، ومن بين هذه الشخصيات المؤثرة، احتلت “إلينور روزفلت” (Eleanor Roosevelt) أرملة الرئيس الأمريكي روزفلت منزلة رفيعة، بما ملكته من شخصية فذة، وملكات مؤثرة .
ونتيجته طبيعية لهذه المميزات شغلت “إلينور روزفلت” منصب رئيس اللجنة أما منصب نائب رئيس اللجنة فقد شغله أستاذ القانون الفرنسي المتميز “رينيه كاسين” (Rene Cassin) الذي حارب الاستعمار الألماني لفرنسا، وهرب من حكم بالإعدام أصدره ضده الاستعمار النازي. وقد كان “رنييه كاسين” من أنشط الأعضاء العاملين في اللجنة، حيث أسهمت أفكاره ومشاركاته في أنشطة الهيئة في خروج عديد من بنود الوثيقة إلى النور. إلا أن هذه الإسهامات لم تنل حظها من التقدير إلا مؤخرا، حيث كُرَّم “رينيه كاسين” عام 1968 بحصوله على “جائزة نوبل للسلام” (Nobel Peace Prize). من بين الشخصيات الفذة التي شاركت في لجنة الإعداد أستاذ القانون الدولي الكندي “جون همفري” (John Humphrey) ، الذي عمل أميناً للجنة الإعداد، وأصبح فيما بعد أول رئيس لقسم حقوق الإنسان.
كما أن هناك عديداً من الشخصيات وضعت علامات مميزة في طريق إعداد وثيقة حقوق الإنسان، منهم “مقررو لجنة الإعداد”. ويعد “تشارلزمالك” (Charles Malik) المصلح الاجتماعي اللبناني الجنسية، الذي أكد على أهمية الأخلاق والقيم الروحية، من أهم هؤلاء المقررين، كما شارك الدبلوماسي الصيني النشط “شانج” في عديد من أنشطة الإعداد، حيث يعد مهندس الإعداد لعدد من القيم الهامة التي تضمنتها هذه الوثيقة.
وقد بدأ “جون همفري” وأعضاء سكرتاريته في العمل على إعداد الوثيقة، وذلك بإصدار قرابة 400 صفحة تضمنت الخطوط العامة، والمفاهيم الرئيسية لحقوق الإنسان، وقد سميت هذه المفاهيم الرئيسية باسم “مشروع الأجزاء الثلاثة” (Three – Part Project)، على أن يتم تفصيل ما يرد فيها من خطوط عامة، ومفاهيم رئيسية في الوثيقة النهائية. ثم جاء دور “رينيه كاسين” الذي راجع بنود المشروع، وأعد منها نسخة منقحة لتصبح جاهزة لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد في باريس في خريف عام 1948م، وبعد شهرين تقريباً من العمل الدؤوب
والمتصل من لجنة الإعداد التي عقدت حوالي 81 اجتماعاً، حول 168 مادة من المواد المنقحة تنقيحاً جيداً، صدر “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” (Universal Declaration of Human Rights)، وقد تم التصويت عليه في اجتماع تاريخي للجمعية العامة يوم 10 ديسمبر 1948، وهو اليوم الذي يحتفل به إلى الآن تحت اسم “يوم حقوق الإنسان”، وعلى الرغم من أن التصويت على هذا الإعلان لم يلق أي معارضة، بدت هناك بعض التحفظات على بعض بنوده، فقد رأت المملكة العربية السعودية أن بعض هذه البنود تتعارض مع بعض النصوص القرآنية، أما الاتحاد السوفيتي (آنذاك) وحلفاؤه فقد أرادوا جعل مسألة حقوق الإنسان مسألة داخلية. كما أن جنوب أفريقيا – في ذلك الوقت – لم تكن مستعدة للمساواة في الحقوق بين الأغلبية السوداء، والأقلية البيضاء.
وقد وجد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صدى كبيراً ليس فقط بين أعضاء الأمم المتحدة، بل كذلك بين الدول الأخرى غير الأعضاء في الهيئة الدولية، حتى أن “الينور روزفلت” صرحت في هذا الصدد بقولها “إن هذا الإعلان يعد مصدر وحي وإلهام للأفراد والجماعات في جميع أنحاء العالم”. وفي الحقيقة لقد أصبح هذا الإعلان بحق مصدر إلهام للجميع وبخاصة المؤسسات، والهيئات غير الحكومية المهتمة بحقوق الإنسان، ولاسيما عندما يتعرض لموضوع انتهاك حقوق الإنسان من قبل بعض الحكومات والدول.

