القتل في حالة التلبس بالزنا حسب القانون الإماراتي

مقال حول: القتل في حالة التلبس بالزنا حسب القانون الإماراتي

القتل في حالة التلبس بالزنا ..

إعادة نشر بواسطة محاماة نت

تعد جريمة القتل من أقدم الجرائم و أبشعها في جميع الشرائع و منها الشريعة الإسلامية التي نهت عن القتل العمد , و اعتبرته من أكبر الكبائر و أعظم الجرائم لقوله تعالى “و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً ” و على الرغم من أن القتل العمد قد نهت عنه الديانات و القوانين الوضعية إلا أنه ثمة حالات تختلف فيها النظرة إلى العقاب على القتل من أهم هذه الحالات القتل و حالة التلبس بالزنا , فوجود رابطة زوجية في هذه الجريمة له أثر في تخفيف العقوبة في بعض القوانين أو وجود رابطة زوجية يعتبر سبب إباحة لدى بعض القوانين الأخرى ..

* موقف قانون العقوبات الاتحادي الإماراتي
نصت المادة ( 334 ) من قانون العقوبات الاتحادي أنه:-
” يعاقب بالسجن المؤقت من فوجئ بمشاهدة زوجته أو أخته أو أبنته حال نلبسها بجريمة الزنا فقتلها في حال أو قتل من يزني بها أو قتلهما معاً , و يعاقب بالحبس إذا اعتدى عليها أو كليهما اعتداء أفضى إلى موت أو عاهة .
تعاقب بالسجن المؤقت الزوجة التي فوجئت بمشاهدة زوجها حال تلبسه بجريمة الزنا في مسكن الزوجية فقتلته في الحال أو قتلت من يزني بها أو قتلتهما معاً , و تعاقب بالحبس إذا أعتدت عليه أو عليها اعتداء أفضى إلى موت أو عاهة .

وقد أنفرد القانون الإماراتي بمنح الزوجة في مثل هذا الوضع لعذر التخفيف خلافا للقوانين الأخرى ..

فهل تؤيد موقف المشرع الإماراتي في هذا النهج أم أنك ترى أن الزوجة لاتستحق هذا العذر كباقي القوانين الأخرى ؟؟

ولكن عودة الى نص المادة 
فاننا نجد المشرع اولا ساوى في العقاب بين الرجل الذي (يفاجأ) ، والزوجة التي (تفاجأ)
فقد اوجب المشرع العقاب على هذا الفعل ان تكون الجريمة حالة في وقتها وليست وليدة تفكير لظروف الواقعة بان يقوم الجاني بفعله عند مشاهدة مشاهدة الفعل لا ان يرتب الافكار في ذهنه ويبحث عن وسيلة او اداة للقتل او ان يحدد طريقة القتل .
فاذا كانت اتجاه ارادة الجاني الى ذلك واتيانه بالحريمة بعد مرور وقت من الزمن من المفاجأة ـ المشاهدة ـ اي انه استعاد انفاسه وبادر بالتفكير ـ كما اسلفت ـ فهنا القصد تغير واصبح انتقاما الذي يختلف فيه تكييف الواقعة ، فالمفاجأة التي عناها المشرع في المادة حالة في وقتها .

والانتقام هنا الذي يأتي بالتروي و التفكير يعد ظرف مشددا للواقعة ولا يستحق العذر القانوني المخفف الذي عناه المشرع في المادة .
وكذلك الزوجة ان قامت بفعلها بمجرد المشاهدة يطبق عليها العذر المخفف ، اما اذا كانت تعلم بان الزوج متزوج في الاساس وانه سيتغل غيبتها في احضار الزوجة الثانية والاقامة معها على فراش الزوجية وهي ستفاجأهم وتقتل ايا امنهم فهنا الوضع اصبح ترصد للقتل وتصبح الجريمة هنا القتل مع سبق الاصرار.

وهو كذلك الحال بالنسبة للزوج الذي يترصد لزوجته او ابنته او اخته بعد ظن او شك او وسواس وقام على اثر ذلك بتتبع اثر الزوجة او الاخت او الابنة ومراقبتهن وتجهيز العتاد للقضاء على ايا منهم فهنا الامر كذلك يختلف عما اورده المشرع في المادة ويكون القتل مع سبق الاصرار .

وكل ذلك يرجع الى قائع الدعوى والتحقيقات التي تجريها النيابة العامة والتحقيقات الانتهائية التي تجريها المحكمة لاستيضاح الواقعة من اقوال ايا من المتهمين .

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الالكتروني.