القتل المستحيل أو الجريمة المستحيلة في القتل القصد

الجريمة المستحيلة : هي التي يستحيل على الجاني فيها تحقيق النتيجة إما بسبب قصور في الجاني أو لأمر متعلق بالجريمة .

في الأصل : يستخدم الجاني أداة / وسيلة / قاتلة بطبيعتها كالمسدس – ولكن قد يستخدم وسيلة غير قاتلة بطبيعتها كمن يضع سماً لشخص لكن يؤدي إلى قتله ويعتقد الجاني بأنه ما وضعه سماً . أو يحاول شخص قتل آخر ببندقية لا يعرف كيف يستخدمها .

لكن – استخدام وسيلة غير قاتلة بطبيعتها لا يعني انتفاء قصد القتل عنه دائماً وكذا فإن استخدامه وسيلة قاتلة بطبيعتها قد لا يعني بالضرورة توافر قصد القتل لديه .

كأن يحمل الجاني مسدساً لتهديد وإخافة المجني عليه فإذا به يطلق النار عليه فيقتله .

حكم الجريمة المستحيلة :

في الفقه .
هناك من فرق بين الاستحالة النسبية والاستحالة المطلقة .
فالاستحالة الأولى : كمن يستخدم سلاحاً قاتلاً بطبيعته ولكن لا يستطيع استعماله … ويعاقب الجاني عليها بالشروع في القتل .

والاستحالة المطلقة : لا عقاب عليها كمن يضع سكراً في طعام شخص دون قصد منه فيموت الشخص لأنه مصاب بمرض السكر .

ورأي فقهي آخر .
يفرق بين الاستحالة القانونية والاستحالة المادية .
فالاستحالة المادية : ترجع إلى الوسيلة المستخدمة ، فهنا عقاب على الجاني يقع سواء أكانت الوسيلة تؤدي إلى إزهاق الروح أم لا .

والاستحالة القانونية : وهي أن ينعدم ركن من أركان الجريمة وتنعدم به الجريمة ولا عقاب على الفاعل .

رأي القانون السوري .
إن قانون العقوبات السوري يوقع العقاب مطلقاً ولا يفرق بين أن تكون وسيلة الاعتداء قاتلة أو غير قاتلة بطبيعتها .

فعاقب على الجريمة المستحيلة على أنها شروع في القتل بنص المادة 202 ” يعاقب على الشروع وإن لم يكن بالإمكان بلوغ الهدف بسبب ظرف مادي يجهله الفاعل “

إلا أن مشرعنا أخذ بفكرة الجريمة المستحيلة استثناء في حالتين هما :
1- إتيان الفاعل فعله عن غير فهم . كمن يحاول قتل آخر عن طريق السحر أو الشعوذة.
2- أن يرتكب الفاعل فعلاً ويظن خطأ أنه يشكل جريمة ( الجريمة الوهمية ) .

مثال : كمن يعتقد بتقمص الأرواح ، فإذا ذبح طائراً اعتقد أنه أجهز على روح بشرية كانت تتقمص بشكل الطير وظن خطأ أنه ارتكب جريمة قتل يعاقب عليها القانون.
إذاً- الأصل – لم يأخذ قانون العقوبات السوري بفكرة الجريمة المستحيلة
ف 1 من م 202 الاستثناء : أخذ بها في حالتين كما في ف 2 من م 202 .

إعادة نشر بواسطة محاماة نت