رابعاً: الأمم المتحدة ومشكلة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا:

كانت جنوب أفريقيا إحدى المستعمرات البريطانية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين. ومنذ أن سحبت بريطانيا قواتها من جنوب أفريقيا، بدأت الخلافات تدب بين المستوطنين والمهاجرين الأوروبيين من جهة وبين السود أصحاب البلد الأصليين من جهة أخرى. الأمر الذي دعا عدداً من الدول الأعضاء إلى التقدم بطلبات إلى الأمم المتحدة لإدراج المعاملة العنصرية للسكان الملونين في جنوب أفريقيا ضمن جدول أعمال الجمعية وذلك وفي عام 1946.
وبعد الحرب العالمية الثانية في عام 1948 تولى ما يعرف بالحزب الوطني الممثل للأقلية البيضاء إدارة جنوب أفريقيا. وبدأ في انتهاج سياسة عنصرية تهدف إلى العزل الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين السود، إضافة إلى منعهم من حقهم في المشاركة السياسية. الأمر الذي أفرز موجات من الرفض والاحتجاج بين أوساط المواطنين السود، ونتج عن تلك الموجات الاحتجاجية تكوين حزب المؤتمر الأفريقي.
واشتدت احتجاجات السكان السود على الممارسات العنصرية واندلعت المظاهرات التي تناهض سياسة حكومة الحزب الوطني، فقامت قوات الشرطة بمقاومة هذه المظاهرات وإطلاق النار على المتظاهرين- فأردت عدداً منهم، الأمر الذي فجر مزيداً من الانتفاضات الشعبية والداعية إلى مقاومة الفصل العنصري.
إلا أن انتهاكات حكومة جنوب أفريقيا لم تقتصر على الأقاليم التابعة لها فقط وإنما امتدت لتشمل مساعدات للحكومات العنصرية في الدول المجاورة. ومثالها روديسيا، حيث قامت حكومة جنوب أفريقيا بمساعدة الحكومة العنصرية لروديسيا بقمع محاولات السكان السود للإقليم لوضع حد للعنصرية. الأمر الذي دعا الأمم المتحدة في عام 1966 لإصدار قرار طالبت فيه الأعضاء بوضع حد للعلاقات التجارية مع حكومة روديسيا، ممثلة بذلك أول سابقة للأمم المتحدة في استخدام العقوبات الاقتصادية.
إلا أن ذلك لم يمنع السكان السود في روديسيا من الاستمرار في النضال حتى استطاعوا الوصول إلى إجراء انتخابات عامة تحت الإشراف البريطاني في عام 1980. وبذلك صار لروديسيا حكومة مستقلة ذات أغلبية سوداء وأطلق عليها زيمبابوي.
كذلك عارضت حكومة جنوب أفريقيا قرار الأمم المتحدة الصادر في عام 1966 بتشكيل مجلس دولي لحكم ناميبيا، مدعية أن ناميبيا من الأقاليم الواقعة تحت سيطرتها بتصريح من عصبة الأمم وبذلك لا تصبح ناميبيا من الأقاليم التي يطبق عليها نظام الوصاية.
وفي العام نفسه تشكلت مجموعة شعبية عرفت باسم المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا (سوابو) بتنظيم حرب عصابات لطرد قوات جنوب أفريقيا من الإقليم، حتى استطاعت الاستقلال عن جنوب أفريقيا عام 1989 تحت إشراف الأمم المتحدة، وأطلق عليها ناميبيا.
وقد بدأت إجراءات الأمم المتحدة ضد حكومة جنوب أفريقيا في عام 1974 حيث منع مندوب تلك الحكومة من حضور دورة الجمعية العامة لعام 1974. وفي عام 1976 أصدرت الجمعية العامة بياناً دعت فيه الدول الأعضاء إلى قطع علاقاتها التجارية مع حكومة جنوب أفريقيا، كما دعي فيه إلى وقف مشاركة وفود جنوب أفريقيا في المنافسات الرياضية.
وانصاع عدد من الدول إلى قرارات الأمم المتحدة، إلا أنه وعلى الرغم من تلك القرارات استمرت عدد من الدول الكبرى في تعاملها مع حكومة جنوب أفريقيا، الأمر الذي أدى إلى تفريغ قرارات الأمم المتحدة من محتواها وفي عام 1977 أصدر مجلس الأمن قراراً بإيقاف مبيعات السلاح لحكومة جنوب أفريقيا وذلك لمنع استخدامه من قبل فوات الشرطة ضد المواطنين السود.
إلا أن تحدي جنوب أفريقيا المستمر لإرادة المجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة لم يسفر إلا عن مزيد من الضغط من حكومات الدول المختلفة والأمم المتحدة على حكومة جنوب أفريقيا للتغيير من سياساتها العنصرية حتى رضخت حكومة جنوب أفريقيا عام 1984 واعتمدت دستوراً جديداً إلا أن ذلك الدستور خيب آمال السود حيث لم يمنحهم أيا من حقوقهم السياسية، فاندلعت أعمال العنف في مختلف مدن جنوب أفريقيا التي يقطنها السود.
وفي عام 1986 وفي تطور جديد للضغط الدولي على حكومة جنوب أفريقيا طبقت دول السوق الأوروبية ودول الكومنولث والولايات المتحدة حظراً تجارياً جزئياً على جنوب أفريقيا.
واستمر ذلك الضغط حتى عام 1989 حيث انتخب فريدرك دي كليرك رئيساً لحكومة جنوب أفريقيا، وبدأ في الانصياع لرغبة المجتمع الدولي، فقام برفع الحظر عن حزب المؤتمر الأفريقي، وألغى السياسات العنصرية في الحياة الاجتماعية.
وفي عام 1991 بدأت المفاوضات لوضع دستور جديد بين حكومة جنوب أفريقيا وحزب المؤتمر الأفريقي وحزب الحرية إنكاثاً ممثلاً لقبائل الزولو، لوضع دستور جديد. وفي عام 1993 حددت لجنة الانتخابات المستقلة شهر أبريل من عام 1994 موعداً لإجراء أول انتخابات حرة لتشكيل حكومة جديدة لجنوب أفريقيا تكون متعددة الأعراق وتتألف من ممثلين لمختلف الفصائل.
إلا أنه خلال تلك المفاوضات وقعت مصادمات عنيفة ومسلحة بين مجموعات من السود في البلاد قتل خلالها الآلاف من السود من مؤيدي حزب المؤتمر الأفريقي وحزب الحرية إنكاثا، إلا أن جهود زعماء تلك الفصائل والأحزاب تواصلت واستمرت لوضع حد لتلك المصادمات وإجراء الانتخابات.
وفي أبريل من عام 1994 أجريت الانتخابات في الموعد المحدد لها، برعاية مراقبين دوليين ولجنة الانتخابات المستقلة، ومراقبين من مجموعة الكومنولث ومنظمة الوحدة الأفريقية والأمم المتحدة، ونتج عن تلك الانتخابات فوز نيلسون مانديلا ليصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، ولتدخل جنوب أفريقيا مرحلة من تاريخها الطويل بعد صراع مرير مع الفصل العنصري

الجمعية العامة

الجمعية العامة هي الهيئة التداولية الرئيسية للأمم المتحدة، وتتألف من ممثلي جميع الدول الأعضاء. وعمل الأمم المتحدة على مدار العام مستمد إلى حد كبير من الولاية التي تمنحها الجمعية العامة. ويجري حاليا العمل على تنشيط الجمعية العامة لتعزيز الدور الذي تضطلع به وسلطتها وفعاليتها وكفاءتها.
الهيئات الفرعية التابعة للجمعية العامة
المجلس الاقتصادي والاجتماعي
المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي أنشأ عملا بميثاق الأمم المتحدة، هو الجهار الرئيسي لتنسيق الأعمال الاقتصادية والاجتماعية، وما يتصل بها من أعمال، للأمم المتحدة والوكالات المتخصصة والمؤسسات. ويتم التصويت في المجلس بالأكثرية البسيطة؛ صوت واحد لكل عضو.
الهيئات الفرعية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي

محكمة العدل الدولية

محكمة العدل الدولية، التي يقع مقرها في لاهاي بهولندا، هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة. وتضطلع المحكمة بتسوية المنازعات بين الأعضاء وإصدار فتاوى إلى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. ويشكل نظامها الأساسي جزء لا يتجزأ من ميثاق الأمم المتحدة
مجلس الأمن
تقع على مجلس الأمن، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين. وقضية إصلاح مجلس الأمن، بما في ذلك العضوية فيه، هي حاليا قيد النظر.
الهيئات الفرعية التابعة لمجلس الأمن

مجلس الوصاية

أنشئ مجلس الوصاية، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، في عام 1945 لتوفير الإشراف الدولي على 11 إقليما مشمولا بالوصاية تقوم بإدارتها سبع دول أعضاء ولضمان اتخاذ الخطوات الملائمة لإعداد هذه الأقاليم للحكم الذاتي أو الاستقلال. وبحلول عام 1994، كانت كل الأقاليم المشمولة بالوصاية قد حصلت على الحكم الذاتي أو الاستقلال. وعدل مجلس الوصاية، وقد اكتملت مهمته، نظامه الداخلي حتى يتسنى له الاجتماع كلما وحيثما اقتضى الأمر ذلك.
الأمانة العامة
تضطلع الأمانة العامة بشتى الأعمال اليومية للمنظمة. وتقدم الخدمات إلى الأجهمزة الرئيسية الأخرى كما تضطلع بمهام متنوعة تنوع القضايا التي تتطرق إليها الأمم المتحدة مثل: إدارة عمليات السلام، ومسح الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، وإعداد دراسات عن حقوق الإنسان وغيرها من المهام.
مرجع ممارسات هيئات الأمم المتحدة
مرجع ممارسات هيئات الأمم المتحدة* مرجع ممارسات هيئات الأمم المتحدة هو منشور قانوني يتضمن دراسات تحليلية للقرارات التي اتخذتها الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة. وهو بذلك موجز شامل لقرارات هيئات الأمم المتحدة يساعد في إلقاء الضوء على المسائل المتعلقة بتفسير ميثاق الامم المتحدة من الناحية العملية.
الميثاق ستة أجهزة رئيسية للأمم المتحدة: الجمعية العامة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس الوصاية، ومحكمة العدل الدولية، والأمانة العامة. إلا أن أسرة الأمم المتحدة أكبر من ذلك بكثير، حيث تشمل 15 وكالة والعديد من البرامج والهيئات.
الهيكل التنظيمي | الدليل الرسمي لمواقع منظومة الأمم المتحدة
الجمعية العامة
تقدم الهيئات التالية تقاريرها مباشرة إلى الجمعية العامة.

اللجان الرئيسية

الهيئات الفرعية
• اللجان
• الهيئات
• المجالس
• الأفرقة مجالس الإدارة
• الأفرقة العاملة وهيئات أخرى

الهيئات الفرعية الاستشارية
• لجنة الأمم المتحدة لبناء السلام (1)

البرامج والصناديق
• مركز التجارة الدولية
• مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئينن
• منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)
• مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)
• برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
• صندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية
• متطوعو الأمم المتحدة
برنامج الأمم المتحدة للمراقبة الدولية للمخدرات (2)
منظمة الأمم المتحدة للبيئة
برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)
صندوق الأمم المتحدة للسكان
وكالة الغوث الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدني وتشغيلهم (الأونروا)
برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة

مؤسسات البحث والتدريب
• معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح
• معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث
• معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة
• معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية

الكيانات الأخرى للأمم المتحدة
• المركز الدولي للحساب الإلكتروني
• البرنامج المشترك المشمول برعاية متعددة المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)
• مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع
• كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة
• جامعة الأمم المتحدة
• هيئة الأمم المتحدة للمرأة

مجلس الأمن
تقدم الهيئات التالية تقاريرها مباشرة إلى مجلس الأمن

الهيئات الفرعية
• اللجنة 1540
• لجنة مكافحة الإرهاب
• المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة
• المحكمة الجنائية الدولية لرواندا
• لجنة الأركان العسكرية
• عمليات وبعثات حفظ السلام
• لجان الجزاءات
• اللجان الدائمة والهيئات المخصصة
• لجنة الأمم المتحدة للتعويضات
• الفريق العامل المعني بالأطفال في الصراعات المسلحة
• الفريق العامل المعني بالوثائق والمسائل الإجرائية الأخرى

الهئية الفرعية الاستشارية
• لجنة الأمم المتحدة لبناء السلام (1)

المجلس الاقتصادي والاجتماعي
تقدم الهيئات التالية تقاريرها إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي

اللجان الفنية

• لجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية
• لجنة المخدرات
• لجنة السكان والتنمية
• اللجنة المعنية بتسخير العلم والتكنولوجيا لأغراض التنمية
• لجنةالتنمية الاجتماعية
• لجنة وضع المرأة
• لجنة التنمية المستدامة
• اللجنة الاحصائية
• منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات

اللجان الإقليمية
• اللجنة الاقتصادية لأفريقيا
• اللجنية الاقتصادية لأوروبا
• اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
• اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ
• اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا

اللجان الدائمة
• اللجنة المعنية بالتفاوض مع الوكالات الحكومية الدولية
• اللجنة المعنية بالمنظمات غير الحكومية
• لجنة البرنامج والتنسيق

الهيئات المخصصة
• الفريق العامل المخصص المفتوح العضوية المعني بالمعلوماتية
هيئات الخبراء المكونة من خبراء حكوميين
• لجنة الخبراء المعنية بنقل البضائع الخطرة وبالنظام المتوائم على الصعيد العالمي لتصنيف المواد الكيميائية ووسمها
• فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني بالأسماء الجغرافية
• GGIM : لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة المعنية بإدارة المعلومات الجغرافية المكانية العالمية
• فريق الخبراء العامل الحكومي الدولي المعني بالمعايير الدولية للمحاسبة والإبلاغ

هيئات الخبراء المكونة من أعضاء يعملون بصفتهم الشخصية
• لجنة السياسات الإنمائية
• اللجنة العنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
• لجنة الخبراء المعنية بالتعاون الدولي في المسائل الضريبية
• لجنة خبراء الإدارة العامة
• المنتدى الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية

الهيئات ذات الصلة
• مجلس إدارة المعهد الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة
• الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات

مجلس الوصاية

محكمة العدل الدولية

الأمانة العامة

الوكالات المتخصصة، والمنظمات والصناديق ذات الصلة وغيرها من كيانات الأمم المتحدة
الوكالات المتخصصة
• منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)
• منظمة الطيران المدني الدولي
• الصندوق الدولي للتنمية الزراعية
• منظمة العمل الدولية
• المنظمة البحرية الدولية
• صندوق النقد الدولي
• الاتحاد الدولي للاتصالات
• منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)
• منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)
• الاتحاد البريدي العالمي
• مجموعة البنك الدولي
• البنك الدولي للإنشاء والتعمير
• المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار
• المؤسسة الدولية للتنمية
• المؤسسة المالية الدولية
• وكالة ضمان الاستثمارات المتعددة الأطراف
منظمة الصحة العالمية
المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
منظمة السياحة العالمية

منظمات ذات صلة
• الوكالة الدولية للطاقة الذرية (3)
• اللجنة التحضيرية لمنظمة اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية (4)
• منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (4)
• منظمة التجارة العالمية

أمانات الاتفاقيات
• أمانة اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
• اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
• اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ

الصناديق الاستئمانية التابعة للأمم المتحدة
• صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية (5)
• صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية (6)

________________________________________
حواشي:

(1) للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام علاقة تبعية مباشرة مع مجلس الأمن والجمعية العامة، وعلاقة تبعية غير فرعية مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومكتب الأمين العام.
(2) برنامج الأمم المتحدة للمراقبة الدولية للمخدرات هو جزء من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
(3) تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقاريرها إلى مجلس الأمن والجمعية العامة.
(4) تقدم اللجنة التحضيرية لمنظمة اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية ومنظمة حظر الأسلحلة الكيميائية تقاريرهما إلى الجمعية العامة.
(5) يقدم المجلس الاستشاري لصندوق الأمم المتحدة للديمقراطية التوصيات المتعلقة بالتمويل للموافقة الأمين العام عليها.
(6) صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية هو صندوق استئماني مستقل يعمل تحت قيادة نائب الأمين العام للأمم المتحدة